-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“داعش”.. الإرهاب الجديد!

جمال لعلامي
  • 2326
  • 0
“داعش”.. الإرهاب الجديد!

المذبحة التي اقترفتها “داعش” ببروكسل، تطرح الكثير من علامات الاستفهام والتعجب، فهي شبه اختراق للمواقع الآمنة، بأوروبا، التي ظلت تعتقد لعدّة سنوات إنها ملقحة ضد “الإرهاب الدولي”، وإنها بعيدة كلّ البُعد عن الإرهابيين الذين لم يعودوا يفرقون كثيرا بين أهدافهم “السهلة”!

استهداف مطار وميترو بروكسل، بعملية انتحارية، فعل يستدعي التوقف والتساؤل: هل هناك تواطؤ؟ كيف تسلّل المنفذون إلى مثل هذه الأماكن المؤمنة والمحظورة بقنابل أو بأحزمة ناسفة؟ ألا يمكن لهكذا اختراق أن يثير الذعر وسط الأوروبيين وكلّ المغتربين والمسافرين، طالما إن المطارات ومحطات الميترو أصبحت مستهدفة بعمليات استعراضية!

الملاحظ إن مجزرة بروكسل جاءت بعد عمليات سابقة ضربت من خلالها “داعش” في جاكارتا وتونس وقبلهما في باريس، ذات “جمعة 13″، ومازالت طبعا تضرب في سوريا والعراق وليبيا، بعمليات تحوّلت إلى “روتينية” تعايش معها سكان هذه البلدان الجريحة!

لم تعد “داعش” مثلما كان يعتقد الأوروبيون والأمريكيون، تستهدف فقط بلدانا عربية بعينها، وإنـّما التنظيم الإرهابي شرع منذ مدّة في تصدير التفجيرات الانتحارية والعمليات الاستعراضية، ونقل الرعب، إلى دول لم تكن تتصوّر أبدا أنها ستتحول إلى “أهداف سهلة” للإرهابيين!

حتى مهمة التجنيد، لم تعد مقتصرة فقط على البلدان التي ظلت متهمة من طرف الغربيين برعاية وتصدير “الجهاديين” و”التكفيريين”، ولكن التجنيد أصبح يتمّ كذلك في دول اعترفت، مثلما حصل الشأن بالنسبة لفرنسا، داخلها ووسط “أبنائها” حتى وإن كانوا من الأصول المغاربية والغربية والمسلمة!

حكاية الأصول والفصول، لم تعد مثيرة ولا مقنعة، فالمتورّطون أو منفذو اعتداءات إرهابية في قلب بلدان أوروبية، وُلدوا وترعرعوا ودرسوا و”أدمنوا” وكبروا في هذه البلدان “الحاضنة” والمستقطبة، ووسط السكان الأصليين، الذين عليهم أن لا يمسحوا “الموس” في أجداد أو أديان “أبنائهم” بالرضاعة أو بالزواج المختلط!

هكذا هو الإرهاب، ليس من اليوم، لا دين ولا لون ولا جنس ولا ملة له، لا يفرّق بين ضحاياه، وقتلاه، ولا يفاضل أيضا بين مجنديه، ولعلّ الأرقام وحدها كفيلة بإثبات هذه المسلّمة، خاصة في جزئها المتعلق، بالجنسيات والدول التي ينحدر منها عناصر “داعش” وقبلها “القاعدة”! لقد بحّت الجزائر خلال التسعينات، وهي تنادي بالتكاتف والتعاون والتنسيق، لاجتثاث جذور وأسباب الإرهاب، لكن “ضحايا اليوم” وضعوا آنذاك الطين في أذانهم، ليستيقظوا بعد فوات الأوان على دويّ الانفجارات والقنابل!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • بدون اسم

    مقالات مكرره تخرج لنا مع كل عمليه ارهابيه .
    اخطونا الارهاب و الكلام فيه ان كنتم لا تستطيعون كتابه مقالات تحليليه بالمستوى
    اكتبوا باسعار البصل التي وصلت الى 12 ألف

  • بدون اسم

    السلام عليكم
    شكرا ....
    من يزرع الشوك لابد أن يجني ثماره أو جراحه،
    والحصاد اليوم على أرض الواقع،
    أيعقل من زرع الارهاب وساهم في انتشاره وتجذره بصفة مباشرة أو غير مباشرة،
    أن يجني الأمن والأمان وينعم بالسلام،
    فيما تغرق شعوبا أخرى في الفوضى والدمار ؟
    شكرا