الطوائف والاعتداء على الحريات الشخصية بحجة وقف "الرذيلة"!

لا تنفك الطوائف اللبنانية بالتدخل في كل شاردة وواردة، فالى جانب تحكمها بقوانين الاحوال الشخصية، تتدخل ايضا في السياسة المسائل الاجتماعية وحتى الحريات الخاصة تحت ذرائع شتى. اثر توجيه المفتي السابق، محمد رشيد قباني، يوم اول من امس، نداء الى الرؤساء الثلاث لالغاء حفل للمثليين/ات يقيمه نادي الجندرة والجنسانيّة في الجامعة الاميركية في بيروت، وقيام النادي بعدها بالاعلان عن الغاء الحفل دون ذكر تفاصيل اضافية (راجع خبر: https://bit.ly/2SBFTIQ)، شكر قباني يوم امس المدير العام للأمن العام، اللواء عباس إبراهيم، على اهتمامه السريع والمباشر، معتبرا انه بذلك "وضع حدا للعبث بأخلاق اللبنانيين ونشر الرذيلة بين شبابهم"، بحسب المفتي السابق. من جهة ثانية، تمنى بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع، مار إغناطيوس أفرام الثاني، خلال زيارة قام بها لرئيس الجمهورية، ميشال عون، في 12 ت1 الماضي، "أن تتتوّج كلّ المساعي بتشكيل حكومة جديدة ترقى إلى طموحات الشعب اللبناني، وتأخذ في الاعتبار مشاركة كلّ الطوائف بما فيها الأقليات". وفي العنوان نفسه، صرح متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس، المطران الياس عوده، في 18 ت1 الماضي، خلال المؤتمر الطبي السنوي الذي ينظمه مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي، ان ابرشية بيروت تفتخر بانتمائها الى بطريركية أنطاكية، وتشكّلُ أحدَ أعمدتها، وهي ستبقى حاملة لواءَ المشرقية، ولو لم يعجب هذا الكلام بعض الحاقدين، مشيرا الى ان وجود جامعة القـديس جاورجيوس فــي بيروت لا يتعارض مع وجود جامعة البلمند في الشمال التابعة ايضا لبطريركية إنطاكية، وختم قائلا "لا بل نأمل ان يكون في كل ابرشية من ابرشيات كرسينا جامعة ارثوذوكسية تخدم محيطها وتعمل على بناء الشبيبة علميا وروحيا واخلاقيا". وللاشارة، وافق مجلس الوزراء في ايار الماضي على الترخيص لتلك جامعة القديس جاورجيوس على الرغم من الاعتراضات التي برزت سابقاً داخل الحكومة حول الموضوع. (راجع خبر: http://www.lkdg.org/ar/node/17422)