أبو طالب بن عبد المطلب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
أَبُو طَالِبٍ
تخطيط لاسم أَبُو طَالِبٍ
مؤمن قريش، سيد البطحاء (عند الشيعة)[1]
الولادة 88 قبل الهجرة النبوية - 534م
مكة
الوفاة 3 ق.هـ - 619م
مكة
مبجل(ة) في الإسلام
المقام الرئيسي مقبرة المعلاة
النسب أبوه: عَبْدِ المُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ
أمه: فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرِو
إخوته: عبد الله بن عبد المطلب، الزبير بن عبد المطلب، العباس بن عبد المطلب، حمزة بن عبد المطلب، الحارث بن عبد المطلب، ضرار بن عبد المطلب، الغيداق بن عبد المطلب، قثم بن عبد المطلب، أبو لهب بن عبد المطلب، صفية بنت عبد المطلب، عاتكة بنت عبد المطلب، أروى بنت عبد المطلب، أميمة بنت عبد المطلب، البيضاء بنت عبد المطلب، برة بنت عبد المطلب
زوجته: فاطمة بنت أسد
أبناؤه: علي بن أبي طالب، جعفر بن أبي طالب، عقيل بن أبي طالب، طالب بن أبي طالب، أم هانئ بنت أبي طالب، جمانة بنت أبي طالب، ريطة بنت أبي طالب، أسماء بنت أبي طالب

أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي، سيد قريش، عم الرسول محمد وكافله وناصره وحاميه، ووالد علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين وأول أئمة أهل البيت عند الشيعة.[2][3] كان أبو طالب منيعًا عزيزًا في قريش،[4] وسيدًا شريفًا مطاعًا مهيبًا.[5] وكان به عَرَجٌ.[6]

وُلد أبو طالب قبل النبي بخمس وثلاثين سنة، وتزوج من فاطمة بنت أسد، فأنجبت له: طالبًا، وعقيلًا، وجعفرًا، وعليًّا، وأمّ هانئ، وجمانة، وريطة، وأسماء، ولما مات عبد المطلب أوْصَى بمحمد إلى أبي طالب، فكفله وأحسن تربيته، ولما بعث قام في نصرته وذَبَّ عنه من عاداه، فلم يزل يذب عن رسول الله ويناوئ قريشًا إلى أن مات.[7]

ذهب مشهور أهل السنة والجماعة إلى أن أبو طالب مات كافرًا ولم يسلم،[8] بينما يعتقد الشيعة بأن أبا طالب مات مسلمًا مؤمنًا.[9]

نسبه واسمه[عدل]

تخطيط لاسم عبد المطلب، والد أبي طالب.

نسبه[عدل]

اسمه[عدل]

أمّا عن اسمه، فقد اختلف المؤرخون فيه، على عدة أقوال، منها:

  • أن اسمه عبد مناف: وهو القول الأشهر بين المؤرخين، ويُؤيد ذلك ما نُقل من وصية عبد المطلب في النبي لابنه أبي طالب:[12]
أُوصِيكَ يَا عَبْدَ مَنَافٍ بَعْدِي
بِمُوحَدٍ بَعْدَ أَبِيهِ فَرْدِ

ونُقل عن عبد المطلب أيضًا أَّنه قال:[12]

أَوْصَيْتُ مَنْ كَنَّيْتُهُ بِطَالِبِ
عَبْدَ مَنَافٍ وَهْوَ ذُو تَجَارِبِ

حياته قبل البعثة[عدل]

منظر كاشف لمكة من على متن جبل النور.

ولادته ونشأته[عدل]

وُلد أبو طالب بن عبد المطلب في مكة المكرمة، قبل ولادة النبي بخمس وثلاثين سنة، أي حوالي عام 88 قبل الهجرة النبوية، وذلك حسب بعض المصادر.[21][22] وتربى في حجر والده عبد المطلب بن هاشم.[23]

زواجه بفاطمة بنت أسد[عدل]

تخطيط لاسم فاطمة بنت أسد، زوجة أبي طالب.

تزوج أبو طالب من ابنة عمه فاطمة بنت أسد بن هاشم، فذهب لخطبتها من أبيها أسد، ورُوي أن أبا طالب خطب، وقال: «الحمد لله ربّ البيت العظيم، والمقام الكريم، والمشعر والحطيم، الذي اصطفانا أعلامًا، وسدنة، وعربًا خلّصًا، وحجبة، وبهاليل أطهارًا من الخناء والريب، والأذى والعيب، وأقام لنا المشاعر، وفضّلنا على العشائر، نجيّة آل إبراهيم، وصفوة زرع إسماعيل»، ثمّ قال: «معاشر قريش إنّني ممّن طاب محتده، وطهر مقعده، وعرف مولده، وعزّت جرثومته، وطابت أرومته، ذؤابة الذوائب، وسيّد الأعارب، وقد تزوّجت فاطمة بنت أسد، وسقت إليها المهر، وثبت الأمر، فيلوه واشهدوا». فقال أسد: «أنت أبا طالب بحيث المنصب الذي ذكرت، والفضل الذي وصفت، وقد زوّجناك ورضيناك»، ثمّ زفّت إليه.[24]

وفي ذلك يقول أمية بن الصلت:[25]

أغمرنا عرس أبي طالب
وكان عرسًا لين الجانبِ
إقراؤه الضيف بأقطارها
من رجل خف ومن راكبِ
فنازلوه سبعة أحصيت
أيامها للرجل الحاسبِ

أنجبت فاطمة لأبي طالب من الأولاد: «طالب»، و«عقيل»، و«جعفر»، و «علي»، و«أم هانئ» و«جمانة».[26]

وفاة عبد المطلب وكفالته للنبي[عدل]

لما بلغ النبي ثمان سنوات، تُوفي جدّهُ عبد المطلب، فكفله عمه أبي طالب وأحسن تربيته،[22] ورُوي أن عبد المطلب لمَّا حَضَرته الوفاةُ أوصى ابنَه أبا طالبٍ بالنبي لأنَّ عبدَ الله -والِدَ النبيِّ - وأبا طالبٍ كانا لأُمٍّ واحدةٍ،[27][28] وفي قول آخر أن النبي هو الذي اختار عمه أبو طالب، لكثرة مؤانسته وشفقته،[29] وقيل اقترع أبو طالب وشقيقه الزبير فخرجت القرعة لأبي طالب، وقيل بل كفله الزبير حتى مات ثم كفله أبو طالب.[30][31]

كان أبا طالب يحب النبي حبًا شديدًا لا يحبه لأحد من ولده، فكان لا ينام إلا إلى جنبه، وكان يخصه بأحسن الطعام،[30] وروى ابن عساكر وابن سعد عن ابن عباس أنه قال: «لمَّا توُفِّيَ عبدُ المطلب قَبَضَ أبو طالبٍ رسولَ اللَّه فكان يكونُ معه، وكان يُحِبُّه حبًّا شديدًا لا يُحِبُّ وَلَدَه مِثله، وكان لا يَنامُ إلَّا إلى جَنبِه، وكان يَخُصُّه بالطَّعامِ، وكان عيالُ أبي طالِبٍ إذا أكلوا جميعًا أو فُرادَى لم يَشبَعوا، وإذا أكَل معهم رسولُ اللَّه شَبِعوا. وكان أبو طالِبٍ إذا أراد أن يُغدِّيَهم أو يُعشِّيَهم يقول: كما أنتُم حتى يَحضُرَ ابني. فيَأتي رسولُ اللَّه فيأكُلُ معهم فيُفضِلون من طَعامِهم، وإن لم يَكُن معهم لم يُشبِعْهم، وإن كان لَبنًا شَرِبَ هو أوَّلَهم ثم يتناوَلُ العيالُ القَعْبَ -إناءٌ ضخمٌ كالقَصْعةِ- فيَشرَبون منه فيُروَون عن آخِرِهم من القَعبِ الواحِدِ، وإن كان أحدُهم لَيَشرَبُ قَعبًا وَحدَه، فيقول أبو طالبٍ: "إنَّكَ لَمُبارَكٌ!"».[27]

وذكر ابن إسحاق أن من شعر عبد المطلب فيما يوصي به:[32]

أُوصِيكَ يَا عَبْدَ مَنَافٍ بَعْدِي
بِمُوحَدٍ بَعْدَ أَبِيهِ فَرْدِ
فَارَقَهُ وَهُوَ ضَجِيعُ الْمَهْدِ
فَكُنْتُ كَالْأُمِّ لَهُ فِي الْوَجْدِ
تدنيه من أحشائها والكبد
حتى إذا خفت مداد الوعد
أوصيت أرجى أهلنا للتوفد
بابن الذي غيبته في اللحد
بالكره مني ثم لا بالعمد
فقال لي والقول ذو مرد
ما ابن أخي ما عشت في معد
إلا كأدنى ولدي في الود
عندي أرى ذلك باب الرشد
بل أحمد قد يرتجى للرشد
وكل أمر في الأمور ود
قد علمت علام أهل العهد
ان ابني سيد أهل نجد
يعلو على ذي البدن الأشد

وقال عبد المطلب أيضًا:[32]

أوصيت من كنيته بطالب
عبد مناف وهو ذو تجارب
بابن الذي قد غاب غير آئب
بابن أخ والنسوة الحبائب
بابن الحبيب أقرب الأقارب
فقال لي كشبه المعاتب
لا توصني ان كنت بالمعاتب
بثابت الحق علي واجب
محمد ذو العرف والذوائب
قلبي إليه مقبل وائب
فلست بالآيس غير الراغب
بأن يحق الله قول الراهب
فيه وأن يفضل آل غالب
إني سمعت أعجب العجائب
من كل حبر عالم وكاتب
هذا الذي يقتاد كالجنائب
من حل بالأبطح والأخاشب
أيضًا ومن ثاب إلى المثاوب
من ساكن للحرم أو مجانب

سفره إلى الشَّامِ مع النبيِّ مُحمد ولقاء بَحيرَا الراهب[عدل]

يُروى أن أبا طالب سافر في رَكبٍ للتِّجارةِ إلى الشَّامِ، فأخَذ النبيِّ مُحمد معه، وكان النبي في التاسعة أو العاشرة أو الثانية عشرة من عمره، وحين نزل الركب في بصرى، وكان بها راهب يُقال لهُ «بحيرا»، وكان خبيرًا وعالمًا بالإنجيل وبشؤون النصرانية، وأبصر بحيرا النبي مُحمد، فجعل الراهب يتأمله ويكلمه، ومن ثم التفت إلى أبي طالب فقال له: «ما هذا الغلام منك؟»، فقال: «ابني - وكان أبو طالب يدعوه بابنه لشدة محبته له وشفقته عليه -»، فقال له بحيرا: «ما هو بابنك وما ينبغي أن يكون أبو هذا الغلام حيًا»، فقال: «هو ابن أخي»، قال: «فما فعل أبوه؟»، قال: «مات وأمه حبلى به»، قال بحيرا: «صدقت فارجع به إلى بلده واحذر عليه يهود فو الله لئن رأوه هنا ليبلغنّه شرا، فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم»، فأسرع به أبو طالب عائدًا إلى مكة.[33][34][35]

أخرج الترمذي، عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري عن أبيه قال:[36][37]

أبو طالب بن عبد المطلب خرجَ أَبُو طالبٍ إِلى الشَّامِ وخرجَ معهُ النَّبيُّ في أشياخٍ من قُريشٍ، فَلمَّا أشرفُوا على الرَّاهِبِ هَبَطَ فحلُّوا رِحَالَهُمْ فَخرجَ إليهم الرَّاهبُ وكانوا قبل ذلكَ يمرُّون بهِ فلا يخرجُ إليهمْ ولا يَلتفِتْ، قَالَ: فَهُمْ يَحُلّونَ رحالَهُم فَجَعَلَ يتخلَّلهُمُ الرَّاهبُ حتَّى جاءَ فأخذَ بيدِ رَسُولِ اللَّهِ فقَالَ: هَذَا سيِّدُ العالمينَ، هَذَا رَسُولُ رَبِّ العالمينَ. يبعثُهُ اللَّهُ رحمةً للعالمينَ. فقَالَ لهُ أشياخٌ مِنْ قُريشٍ: ما عِلمُكَ؟ فقَالَ: إنَّكُمْ حينَ أشرفتُمْ من العقَبَةِ لم يبقْ حجرٌ ولا شَجرٌ إلاّ خرَّ ساجدًا. ولا يَسجُدانِ إلاّ لنبيٍّ، وإنِّي أعرفُهُ بخاتَمِ النُّبوَّةِ أسفَلَ من غُضروفِ كَتِفِهِ مثلَ التُّفاحَةِ، ثُمَّ رجَعَ فصنَعَ لهمْ طعامًا فَلمَّا أتاهمْ بِهِ فكَانَ هو في رِعْيَةِ الإبلِ فقَالَ: أرسلوا إليهِ فأقْبَلَ وعليهِ غَمَامَةٌ تُظِلُّهُ، فَلمَّا دنا من القومِ وجَدَهمْ قدْ سبقوهُ إِلى فيءِ الشَّجرةِ فَلمَّا جلسَ مالَ فَيءُ الشَّجرةِ عليهِ فقَالَ: انظروا إِلى فيءِ الشَّجرةِ مالَ عليهِ. قَالَ: فبينما هو قائمٌ عليها وهو يُنَاشِدُهُمْ أنْ لا يذهَبُوا بهِ إِلى الرُّومِ فإنَّ الرُّومَ إِنْ رأوهُ عرفوهُ بالصِّفةِ فيقتُلونَهُ، فالتَفَتَ فإذا بسبعةٍ قدْ أقبلوا منَ الرُّومِ فاستقبَلَهُمْ فقَالَ: ما جَاءَ بكم؟ قَالُوا: جِئنَا إِلى هَذَا النَّبيَّ خارجٌ في هَذَا الشَهْرِ، فلمْ يبقَ طريقٌ إلا بُعثَ إليهِ بأُناسٍ، وإنَّا قدْ أُخْبِرْنَا خَبَرَهُ بعثنا إِلى طَرِيقِكَ هَذَا، فقَالَ: هلْ خلفكُمْ أحدٌ هو خيرٌ منكُمْ؟ قَالُوا: إنَّما أُخْبِرْنَا خَبَرَهُ بطريقكَ هَذَا. قَالَ: أفرأيتمْ أمرًا أرادَ اللَّهُ أنْ يَقْضِيَهُ هل يستطيعُ أحدٌ من النَّاسِ ردَّهُ؟ قَالُوا: لا. قَالَ: فبايَعُوهُ وأقاموا معَهُ، قَالَ: أنشدكمْ باللَّهِ أَيُّكمْ وَلِيُّهُ؟ قَالُوا: أَبُو طالبٍ، فلم يزلْ يُناشِدُهُ حتَّى ردَّهُ أَبُو طالبٍ وبعثَ معهُ أَبُو بكرٍ بلالًا وزوَّدهُ الرَّاهبُ من الكعكِ والزَّيتِ أبو طالب بن عبد المطلب

قال الترمذي: «حسن غريب»، وقال الألباني: «صحيح لكن ذكر بلال فيه منكر»،[36][38] كما رواها ابن أبي شيبة في «مصنفه»، والحاكم في «المستدرك» وغيرهما.[36] وفي المقابل، هُناك من يُشكك ويُنكر هذه القصة، فيقول الذهبي في التلخيص: «قال -أي الحاكم-: على شرط البخاري ومسلم. قلت -أي الذهبي-: أظنه موضوعًا وبعضه باطل».[35][39][40]

مشاركته في حرب الفجار[عدل]

قيل أن أبي طالب والنبي محمد شاركا في حرب الفجار، فقد رُوي عن النبي أنّه قال: «شهدت الفجار مع عمي أبي طالب وأنا غلام»،[41] وقد رُوي عن النبي أنه قال أيضًا: «كُنْتُ أَنْبُلُ عَلَى أَعْمَامِي»،[42] كما ذكر الواقدي أن أبا طالب أصاب يوم الفِجار سهم في قدمه، فكان يَخْمَعُ منه.[43]

بينما أنكر البعض أن يكون النبي قد اشترك فيها، فقد قال أكرم العمري أنه لم يثبت أن النبي شهدها،[44][45] وقيل أن أبي طالب لم يشارك فيها أيضًا، حيث رُوي أن أبا طالب منع أن يكون فيها أحد من بني هاشم وقال: «هذا ظلم وعدوان وقطيعة واستحلال للشهر الحرام، ولا أحضره ولا أحد من أهلي»، فأخرج الزبير بن عبد المطلب مستكرها، وقال عبد الله بن جدعان التيمي وحرب ابن أمية: «لا نحضر أمرا تغيب عنه بنو هاشم»، فخرج الزبير.[41]

زواج رسول الله من خديجة[عدل]

كان لأبي طالب دور بازر في زوج النبي مُحمد من خديجة بنت خويلد، حيث يُذكر أن أبا طالب خرج مع أهل بيته ومعه نفر من قريش، حتى خطبها من عمرو بن أسد، عمّ خديجة، وقيل بل خطبها من ورقة بن نوفل، ويُقال إن الذي زوج رسول الله من خديجة أبوها خويلد بن أسد،[46][47] وقيل إن الذي ذهب للخطبة هو حمزة بن عبد المطلب.[48]

وخطب أبو طالب فقال: «الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم، وزرع إسماعيل وضِئْضِىءِ معدّ، وعنصر مضر، وجعلنا حضنة بيته وسُوّاس حرمه، وجعله لنا بيتًا محجوجًا وحرمًا آمنًا، وجعلنا حكّام الناس، ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يُوزن به رجل شرفًا ونبلًا وفضلًا، وإن كان في المال قُلٌّ، فإن المال ظل زائل، وأمر حائل، وعارية مستردّة، وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم وخطر جليل، وقد خطب إليكم رغبة في كريمتكم خديجة، وقد بذل لها من الصَّدَاقِ كذا».[49]

ثم رد عليه ورقة بن نوفل قائلًا: «الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت وفضلنا على ما عددت فنحن سادة العرب وقادتها وأنتم أهل ذلك كله لا تنكر العشيرة فضلكم ولا يرد أحد من الناس فخركم وشرفكم؛ وقد رغبنا في الاتصال بحبلكم وشرفكم فاشهدوا عليّ معاشر قريش بأني قد زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله على كذا». ثم سكت، فقال أبو طالب: «قد أحببت أن يشركك عمها»، فقال عمها عمرو بن أسد: «اشهدوا عليّ يا معشر قريش أني قد أنكحت محمد بن عبد الله خديجة بنت خويلد»، وعلى إثر ذلك تم الزواج، وأولم عليها محمد فنحر جزورا وقيل جزورين وأطعم الناس، حضر العقد بنو هاشم ورؤساء مضر، وأصدقها عشرين بَكْرة.[50]

حياته بعد البعثة[عدل]

بداية البعثة[عدل]

لما بعث النبي محمد، وأسلمت خديجة بنت خويلد، وأسلم معه علي بن أبي طالب، وذكر ابن إسحاق أن عليًا كان يخفي إسلامه عن أبيه أبي طالب،[51][52] وروى ابن إسحاق أيضًا أن رسول الله كان إذا حضرت الصلاة، خرج إلى شعاب مكة، وخرج معه علي مستخفيًا من عمه أبي طالب وجميع أعمامه وسائر قومه، فيصليان الصلوات فيها، فإذا أمسيا رجعًا، فمكثا كذلك، حتى عثر عليهما أبي طالب يومًا وهما يصليان، فقال لرسول الله: «يا بن أَخِي، مَا هَذَا الدِّينُ الَّذِي أَرَاكَ تَدِينُ بِهِ؟»، قال: «أَيْ عَمِّ، هَذَا دِينُ اللَّهِ وَدِينُ مَلَائِكَتِهِ وَدِينُ رُسُلِهِ، وَدِينُ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ- أَوْ كَمَا قَالَ- بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ رَسُولًا إِلَى الْعِبَادِ، وَأَنْتَ يَا عَمُّ أَحَقُّ مَنْ بَذَلْتُ لَهُ النَّصِيحَةَ، وَدَعَوْتُهُ إِلَى الْهُدَى، وَأَحَقُّ مَنْ أَجَابَنِي إِلَيْهِ، وَأَعَانَنِي عَلَيْهِ- أَوْ كَمَا قال»، فقال أبو طالب: «يا بن أَخِي، إِنِّي لا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُفَارِقَ دِينِي وَدِينَ آبَائِي وَمَا كَانُوا عَلَيْهِ، وَلَكِنْ وَاللَّهِ لا يَخْلُصُ إِلَيْكَ بِشَيْءٍ تَكْرَهُهُ مَا حَيِيتُ».[52] وكان أبو طالب يقول لابنه علي: «وَآزِرِ ابْنَ عَمِّكَ وَانْصُرْهُ».[53]

الجهر بالدعوة ودفاع أبي طالب عن النبي[عدل]

تزول آية الإنذار[عدل]

جاء في كتاب «الكامل في التاريخ» عن جعفر بن عبد الله بن أبي الحكم أنّه لما نزلت ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ۝٢١٤ [الشعراء:214]، دعا النبي بني هاشم فحضروا، ومعهم نفر من بني المطلب بن عبد مناف، فكانوا خمسة وأربعين رجلا. فبادره أبو لهب وقال: «وهؤلاء هم عمومتك وبنو عمك فتكلم ودع الصبّاة. واعلم أنه ليس لقومك بالعرب قاطبة طاقة، وأنا أحق من أخذك، فحسبك بنو أبيك، وإن أقمت على ما أنت عليه فهو أيسر عليهم من أن يثب بك بطون قريش، وتمدهم العرب، فما رأيت أحدا جاء على بني أبيه بشر مما جئت به»، فسكت النبي، ولم يتكلم في ذلك المجلس.

ثم دعاهم ثانية وقال: «الْحَمْدُ لِلَّهِ، أَحْمَدُهُ وَأَسْتَعِينُهُ وَأُومِنُ بِهِ وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ»، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الرَّائِدَ لَا يَكْذِبُ أَهْلَهُ، وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ خَاصَّةً وَإِلَى النَّاسِ عَامَّةً، وَاللَّهِ لَتَمُوتُنَّ كَمَا تَنَامُونَ، وَلَتُبْعَثُنَّ كَمَا تَسْتَيْقِظُونَ، وَلَتُحَاسَبُنَّ بِمَا تَعْمَلُونَ، وَإِنَّهَا الْجَنَّةُ أَبَدًا وَالنَّارُ أَبَدًا»، فقال أبو طالب: «مَا أَحَبَّ إِلَيْنَا مُعَاوَنَتَكَ وَأَقْبَلَنَا لِنَصِيحَتِكَ وَأَشَدَّ تَصْدِيقَنَا لِحَدِيثِكَ، وَهَؤُلَاءِ بَنُو أَبِيكَ مُجْتَمِعُونَ، وَإِنَّمَا أَنَا أَحَدُهُمْ، غَيْرَ أَنِّي أَسْرَعُهُمْ إِلَى مَا تُحِبُّ، فَامْضِ لِمَا أُمِرْتَ بِهِ فَوَاللَّهِ لَا أَزَالُ أَحُوطُكَ وَأَمْنَعُكَ، غَيْرَ أَنَّ نَفْسِي لَا تُطَاوِعُنِي عَلَى فِرَاقِ دِينِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ».

فقال أبو لهب: «هذه والله السوأة! خذوا على يديه قبل أن يأخذ غيركم»، فقال أبو طالب: «وَاللَّهِ لَنَمْنَعَنَّهُ مَا بَقِينَا».[54][55]

وفد قريش إلى أبي طالب[عدل]

المرة الأولى[عدل]

فلما رأت قريش محاماة أبي طالب عنه وقيامه دونه، وامتناعه من أن يسلمه، مشى إليه رجال من أشراف قريش، منهم عتبة بن ربيعة، وشيبة أخوه، وأبو سفيان بن حرب، وأبو البختري بن هشام، والأسود بن المطلب، والوليد بن المغيرة، وأبو جهل عمرو بن هشام، والعاص بن وائل، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج، وأمثالهم من رؤساء قريش فقالوا: «يَا أَبَا طَالِبٍ، إنَّ ابْنَ أَخِيكَ قَدْ سَبَّ آلِهَتَنَا، وَعَابَ دِينَنَا، وَسَفَّهُ أَحْلَامَنَا، وَضَلَّلَ آبَاءَنَا، فَإِمَّا أَنْ تَكُفَّهُ عَنَّا، وَإِمَّا أَنَّ تُخِلِّي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ، فَإِنَّكَ عَلَى مِثْلِ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ مِنْ خِلَافِهِ، فَنَكْفِيكَهُ». فقال لهم أبو طالب قولًا رفيقًا، وردهم ردا جميلًا، فانصرفوا عنه.[56][57]

المرة الثانية[عدل]

ومضى النبي محمد على ما هو عليه، يظهر دين الله، ويدعو إليه، ثم شرق الأمر بينه وبينهم، تباعدا وتضاغنا، حتى أكثرت قريش ذكر النبي محمد بينها، وتذامروا فيه، وحض بعضهم بعضا عليه، فمشوا إلى أبى طالب مره ثانية، فقالوا: «يَا أَبَا طَالِبٍ، إنَّ لَكَ سِنًّا وَشَرَفًا وَمَنْزِلَةً فِينَا، وَإِنَّا قَدْ اسْتَنْهَيْنَاكَ مِنْ ابْنِ أَخِيكَ فَلَمْ تَنْهَهُ عَنَّا، وَإِنَّا وَاَللَّهِ لَا نَصْبِرُ عَلَى هَذَا مِنْ شَتْمِ آبَائِنَا، وَتَسْفِيهِ أَحْلَامِنَا، وَعَيْبِ آلِهَتِنَا، حَتَّى تَكُفَّهُ عَنَّا، أَوْ نُنَازِلَهُ وَإِيَّاكَ فِي ذَلِكَ، حَتَّى يَهْلِكَ أَحَدُ الْفَرِيقَيْنِ، أَوْ كَمَا قَالُوا لَهُ». ثم انصرفوا عنه، فعظم على أبي طالب فراق قومه وعداوتهم، ولم يطب نفسا بإسلام النبي لهم ولا خذلانه.

وبعث أبو طالب إلى رسول الله، فقال له: «يَا ابْنَ أَخِي، إنَّ قَوْمَكَ قَدْ جَاءُونِي، فَقَالُوا لِي كَذَا وَكَذَا، لِلَّذِي كَانُوا قَالُوا لَهُ، فَأَبْقِ عَلَيَّ وَعَلَى نَفْسِكَ، وَلَا تُحَمِّلْنِي مِنْ الْأَمْرِ مَا لَا أُطِيقُ»، فظن النبي أنه قد بدا لعمه فيه بداء أنه خاذله ومسلمه، وأنه قد ضعف عن نصرته والقيام معه. فقال رسول الله: «يَا عَمُّ، وَاَللَّهِ لَوْ وَضَعُوا الشَّمْسَ فِي يَمِينِي، وَالْقَمَرَ فِي يَسَارِي عَلَى أَنْ أَتْرُكَ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يُظْهِرَهُ اللَّهُ، أَوْ أَهْلِكَ فِيهِ، مَا تَرَكْتُهُ»، ثم استعبر رسول الله، فبكى ثم قام، فلما ولى ناداه أبو طالب، فقال: «أَقْبِلْ يَا بن أَخِي»، فأقبل عليه رسول الله، فقال: «اذْهَبْ يَا بن أَخِي، فَقُلْ مَا أَحْبَبْت، فو الله لَا أُسْلِمُكَ لِشَيْءِ أَبَدًا».[56][57]

وذكر ابن إسحاق أن أبا طالب قال شعرًا حين أجمع لذلك من نصرة رسول الله عليه والدفاع عنه على ما كان من عداوة قومه:[58]

وَاللهِ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ بِجَمْعِهِمْ
حَتَّى أُوَسَّدَ فِي التُّرَابِ دَفِينَا
فَامْضِي لِأَمْرِكَ مَا عَلَيْكَ غَضَاضَةٌ
أَبْشِرْ وَقِرَّ بِذَاكَ مِنْكَ عُيونَا
وَدَعَوتَنِي وَزَعَمْتَ أَنَّكَ نَاصِحِي
فَلَقَدْ صَدَقْتَ وَكُنْتَ قَبْلُ أَمِينَا
وَعَرَضْتَ دِينًا قَدْ عَرَفْتُ بِأَنَّهُ
مِنْ خَيْرِ أَدْيَانِ الْبَرِيَّةِ دِينَا
لَوْلَا الْمَلَامَةُ أَوْ حِذَارِي سُبَّةً
لَوَجَدْتَنِي سَمْحًا بِذَاكَ مُبِينَا

وعن عقيل بن أبي طالب قال:[59][60]

أبو طالب بن عبد المطلب جَاءَتْ قُرَيْشٌ إِلَى أَبِي طَالِبٍ فَقَالُوا: يَا أَبَا طَالِبٍ، إِنَّ ابْنَ أَخِيكَ يَأْتِينَا فِي أَفْنِيَتِنَا، وَفِي نَادِينَا، فَيُسْمِعُنَا مَا يُؤْذِينَا بِهِ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَكُفَّهُ عَنَّا فَافْعَلْ. فَقَالَ لِي: يَا عَقِيلُ، الْتَمَسْ لِي ابْنَ عَمِّكَ، فَأَخْرَجْتُهُ مِنْ كِبْسٍ مِنْ أَكْبَاسِ أَبِي طَالِبٍ، فَأَقْبَلَ يَمْشِي مَعِي يَطْلُبُ الْفَيْءَ يَمْشِي فِيهِ، فَلَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ: يَا ابْنَ أَخِي، وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِنْ كُنْتَ لِي لَمُطَاعًا، وَقَدْ جَاءَ قَوْمُكَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ تَأْتِيهِمْ فِي كَعْبَتِهِمْ، وَفِي نَادِيهِمْ تُسْمِعُهُمْ مَا يُؤْذِيهِمْ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَكُفَّ عَنْهُمْ. فَحَلَّقَ بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: " وَاللَّهِ مَا أَنَا بِأَقْدَرَ أَنْ أَدَعَ مَا بُعِثْتُ بِهِ مِنْ أَنْ يُشْعِلَ أَحَدُكُمْ مِنْ هَذِهِ الشَّمْسِ شُعْلَةً مِنْ نَارٍ ". فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: وَاللَّهِ مَا كَذَبَ ابْنُ أَخِي قَطُّ، ارْجِعُوا رَاشِدِينَ أبو طالب بن عبد المطلب
المرة الثالثة[عدل]

ثم إن قريشًا حين عرفوا أن أبا طالب قد أبى خذلان رسول الله وإسلامه، وإجماعه لفراقهم في ذلك وعداوتهم، مشوا إليه بعمارة بن الوليد، فقالوا له: «يا أبا طالب، هذا عمارة ابن الوليد، أنهد فتى في قريش وأجمله، فخذه فلك عقله ونصره، واتخذه ولدا فهو لك، وأسلم إلينا ابن أخيك هذا، الذي قد خالف دينك ودين آبائك، وفرق جماعة قومك، وسفه أحلامهم، فنقتله، فإنما هو رجل برجل»، قال أبو طالب: «وَاَللَّهِ لَبِئْسَ مَا تَسُومُونَنِي! أَتُعْطُونَنِي ابْنَكُمْ أَغْذُوهُ لَكُمْ، وَأُعْطِيكُمْ ابْنِي تَقْتُلُونَهُ! هَذَا وَاَللَّهِ مَا لَا يَكُونُ أَبَدًا». فقال المطعم بن عدي: «والله يا أبا طالب لقد أنصفك قومك، وجهدوا على التخلص مما تكرهه، فما أراك تريد أن تقبل منهم شيئًا»، فقال أبو طالب للمطعم: «وَاَللَّهِ مَا أَنْصَفُونِي، وَلَكِنَّكَ قَدْ أَجْمَعْتَ خِذْلَانِي وَمُظَاهَرَةَ الْقَوْمِ عَلَيَّ، فَاصْنَعْ مَا بَدَا لَكَ» أو كما قال. فحقب الأمر، وحميت الحرب، وتنابذ القوم، وبادى بعضهم بعضًا.[56]

وقال أبو طالب عند ذلك، يعرض بالمطعم بن عدي، ويعم من خذله من بني عبد مناف، ومن عاداه من قبائل قريش، ويذكر ما سألوه، وما تباعد من أمرهم:

أَلا قل لِعَمْرٍو وَالْوَلِيدِ وَمُطْعِمٍ
أَلَا لَيْتَ حَظِّي مِنْ حِيَاطَتِكُمْ بَكْرُ
مِنْ الْخُورِ حَبْحَابٌ كَثِيرٌ رُغَاؤُهُ
يَرُشُّ عَلَى السَّاقَيْنِ مِنْ بَوْلِهِ قَطْرُ
تَخَلَّفَ خَلْفَ الْوِرْدِ لَيْسَ بِلَاحِقِ
إذَا مَا عَلَا الْفَيْفَاءَ قِيلَ لَهُ وَبْرُ
أَرَى أَخَوَيْنَا مِنْ أَبِينَا وَأُمِّنَا
إذَا سُئِلَا قَالَا إلَى غَيْرِنَا الْأَمْرُ
بَلَى لَهُمَا أَمْرٌ وَلَكِنْ تَجَرْجَمَا
كَمَا جُرْجِمَتْ مِنْ رَأْسِ ذِي عَلَقِ الصَّخْرِ
أَخُصُّ خُصُوصًا عَبْدَ شَمْسٍ وَنَوْفَلًا
هُمَا نَبَذَانَا مِثْلَ مَا يُنْبَذُ الْجَمْرُ
هُمَا أَغْمَزَا لِلْقَوْمِ فِي أَخَوَيْهِمَا
فَقَدْ أَصْبَحَا مِنْهُمْ أَكُفُّهُمَا صِفْرُ
هُمَا أَشْرَكَا فِي الْمَجْدِ مَنْ لَا أَبَا لَهُ
مِنْ النَّاسِ إلَّا أَنْ يُرَسَّ لَهُ ذِكْرُ
وَتَيْمٌ وَمَخْزُومٌ وَزُهْرَةُ مِنْهُمْ
وَكَانُوا لَنَا مَوْلًى إذَا بغى النّصر
فو الله لَا تَنْفَكُّ مِنَّا عَدَاوَةٌ
وَلَا مِنْهُمْ مَا كَانَ مِنْ نَسْلِنَا شَفْرُ
فَقَدْ سَفُهَتْ أَحْلَامُهُمْ وَعُقُولُهُمْ
وَكَانُوا كَجَفْرٍ بِئْسَ مَا صَنَعَتْ جَفْرُ

قال ابن هشام: «تَرَكْنَا مِنْهَا بَيْتَيْنِ أَقْذَعَ فِيهِمَا».[56]

الهجرة إلى الحبشة وشعر أبي طالب[عدل]

ولما هاجر المسلمون إلى الحبشة، قال أبو طالب أبياتًا للنجاشي يحضهم على حسن جوارهم والدفع عنهم:[61]

لِيَعْلَمْ خِيَارُ النَّاسِ أَنَّ مُحَمَّدًا
وَزِيرٌ لِمُوسَى وَالْمَسِيحِ ابْنِ مَرْيَمْ
أَتَانَا بِهَدْيٍ مِثْلِ مَا أَتَيَا بِهِ
فَكُلٌّ بِأَمْرِ اللَّهِ يَهْدِي وَيَعْصِمْ
وَأَنَّكُمْ تَتْلُونَهُ فِي كِتَابِكُمْ
بِصِدْقِ حَدِيثٍ لَا حَدِيثَ الْمُبَرْجِمْ
وَإِنَّكَ مَا تَأْتِيكَ مِنْهَا عِصَابَةٌ
بِفَضْلِكَ إِلَّا أُرْجِعُوا بِالتَّكَرُّمِ

حصار بني هاشم[عدل]

لما بلغ قريشًا فعل النجاشي بالمسلمين، وأن عمر بن الخطاب وحمزة بن عبد المطلب قد أسلما، وعندما رأوا الإسلام يفشوا في القبائل، كبُر ذلك عليهم، وأجمعوا على قتل محمد، فكلّموا بني هاشم في ذلك فرفضوا تسليمه إليهم، وأجمع بنو هاشم أمرهم على أن يُدخلوا محمدًا شِعبَهم ويمنعوه ممن أراد قتله،[62] فانحازت بنو المطلب بن عبد مناف إلى أبي طالب في شعبه مع بني هاشم مسلمهم وغير مسلمهم،[63] إلا أبو لهب فإنه فارقهم وكان مع قريش.[64] ولمّا عرفت قريش ذلك، أجمعوا على حصار بني هاشم، بألا يناكحوهم ولا يبايعوهم ولا يخالطوهم ولا يجالسوهم، حتى يسلموا محمدًا للقتل، وكتبوا بذلك كتابًا وعلّقوه في جوف الكعبة.[65] وكان الذي كتب الصحيفة «منصور بن عكرمة العبدري»، والذي قد رُوي أن النبي محمد قد دعى عليه فشُلّت يده.[65]

وحصروا بني هاشم في شعب أبي طالب ليلة هلال المحرم سنة سبع من البعثة (6 ق هـ)،[62] وقطعوا عنهم الميرة والمادة، فكانوا لا يخرجون إلا من موسم إلى موسم حتى اشتد عليهم الحصار، وكانوا ينفقون من أموال خديجة بنت خويلد، وأموال أبي طالب حتى نفدت، واضطروا بعدها إلى أن يأكلوا ورق الشجر، وسُمع أصوات صبيانهم من وراء الشعب،[66][67] فأقاموا في الشعب ثلاث سنين، وقيل سنتين.[63]

فلما اجتمعت على ذلك قريش، وصنعوا فيه الذي صنعوا، قال أبو طالب:[68]

أَلَا أَبْلِغَا عَنِّي عَلَى ذَاتِ بَيْنِنَا
لُؤَيًّا وَخُصَّا مِنْ لُؤَيٍّ بَنِي كَعْبِ
أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّا وَجَدْنَا مُحَمَّدًا
نَبِيًّا كَمُوسَى خُطَّ فِي أَوَّلِ الْكُتُبِ
وَأَنَّ عَلَيْهِ فِي الْعِبَادِ مَحَبَّةً
وَلَا خَيْرَ مِمَّنْ خَصَّهُ اللَّهُ بِالْحُبِّ
وَأَنَّ الَّذِي أَلْصَقْتُمْ مِنْ كِتَابكُمْ
لَكُمْ كَائِنٌ نَحْسًا كَرَاغِيَةِ السَّقْبِ
أَفِيقُوا أَفِيقُوا قَبْلَ أَنْ يُحْفَرَ الثَّرَى
وَيُصْبِحَ مَنْ لَمْ يَجْنِ ذَنْبًا كَذِي الذَّنْبِ
وَلَا تَتْبَعُوا أَمْرَ الْوُشَاةِ وَتَقْطَعُوا
أَوَاصِرَنَا بَعْدَ الْمَوَدَّةِ وَالْقُرْبِ
وَتَسْتَجْلِبُوا حَرْبًا عَوَانًا وَرُبَّمَا
أَمُرُّ عَلَى مَنْ ذَاقَهُ جَلَبُ الْحَرْبِ
فَلَسْنَا وَرَبِّ الْبَيْتِ نُسْلِمُ أَحْمَدًا
لِعَزَّاءِ مَنْ عَضَّ الزَّمَانُ وَلَا كَرْبِ
وَلَمَّا تَبِنْ مِنَّا وَمِنْكُمْ سَوَالِفُ
وَأَيْدٍ أُتِرَّتْ بِالْقَسَاسِيَّةِ الشُّهْبِ
بِمُعْتَرَكٍ ضَيْقٍ تَرَى كَسْرَ الْقَنَا
بِهِ وَالنُّسُورَ الطُّخْمَ يَعْكُفْنَ كَالشَّرْبِ
كَأَنَّ مُجَالَ الْخَيْلِ فِي حَجَرَاتِهِ
وَمَعْمَعَةَ الْأَبْطَالِ مَعْرَكَةُ الْحَرْبِ
أَلَيْسَ أَبُونَا هَاشِمٌ شَدَّ أَزْرَهُ
وَأَوْصَى بَنِيهِ بِالطِّعَانِ وَبِالضَّرْبِ
وَلَسْنَا نَمَلُّ الْحَرْبَ حَتَّى تَمَلَّنَا
وَلَا نَشْتَكِي مَا قَدْ يَنُوبُ مِنْ النَّكْبِ
وَلَكِنَّنَا أَهْلُ الْحَفَائِظِ وَالنُّهَى
إذَا طَارَ أَرْوَاحُ الْكُمَاةِ مِنْ الرُّعْبِ

سعى خمسة من رؤساء قريش في نقض الصحيفة وإنهاء الحصار، فكان أول من بدأ في ذلك الأمر هشام بن عمرو والذي كان يأتي بني هاشم وبني المطلب بالطعام إلى الشعب ليلًا،[69] وآزره زهير بن أبي أمية (أمه عاتكة بنت عبد المطلبوالمطعم بن عدي، وأبو البختري بن هشام، وزمعة بن الأسود.[69] ثم قد علم النبي محمد أمر صحيفتهم وأن الأرضة قد أكلت ما كان فيها إلا ذكر الله، وهي كلمة «باسمك اللهم»، فذكر النبي ذلك لأبي طالب.[69]

وروى ابن سعد أنه لما مضت ثلاث سنين، علم النبي محمد أمر الصحيفة، وأن الأرضة قد أكلت ما كان فيها إلا ذكر الله، فذكر النبي ذلك لعمه، فقال أبو طالب: «أَحَقٌّ مَا تُخْبِرُنِي يَا ابْنَ أَخِي؟»، قال: «نَعَمْ وَاللَّهِ!»، فذكر أبو طالب ذلك لإخوته، فقالوا له: «مَا ظَنُّكَ بِهِ؟»، فقال أبو طالب: «وَاللَّهِ مَا كَذَبَنِي قَطُّ»، قال: «فَمَا تَرَى؟»، قال: «أَرَى أَنْ تَلْبَسُوا أَحْسَنَ مَا تَجِدُونَ مِنَ الثِّيَابِ ثُمَّ تَخْرُجُونَ إِلَى قُرَيْشٍ فَنَذْكُرُ ذَلِكَ لَهُمْ قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَهُمُ الْخَبَرُ». فخرجوا حتى دخلوا المسجد، فصمدوا إلى الحجر وكان لا يجلس فيه إلا مسان قريش وذوو نهاهم، فترفعت إليهم المجالس ينظرون ماذا يقولون. فقال أبو طالب: «إِنَّا قَدْ جِئْنَا لأَمْرٍ فَأَجِيبُوا فِيهِ بِالَّذِي يُعْرَفُ لَكُمْ»، قالوا: «مَرْحَبًا بِكُمْ وَأَهْلا وَعِنْدَنَا مَا يَسُرُّكَ فَمَا طَلَبْتَ؟»، فقال: «إِنَّ ابْنَ أَخِي قَدْ أَخْبَرَنِي وَلَمُ يَكْذِبْنِي قَطُّ أَنَّ اللَّهَ سَلَّطَ عَلَى صَحِيفَتِكُمُ الَّتِي كَتَبْتُمُ الأَرَضَةَ فَلَمَسَتْ كُلَّ مَا كَانَ فِيهَا مِنْ جَوْرٍ أَوْ ظُلْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ وَبَقِيَ فِيهَا كُلُّ مَا ذُكِرَ بِهِ اللَّهُ. فَإِنْ كَانَ ابْنُ أَخِي صَادِقًا نَزَعْتُمْ عَنْ سُوءِ رَأْيِكُمْ. وَإِنْ كَانَ كَاذِبًا دَفَعْتُهُ إِلَيْكُمْ فَقَتَلْتُمُوهُ أَوِ اسْتَحْيَيْتُمُوهُ إِنْ شِئْتُمْ»، قالوا: «قَدْ أَنْصَفْتَنَا».[70]

فأرسلوا إلى الصحيفة. فلما أتي بها قال أبو طالب: «اقرؤوها»، فلما فتحوها إذا هي كما قال رسول الله قد أكلت إلا ما كان من ذكر الله فيها. فسقط في أيدي القوم ثم نكسوا على رؤوسهم. فقال أبو طالب: «هَلْ تَبَيَّنَ لَكُمْ أَنَّكُمْ أَوْلَى بِالظُّلْمِ وَالْقَطِيعَةِ وَالإِسَاءَةِ؟» فلم يراجعه أحد من القوم. وتلاوم رجال من قريش على ما صنعوا ببني هاشم. فمكثوا غير كثير. ورجع أبو طالب إلى الشعب وهو يقول: «يا معشر قريش علام نُحْصَرُ وَنُحْبَسُ وَقَدْ بَانَ الأَمْرُ؟»، ثم دخل هو وأصحابه بين أستار الكعبة والكعبة فقال: «اللَّهُمَّ انْصُرْنَا مِمَّنْ ظَلَمَنَا. وَقَطَعَ أَرْحَامَنَا. وَاسْتَحَلَّ مِنَّا مَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ مِنَّا!»، ثم انصرفوا.[70] وعند ذلك قام المطعم بن عدي إلى الصحيفة فمزقها، ثم مشى مع من أجمعوا على نقض الصحيفة، فلبسوا السلاح ثم خرجوا إلى بني هاشم وبني المطلب فأمروهم بالخروج إلى مساكنهم ففعلوا.[71] وكان خروجهم من الشعب في السنة العاشرة للبعثة (3 ق هـ).[70]

ولما مزقت الصحيفة وبطل ما فيها. قال أبو طالب، فيما كان من أمر أولئك النفر الذين قاموا في نقضها يمدحهم:[72]

أَلَا هَلْ أَتَى بَحْرِيَّنَا صُنْعُ رَبِّنَا
عَلَى نَأْيِهِمْ وَاَللَّهُ بِالنَّاسِ أَرْوَدُ
فَيُخْبِرَهُمْ أَنَّ الصَّحِيفَةَ مُزِّقَتْ
وَأَنْ كُلُّ مَا لَمْ يَرْضَهُ اللَّهُ مُفْسَدُ
تُرَاوِحُهَا إفْكٌ وَسِحْرٌ مُجَمَّعٌ
وَلَمْ يُلْفَ سِحْرٌ آخِرَ الدَّهْرِ يَصْعَدُ
تَدَاعَى لَهَا مَنْ لَيْسَ فِيهَا بِقَرْقَرٍ
فَطَائِرُهَا فِي رَأْسِهَا يَتَرَدَّدُ
وَكَانَتْ كِفَاءً رَقْعَةٌ بِأَثِيمَةٍ
لِيُقْطَعَ مِنْهَا سَاعِدٌ وَمُقَلَّدُ
وَيَظْعَنُ أَهْلُ الْمَكَّتَيْنِ فَيَهْرُبُوا
فَرَائِصُهُمْ مِنْ خَشْيَةِ الشَّرِّ تُرْعَدُ
وَيُتْرَكُ حَرَّاثٌ يُقَلِّبُ أَمْرَهُ
أَيُتْهِمُ فِيهِمْ عِنْدَ ذَاكَ وَيُنْجِدُ
وَتَصْعَدُ بَيْنَ الْأَخْشَبَيْنِ كَتِيبَةٌ
لَهَا حُدُجٌ سَهْمٌ وَقَوْسٌ وَمِرْهَدُ
فَمَنْ يَنْشَ مِنْ حُضَّارِ مَكَّةَ عِزُّهُ
فَعِزَّتُنَا فِي بَطْنِ مَكَّةَ أَتْلَدُ
نَشَأْنَا بِهَا وَالنَّاسُ فِيهَا قَلَائِلُ
فَلَمْ نَنْفَكِكْ نَزْدَادُ خَيْرًا وَنَحْمَدُ
وَنُطْعِمُ حَتَّى يَتْرُكَ النَّاسُ فَضْلَهُمْ
إذَا جُعِلَتْ أَيْدِي الْمُفِيضِينَ تُرْعَدُ
جَزَى اللَّهُ رَهْطًا بِالْحَجُونِ تَبَايَعُوا
عَلَى مَلَأٍ يُهْدِي لِحَزْمٍ وَيُرْشِدُ
قُعُودًا لَدَى خَطْمِ الْحَجُونِ كَأَنَّهُمْ
مَقَاوِلَةٌ بَلْ هُمْ أَعَزُّ وَأَمْجَدُ
أَعَانَ عَلَيْهَا كُلُّ صَقْرٍ كَأَنَّهُ
إذَا مَا مَشَى فِي رَفْرَفِ الدِّرْعِ أَحْرَدُ
جَرِيٌّ عَلَى جُلَّى الْخُطُوبِ كَأَنَّهُ
شِهَابٌ بِكَفَّيْ قَابِسٍ يَتَوَقَّدُ
مِنْ الْأَكْرَمِينَ مِنْ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ
إذَا سِيمَ خَسْفًا وَجْهُهُ يَتَرَبَّدُ
طَوِيلُ النِّجَادِ خَارِجٌ نِصْفُ سَاقِهِ
عَلَى وَجْهِهِ يُسْقَى الْغَمَامُ وَيُسْعِدُ
عَظِيمُ الرَّمَادِ سَيِّدٌ وَابْنُ سَيِّدٍ
يَحُضُّ عَلَى مَقْرَى الضُّيُوفِ وَيَحْشِدُ
وَيَبْنِي لِأَبْنَاءِ الْعَشِيرَةِ صَالِحًا
إذَا نَحْنُ طُفْنَا فِي الْبِلَادِ وَيَمْهَدُ
أَلَظَّ بِهَذَا الصُّلْحِ كُلُّ مُبَرَّأٍ
عَظِيمِ اللِّوَاءِ أَمْرُهُ ثَمَّ يُحْمَدُ
قَضَوْا مَا قَضَوْا فِي لَيْلِهِمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا
عَلَى مَهَلٍ وَسَائِرُ النَّاسِ رُقَّدُ
هُمٌ رَجَعُوا سَهْلَ بْنَ بَيْضَاءَ رَاضِيًا
وَسُرَّ أَبُو بَكْرٍ بِهَا وَمُحَمَّدُ
مَتَى شُرِّكَ الْأَقْوَامُ فِي جُلِّ أَمْرِنَا
وَكُنَّا قَدِيمًا قَبْلَهَا نُتَوَدَّدُ
وَكُنَّا قَدِيمًا لَا نُقِرُّ ظُلَامَةً
وَنُدْرِكُ مَا شِئْنَا وَلَا نتشدّد
فَإِنِّي وَإِيَّاكُمْ كَمَا قَالَ قَائِلٌ
لَدَيْكَ الْبَيَانُ لَوْ تَكَلَّمْتَ أَسْوَدُ

وفاته[عدل]

اختلف المؤرخون حول تاريخ وفاة أبي طالب، فقد جاء في رواية عن الإمام علي السجاد أنّ «خديجة ماتت قبل الهجرة بسنة ومات أبو طالب بعد موت خديجة بسنة»،[73] وفي رواية أُخرى أن أبا طالب تُوفي قبل خديجة، ثم توفيت بعده بثلاثة أيام،[74] وقيل في خمسة أيام من شهر رمضان في السنة العاشرة من البعثة،[75] وقيل تُوفيت بعد وفاته بستة شهور،[76] وعلى قولٍ آخر أنها توفيت بعد وفاته بثلاثة أيام،[77] وقيل بعده بشهر،[22] وقيل بينهما خمسة وثلاثون يومًا.[78]

أمّا السنة التي تُوفي فيها، فقد رُوي أنه مات بعد الخروج من الشعب بشهرين،[79] وقيل توفي في السنة العاشرة من البعثة، وقيل قبل الهجرة بثلاث سنوات، وقيل بعد البعثة بتسع سنوات وثمانية أشهر وذلك بعد خروجه من الشعب بشهرين، وعلى زعم أنهم خرجوا من الشعب قبل الهجرة بثلاث سنوات، وأنه تُوفي في النصف من شعبان في السنة العاشرة من البعثة، وفي رواية أنه تُوفي في في السادس والعشرين من رجب في السنة ذاتها، وعلى رأي آخر أنه توفي النصف من شوال من السنة نفسها،[80] وقيل أنه توفي في السنة الحادية عشرة من البعثة.[22]

أبناؤه[عدل]

وكان كل واحد منهم أكبر من الذي يليه بعشر سنين. فيكون طالب أسن من علي بثلاثين سنة، وبه كان يكنى أبوه، وأمهم جميعًا فاطمة بنت أسد بن هاشم وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي وكان رسول الله يدعوها أمي لأنها ربَّته. وكانت من السابقات إلى الإسلام ولما تُوفِّيت صَلّى عليها النبي ودخل قبرها وترحَّم عليها.

وقد اختلف هل لأبي طالب أبناء وبنات آخرون، فقد ذكر البعض أبناءً إخرون وهم:[89]

حكمه[عدل]

أهل السنة[عدل]

يعتقد أهل السنة أن أبا طالب عم رسول الله مات كافرًا، لا يوجد في ذلك خلاف معتبر بين أهل العلم[96]، ويستدلون على ذلك بأحاديث عدة، منها حديث العباس بن عبد المطلب أنه قال:

أبو طالب بن عبد المطلب قلت للنبي ما أغنيت عن عمك، فإنه كان يحوطك ويغضب لك قال: هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار[97] أبو طالب بن عبد المطلب

وقال ابن كثير:[98] (وكان استمرار أبو طالب على دين قومه من حكمة الله تعالى، ومما صنعه لرسوله من الحماية، إذ لو كان أسلم أبو طالب لما كان له عند مشركي قريش وجاهة ولا كلمة، ولا كانوا يهابونه ويحترمونه، ولاجترأوا عليه، ولمدوا أيديهم وألسنتهم بالسوء إليه).

الشيعة[عدل]

يعتقد الشيعة أنه مات مسلمًا مؤمنًا بالرسالة المحمدية.[99]

منزلته عند الشيعة[عدل]

أبو طالب بن عبد المطلب هبط جبرئيل على رسول الله فقال: يا محمّد، إنّ الله عزّ وجل قد شفّعك في خمسة: في بطن حملك وهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف، وفي صلب أنزلك وهو عبد الله بن عبد المطّلب، وفي حجر كفلك، وهو عبد المطّلب بن هاشم، وفي بيت آواك وهو عبد مناف بن عبد المطّلب أبو طالب، وفي أخ كان لك في الجاهلية[100] أبو طالب بن عبد المطلب
  • وفي حديث آخر:
أبو طالب بن عبد المطلب نزل جبرئيل على النبي فقال: يا محمّد، إنّ ربّك يقرئك السلام ويقول: إنّي قد حرّمت النار على صلب أنزلك، وبطن حملك، وحجر كفلك، فالصلب صلب أبيك عبد الله بن عبد المطّلب، والبطن الذي حملك فآمنة بنت وهب، وأمّا حجر كفلك فحجر أبي طالب[101] أبو طالب بن عبد المطلب
  • قال علي: «والله ما عبد أبي ولا جدّي عبد المطّلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنمًا قطّ»، قيل له: فما كانوا يعبدون؟ قال: «كانوا يصلّون إلى البيت على دين إبراهيم متمسّكين به»».[102]

مؤلفات شيعية حول إيمانه[عدل]

بعض الآراء التي ترى إسلامه[عدل]

  • ألف أحمد زيني دحلان - مفتي الشافعية في زمانه بمكة المكرمة - كتاب «أسنى المطالب في نجاة أبي طالب».[115]
  • ذكر أحمد بن الحسين الموصلى الحنفي المشهور بابن وحشي في شرحه على الكتاب المسمى بشهاب الأخبار للعلامة محمد بن سلامة القضاعي المتوفى سنة 454 هـ. أن بغض أبي طالب كفر، ونص على ذلك أيضًا من أئمة المالكية العلامة على الأجهوري في فتاويه، والتلمساني في حاشيته على الشفاء فقال عند ذكر أبي طالب: لا ينبغى أن يذكر إلا بحماية النبي لأنه حماه ونصره بقوله وفعله، وفي ذكره بمكروه أذية للنبي وكفر، والكافر يقتل [116]
  • قال أبو العزائم:[117] (والحقيقة أن سيدنا أبا طالب هو رجل السياسة الأول في دعوة الإسلام، فالشواهد التي مرت من كلام الكهان، وعلامات النبوة جعلته يؤمن بسيدنا رسول الله ﴿ص وآله﴾ من البداية سرًا، وأظهر أمام قريش عدم النطق بكلمة الإسلام حتى يتمكن من فض المنازعات بين الرسول الكريم وبين صناديد الكفر والشرك في قريش، وكان له ما أراد والأدلة على ذلك كثيرة).

شخصية أبو طالب في السينما والتلفزيون[عدل]

جسدت شخصية أبو طالب في مسلسلات وأفلام منها:

طالع أيضًا[عدل]

مراجع[عدل]

  1. ^ أبو طالب عليه السلام مؤمن قريش | مركز الإشعاع الإسلامي نسخة محفوظة 30 مارس 2019 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ ما هي اسماء الائمة الاثنا عشر؟ | مركز الإشعاع الإسلامي. نسخة محفوظة 31 أكتوبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ نبذة مختصرة عن الخلفاء الراشدين الأربعة - إسلام ويب. نسخة محفوظة 31 أكتوبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ البلاذري. أنساب الأشراف. تحقيق: محمد باقر المحمودي (ط. الأولى، 1974/1394). بيروت: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات. ج. الجزء: الثاني. ص. 23. مؤرشف من الأصل في 2020-12-22. {{استشهاد بكتاب}}: |عمل= تُجوهل (مساعدة)
  5. ^ اليعقوبي. تاريخ اليعقوبي. ج. الجزء: الثاني. ص. 14. مؤرشف من الأصل في 2019-12-30. {{استشهاد بكتاب}}: |عمل= تُجوهل (مساعدة)
  6. ^ ابن الجوزي، أبو الفرج عبد الرحمن (1997 م). تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التاريخ والسير (ط. 1). بيروت: شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم. ص. 326. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  7. ^ البلاذري. أنساب الأشراف. تحقيق: محمد باقر المحمودي (ط. الأولى، 1974/1394). بيروت: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات. ج. الجزء: الثاني. ص. 23-24. مؤرشف من الأصل في 2020-12-22. {{استشهاد بكتاب}}: |عمل= تُجوهل (مساعدة)
  8. ^ أبو طالب مات كافرًا - إسلام ويب - مركز الفتوى. نسخة محفوظة 8 أغسطس 2020 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ مركز الأبحاث العقائدية. نسخة محفوظة 7 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين.
  10. ^ الكرباسي (2008)، ج. 1، ص. 29.
  11. ^ الدمشقي (1982)، ج. 2، ص. 210.
  12. ^ أ ب البيهقي (1988)، ج. 2، ص. 22.
  13. ^ المازندراني (1991)، ج. 3، ص. 288.
  14. ^ ابن عنبة (1961)، ص. 20.
  15. ^ الصنقور (2011).
  16. ^ أ ب النمازي (1999)، ج. 6، ص. 555.
  17. ^ العسقلاني (1959)، ج. 7، ص. 194.
  18. ^ النيسابوري (1990)، ج. 3، ص. 116.
  19. ^ ابن عساكر (1995)، ج. 66، ص. 309-306.
  20. ^ ابن منظور (1984)، ج. 29، ص. 20.
  21. ^ "من هو أبو طالب؟". مركز الإشعاع الإسلامي. مؤرشف من الأصل في 2021-06-28.
  22. ^ أ ب ت ث العسقلاني، ابن حجر؛ تحقيقُ: عادل أحمد عبد الموجود وعلى محمد معوض (1415 هـ). الإصابة في تمييز الصحابة (ط. الأولى). بيروت: دار الكتب العلمية. ج. الجُزء السابع. ص. 196. مؤرشف من الأصل في 13 نوفمبر 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  23. ^ "أبو طالب - مؤسسة السبطين العالمية". مؤرشف من الأصل في 2020-11-11.
  24. ^ الشيخ يوسف بن حاتم العاملي (1420 هـ.ق). الدرّ النظيم في مناقب الأئمّة اللهاميم (ط. الأولى). مؤسسة النشر الإسلامي. مؤرشف من الأصل في 13 سبتمبر 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  25. ^ انظر:
  26. ^ البغدادي، محمد بن سعد؛ تحقيقُ: محمد عبد القادر عطا (1410 هـ - 1990 م). الطبقات الكبرى (ط. الأولى). بيروت: دار الكتب العلمية. ج. الجُزء الأول. ص. 97-98. مؤرشف من الأصل في 27 فبراير 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  27. ^ أ ب "وفاة عبد المطلب ووصيته لأبي طالب برسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم". الدرر السنية. مؤرشف من الأصل في 2021-07-17.
  28. ^ أبو الحسن علي بن الحسين بن علي الهذلي المسعودي. إثبات الوصية للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام. مؤسسة أنصاريان للطباعة والنشر. ص. 134-135. مؤرشف من الأصل في 2021-04-27.
  29. ^ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي؛ تحقيقُ: محمد عبد القادر عطا، مصطفى عبد القادر عطا (1412 هـ - 1992 م). المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (ط. الأولى). بيروت: دار الكتب العلمية. ج. الجُزء الثاني. ص. 281. مؤرشف من الأصل في 10 يناير 2022. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  30. ^ أ ب السيرة الحلبية/باب وفاة عبد المطلب وكفالة عمه أبي طالب له على ويكي مصدر
  31. ^ أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (1409هـ - 1989م). أسد الغابة في معرفة الصحابة. بيروت: دار الفكر. ج. الجُزء الأول. ص. 22. مؤرشف من الأصل في 10 يناير 2022. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  32. ^ أ ب محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي بالولاء، المدني؛ تحقيق: سهيل زكار (1398هـ /1978م). سيرة ابن إسحاق (ط. الأولى). بيروت: دار الفكر. ص. 69-70. مؤرشف من الأصل في 6 يناير 2022. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  33. ^ محّمد سَعيد رَمضان البوطي (1426 هـ). فقه السيرة النبوية مع موجز لتاريخ الخلافة الراشدة (ط. الخامسة والعشرون). دمشق: دار الفكر. ص. 48. مؤرشف من الأصل في 24 أغسطس 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  34. ^ "سفر النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مع عمه أبي طالب إلى الشام". موقع الدرر السنية. مؤرشف من الأصل في 2021-09-13.
  35. ^ أ ب أكرم العمري (1415 هـ - 1994 م). السِّيرةُ النَّبَويَّةُ الصَّحيْحَةُ مُحَاوَلَةٌ لِتَطبِيْقِ قَوَاعِدِ المُحَدِّثيْنَ فِيْ نَقْدِ روَايَاتِ السِّيْرَةِ النَّبَويَّةِ (ط. السادسة). المدينة المنورة: مكتبة العلوم والحكم. ج. الجُزء الأول. ص. 111-107. مؤرشف من الأصل في 3 سبتمبر 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  36. ^ أ ب ت "رتبة رواية مقابلة بحيرا للنبي". إسلام ويب. الثلاثاء 23 ربيع الأول 1428 هـ - 10-4-2007 م. مؤرشف من الأصل في 2 أغسطس 2021. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  37. ^ الترمذي، محمد بن عيسى؛ تحقيقُ: بشار عواد معروف (1998 م). سنن الترمذي. بيروت: دار الغرب الإسلامي. ج. الجُزء السادس. ص. 19-20. مؤرشف من الأصل في 2022-12-26. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  38. ^ محمد ناصر الدين الألباني؛ صَنَعَهُ: شادي بن محمد بن سالم آل نعمان (1431 هـ - 2010 م). موسوعة الألباني في العقيدة (ط. الأولى). صنعاء - اليمن: مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة. ج. الجُزء الثامن. ص. 243. مؤرشف من الأصل في 16 أغسطس 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  39. ^ ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري (1411 هـ). مختصرُ استدرَاك الحافِظ الذّهبي على مُستدرَك أبي عبد اللهِ الحَاكم (ط. الأولى). الرياض-المملكة العربية السعودية: دَارُ العَاصِمَة. ج. الجُزء الثاني. ص. 1074. مؤرشف من الأصل في 29 سبتمبر 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  40. ^ "أكذوبة قصة الراهب بحيرا". المصري اليوم. مؤرشف من الأصل في 2021-08-02.
  41. ^ أ ب اليعقوبي. تاريخ اليعقوبي. دار صادر. ج. الجُزء الثاني. ص. 15-16. مؤرشف من الأصل في 2021-09-16.
  42. ^ عبد الملك بن هشام (1955)، السيرة النبوية لابن هشام، تحقيق: مصطفى السقا، إبراهيم الإبياري، عبد الحفيظ شلبي، القاهرة: مطبعة مصطفى البابي الحلبي، ج. 1، ص. 186 -، QID:Q120885568 – عبر المكتبة الشاملة
  43. ^ شمس الدين أبو المظفر يوسف بن قِزْأُوغلي بن عبد الله المعروف بـ «سبط ابن الجوزي»؛ تحقيق وتعليق: [بأول كل جزء تفصيل أسماء محققيه] محمد بركات، كامل محمد الخراط، عمار ريحاوي، محمد رضوان عرقسوسي، أنور طالب، فادي المغربي، رضوان مامو، محمد معتز كريم الدين، زاهر إسحاق، محمد أنس الخن، إبراهيم الزيبق (1434 هـ - 2013 م). مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (ط. الأولى). دمشق - سوريا: دار الرسالة العالمية. ج. الجُزء الثالث. ص. 133. مؤرشف من الأصل في 8 مايو 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  44. ^ محمد عبد الله العوشن (09:49-2014/02/24). "هل اشترك رسول الله في حرب الفجار ؟". قصة الإسلام. مؤرشف من الأصل في 1 أبريل 2021. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  45. ^ "مشاركة نبوية في أحداث هامة قبل البَعْثة". إسلام ويب. 23/12/2017. مؤرشف من الأصل في 16 سبتمبر 2021. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  46. ^ الطبرسي، فضل بن حسن؛ تحقيقُ: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث (سنة الطبع: ربيع الأول 1417). إعلام الورى بأعلام الهدى (ط. الأولى). ج. الجُزء الأول. ص. 274. مؤرشف من الأصل في 2022-12-26. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  47. ^ الكُلِينِي، مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ؛ تصحيحُ وتعليقُ: علي أكبر الغفاري (سنة الطبع: 1367 ش). الفروع من الكافي (ط. الثالثة). طهران: المطبعة: حيدري، الناشر: دار الكتب الإسلامية. ج. الجُزء الخامس. ص. 374. مؤرشف من الأصل في 5 أغسطس 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  48. ^ عبد الملك بن هشام؛ تحقيقُ: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي (1375هـ - 1955 م). سيرة ابن هشام (ط. الثانية). شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر. ج. الجُزء الأول. ص. 189. مؤرشف من الأصل في 20 مايو 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  49. ^ زواجه خديجة - بوابة السيرة النبوية نسخة محفوظة 11 سبتمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  50. ^ كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم/تزويج رسول الله خديجة رضي الله عنها على ويكي مصدر.
  51. ^ محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي بالولاء، المدني؛ تحقيق: سهيل زكار (1398هـ /1978م). سيرة ابن إسحاق (ط. الأولى). بيروت: دار الفكر. ص. 137. مؤرشف من الأصل في 18 سبتمبر 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  52. ^ أ ب ابن كثير. البداية والنهاية (ط. الأولى، 1418 هـ - 1997 م سنة النشر: 1424هـ / 2003م). دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان. ج. الجُزء الرابع. ص. 61-62 و65. مؤرشف من الأصل في 2021-04-15.
  53. ^ محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (1387 هـ). تاريخ الطبري أو تاريخ الرسل والملوك (ط. الثانية). دار التراث. ج. الجُزء الثاني. ص. 313-313. مؤرشف من الأصل في 3 فبراير 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  54. ^ ابن الأثير، أبو الحسن (1417هـ / 1997م). الكامل في التاريخ (ط. الأولى). بيروت - لبنان: دار الكتاب العربي. ج. الجُزء الأول. ص. 659-660. مؤرشف من الأصل في 17 أغسطس 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  55. ^ صفي الرحمن المباركفوري. الرحيق المختوم (ط. الأولى). بيروت: دار الهلال. ص. 69. مؤرشف من الأصل في 2021-09-21.
  56. ^ أ ب ت ث عبد الملك بن هشام؛ تحقيقُ: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي (1375هـ - 1955 م). سيرة ابن هشام (ط. الثانية). شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر. ج. الجُزء الأول. ص. 264-268. مؤرشف من الأصل في 20 مايو 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  57. ^ أ ب ابن أبي الحديد المُعتزلي. شرح نهج البلاغة. مکتبة آیة الله العظمی المرعشي النجفي. ج. الجُزء الرابع عشر. ص. 52-55. مؤرشف من الأصل في 2020-08-04.
  58. ^ البيهقي، أبو بكر (1405 هـ). دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة (ط. الأولى). بيروت: دار الكتب العلمية. ج. الجُزء الثاني. ص. 188. مؤرشف من الأصل في 3 يوليو 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  59. ^ الهيثمي، نور الدين (1994). مجمع الزوائد ومنبع الفوائد. تحقيقُ: حسام الدين القدسي. القاهرة: مكتبة القدسي. ج. الجُزء السادس. ص. 14-15. مؤرشف من الأصل في 2021-05-23.
  60. ^ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثُنى بن يحيى بن عيسى بن هلال التميمي، الموصلي؛ المحقق: حسين سليم أسد (1404 - 1984). مسند أبي يعلى الموصلي (ط. الأولى). دمشق: دار المأمون للتراث. ج. الجُزء الثاني عشر. ص. 176. مؤرشف من الأصل في 5 سبتمبر 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  61. ^ أبو عبد الله الحاكم محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نُعيم بن الحكم الضبي الطهماني النيسابوري المعروف بابن البيع؛ تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا (1411 - 1990). المستدرك على الصحيحين (ط. الأولى). بيروت: دار الكتب العلمية. ج. الجُزء الثاني. ص. 680. مؤرشف من الأصل في 24 يونيو 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  62. ^ أ ب يوسف النبهاني (1892). الأنوار المحمدية من المواهب اللدنية. بيروت: المطبعة الأدبية. ص. 47-49. مؤرشف من الأصل في 2021-09-27.
  63. ^ أ ب محّمد سَعيد رَمضان البوطي (1426 هـ). فقه السيرة النبوية مع موجز لتاريخ الخلافة الراشدة (ط. الخامسة والعشرون). دمشق: دار الفكر. ص. 86-99. مؤرشف من الأصل في 24 أغسطس 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  64. ^ السيرة النبوية، ابن هشام، ج2، ص195-199، تحقيق: طه عبد الرؤوف سعد، دار الجيل، بيروت، ط1990.
  65. ^ أ ب أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (1407 هـ - 1986 م). البداية والنهاية. دار الفكر. ج. الجُزء الثالث. ص. 86. مؤرشف من الأصل في 22 أغسطس 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  66. ^ أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم العراقي (1426 هـ). ألفية السيرة النبوية - نظم الدرر السنية الزكية (ط. الأولى). بيروت: دار المنهاج. ص. 60-63. مؤرشف من الأصل في 15 أغسطس 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  67. ^ حسين الشاكري. من سيرة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله). ج. الجُزء الأول. ص. 100-107. مؤرشف من الأصل في 2021-09-26. {{استشهاد بكتاب}}: |عمل= تُجوهل (مساعدة)
  68. ^ عبد الملك بن هشام؛ تحقيقُ: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي (1375هـ - 1955 م). سيرة ابن هشام (ط. الثانية). شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر. ج. الجُزء الأول. ص. 352-353. مؤرشف من الأصل في 2021-05-20. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  69. ^ أ ب ت أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد السهيلي؛ المحقق: عمر عبد السلام السلامي (1421هـ/ 2000م). الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام (ط. الأولى). بيروت: دار إحياء التراث العربي. ص. 215-218. مؤرشف من الأصل في 18 أغسطس 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  70. ^ أ ب ت البغدادي، محمد بن سعد؛ تحقيقُ: محمد عبد القادر عطا (1410 هـ - 1990 م). الطبقات الكبرى (ط. الأولى). بيروت: دار الكتب العلمية. ج. الجُزء الأول. ص. 148-149. مؤرشف من الأصل في 27 فبراير 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  71. ^ سميرة زايد (1995). مختصر الجامع في السيرة النبوية. المطبعة العلمية. ج. الجُزء الأول. ص. 195-208.
  72. ^ عبد الملك بن هشام؛ تحقيقُ: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي (1375هـ - 1955 م). سيرة ابن هشام (ط. الثانية). شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر. ج. الجُزء الأول. ص. 377-380. مؤرشف من الأصل في 2021-05-20. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  73. ^ الكُلِينِي، مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ؛ تصحيحُ وتعليقُ: علي أكبر الغفاري (سنة الطبع: 1367 ش). الروضة من الكافي (ط. الثالثة). طهران: المطبعة: حيدري، الناشر: دار الكتب الإسلامية. ج. الجُزء الثامن. ص. 340. مؤرشف من الأصل في 29 سبتمبر 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  74. ^ الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي (1403 هـ.ق). بحار الأنوار (ط. الثانية). مؤسسة الوفاء. ج. الجُزء الخامس والثلاثون. ص. 82. مؤرشف من الأصل في 29 سبتمبر 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة)
  75. ^ علي صالح رسن المحمداوي (2004). أبو طالب بن عبد المطلب: دراسة في سيرته الشخصية وموقفة من الدعوة الإسلامية. إعداد: مكتبة الروضة الحيدرية-المكتبة الرقمية. ص. 181-182. مؤرشف من الأصل في 2021-09-29.
  76. ^ "مناقب آل أبي طالب - ط المكتبة الحيدرية - ابن شهرآشوب - کتابخانه مدرسه فقاهت". مؤرشف من الأصل في 2021-10-26. اطلع عليه بتاريخ 2021-11-04.
  77. ^ "وفاة أبي طالب". بوابة السيرة النبوية. مؤرشف من الأصل في 2021-10-19.
  78. ^ الحاج حسين الشاكري. أم المؤمنين خديجة الطاهرة (ع). المكتبة الشيعية. ص. 82. مؤرشف من الأصل في 2021-09-29.
  79. ^ "إعلام الورى بأعلام الهدى ط- الحديثة - الشيخ الطبرسي - کتابخانه مدرسه فقاهت". مؤرشف من الأصل في 2021-09-29. اطلع عليه بتاريخ 2021-11-04.
  80. ^ http://shiaonlinelibrary.com/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8/2012_%D8%B3%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D8%A8%D9%8A-%D9%86%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81%D8%AD%D8%A9_15#top نسخة محفوظة 2020-12-19 على موقع واي باك مشين.
  81. ^ (1) طالب بن أبي طالب - شبكة كربلاء المقدسة. نسخة محفوظة 5 يونيو 2020 على موقع واي باك مشين.
  82. ^ الكافي - الشيخ الكليني - ج ٨ - الصفحة ٣٧٥. نسخة محفوظة 12 يونيو 2020 على موقع واي باك مشين.
  83. ^ الطبقات الكبرى-الطبقة الثانية-رقم الحديث 4643.الحديث على إسلام ويب. نسخة محفوظة 07 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  84. ^ فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل، رقم الحديث: 221
  85. ^ الامام علي بن أبي طالب (عليه السلام ) معجزة الأزمان الخالدة. نسخة محفوظة 14 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  86. ^ (مروج الذهب 2 ص 2 تأليف أبي الحسن المسعودي الهذلي، تذكرة خواص الأمة ص 7 سبط ابن الجوزي الحنفي، الفصول المهمة ص 14 إبن الصباغ المالكي، السيرة النبوية 1 ص 150 نور الدين علي الحلبي الشافعي، شرح الشفا ج 1 ص 151 الشيخ علي القاري الحنفي).
  87. ^ الإصابة - ابن حجر - ج ٨ - الصفحة ٢٧٤. نسخة محفوظة 14 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  88. ^ اسم الکتاب : شرح الزرقاني علي المواهب اللدنيه بالمنح المحمديه المؤلف : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي    الجزء : 4  صفحة : 455. نسخة محفوظة 14 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  89. ^ معجم أنصار الحسين - الهاشميّون - الجز الأول: دائرة المعارف الحسينية - محمّد صادق محمّد الكرباسي - كتب Google نسخة محفوظة 21 يونيو 2020 على موقع واي باك مشين.
  90. ^ أ ب محمد بن عمر، كتاب طعم النبي صلى الله عليه وسلم.
  91. ^ الطبقات الكبرى - محمد بن سعد - ج ٨ - الصفحة ٤٨. نسخة محفوظة 2019-12-21 على موقع واي باك مشين.
  92. ^ الطبقات الكبرى - محمد بن سعد - ج ١ - الصفحة ١٢٢. نسخة محفوظة 31 أكتوبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  93. ^ أنساب الأشراف - ج٢ - أحمد بن يحيى البلاذري - ص ٤١. نسخة محفوظة 29 يونيو 2020 على موقع واي باك مشين.
  94. ^ شرح إحقاق الحق - السيد المرعشي - ج ٣٣ - الصفحة ٢٣٣. نسخة محفوظة 29 يونيو 2020 على موقع واي باك مشين.
  95. ^ الطبقات الكبرى - محمد بن سعد - ج ١ - الصفحة ١٢٢. نسخة محفوظة 29 يونيو 2020 على موقع واي باك مشين.
  96. ^ أبو طالب مات كافرًا - فتوي نسخة محفوظة 22 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  97. ^ متفق عليه رواه البخاري برقم 3883 ومسلم برقم 209
  98. ^ السيرة النبوية ج1 ص 226
  99. ^ أوائل المقالات في المذاهب والمختارات (لـ المفيد)\ص 46 نسخة محفوظة 06 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  100. ^ الخصال: 293 ح59
  101. ^ الكافي 1/446 ح21
  102. ^ كمال الدين وتمام النعمة: 174 ح32
  103. ^ "إيمان أبي طالب - الشيخ المفيد". shiaonlinelibrary.com. مؤرشف من الأصل في 2020-06-29. اطلع عليه بتاريخ 2021-03-03.
  104. ^ أ ب ت ث "الذريعة - آقا بزرگ الطهراني - ج ٢ - الصفحة ٥١٢". shiaonlinelibrary.com. مؤرشف من الأصل في 2021-03-03. اطلع عليه بتاريخ 2021-03-03.
  105. ^ "الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب - السيد فخار بن معد". shiaonlinelibrary.com. مؤرشف من الأصل في 2020-02-03. اطلع عليه بتاريخ 2021-03-03.
  106. ^ "إيمان أبي طالب - الشيخ المفيد - الصفحة ١٢". shiaonlinelibrary.com. مؤرشف من الأصل في 2020-01-28. اطلع عليه بتاريخ 2021-03-03.
  107. ^ "الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب - السيد فخار بن معد - الصفحة ١٨". shiaonlinelibrary.com. مؤرشف من الأصل في 2021-03-03. اطلع عليه بتاريخ 2021-03-03.
  108. ^ "أبصار العين في أنصار الحسين (ع) - الشيخ محمد السماوي - الصفحة ١٠". shiaonlinelibrary.com. مؤرشف من الأصل في 2011-11-22. اطلع عليه بتاريخ 2021-03-03.
  109. ^ کتاب أبو طالب عليه السلام مؤمن قريش. الحيدرية. مؤرشف من الأصل في 2022-03-21.
  110. ^ أ ب ت "الذريعة - آقا بزرگ الطهراني - ج ٢ - الصفحة ٥١٣". shiaonlinelibrary.com. مؤرشف من الأصل في 2020-01-29. اطلع عليه بتاريخ 2021-03-03.
  111. ^ "القول الصائب في إسلام أبي طالب". www.goodreads.com. مؤرشف من الأصل في 2021-03-03. اطلع عليه بتاريخ 2021-03-03.
  112. ^ "الذريعة - آقا بزرگ الطهراني - ج ٢٢ - الصفحة ١١١". shiaonlinelibrary.com. مؤرشف من الأصل في 2021-03-03. اطلع عليه بتاريخ 2021-03-03.
  113. ^ "الذريعة - آقا بزرگ الطهراني - ج ١٧ - الصفحة ٢١٥". shiaonlinelibrary.com. مؤرشف من الأصل في 2015-01-11. اطلع عليه بتاريخ 2021-03-03.
  114. ^ "ابو طالب عليه السلام ثالث من أسلم". مكتبة العتبة الحسينية المقدسة. 18 يوليو 2015. مؤرشف من الأصل في 2019-12-30. اطلع عليه بتاريخ 2021-03-03.
  115. ^ "تحميل كتاب اسنى المطالب في نجاة ابي طالب ل احمد بن الزيتي دحلان الشافعي المكي pdf". كتاب بديا. مؤرشف من الأصل في 2021-03-03. اطلع عليه بتاريخ 2021-03-03.
  116. ^ (أسنى المطالب في نجاة أبي طالب)، أحمد بن زيني دحلان، ص91، ط. الهدف للإعلام والنشر - القاهرة.
  117. ^ (النجاة في سيرة رسول الله ﴿ص وآله﴾) ص173

ثبت المراجع[عدل]

الكتب[عدل]

المواقع[عدل]

وصلات خارجية[عدل]