ابحاثابائيات

الطهارة و الاحتراس للتناول في الفكر الارثوذكسي الابائي – بحث للاستاذ اشرف بشير

الطهارة و الاحتراس للتناول في الفكر الارثوذكسي الابائي  – بحث للاستاذ اشرف بشير

الطهارة و الاحتراس للتناول
الطهارة و الاحتراس للتناول

الطهارة و الاحتراس للتناول في الفكر الارثوذكسي الابائي

بحث للاستاذ اشرف بشير

 

بدأ الموضوع ببعض المناقشات في اجتماع الشباب بالكاتدرائية المرقسية في يوم الجمعة (9-9-2011) عن معوقات التناول (من العلاقات الجسدية أو الطمث او الاحتلام وكسر الصوم … الخ) ثم تطرق لدخول المرأة للهيكل، ووجدت فكر معارض وفكر مؤيد، ومن هنا كانت الفكرة بنشر هذه الآراء للآباء القديسين ليعرف الجميع عمق تعاليم الآباء الروحانية وان العادات ليست عقائد، فهناك العديد من المُدخَلات في قواعد الكنيسة وطقوسها وفي الافخارستيا لا تنتمي للفكر الآبائي في القرون الخمسة الأولي (فكر الكنيسة الجامعة الواحدة الرسولية ما قبل الانقسام) مثل منع دخول النساء بعد الولادة لمدة ٤٠ ﻳﻮم ﻟﻠﺬﻛﻮﺭ ﻭ٨٠ ﻳﻮم ﻟﻸناث، أو ﻣﻮﺍﻧﻊ ﺍﻟﺘﻨﺎﻭﻝ كالمعاﺷﺮﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ، ﻭﺍﻻﻧﻘﻄﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ وﺍﻟﻄﻣﺚ والاحتلام كل هذا لا وجود له في الكنيسة وقوانينها وتعاليم آبائها حتي نهاية القرن الخامس الميلادي، وأخص بالشكر الأستاذ بيتر سدراك لما ارشدني اليه من آراء تؤيد هذا الفكر الذي اعارضه ومنها انهيت البحث بالاطلاع علي هذه الاقوال وتتبع مصدريتها وصحتها ودرجة قبول قائليها كمعلمي عقيدة، ستلاحظ في الدراسة اني لا اناقش نصوص كتابية من الكتاب المقدس فهذا خارج نطاق البحث لأن نفس النص الكتابي يمكن تفسيره بمئات الصور، ولكني اناقش تعاليم الآباء لانها تفسير للنصوص ولانها هي المحدد للفهم الصحيح للنصوص الكتابية وليس سواها كما تسلمناها ككنيسة تقليدية.ـ

الفكر الآبائي السليم:ـ

يقول القديس صفرونيوس في تعاليمه:

نظافة الجسد ليست هي طهارة القلب. وحسناً أن نكون أنقياء مـن الداخل؛ لأن القبر قد يكون بناءً عظيماً، وفي داخله عظام ميتة. ونحن لـيس لـدينا عادات ولا قانون خاص بنظافة الجسد؛ لأن هذه الأمور تقع تحت سلطان كل مؤمن بالمسيح؛ لأننا باغتسالٍ واحدٍ هو مياة المعمودية، قد صرنا أطهاراً ولا حاجة لنـا إلاَّ بالاغتسال من أعمال الجسد الميتة بالتوبة، أمَّا مياة الخليقة فهي لا تقربنا إلى االله. 

المئوية الأولي للتوبة – 99

حيث  يشرح الآباء ان الطهر والنجاسة ليست بالمأكولات وعلاقات الزيجة وما يتبعها من تطهيرات واغتسال، وهذا الفكر تسلموه من السيد المسيح، وقد شرح العديد من الآباء هذا باستفاضة، وسأكتفي هنا بايراد ما قاله القديس يوحنا ذهبي الفم منعا للاطالة كاقتباس وحيد يشرح هذه النقطة:ـ

حتي في الكنيسة نري مثل هذه العادة منتشرة عند عامة الشعب: أناس يهتمون أن يحضروا الكنيسة في ثياب نظيفة مغسولي الأيدي أما كيف يقدمون نفوساَ نطيفة الي الله فهذا ما لا يهتمون به مطلقاً

(Homilies on the Gospel of Saint Matthew – العظة 51 علي مت 15:11-17) 

 

وقد أفاض القديس اثناسيوس في تحليل هذه الاسباب التي يعتبرها البعض معوقات او منجسات من الافرازات الطبيعية ، ولا استطيع مع كلماته سوي التأمل في صمت، حيث قال:ـ

كل الأشياء التي خلقها الله جميلة ونقية، لأن كلمة الله لم يخلق شئ عديم النفع أو دنس … ولكن لأن حبائل الشيطان مختلفة وماكرة وهو يتحايل لكي يزعج بسطاء العقول ويحاول أن يمنع الأخوة من الممارسات اليومية عندما يبذر فيهم أفكاراً عن عدم الطهارة والدنس لذلك علينا ان نشتت أخطاء الشرير بواسطة نعمة المخلص … مكتوب للأنقياء كل شئ نقي … ولكن للنجسين كل شئ غير نقي بل نجس …. ما هي الخطية أو الدنس في الافرازات الطبيعية ؟!! …. والافرازات الناتجة عن الطعام ؟! …. الانسان كما تقول الكتب المقدسة من عمل يدي الله، فكيف يمكن ان يتكون عمل نجس من قوة نقية ؟! …. فلا شئ نجسا اذا فينا، لاننا نتدنس اذا اخطأنا والخطية هي النجاسة الحقيقية، وعندما تحدث افرازات من الجسد بدون ارادة فان ما نختبره هو جانب ضروري تحتمه الطبيعة ! … فما هي الخطية … اذا كان السيد الذي صنع الجسد هو الذي شاء وخلق القنوات التي تفرز هذه الافرازات ؟! ….ـ 

(Letter to Amun)

ومن هذا النص يتضح ان الافرازات ليست نجاسة وغلاقة الزيجة لا تنجس ولا فيها اي دنس او نجس وان ما خلقه الله ليكون لا يمكن ان يخلقه دنسا او نجسا، وان الشيطان هو من يحاول خداع البسطاء بهذا الفكر

اضغط هنا لتحميل البحث كاملا