استغلت جماعات إرهابية مواقع إباحية وأخرى نسائية على شبكة الانترنت لتبادل المعلومات والصور الخاصة بالمواقع المستهدفة، بهدف الابتعاد عن أعين الرقابة الأمنية لكون تلك المواقع لا تعد من المواقع المشبوهة أمنيا، حسبما أفصح عنه كتاب نشرته جامعة الأمير نايف العربية للعلوم الأمنية، حسب موقع "مكة أون لاين" اليوم الثلثاء 9 سبتمبر/ أيلول 2014.
وأوضح الكتاب بعنوان «استعمال الانترنت في تمويل الإرهاب وتجنيد الإرهابيين» اشترك فيه عدة باحثين، أن الجماعات الإرهابية حرصت أيضا على استهداف الشبان والفتيات الذين يرتادون المواقع خصوصا النسائية بهدف تجنيدهم من خلال أسلوب منظم وخفي.
وأكد الباحثون أن تلك الجماعات لم تكتف بالبريد الالكتروني للتواصل فيما بينها، وتوظيف تقنيات التشفير لتبادل الرسائل عبر الانترنت، لتنسيق الإعداد للهجمات، مبينا أن من سمات المواقع الالكترونية المروجة للعنف والتطرف تقديم المعونة الفنية لمساعدة المتصفحين لإخفاء أثرهم عن أعين الرقابة الأمنية من خلال مواقع وسيطة أو برامج معينة.
ولم يستبعد الباحثون في الكتاب إمكانية استخدام الإرهابيين سلاحا من نوع آخر، وهو إنشاء الفيروسات ونشرها على الانترنت بغرض تدمير المواقع الأخرى والبيانات الموجودة بها، مؤكدين أنه مهما كان هناك حماية ضد تلك الفيروسات فإن هناك ثغرات تتيح للإرهابيين أن يطوروا بسهولة فيروسات جديدة تتغلب على وسائل الحماية الموجودة.
وعمدت تلك الجماعات إلى غرس القناعات الفكرية التي تتبناها وترويجها على الشبكة العنكبوتية وفق مراحل تنشئة فكرية اجتماعية يتم من خلالها إدماج الفرد في مجتمع الصفوة الجديد بتعزيز قيم ومعايير وقواعد معنوية ومادية جديدة ليكتمل البناء الفكري للحصول على نوعية الفرد الذي يريدون ومن ثم تشكيل الاتجاهات الاجتماعية التي يرغب المجتمع الجديد نقلها له من خلال إشباع حاجاته الأساسية خاصة الحاجة للأمن والمحبة والتقدير والمعلومات، إضافة إلى الحاجة للانتماء، إذ تعد هذه الخطوة مهمة لتلك الجماعات بعد العزل الشعوري واللا شعوري للمجندين الجدد عن محيطهم القديم.
مراحل بناء القناعات الفكرية المتطرفة عبر الانترنت
- 1 - تأسيس منظومة من القناعات الفكرية حول المجتمع والسياسة والحكم والحياة.
- 2 - التشكيك ونقد القناعات المستقرة عند الناس خاصة في الجانب السياسي بتوظيف ديني.
- 3 - التباهي بمجتمع الصفوة الجديد الذي ينتمون إليه مع ذم المجتمع الغارق في شهواته وجهله وتنفير الشباب من هذه المجتمعات الغارقة في ملذاتها.
- 4 - تشويه سيرة العلماء والدعاة من خارج الفكر وتتبع عثراتهم واتهامهم بمداهنة السلطات وبيع الذمة.
- 5 - تمجيد أسماء وسيرة شخصيات معاصرة وتاريخية وانتقاء ما يتناسب من مواقفها وآرائها لدعم وتعزيز الخط الفكري والعسكري لهذه التنظيمات.
- 6 - نسف الأفكار الوسطية وبناء أساس فقهي جديد يعتمد على الأفكار المتشددة كبديل وترويجه بين الشباب باستثمار حماسهم وقلة معرفتهم الشرعية.
- 7 - هدم الرموز الفكرية التي اعتاد الناس التوجه إليها كمراجع في مختلف القضايا وإعلاء أسماء رموز الفكر المتطرف كبديل نزيه في عالم يسوده الظلم والخيانة.
- 8 - الاغتيال المعنوي للرموز السياسية واتهامهم بالعمالة والمداهنة والطغيان وأن هؤلاء ما هم إلا طواغيت مسلطون على شباب الجهاد.
- 9 - إعلان إنشاء كيانات سياسية وتسمية أمراء ودول وعقد تحالفات وإعلان الحرب مثلما حصل في أفغانستان والعراق.
- 10 - الاندساس بين ذوي التقاليد القبلية والمحافظين لاستغلال ما يرونه من أخطاء في المناشط الثقافية ورفع صوت الاحتجاج وإثارة العامة.
