تنظيم الدولة يفجر مسجد النبي يونس بالموصل

فجّر مسلحو تنظيم الدولة الخميس مسجدا مشهورا يعتقد أنه مرقد قبر النبي يونس عليه السلام بمدينة الموصل في العراق بعد أن هجروا أغلب مسيحيي المدينة، كما فجروا مزارا لإحدى الطرق الصوفية بـكركوك.

وفجّر التنظيم المسجد الذي بني في القرن السابع الهجري، وكان رمزا لتعايش الإسلام والمسيحية بحجة أنه أصبح مكانا للمرتدين وليس للعبادة.

وأخرج التنظيم مسيحيي الموصل -وهم الأقدم في العالم وفق بعض الدراسات التاريخية- من ديارهم قسرا بعد تهديدهم ومنحهم مهلة خيّروا فيها بين اعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو حد السيف.

واختار أغلب هؤلاء المسيحيين النزوح إلى أربيل وقضاء الحمدانية بشمال العراق تاركين خلفهم تاريخا وكنائس تهدم.

استنكار دولي
واستنكرت جهات محلية ودولية ورجال دين من عدة مذاهب وطوائف تهجير المسيحيين واتهمت تنظيم الدولة بأنه يسعى إلى تغيير التركيبة الديمغرافية للعراق، حيث أخليت منذ الأيام الأولى لدخول مسلحي التنظيم الموصل مناطق من كل سكانها.

وقالت الأمم المتحدة في العراق في تقرير أعدته بالاشتراك مع مفوضية حقوق الإنسان إن الانتهاكات الخطيرة للتنظيم شملت الاستهداف المباشر والمتعمد للمدنيين من مختلف الديانات والمذاهب.

ورصد التقرير أيضا حالات التجنيد القسري للأطفال وعمليات قتل واختطاف وسلب لعدة مؤسسات مدنية ودينية.

مظاهرات بأربيل
وفي أربيل تظاهر مئات من أهالي بلدة عينكاوة الخميس وبينهم مسيحيون نازحون بمشاركة رجال دين مسيحيين ومسلمين للمطالبة بحماية دولية ووقف تهجير المسيحيين من الموصل.

وتوجه المتظاهرون إلى مكتب الأمم المتحدة في المدينة ورفعوا لافتات قالت إحداها "نناشد المجتمع الدولي حماية شعبنا في العراق"، و"ندين صمت المجتمع الدولي على الإبادة الجماعية".

كما طالبت "الحكومة الاتحادية بتحمل المسؤولية القانونية والإنسانية في إغاثة وتعويض جميع المتضررين من أحداث الموصل".

وقال إمام وخطيب جامع عمر بن الخطاب في مدينة أربيل دلشاد محمود "ندين هذه الأعمال التي يقوم بها التنظيم باسم الإسلام، والتي أدت إلى تشويه صورة الإسلام والمسلمين".

من جهة أخرى، أفادت مصادر أمنية عراقية بأن مسلحي تنظيم الدولة نسفوا مساء الخميس أحد مزارات الطرق الصوفية في قضاء داقوق التابع لمدينة كركوك (250 كيلومترا شمالي بغداد).

وأوضحت المصادر أن مسلحي التنظيم قاموا بنسف مرقد الشيخ صالح الذي يزوره آلاف المواطنين للتبرك في مواسم الزيارة بين قريتي تل حمة وحفتة خار التابعتين لقضاء داقوق في منطقة تخضع لسيطرة التنظيم منذ الأسبوع الثالث من يونيو/حزيران الماضي دون وقوع إصابات بشرية بعد أن وضعوا كمية من المتفجرات داخل المزار وقاموا بنسفه بشكل كامل.

المصدر : الجزيرة + وكالات