-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

‮”‬القمامة‮” ‬البغدادية

عمار يزلي
  • 2403
  • 6
‮”‬القمامة‮” ‬البغدادية

مع بداية العام الهجري‮ ‬ومحرم،‮ ‬هالني‮ ‬الحال الذي‮ ‬صارت عليه الأحوال في‮ ‬العراق المدمر‮! ‬فلقد زرت هذا البلد أثناء الحصار مرتين،‮ ‬وكنت ساعتها،‮ ‬أرى ما سيحصل بعد دخول الأمريكان،‮ ‬وحدث ما كان في‮ ‬الحسبان،‮ ‬وسقطت بغداد السبية،‮ ‬وصرنا اليوم نبكي‮ ‬على الأطلال و”ندفش‮” ‬مع كل‮ “‬دافش‮”‬،‮ ‬ونتخوف من‮ “‬داعش‮”‬،‮ “‬بما جنته على نفسها براقش‮”.‬

‭ ‬وجدت نفسي‮ ‬في‮ ‬بغداد أتصيد الفرائس من فرس الفرس والروم،‮ ‬بشارع المتنبي‮ ‬المعلوم،‮ ‬ثم بسوق الصفير‮ (‬النحاس‮) ‬المختوم،‮ ‬ثم بالسوق العتيق المغطى المرقوم،‮ ‬وكان اليوم‮ ‬يوم صوم،‮ ‬وإذا بي‮ ‬ألمح قالي‮ ‬زلابية بجلابية‮! ‬قلت‮: ‬لعله الشاعر ابن الرومي،‮ ‬قد‮ ‬ينظم لي‮ ‬قصيدة في‮ ‬مدح الزلابية وقلب اللوز،‮ ‬وأخرى في‮ ‬هجاء أوباما وبوش العجوز‮..‬وإذا بي‮ ‬أرى سواديا من الأنبار‮ ‬يجر بجهد أخاه الحمار،‮ ‬كان بلباس شيعي‮ ‬أمريكي،‮ ‬قلت له وأنا أتقمص سيرة بديع الزمان الهمذاني‮ ‬صاحب”المقامة البغدادية‮”: ‬لا حياك الله‮ ‬يا أبا عبيد‮..‬ كيف أنت وكيف أحوال أبيك ابن الحمار‮..‬وأمك كلبة الجار؟‮.. ‬والله لقد كدت أنساك‮..‬وأنسى الحمار أباك‮..‬ من جاء بك‮..‬وبجد أمك إلى بغداد؟‮ ‬يا بن نصف براد؟‮. ‬قال‮: ‬أنا لست أبو عبيد بل الجنرال أبي‮ ‬زيد‮..!! ‬قلت له‮: ‬زيد‮ ‬يا بن‮ ‬غبريط بعد بن بوزيد‮! ‬وكيف خالك من الرضاعة‮ “‬أبوشـ‮ ..‬كارة‮”..‬قبيح الكمارة؟‮…‬وكيف حال الأعادي‮ ‬في‮ ‬الرمادي؟‮.. ‬رد علي‮ ‬بلغة عربية مكسرة المفصل،‮ ‬كعمارة مفجرة في‮ ‬الموصل‮: ‬والله ما كنا نعرف أننا سنصل إلى هذا الموصل‮..‬لنصل إلى داعش،‮ ‬التي‮ ‬ولدت مثل‮ “‬الزومبي‮” ‬من نعوش الفواحش‮!. ‬قلت له‮: ‬أريد منك‮ ‬يا أبا زيد أن تعيرني‮ ‬حمارك لساعة وأن نأكل سويا الزلابية عند أحد الباعة‮.. ‬فوالله إني‮ ‬اشتقت الأذاذ وأنا ببغداد وليس معي‮ ‬دولار ولا أورو‮..! ‬فقال لي‮: ‬أما الأولى فلا‮.. ‬فهذه دبابة‮ “‬هامر‮” ‬وليست‮ “‬حامر‮”..‬وأنا لا أجرها وإنما أسوقها لحماية السوق من النوق‮.. ‬ومن القذائف التي‮ ‬تأتي‮ ‬من تحت أكثر من فوق‮..! ‬أما الثانية فنعم‮..! ‬فأنا أحب الحلوى الشرقية والمهلبية والزلابية‮..‬فأي‮ ‬تاجر نقصد وأي‮ ‬بائع تريد؟‮! ‬قلت له‮: ‬الكل سيان،‮ ‬إنما زلابية العربي‮ ‬أبو حسين فهي‮ ‬ثقيلة في‮ ‬الميزان خفيفة في‮ ‬الذوق على اللسان،‮ ‬تنزع كل داء من الأمعاء وتورث الفطنة والذكاء‮. ‬وتالله إني‮ ‬لأراك محتاجا إليها وكل من دخل بغداد من‮ ‬غير أهلها،‮ ‬لما فيها من عسل الزنابير وشهد حلو كالمسامير‮..‬وشمع طبيعي‮ ‬بلون الدبابير‮.‬

وما إن تذوق أبي‮ ‬زيد زلابية العربي‮ ‬أبو حسين،‮ ‬حتى كان أبو حسين،‮ ‬يهوي‮ ‬على أم رأسه بهراوة من صنع عراقي،‮ ‬فيما أطلقت أنا ساقي‮ ‬إلى الريح وأنا أقول‮:”‬الشامي‮ ‬شامي‮ ‬والبغدادي‮ ‬بغدادي‮”.‬

وأستيقظ وقد هوى علي‮ ‬التلفاز وكاميرته،‮ ‬بعدما نمت تحته،‮ ‬حتى لا أرى كمارته‮!‬

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • جزااااحقةاااائررررية

    الله يهديك,اتق الله في ما تكتب:القسم,اللمز......,الله يهديك.

  • بيدبا

    لا فض فوك يا بن عمر...دائما كما عهدناك في مناماتك.فطاب نومك الذي يتحفنا بروعة المقال و المقام..دمت لنا

  • بدون اسم

    شكرا شكرا على هده المقالة الرائعة المتميزة ارجعتني الى زمن رائع

  • Marjolaine

    رغم أني لم أفهم الكثير من ألغازها إلا أنها رائعة وقد يقوم إليك بديع الزمان الهمذاني يخاصمك في هذا العمود.

  • أسمهان

    يلا لروعة ما تكتبه يا صاحب أروع قلم.أتمنى لك التوفيق دائما،ومزيدا من هذه الروائع.

  • بن شهرة

    لا فظ فوك أخا العرب فقد أحسنت المقالة