25يناير.. والانتماء ليها

585


أنني على علم تام بما أريد ولكني غير قادرة على التعبير عنه أو تدوينه، لعبت ثورات الربيع العربي دور كبير في حياة الشعوب العربية وتأثرت كل فئة في المجتع بالثورة بشكل أو وبأخر لكن تظل النساء الفئة الأكثر تأثرا بالثورة،  في مصر وكفتاة شاهدت 25 يناير أو كنت من المحظوظين اللي افتخر بيهم الشعب في أول أيام الثورة ونهرهم هذه الأيام.


ظلت يناير تغير بلمساتها بجانب الزمن ونضوج الإدراك، ومع الثورة، 

كان لكل هتاف تأثيره الواضح في شخصيتي، ربما أنا فتاة من بين الملايين التي أثرت فيها الثورة قد تتشابه حكايتي، مع الكثيرات لكن هذا لا يمنع أنه لأبد أن يأتي وقت وأعبر بكلمات قليلة عن جزء بسيط في داخلي لما يكنه الوجدان ل25 يناير.


في 25 يناير كنت في المرحلة الثانوية لم أكن أعلم عن السياسية شئ ولا أعي بوضع الأحزاب، لكني كأي فتاة كنت ممن قهرهم الفساد والظلم كفرد في المجتمع و كفتاة في مصر.


في الشهور الأولى التي تلت الثورة كنت أحدى الفتيات المصابات بصدمة التنسيق الذي خذلني في دخول كلية الإعلام.. هنا بدأ يظهر تأثير يناير في اختياراتي وكان الأمل لازال يلازمني كما كان يلازم المجال العام فقررت ألا أخضع لقهر التنسيق وسأعمل في المجال الذي لطالما حلمتُ به.


في السنوات الست الماضية كنت قادرة على اتخاذ قرارات لم أقوى على طرح النقاش فيها من قبل مثل معركة أرتداء الحجاب  من عدمه، القوة التي رأيت عليها فتيات يناير في طلب الحرية والتصدي في الصفوف الأولى للمواجهات دفعني لإعلان رغبتي في خلع الحجاب على أسرتي الطرف الأهم في حياتي ولم ايأس عام كامل في النقاش مع اسرتي لقناعتي الكاملة بأني أطلب حريتي وليس هناك عيبًا أن تشاركني أسرتي في تحقيق حريتي وقد كان.


أصبحت قادرة على تقبل كل الأراء وكافة التوجهات والميول،  وأدين بالفضل لثورة يناير التي جعلتي أملك من سعة الصدر ما يميزني عن الكثير من فتيات جيلي، أصبحت ثائرة  على مصطلحات العنف والوصم ولم تعد تستوقفني ألقاب مثل "عانس، مطلقة"، وأصبح لا يعنيني هذا ديني أو ملحد أو أي كان اختياره وعندما  اتعامل مع الإنسان لا أفكر غير أنه إنسانه.


لم أحزن الآن من أي اطهاد يقع على كل من ينتمي لثورة 25 يناير الثورة الوحيدة التي أعترف بها ووعيت عليها، الثورة التي دفعتني للعمل في مجال أحببته ، علمتني رفض الهزيمة وقبول الآخر والاطلاع الدائم على حقوقي والمطالبة بها، ربما الوقت ليس الأنسب للتعبير عن انتمائك والتمسك به ولكن الأكيد أنني  انتمي ل25 يناير.

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك