كشف النقاب عن مناقب التكشف
الظروف التي تمر بها السلطة في عز شيخوختها، لا تبدو أنها تبشر بخير مع كل ما يحاط بها وبنا جميعا من محن! حتى الدينار”زاد طاح” رغم طيحته التي لم يقم بعدها أبدا منذ أن تفردخ!! “طاح الدينار” بـ30 %، وطحنا نحن معه بمثله! فصارت الآن الحكومة على لسان سلال المسلول تتحدث، بل وتطالب “بترشيد” الإنفاق بما يعني التقشف تحسبا للدخول في الأنفاق!: أين كان الترشيد قبل يوم الرشد؟ وكيف يمكن للترشيد أن يرشد إذا لم يجد خليفة راشدا يرشد إلى طريق الرشاد؟ من سيتقشف أو يسترشد؟ النهب؟ الفساد؟ العاملون عليه؟”المعلفة” كروشكم؟ أم الشعب المزلوط الذي يعيش على الحليب المخلوط والمستورد المغلوط والاستهلاك الملهوط والسكوت المشروط؟ الشعب الذي اشترى سلمه الاجتماعي بفتات النفط المتبقي عن لهط الملهوطين من أباطرة “الاستيوراد” و”إضارة” العتاد وساسة “الفصاد” وباعة الرماد وتجار السواد؟ باعة الخمور أم بانو القصور أم مرتكبو الفجور أم نباشو القبور أو متبرجو العطور أم أمن الحمائم أم أمانة الصقور؟ أسئلة توحي بأن زمن البحبوحة إلى زوال وأنه قد عاد زمن زروال مع بداية العنف و”التكشف” ودخول الفتنة حيز التطبيق بقرار سابق: فالشيخوخة شاخت ومالت وحان وقت جني حصاد موسم شراء سلم الأبطال الصمت بالمال وصمت الشماتة بالشحاتة وشمت أبواق النفاق على الفساق والسراق وسياسة طاڤ على من طاڤ.
نمت لأجد نفسي أحضر خطابا على لساني كرئيس وزراء وولاة، الوالي برتبة وزير والوزير”برتبة والو”: أيها الناس، من كان يعبد الدينار فإن الدينار طاح، ومن كان يعبد الدولار فإن الدولار لا يطيح! اللهم أشهد أني قد بلغت! بلغت الدائنين بلا دين، والمدانين بلا ديون أن زمن “التفرشك” قد ولى وأدبر، وأن زمن البقرات العجاف قد أقدم وأخبر، فلا قمح بدون سنبلة ولا سنبلة بدون قمح بقي في المخازن، ولا بقي حولي عميل صادق ومخزني عادل من “المخانز”! لقد أكلوا وهربوا! أخذوا الأموال وانصرفوا، بلوا بلاء حسنا ثم في الصحن بالوا، فأنا أعول عليكم يا شعبنا العظيم، أن تجوعوا وأن تأكلوا الفتات، خير لكم من أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا، اطلبوا العون من الله على توسيع الحال علينا وعليكم بأن يرتفع سعر النفط أكثر وأن لا تؤثر عودة إيران إلى السوق على مقدرات النوق وأن تجدوا في العمل بالفلاحة والملاحة ما يسمح لنا بتجاوز عثرة السباحة، لا تأكلوا إلا مرة في اليوم، ولا تشربوا أكثر من لتر في الأسبوع. لا “تدوّشوا” حتى تتوسّخوا وإذا توسّختم فتيّمموا. أطفئوا الأنوار وعيشوا في الظلام لتتعوّدوا على ظلمات القبر والله لا يبقي ولا يذر.
وأفيق أتصبب عرقا: آآه هذا تبذير للماء! ماء العرق!