الأخبار
غزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليومي
2024/5/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اعلام حركة النهضة ، خطاب الكراهية بقلم احمد الحباسى

تاريخ النشر : 2017-12-17
اعلام حركة النهضة ، خطاب الكراهية .
المتابع لوسائل اعلام حركة النهضة و بعض مواقع الاتصال المحسوبة عليها سيكتشف بذهول كامل تحول هذا الاعلام نحو التشدد و استخدام خطاب الكراهية ضد كل الاطراف الرافضة لمشروع الاسلام السياسى و هذا الامر ليس معزولا عن الخطاب التعبوى الحقيقى لحركة النهضة منذ نشأتها فى بداية الثمانينات على يد مؤسسها السيد راشد الغنوشى و لا على خطاب الاخوان المسلمين فى مصر باعتبار أن حركة النهضة هى فرع من هذه الحركة كما تتحدث عنه كثير من الادلة و الشواهد و من بينها ما ثبت من قيام مؤسس الحركة السيد راشد الغنوشى بتقديم واجب الطاعة و الولاء لمرشد الاخوان المرحوم حسن الهضيبى ، يمكن القول أيضا أن اعلام و خطاب الحركة الاعلامى فى كل المنابر يراد منه المساهمة فى تكوين اراء و افكار معادية لشخصيات و اعراق بعينها لزيادة الفجوة الوجدانية بين مكونات الشعب التونسى ، هذا الامر ليس معزولا عن سياقه و ليس خطأ " مطبعيا " كما يقال بل هو خطاب مدروس بعناية شديدة من قيادة الحركة و استعمال عبارات معينة مثل " كافر " و " طاغوت " الى غير ذلك من المفردات الخطيرة يأتى فى سياق التخويف و الترهيب و بالطبع الحركة هى حركة خطاب ترويع و ارهاب بهدف فرض الولاء و الطاعة و عدم معارضة مشروع الاخوان فى انشاء دولة الخلافة .
يتعامل اعلام حركة النهضة مع مكونات الشعب التونسى على أنهم ليسوا معارضين لحركة النهضة فحسب بل هم مجرد مجموعة من الكفار و الفاسقين و الملحدين و يرتفع خطاب الكراهية فى اعلام النهضة فى مناسبات معينة اهمها المواعيد الانتخابية ، فى هذا السياق لا يقبل اعلام الحركة من السياسيين و المعارضين بصورة عامة أى خطاب ينتقد سلوك الحركة أو يكشف مشاريعها الهدامة و بالذات مشروعها المريض الذى يراد منه فرض نمط مجتمعى متشدد يميل الى خطاب التكفير منه الى خطاب التنوير و المجتمع الوسطى و لعل النقاش فى موضوع حرية التعبير و حرية المرأة و حرية الضمير من أكثر المواضيع التى تثير غضب هذا الاعلام المحنط و هذا ليس خارجا من السياق باعتبار ما عانته المعارضة فى المجلس التأسيسى من تهديد و ضغوط و خصومات بمناسبة حرصها على مناقشة هذه المواضيع المهمة و تدوينها بالدستور كأحد ضمانات الانتقال الديمقراطى و نتاج من نتائج الثورة فضلا عن تعود المجتمع التونسى بنمط وسطى لن يحيد عنه ، لقد احتلت المعارضة بعد الثورة المرتبة الاولى فى قائمة اعداء اعلام حركة النهضة المستهدفة بخـــطاب التخــــوين و التكفير و الكراهية و قد تم تسليط الضوء على قيادات المعارضة بالتحريض التكفيرى و اغتيال الشهيدين شكرى بلعيد و محمد البراهمى على سبيل المثال هو أحد نتائج اعلام و خطاب الكراهية لحركة النهضة .
ان المتابع لقناة الزيتونة و الى صحيفة " الفجر " على سبيل المثال يتحقق من أن الخطاب الاعلامى ضد المعارضة و ضد الاغلبية الشعبية الرافضة للنمط القروسطى قد بلغ حدا غير مسبوق من حيث الحدة و المبالغة و التطرف ليرقى الخطاب الى مستوى خطاب الكراهية او التحريض على الكراهية او التمييز و هذا الخطاب لا يخرج من فم الاعلاميين فقط بل يخرج من فم رجال الدين فى الحركة و كثير من الدعاة التابعين لها بالولاء الناشطين بقوة فى هذه القنوات و وسائل الاعلام الاخرى مما يعبر عن فكر عنصرى ضد الاغلبية و دعوة صريحة للقتل بل هناك خطاب اعلامى ينعت بعض السياسيين بالطابور الخامس و بالخونة للإسلام و لا يسمح لمن حضر منهم بالرد و النقاش بل يتم تعنيفهم اعلاميا و المس من سمعتهم تحت يافطات منافقة كثيرة بل لا يخجل هذا الاعلام من اختلاق الاراجيف و الاكاذيب للمس من سمعتهم بهدف اخضاعهم و تخويفهم و جرهم الى الصمت ، فى ظاهرة خطيرة اصبحت هذه القنوات و الصحف و ميليشيات الفيسبوك مرتعا للأفكار الهدامة و التحريض الطائفى و القبلى بل وصل الامر الى تمجيدها للعمليات الارهابية و الدعوات القبيحة لتفهم هذا " الاسلام الغاضب " كما جاء على لسان مرشد النهضة الشيخ راشد الغنوشى نفسه ، ايضا تعدت هذه القنوات مرحلة الطعن فى الثوابت العربية و القومية و بدأت مرحلة التحريض على كل مقومات الحضارة و البعد الثقافى التونسى بما يمثله من مخزون ثقافى و ابداعى ناتج عن تراكمات السنوات و الحضارات التى توالت على تونس مما يعطى الانطباع ان فكر اعلام الحركة لا يختلف عن فكر طالبان الذى ادى الى هدم الاثار فى حركة قذرة اثارت الوجدان الحضارى العالمى .
يدرك المتابعون ان هذه الفضائيات و الصحف و ميليشيات الفيسبوك هدفها واحد و هو خدمة الاجندة الاخوانية و الترويج لوجهات نظر و فكر حسن البنا و سيد قطب و من السهل لمن يتابعها ان يدرك ان الممول واحد و ان اهدافها واحدة و أن من يقف وراءها واحد و هى قطر هذا الشقيق الذى يريد بتونس شرا ، يجب التذكير ايضا انه ليس من السهل لحركة النهضة ان تكون لديها الامكانيات المالية لتمويل هذه الوسائل الاتصالية التى تخدم المشاريع المشبوهة للحركة ، فى هذا الاطار يتساءل المتابعون عن السر وراء عدم تحرك الجهات المختصة للبحث وراء التمويل المشبوه و لماذا لا تتحرك جهات الرقابة على المنتج السمعى البصـــرى لملاحقة و تتبع مثيرى الفتنة و ناشرى خطاب الكراهية و التكفير و لعل الكثيرين قد تفهموا الامر من باب ان هذه الهيئة قد تم اختيار اعضاءها و تنصيبهم من طرف حركة النهضة ، لقد بات أمر خطاب الكراهية فى هذه القنوات و الصحف مثيرا و الآن وأكثر من أي وقت مضى يجب وضع قيود لتفادى ضرر خطاب الكراهية تماشيا مع الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز العنصرى التى كانت اول اتفاقية تجرم خطاب الكراهية و معاهدة العهد الدولى الخاص بالحقوق المدنية و السياسية التى تحظر بالقانون اية دعوة الى الكراهية مهما كان شكلها .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف