Jump to ratings and reviews
Rate this book

الإنسان المهدور: دراسة تحليلية نفسية اجتماعية

Rate this book
يختار حجازي الإنسان العربي ليقدم عينة درسية تطبيقية لمفهوم الإنسان المهدور. ويرى بهذا الصدد أن علم النفس في الوطن العربي مقصر جدا في تناول كثير من قضايا الإنسان العربي المصيرية والوجودية. وذلك لأسباب عديدة منها أننا مازلنا تابعين "لعلم النفس الغربي الذي نشأ وتطوّر لخدمة احتياجات المجتمع الصناعي في الغرب تحديداً". وهناك سبب مهم آخر يتمثل في "تعاظم نظام المحظورات الذي ما انفكّ يتفاقم في عالمنا العربي" حيث يحرم على الباحثين الخوض في تفاصيل تعتبر ممنوعة على التفكير الحرّ نظرا لما تشكله من خطورة على فضح النظام السياسي العربي."، يعود د. مصطفى حجازي بعد سنوات على إصدار كتابه القديم والمشهور "التخلف الاجتماعي: مدخل الى سيكولوجية الإنسان المقهور"، يعود الآن ليواصل مشروعه في تفكيك مفهوم جديد هو الانسان المهدور. وبين الإنسان "المقهور" و"المهدور" ليس هناك فقط جناسٌ لفظي بلاغيّ، بل هناك جناسٌ دلاليّ سيكتشفه القارىء لفصول الكتاب التي بلغت تسعة فصول ومقدمة.

إن الهدر يبدأ من هدر الدم إلى هدر الوقت مرورا بهدر الفكر والوعي والإبداع، "وقد يتخذ الهدر شكل عدم الاعتراف بالطاقات والكفاءات أو الحق في تقرير المصير والإرادة الحرة وحتى الحق بالوعي بالذات والوجود" (ص 28). لذلك يعتبر حجازي أن الهدر أكثر خطورة من القهر. فبينما يعني القهر مثلاً اعترافاً بكيان الآخر، وإن اعترافاً مشروطا بأن يبقى الآخر ضمن خضوعه لي وملكيتي، ولكن الهدر يرتب "سَحباً للاعتراف أصلاً بقيمة الكيان أو الطاقات أو الوعي أو المكانة" (ص 29). ويمكن طرح مثال على ذلك "العولمة" التي تهدر معنى الانتماء للقومية باعتبارها تسلخ الهويات وتلحق الجميع باقتصاد السوق ومفهومه بدلا من اقتصاد المجتمع المحلي والوطن.

للتحميل PDF

http://search.4s.io/q/1/%D8%A7%D9%84%...

أو

http://archive.org/download/11-30.naf...

350 pages, Paperback

First published January 1, 2006

Loading interface...
Loading interface...

About the author

مصطفى حجازي

27 books1,900 followers
الدكتور مصطفى حجازي، أكاديمي ومفكر لبناني، حائز على دكتوراه الدولة في علم النّفس من جامعة ليون – فرنسا.

* مجالات التخصص العام: علم النفس، والبحوث والدراسات السكانية.
* مجالات التخصص الدقيق: الشباب/المراهقون، الصحة العقلية، والسلوك النفسي.
* الخبرة الأكاديمية/الفنية: التدريس الأكاديمي، التدريب/بناء القدرات، وبرامج الحث والدعوى.

من خبراته المهنية:
- أستاذ علم النفس في الجامعة اللبنانية (من 1983 إلى 1990)
- أستاذ الصحة النفسيّة والإرشاد النفسي في جامعة البحرين (من 1991 إلى 2006).
وهو الآن متقاعد وساكن في مسقط رأسه في صيدا بلبنان.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
606 (44%)
4 stars
462 (34%)
3 stars
208 (15%)
2 stars
48 (3%)
1 star
30 (2%)
Displaying 1 - 30 of 240 reviews
Profile Image for Nawal Al-Qussyer.
167 reviews2,332 followers
November 11, 2015
عدنا..
سأعود بإذن الله، مثل هذه الكتب من الخطأ أن تظل بلا مراجعات ()
إلى ذلك الوقت،، أكبر تحية للمذهل مصطفى حجازي..
----------------
بسم الله مرحبا بكم في الجزء الثاني من نوال المبهورة :] أولا سأطالب الدكتور مصطفى بطرح دراسة : الانسان المبهور : نوال انموذجا :p

هذا الكتاب هو : "عودا على بدء إلى الدراسة التي سبقتها بعنوان التخلف الاجتماعي مدخل إلى سيكولوجية الانسان المقهور.. وتطويرا لها من حيث التعمق والاستكمال. ضمن مشروع يطمح إلى توظيف علم النفس في خدمة قضايا التنمية الإنسانية."

عندما قرأت الغلاف قلت في نفسي: هذه أنا- نحن مهدورين.. وإذا بي أتفاجأ بهذا السطر في المقدمة:
حين نطالع محدثنا بأننا بصدد أجراء دراسة بعنوان: الانسان المهدور" تأتي الاستجابة في غالبية الأحيان وبتكرار لافت للنظر: "آه هذا أنا" وقد تصاحبها ابتسامة تحمل شيئا من المرارة أو تنهيدة تشي بكثافة رد الفعل الوجداني..


وقفت طويلا أتأمل فقط " الانسان المهدور" وتخيلت حياتي وحياة غيري. بدأت أتنبأ بما في داخل الكتاب قبل أن أقرأه.. توقفت كثيرا عند كلمة "هدر" أشعر أنها كلمة قوية جدا جدا وقد تكون أفضل وصف للحالة النفسية والتنموية الراهنة.. يقول حجازي وكأنه يقرأ ماجال بخاطري حين توقفت عند كلمة الهدر : " أما الهدر فهو أوسع مدى بحيث يستوعب القهر الذي يتحول إلى إحدى حالاته. فالهدر يتفاوت من حيث الشدة مابين هدر الدم واستباحة حياة الاخر باعتباره لاشيء، وبالتالي عديم القيمة والحصانة.. وبين الاعتراف المشروط بانسانية الانسان كما يحدث في علاقة العصبيات بأعضائها. وفيما بين هذا وهذاك يتسع نطاق الهدر كي يشمل هدر الفكر وهدر طاقات الشباب و وعيهم وهدر حقوق المكانة والمواطنة .. الخ


يقسم حجازي الكتاب إلى مقدمة تليها ٩ فصول.. ممتعة شيقة.. مبهرة.. حقيقية.. يتخللها أشياء ربما لا أوافقها كلها.. وأشياء أختلف معها بريبة.. وأخرى كانت بمثابة الصفعة لي لليقظة.

الفصول التسعة:
هدر الانسان محدداته وتحلياته
العصبيات والهدر
الاستبداد، الطغيان وهدر الانسان
الاعتقال، التعذيب وهدر الكيان
هدر الفكر
الشباب المهدور: هدر الوعي والطاقات والانتماء
الهدر الوجودي في الحياة اليومية
الديناميات النفسية للانسان المهدور ودفاعاته
علم النفس الايجابي وبناء الاقتدار في مجابهة الهدر

أعتقد أنك تقول في داخلك أن عناوين الفصل تبشر بمحتوى راقي.. سأجيب وأقول: نعم. محتوى رائع وتلحليل سأكتفي بالقول عنه أنه تحليل مذهل - مخلص

عناوين الفصول محمسة جدا وتلامس الواقع.. وتجيب علي تساؤلات كثيرة كلنا نسألها..
لماذا لدينا مشاريع تنموية ولاتكتمل.. لمادذا ترصد ميزانيات مهولة لمشاريع مبشرة لكننا لانراها.. لماذا نحن محبطون وطاقاتنا الشبابية لاتكاد أن تصصطدم بشيء لانفهمه

أعدك أنك ستجد في الكتاب تحليل غير سطحي ونظرة عميقة لواقع متشعب،، سأكرر أنك لان تجد جلد للذات.. وهذا الممهم

الصراحة أن هذا الكتاب والذي يسبقه قد رفع سقف آرائي وقد غير كثيرا من نظرتي للأمور والمشاكل مثل البطالة وتطوير النفس.. أصبحت أعي أننا نعالج المشاكل بشكل سطحي.. بينما لو انصرفنا لمثل هذه الدراسات لفهمنا كيف نعالج الأمور بشكل أفضل..
غالبية الآراء صرت أشعر بسطحيتها في كثير من الأمور -ولا ألوم هنا- لكني أستحث وعينا بقراءة مثل هذه الكتب التي تقدم وعي للواقع على طبق من فكر.

هذا هو ثاني كتاب أقرأه لحجازي وفي كل الكاتبين أجد أن الفصل الأخير هو الأكثر إذهالا.. كأنه يعرف كيف يشوق القارئ لآخر فصل ويكون يحتاج لقراءته وبذاتا لوقت يعرف كيف يختم كتابه بطريقة متوازنة


أُلجمت حين قرأت بعض تحليلاته في فصل التعذيب و الاعتقال.. لم أكن أعرف أن لكل وسائل التعذيب فلسفة شرسة وشريرة.. حقيقة أصبت بالذهول والألم. والحزن. الانسان كائن مرعب إذا فكر في القوة فقط. كان مصطفى رائعا في تحليل وجمع المعلومات التي تقود لنتيجة نفسية متعلقة بالهدر عبر حركات تعذيب واعتقال.
كان فصل شيق جدا.. تذكرت فيه رواية الطاهر ابن جلو: تلك العتمة الباهرة

كان الفصل الأخير عن علم النفس الايجابي يقول في بدايته :
الهدر مهما اشتد ليس قدرا مفروضا.. بل لابد من التحرك للعبور من واقعه الى بناء الاقتدار الانساني على جميع الصعد

هذه الجملة تكفي لتعبر عن محتوى هذا الفصل والذي يكفي قراءته عن قراءة كل الكتب في هذا المجال بنظري.. الكتب اللمليئة بعبارات مزخرفة لا أكثر. الكتب التي تصيبك بغثيان يجب أن يكون له اسم طبي: غثيان الايجابية المفرطة..

هذا الفصل أشعرني بالأمل وبالإيجابية المتزنة فعلا.. كررت قراءته كثيرا لدرجة أني فقدت العد ! ولهذا تأخرت في إنهاء الكتاب..

سأظل أقول -ولا أعرف السب��- أن هذا الكتاب والذي سبقه ساعداني في زيادة إيماني واستعادة جزء من إيماني فقدته لأسباب كثيرة.. وجدت في هذا الكتاب مايعزيني وما "يطبطب" علي ويستحثني للنهوض.. شعرت بمسؤولية لأني أصبحت أفهم أكثر من قبل.. أصبحت أرى المشاكل من منظور آخر.. حتي أني فقدت القدرة على بعض النقاشات لسطحيتها.. شعرت أنها مسؤوليتي أن أتحذث عن الكتاب وأنصح فيه الكثير.. فقد حان الوقت أن نفهم وأن نتعامل مع الأمور والمشاكل بطريقة صحيحة وليست بطريقة تخمينات وتجارب لاتعدو كونها تجارب خاصة..

هذا الكتاب مرشد ودليل.. ومحمس وموجه وراقي ورائع.. هذا الكتاب يشعل داخلك ألف تساؤل لن ترضى إلا حينما تحلل وتبحث عن أجوبتها داخلك أولا..

أنصحك بالكتاب.. أرجوك اقرأ الكتاب..

في المعرض القادم ان شاء الله سأشتري من هذا الكتاب والدراسة التي قبله ٥ نسخ.. وسأهديها.. قد تفعل خيرا حينما تشتري نسخة لنفسك ونسخ أخرى كهدية.. فلا أجمل من أن تهدي أحدهم "وعي" وإدراك.
Profile Image for Sarah Daiban.
50 reviews86 followers
June 29, 2011

يا الله .. كم ستتغيّر حياتنا لو أن كُل الناس أو أكبر شريحة منهم قرأت ثنائية د.مصطفى حجازي ( الانسان المقهور + الانسان المهدور )؟ كم سيزيد مستوى الوعي لديهم وبالتالي تغيير واقعهم !!

أُقسم أنك ندخل في ملكوت هذا الكتاب شخص وتخرُج منه شخصا آخر ، على جميع المستويات النفسيه الكيانيّة والاجتماعية والفكريّة وحتى العاطفية !

في هذا الكتاب لآ يُبيّن لك د. مصطفى أوجه الهدر الذي تتعرّض له من كل ناحيه بل يوضّح لك الطريق السليم للخروج دائرة هذا الهدر ، بمعنى لآ يُفتّح عينك على مأزقك الكياني بل يُنقذك أيضَا <3

كنت - واعتقد ان الكثير مثلي - اشعر بأني امضي في الحياه وكأني في نهر لا اعرف الى اين يتجّه ولا اين يصُب ولا اعرف ما المعنى من المُضي فيه على اية حال ! كثير ما كنت أُسأل عن هدفي في الحياه واعني الهدف العام على النطاق الواسع ولا اعلم كيف أرد .. كنت اشعر ان حياتي اعتباطيه فقط عليّ أن أؤمن بقضاء الله وقدره حتى اشعر بالأمان ، لكن الآن اشعر بقيمة حياتي .. أستطيع أن أرى بوضوح ماذا أريد .. وأن أحدد بوضوح ماذا أشعر.. وأضع بوضوح خطة حياتي المستقبليه .. واعرف كيف سأحقق ذاتي وكياني .. أشعر أني حُرّه .


افتقدتُ جناحيّ بعد انتهائي من قراءة الكتاب ، لأني فعلآ أردتُ أن أطير
:")


يبدأ الفصل الأول بتمهيد عن التنمية الانسانية ( ما قبل الديموقراطية ، الاعتراف بالإنسان ) .. قد تتسائل هل انا غير معترف بي كإنسان ؟ ألهذه الدرجة ؟ نعم اقرأ هذا الكتاب وستعرف كم أنت مهدور !
يُعرّف الفصل التنمية الانسانية والهدر الانساني وألوانه التي تستفحل في المجتمع المهدور كـ مرض كياني .

الفصل الثاني (العصبيات والهدر) يتحدّث عن علاقة العصبيات الاجتماعية والثقافيه بهدر كيان الفرد واختزال انسانيته من خلال فرض التبعية والولاء الاعتباطي دون ثقافة الانجاز وتحقيق الذات .

الفصل الثالث ( الاستبداد ، الطغيان وهدر الانسان )
يُفصّل هنا تعريف الاستبداد والططغيان وسيكولوجيتهما وآلياتها والسحب من الرصيد الديني والموروث الثقافي للتحكم بالناس ..

الفصل الرابع ( الاعتقال ، التعذيب وهدر الكيان ) يتطرق الى اساليب التعذيب في السجون ونزع انسانية المُعتقل او المسجون بمختلف الطُرق .

الفصل الخامس ( هدر الفكر )هذا الفصل احببته جدًا تكلّم عن الفِكر ومراحل تطوره وثوراته في الغرب حتى وصل الى ما هو عليه من انطلاق لامحدودية .

الفصل السادس (الشباب المهدور : هدر الوعي والطاقات والانتماء )+
الفصل السابع ( الهدر الوجودي في الحياة اليومية ) كانا واقعيّين جدا ومؤلمين في نفس الوقت ..( اذا كانت مُهمة الطبيب هي الكشف على مواضع الألم المعروفة عند المريض .. فمُهمة الطبيب النفسي هي الكشف عن مواضع الألم الـ"غير معروفة " لدى المريض والذي "لايعلم أنه مريض أساسًا !!)

الفصل الثامن ( الديناميات النفسية للإنسان المهدور ودفاعاته )وكما يتضح من العنوان أنّه يُفسّر ردّات الفعل لدى الإنسان الواقع تحت الهدر من اكتئاب وجودي وغضب وعنف وازدواجية ذاتية .

الفصل التاسع ( علم النفس الإيجابي وبناء الاقتدار في مجابهة الهدر ) لن أُراجعه واختصر و"أُهدِرُه" أبدًا .. اقرأوه بأنفُسكم ;)

* اقتباسات *

(( يقع 90% من سكان البلدان العربية دون حد الرفاه بمعنى احترام إنسانية الانسان وحرياته الاساسيه ))

[ يعرّف تقرير التمنية الإنسانية العربية بأن التنمية الانسانية تكمن ببساطة في عملية توسيع نطاق خيارات الناس في جميع ميادين سعي الانسان ، من خلال تمكين الناس جميعا من المشاركه بفاعلية في التأثير على العمليات التي تشكّل حياتهم .
ويتم هذا التمكين من خلال تحريرهم من الحرمان بجميع اشكاله وخصوصا الحرمان من الحريه ومن المعرفه . بذلك يتمكن الانسان من السيطره على زمام مصيره ، وصولا الى صناعة هذا المصير ]

[ كلما زادت الاجهزة الامنية قل الامن الاجتماعي ]

[ من المعروف انك اذا اردت ان تفرغ عدوانية جماعة ما وتحول دون تفجر الصراعات ضمنها والتمرد على سلطتها ، ما عليك سوى الاكثار من الاعياد والاحتفالات فيها .
ومعها تطمس المعاناة ويتم اسكات المطالبات . أوليس الاحتفال كما العيد هما من حيث التعريف نقيض المعاناه والاحباطات ؟ ويكفي للتدليل عليه نشوة مباريات كرة القدم والحماس الذي تلهبه لدى الجمهور . كما تتجلى في المواكب التي تطوف المدينة بعد المباراه . وكأن انتصار الفريق الوطني في المباراه هو انجاز وطني تاريخي ! نحن بصدد اصطناع بطولات وطنيه للتغطية على الفشل والخيبات والهزائم .]

[ صفتان تميزان عالمنا الراهن والمستقبل المنظور : التسارع وعدم التأكد ، ويبقى امران مضمونان هما اليقين الايماني والاقتدار المعرفي . فقط المعرفه وبناء الاقتدار المعرفي هما الضمانه للحفاظ على المكانه ولعب الدور راهنا ومستقبلا .]

[ التحريم والتكفير ��لديني كما التجريم المخابراتي السياسي والحجر على العقول الذي تمارسه العصبيات تدفع بالانسان الى الرضوخ وبالتالي الى تعطيل العقل وما ينتجه من فكر تحليلي نقدي تساؤلي تجاوزي وهكذا تدفع ثلاثية الهدر الناس الى اقتصار نشاطهم الفكري على مستوى المعاش وحده والسعادة والرضى بتحقيق متطلباته . هنا يتعطل استغلال الدماغ ولا يبقى فاعلا منه سوى ذلك الجزء المسمى " الهيبوثلامس" يشكّل 0.35 من حجم الدماغ البشري ! وهو الجزء الذي يضبط وظائف الاكل والنوم والجنس والانفعال . فكم من حالات من الناس ذوي الفكر المهدور تعطل طاقاتهم الدماغيه ؟ .. ]

[ تتمثل الخطوة الاولى لكشف التواطؤ الذاتي في الوعي بآلياته الدفاعيه وديناميته ، والقناعه بانها كلها مظاهر لتزوير الكيان الاصيل ، وانها ليست قدرا مفروضا .
الوعي هو اساس امتلاك الذات او بالاحرى استرداد الذات المضيعه وصولا الى توجيهها والتعامل النشط مع الدنيا والناس . الوعي هو ان تصبح على صلة بما انت عليه وما تشعر به وتفكر فيه وتفعله ]

+(F)







Profile Image for فايز غازي Fayez Ghazi .
Author 2 books4,350 followers
July 26, 2023
"الإنسان المهدور" للدكتور مصطفى حجازي هو بحث موسّع ومعمّق يرتكز على علم النفس في خدمة قضايا التنمية الإنسانية ويدرس واقع الإنسان في عالمنا العربي الذي يعاني مأزقًا كيانيًا واضحًا من اجل الإحاطة بديناميات هذا المأزق والقوى الفاعلة فيه فيما وراء طروحات التخلف والديموقراطية. والكتاب رغم انه استكمال لكتابه السابق التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور إلا انه اتى أشمل وأوسع مدى حتى يكاد يحتويه.

الفصل الأول تحدّث عن الإعتراف بإنسانية الإنسان قبل الشروع في كلام عريض كالديموقراطية، وعرّف الهدر والوانه ومستوياته، ويمكن القول ان الإنسان العربي يعاني من:


مثلث الحصار: حكم المخابرات والبوليس السياسي كركن قاعدي للمثلث، يتممه ويعززه ركنا العصبيات والأصوليات

ويخضع للإستبداد:

الإستبداد ليس مجرد حجب للديموقراطية او منع للحقوق، بل هو علاقة مختلفة نوعيًا تقوم على اختزال الكيان الإنساني للآخرين الى مستوى "الرعية" التي تعني لغويًا القطيع من الأكباش او الأغنام الذي يمتلكه السلطان ويحميه ويرعاه والذي يهلك بدون هذه الحماية والرعاية، لأنه لا يملك القدرة او الإرادة على الإمساك بزمام المصير

وهو مهدور:

يتفاوت الهدر بين انعدام الإعتراف بإنسانية الإنسان كحد اقصى، وبين استعباده واهماله والاستغناء عن فكره وطاقاته، بإعتباره عبئًا او فائضًا عن الحاجة.. كما قد يتخذ الهدر طابع تحويل الإنسان الى أداة لخدمة أغراض العصبيات او الاستبداد يضحى به في حروب النفوذ باعتباره الوقود الذي يغذي اشتعالها، او الآداة التي تبجّل وتطبّل لسلطان المستبد وتخدم اغراض هيمنته وتوسع سطوة نفوذه. وقد يتخذ طابعا ذاتيا ينخرط فيها المريض في تدمير ذاته.

ثلاثية هدر: هدر العقل، هدر الوعي وهدر العاطفة.

هذا الهدر يقود الى انعدام التنمية الإنسانية، والسير عكس الإتجاه في التطور:

ان المسألة ليست في اشكالية التنمية وقضاباها كما تم تداولها في التقارير الدولية، بل في اشكالية تحوّل تاريخي لم ينجز... فالعرب لا زالوا يعيشون في ظل تشابك الأزمنة ما بين قبلي وحديث، وما بين النسيج العصبي وقناع الحداثة

بينما حدثت الثورة الصناعية والثورة العمرانية في الغرب من خلال غلبة المدينة وقوانين حركتها ومؤسساتها وفلسفة علاقاتها ومصالحها (مما يعرف بالبرجوازية) على الريف والإقطاع وعصبيات امراء القلاع وقساوسة الكنيسة، إذا بالمدينة العربية تعرف تحركًا مضادًا. فبدلًا من تحضّر الريف والبادية، اذا بها تتريف وتتبدون


الفصل الثاني يفصّل في موضوع العصبيات والهدر، فيبدأ بتعريف العصبية وعلاقاتها الداخلية والخارجية معرجًا على ثقافة الولاء بدلًا من ثقافة الإنجاز والتبعية العمياء وما يؤديه هذا من هدر الإنسان وهدر الوطن.


تقوم علاقات السلطة في العصبية على "أخلاق الطاعة" التي تشكّل سند البنية البطركية. تأخذ النمط الفوقي/التبعي. توفر الحماية والحصانة والعزوة والمغانم مقابل الولاء غير المشروط والتبعية

حين تتحكم البنى العصبية في وطن ما يتحول كيانه الى مجرد وعاء شكلي معرّض لشتى الأخطار الداخلية والخارجية. ذلك ان قوة الوطن ومنعته تتوقفان على درجة انصهار مختلف شرائحه وفئاته ضمن كيانه الذي يتجاوز كلًا منها


الفصل الثالث يفصّل في العلاقة ما بين الإستبداد والطغيان وهدر الإنسان ويشرح مطوّلًا كيفية ترويض الأنظمة للناس بالتحكم الناعم والتهديد والتخويف والتنفير والإستفادة من اخلاق الطاعة ولبوسها الديني وتقريغ عدوانية الشعب بإلهائه (كرة القدم، الأعياد،..)وكيف ينتج عن هذا الهدر الخارجي هدرًا ذاتيًا يقوم به الإنسان على ذاته متماهيًا مع المستبد.


ما الفرق بيننا وبين الدول المتقدمة؟

في البلاد المتقدمة تستهلك الشعوب حكامها من خلال التفويض وسحب التفويض والمساءلة. هناك دومًا أشخاص جدد يحلون محل من انتهى تفويضهم بالضرورة. أما في نظام الإستبداد العصبي، فإن الحكام هم الذين يستهلكون شعوبهم والكيان الوطني ذاته من خلال تأزيل سلطانهم

هل استيراد التقنية يعني التطور؟

هناك تطابق يصل حد التماهي ما بين الفكر الطليق والتقدم الحضاري. وبالطبع لم يفهم عالمنا (العربي) هذا الدرس الى الآن، حيث يظن ان التقدم هو مجرد لعبة تقنية يمكن استيرادها واستيعابها

ألسنا ضمن دائرة العلم والمتعلمين؟

يتقدم العلم من خلال اعادة نظر دائمة بالفرضيات والقوانين، كلما ظهرت معطيات جديدة تشكك فيها او تنقضها. اما نحن فنبحث عن الثوابت القاطعة والجواب الواحد الصحيح (اكتشاف الجوهر) الذي يغلق دائرة البحث ويقيد الفكر. ولذلك يحبذ الحكام في طغيانهم الشرقي السذاجة الصوفية على النقدية الفلسفية

وأين مثقفونا؟

يقيم علي حرب الاستبداد (على الصعيد الفكري) على الثنائية التالية " نموذج مرجعي يدعي القبض على الحقيقة ويمارس الوصاية على شؤون العقيدة والأمة من جانب، وأبله ثقافي يتصرف كقاصر يتلقى من مرجعه او مرشده ما يمليه عليه من الأحكام والتعاليم

وكتّابنا؟

لقد انتشرت كتب الآداب السلطانية التي تمرر بعضها بعضًا، وتكرر جميعها قيمتين مركزيتين: "طاعة السلطان من طاعة الله" و " الدين والملك توأمان". ومع انه لا شيء في القرآن والحديث الصحيح يشير الى مثل هذا الربط الشرطي فإن "سوق الأدب السلطاني" في الثقافة العربية والتي تكرس دولة الطاعة الكسراوية وثقافتها، تأبى الا ان تجعل هاتين القيمتين الكسرويتين من حقائق الدين في الإسلام وهو منهما براء (الجابري)


الفصل الرابع يصف هدر الكيان الإنساني من خلال استعراض التعذيب الجسدي العنيف من خلال الضرب او الاجهاد او التحكم بحاجات الجسد والتحقير المعنوي وصولًا للتعذيب النفسي. معرجًا على سيكولوجية الجلاد وما بعد التعذيب.


كيف يبرر تعذيب الإنسان عندنا؟

لا شك في ان ممارسة التعذيب تحتاج الى الغاء الشعور بالذنب او تعليقه. وهو ما يتم من خلال إسباغ المشروعية على التعذيب بل وجعله عملًا اقتصاصيًا يكتسب دلالة الواجب النبيل، من خلال وضعه على رصيد الدفاع عن القضايا الكبرى السامية التي لا يجوز ان تهددها الضحية وامثالها. يؤدي ذلك الى اسكات مشاعر الذنب، وإحلال الحماس في ممارسة الفعل العدواني محلها

وما هي اخلاقيات الجلّاد؟

يجمّد الجلاد السادي ضحاياه كي يتمكن هو من التحرك، ينزلهم الى مرتبة اللاشيء كي يصبح هو كل شيء. والواقع ان الجلاد خارج المعتقل هو حقيقة لا شيء إنسانيًا. إنه النكرة التي لم تجد وسيلة لتحقيق ذاتها إلا من خلال إسقاط كل هزالها وخوائها على ضحاياها الذين انهاروا تحت التعذيب


الفصل الخامس هو أهم فصول الكتاب لأنه يتحدث ببساطة عن هدر الفكر، ألوانه ونتائجه. ويُدخل الدكتور حجازي عنوانًا عريضًا "مغامرة سلطان العقل العلمي في الغرب الصناعي" شارحًا لثوراته الثلاثة: سلطان العلم محل سلطان الغيب، إحكام منطق العقل، إنطلاق العقل اللامحدود. من المؤكد ان قراءة هذا الفصل تحديدًا ستعطينا صورة جلية ليس عن مدى تخلفنا فحسب بل عن بُعد امكانية ان نلحق هذا التقدّم قبل مئات الأعوام.


ما أهمية الفكر؟

ان صحة اي مجتمع ونماءه كما حيويته وقوته تتوقف على حيوية فكره، ويقظة وعيه، وقوة طاقاته وحسن توظيفها. أولا تجمع الأدبيات والتقارير على ان قوة المعرفة هي اساس اقتدار المجتمعات راهنًا، وان درجة الوعي ويقظته هي الضامن لنفاذ الرؤى وفاعليتها واتساع افقها، لإستيعاب الحاضر وقضاياه واستشراق المستقبل ومتطلبات صناعته؟

ما هي وضعيته في عالمنا العربي؟

يتحالف كل من الأمن والرقابة السياسية ويتدخل الذين نصّبوا انفسهم حماة للدين وأوصباء على عقول الناس لمصادرة الكتب، ومحاربتها بالشبهة وإطلاق تهم التكفير والخيانة والمساس بالعفاف والأخلاق. وليس الفكر وحده هو الذي يحارب ويمنع بل المؤلف ذاته الذي يجرّم او يكفّر وصولًا الى هدر دمه. كل ما يمس الدين والجنس والأنظمة العربية من قريب او بعيد ممنوع

كيف يمكن تلخيص مغامرة العقل في الغرب؟

يمكن تلخيص مغامرة العقل الكبرى من خلال استعراض فلسفة العلم في 3 محطات.. في محطة اولى تم الانتصار في معركة سلطة العقل ضد سلطة اللاهوت... في المحطة الثانية تم توطيد قوة العقل من خلال منهجيات الدقة العلمية والصرامة والضبط الفكري... اما في المحطة الثالثة فتمثلت الثورة في تحطيم القيود الذاتية للعقل نفسه من خلال تحطيم اصنامه المعرفية.. وصولًا الى اطلاق العنان لإشتغاله في حالة دائمة من تجاوز منجزاته.. انها ثورة العقل الطليق

وعندنا؟

لا يتعين علينا قطع كامل المسافة التي قطعها الغرب خلال قرون ثلاثة من جديد. إلا ان هناك جهدًا هائلًا يتعيّن بذله للدخول في الفكر العلمي وامتلاك ناصيته، ليس فقط على مستوى الإعداد والتكوين اللذين يظلان ممكنين، إنما قبلًا على مستوى توفير الشروط المسبقة المتمثلة في توفير المناخات السياسية والإجتماعية والثقافية التي توفّر التربة الملائمة لإستزراع الفكر والتكوين العقلي العلمي واستنباته وازدهاره


الفصل السادس يتحدث عن هدر الوعي والطاقات وتحديدًا عند فئة الشباب التي تشكّل عصب المجتمعات بتضافر جهود سلطات الإستبداد والعولمة والتهميش وسياسات الإلهاء ورضاعة التسلية وإغراءات مجد الأضواء.


كيف يتم هدر الوعي عند الشباب؟

لقد وجد تحالف سلطات الهدر (الإستبداد والعصبيات الوطنية، مع استبداد العولمة وأقطابها) في التسلية والإلهاء من خلال الإعلام نوعًا من المخدّر الفعّال. يظل الشباب في حالة مأزقية غير قابلة للإحتمال إلا أن تكبت وتموه من خلال أمجاد وبطولات وإنجازات وهمية او متخيّلة، مما يفسر لنا هذا ال��ماس منقطع النظير لمشاركتهم في البرامج التلفزيونية التي اخذت تتسابق عليها بعض الفضائيات العربية... وكذلك مباريات كرة القدم التي اصبحت تشكّل دين الشباب الجديد

ما هي القوى المشاركة؟

يتحالف مربع هدر الوعي في الحرب على العقل والتبصر. فالإستبداد يمنع الوعي من خلال هدر الفكر.. والعصبيات والأصوليات تهدر الوعي من خلال فرض التعصب والدغمائية ومنع المساءلة وفرض المرجعية الماضوية او التقليدية (الظلامية)، وترى في اعادة انتاجهما أفضل حالات التكيف الذي يلقى التعزيز بواسطة إجزال العطاء ورفع القيمة... أما العولمة فهي تسطّح الوعي من خلال رضاعة التسلية


يغوص الفصل السابع في الهدر الوجودي وينتقل من الهدر العام الى الهدر الخاص، فيتحدث الكاتب عن الغربة والمنفى والرغبات المهدورة والعلاقات الزوجية ونتيجة هذا الهدر وانعكاساته المجتمعية،معطيًا العديد من الأمثلة.


ان من هُدر كيانه مهيأ لهدر كيان كل ما حوله من عمران وناس. ومن استبيحت إنسانيته، سوف يستبيح كل شيء حين تتاح له الفرص. كل شيء يصبح فاقدًا للقيمة والحصانة حين يفقد الإنسان قيمته وحصانته


الفصل الثامن يتحدث عن الديناميات النفسية للإنسان المهدور ودفاعاته، ويبدأ الفصل بإستعراض بعض الشهادات العينية لبعض المثقفين. هذا الفصل غني جدًا


ما وضع المثقف الحقيقي والمبدع في نظام الهدر؟

تنقلب القيم، وتُصاب اللغة بالزيف والفصام من خلال الترويج لوهم العيش في فردوس عهد المستبد، حيث لا شيء يمت الى المواطن بصلة، وحيث لا مكان ولا مكانة لأي صاحب موقف. يتقوقع على ذاته ويحاول ايجاد نوع من التوازن من خلا إبداعه الأدبي، ولكنه يصاب بجرح نرجسي إزاء تواطؤ الناس مع السلطة ضد المبدعين.

كيف يحتمي الناس؟

إضافة الى آلية الإنشطار الذاتي التي تمثّل حالة تجنب مواجهة مأزق الهدر بكل كارثيته، وكذلك آلية التبلد واللاميالاة، هناك آلية الإحتماء بالماضي... أمّا الإحتماء بالماضي فهو شائع في اوقات الهزيمة الجماعية. تنكفئ الجماعة الى العيش في الأمجاد التاريخية ووهم امكانية استعادتها بما يوفّر توازنًا وجوديًا بديلًا. تغرق الجماعة في بطولات الماضي المجيد مما يجعلها تعيش في وهم مستقبل ناصع. ذلك هو الهدر يكرر ذاته ما دام يصرف المرء عن صناعة مستقبله مستبدلًا به وهمًا مستقبليًا

وماذا ايضًا؟

يشكل الإحتماء بالقدر والمكتوب والمتحان والبلاء دفاعًا جماعيًا آخر في مواجهة الهدر. يتجاوز الأمر في هذه الحالة مسألة الاحتماء وصولًا الى اسقاط المسؤولية الذاتية. فالقدر والمكتوب لا راد لهما، وبالتالي ليس للإنسان إلا التسليم، وليس عليه من ذنب او غضاضة، وليس له ان يعاني من تفجرات الأزمة النفسية الذاتية ما دام لا سلطة له او إرادة او حول لما حل به: إنه قدره

وماذا ايضًا؟

يشكل الادمان على الكحول والمخدرات احدى آليات القلب الى الضد المعروفة، لما فيه من تغيير لدلالة الوجود ذاتها، وبالتالي دلالة الذات. يلعب المخدّر دور التعويض عن خواء الوجود وبؤس انعدام القيمة (ان تكون لاشيء). فمن خلال الجرعة ينقلب الخواء الى امتلاء، وينقلب جحيم الوجود الى نعيم، كما في الإدمان ". يصبح كيانه ممتلئًا فيزدري الدنياعلى الهيرويين. ومن خلال الجرعة يتعالى متعاطي الحشيش على بؤسه الكياني، حيث يشعر "بالسلطنة


الفصل التاسع والأخير كان عن عل�� النفس الإيجابي وبناء الإقتدار في مجابهة الهدر، كيفية مجابهة التواطئ مع الهدر الخارجي والداخلي كالتفكير الإيجابي وتعزيز الإقتدار.


الغاية الرئيسية لعلم النفس الإيجابي تتمثل في قياس وفهم وبناء مكامن القوة الإنسانية وفضائلها المدنية، وصولًا الى ارشادنا في تطوير "الحياة الجيدة، او الطيبة

لا مكان في عالمنا المعاصر الا للأقوياء الذين يعملون على بناء اقتدراهم الذاتي، واقتدار جماعاتهم. المسألة هي بصدد ان تصبح حيوية وحرجة بشكل متصاعد: فإما التحرر من الهدر، وإما الضياع والدخول في فئة الناس المستغنى عنهم، والمجتمعات المستغنى عنها."


أعتقد ان الكتاب تركّز جوهره في هذا المقطع، الذي قد يكون مفتاح الحلّ:

الوعي هو ان تصبح على صلة بما انت عليه، وما تشعر به وتفكر فيه وتفعله. كما انه هو التنبه لمدى تزوير الخبرات الوجودية. وعندما يصبح الإنسان واعيًا بما هو عليه وما يفعله في الحاضر (هنا والآن)، فإنه يبدأ في البحث عن الحلول والبدائل، ويتمكن من صنع خيارات اكثر معنى واتخاذ إجراءات اكثر فاعلية، من استجاباته الدفاعية السلبية


ختامًا، كتاب متعب ومرهق ومُفجٍع، لكنه أفضل من مناهج تعليمية كاملة، أجاد فيه الدكتور حجازي التوصيف واقتراح بعض الحلول وكان من التواضع العلمي بحيث اعتبره مدخلًا يمهّد لدراسات أوسع وأشمل وأكثر تخصصًا. استعرض فيه انساننا المهدور وكيفية هدر امكاناته ووعيه وفكره وجسده ونفسيته من خلال تحالف الإستبداد والعصبيات والأصوليات والعولمة. الكتاب سيظهر لنا اين نحن واين العالم بعيدًا عن الأوهام التي تجترها وسائل الإعلام العربي وتغذيها السلطات الإستبدادية والأساطير الدينية. يعيب الكتاب بعض الإطناب والتكرار، والكثير من الأخطاء الإملائية لكن هذا لم ينقص منه.
Profile Image for Yara Yu.
590 reviews599 followers
May 7, 2021
لا يقل أهمية وقيمة عن كتاب التخلف الإجتماعي
ولم يكتب في علم النفس الإجتماعي كالدكتور مصطفي حجازي
كتاب عظيم
Profile Image for Hoda Elsayed.
399 reviews875 followers
January 14, 2018
"لا يستطيع الإنسان المهدور تحمل هدره، وهو لذلك ينشطر ذاتيًا، يُقمَع، أو حتى يكبت ما لا يمكنه مواجهته من ذعر خواء الكيان وانعدامه،
وفشل مشروع الوجود وخيباته، ويتخذ له قناعًا اجتماعيًا يتستر به على ذاته امام الآخرين.
ويصل به الأمر إلى التستر على ذاته امام ذاته، في نوع من التجنب والهروب الذي يبلغ مستوى الكبت في درجاته الشديدة،
إنه يتبنى الوهم وقد يعيش أغلوطة وجودية فعلية."


قال باولو فريري المناضل التربوي من أجل بناء اقتدار المهدورين والمستضعفين:
"بأنك تصنع طريقك من خلال سيرك."

يُقدم الدكتور مصطفى حجازي في كتابه ألوان هدر الإنسان في العالم العرب، دراسة تحليلية نفسية اجتماعية
استكمالًا للصورة التي قدمها في كتابه التخلف الاجتماعي، مدخل إلى سيكلوجية الإنسان المقهور.
"الهدر فهو أوسع مدى بحيث يستوعب القهر."
يطرح الكتاب متعدد الأشكال والمستويات والألوان بدءًا بهدر الدم والنفي والإبعاد عن الوطن والاستبداد والتحكم بالسلوك، مرورًا بهدر الفكر والوعي والشباب والمؤسسات، وانتهاءًا بألوان الهدر الوجودي في الحياة اليومية.
لكل إنسان في عالمنا نصيبه من الهدر الذي يتنوع في الشكل والمقدار، مما يعطل بناء حياة وصناعة مستقبل.
Profile Image for غيداء الجويسر.
Author 1 book718 followers
March 16, 2015
لماذا لم أقرأ لحجازي من قبل؟
كيف يمكن أن أحمل شهادة البكالوريوس والماجستير في علم الاجتماع
ولم أقرأ له بعد؟
هل قرأت لحجازي قبلا؟ أهنئك
فأنت تحمل بداخلك كنزًا ثمينا
منظارًا يملكه قلّة قليلة
يرون به العالم بشكل أوضح
لم تقرأ له بعد؟
إذا فلا تتأخر فالوقت لا ينتظرك

يشرّح لك مصطفى هنا
الواقع العربي
يصف لك بشاعة الهدر
ثم ينقذك في نهايته ببصيص من الأمل
بنفق مظلم
يختمه بالنور

هنا يأخذك حجازي في جولة
بين دهاليز اليأس والإحباط
يأخذك بجانبه ليشرح لك
لمَ يحدث مايحدث
يتناول الصورة الكبرى ثم الصغرى
ويقول لك
بأن الصغائر في حقيقتها هي القضايا الحقيقية

لا يصف لك حجازي شيئا أنت لا تعرفه
لكنه يجعلك تتفهمه
بدل من أن تسخطه!

هذا كتاب
لا يمكن لمثقف عربي أن يتجاهله
ولا يمكن لطالب جامعي في جميع التخصصات
وبالأخص النظرية منها
وأخص الخصوص
النفس والاجتماع والتربية
أن لا يقرأه

لمن لم يقرأه ابدأ اليوم
ولمن فعل انصحنا بمثله
Profile Image for ياسمين ثابت.
Author 6 books3,193 followers
March 10, 2016


كلنا مهدورين في مجتمع العالم الثالث يا د.مصطفى

كتاب رائع على الرغم انه مؤسف ومبكي يصور لك كيف تم انتهاكك منذ ولادتك في مجتمع قبيح كهذا
الكتاب الجزء الثاني من التخلف الاجتماعي الانسان المقهور

يمكن قراءة كل جزء على حدى بدون ترتيب ولكن فعلا الترتيب سيهم في رسم الصورة كاملة لدى القارئ

يتحدث عن كيفية هدر طاقات وفكر كل فئة عمرية وعن الحريات وعن تعذيب السجون وعن الاستبداد وسيكولوجيته والترتيب النفسي للانسان المهدر
حقائق مفزعة ومحيرة على الرغم انها واضحة ومترابطة لا اعرف كيف يستطيع الدكتور مصطفى ان يشرح بهذه الدقة وكيف توصل الى تحليل كل هذا

اعتقد انه من الكتب التي من المفترض ان تكون فرضا على كل مواطن والله خطر في بالي ان اشتري نسخ عديدة من هذا الكتاب واوزعها على كل من اعرف
جميعنا يجب ان نعرف هذه الحقيقة فعلا والوصف التحليلي لكل ما نمر به

كتاب عبقري انصح به الجميع


Profile Image for Hesham Khaled.
125 reviews136 followers
April 3, 2016

الإنسان المهدور


ينطلق الكتاب من نقطة جوهرية وهي
أن حديثنا عن الديموقراطية والحرية وخلافه في واقعنا العربي
هو نوع من العبث والخواء في ظل إغفالنا للإنسان المستهدف من أية تنمية
وأراني متفق معه بشكل كبير، وما شهدناه ونشهده من تحول قضايانا دائما إلى مجرد شعارات فارغة
هو نتيجة إهمالنا للنظر للإنسان الذي هو محور كل تنمية.

يحاول الكتاب من خلال معالجة نفسية اجتماعية تسليط الضوء على هذا الإنسان المهدور

وليس بمستغرب أن كل من يسمع تلك العبارة يردد: أنا هذا الإنسان

ومن منا استطاع أن يفلت من الهدر في ظل مثلث الهدر الجاسم على إنسان واقعنا

-المستبد المتسلط وآليات الاستعباد التي يمارسها
- العصبيات القبلية سواء كانت اجتماعية أو سياسية أو غيره
- الأصوليات الدينية

يحلل الدكتور مصطفى هذا المثلث ويبرز خصائصه وآلياته ونتائجه البشعة على الإنسان المهدور . . وعلى وجوده ونظرته لذاته وقدرته على الفعل والتغيير
استكمالا لدراسته السابقة الإنسان المقهور
لينتهي بعرض مبسط لوسائل العلاج وضرورة الوعي بما حل بهذا الإنسان، وأهمية الإدراك الذاتي للمشكلة وآليات الهدر النفسية ونتائجها . . ويستعرض جزء بسيط عن علم النفس الإيجابي وما يستطيع توفيره لعلاج هذا الوضع المأساوي . .

في ظني أن هذه الدراسة أقل جودة من سابقتها لاستغراقها في العموميات مع الإعادة والتكرار . . ولكن هذا لا يقلل أبدا من أهميتها ومن أهمية مشروع مصطفى حجازي، بالإضافة لأهمية إدراك واقع هذا الإنسان المستهدف بالحديث حتى لا تكون محاولاتنا كما هي دائما نقش على الماء.

أرى أن الإكوادوري المبدع
‏‎Oswaldo Guayasamín‎‏.
هو خير من عبر عن هذا الإنسان بريشته













Profile Image for عبدالرحمن عقاب.
720 reviews863 followers
January 30, 2015
هذا الكتاب عن (الإنسان المهدور) هو المتمّم للكتاب السابق عن (الإنسان المقهور). وقد أبدع الكاتب في عناوين الكتب، وجعل مصطلحي "القهر- و- الهدر" عماد دراستيه. فاختزل في العنوان جلّ ما قال، و أبدع في الشرح والتوضيح وضرب الأمثلة.
وضع الكاتب في أول الكتب زمانيًا نظريته عن "القهر " كسببٍ كامنٍ وراء حالة "التخلّف" الراهنة، وأجاد في ربط شتّى الظواهر المتفرقة في ذلك "القهر"؛ ثمّ ها هو هنا يمضي في توصيف حالة ذلك المقهور، كمهدورٍ لا قيمة ذاتية له، ولا لإنجازه. وجعل كتابه هذا إضاءات متعدّدة على جوانب الهدر التي يحياها الإنسان على اختلاف أطواره و أدواره. وبهذا يكون الكاتب قد درس في كتابيه حالة الإنسان العربي دراسةً مستوفاة، وكم أتمنى لو جعلت هذه الدراسة بكتابيها منهاجًا تعليميًا في كثيرٍ من الكليات.
ويغلب على هذا الكتاب التوصيف أكثر من التنظير والتحليل، باستثناء بعض الفصول المعدودة. ولعلّ هذا التوصيف هو ما جعل الكاتب –كما أرى- يُسهب ويطيل في غير ما حاجةٍ ، مما دفعه إلى كثير تكرارٍ كان الكتاب في غنىً عنه.
وفي قراءةٍ ما، يمكن قراءة الدراسة بشقيها بطريقة معاكسة! أقصد لو اخترنا التحدّث بدايةً عن "هدر" الإنسان وإنسانيته. لوجدنا أنّ الدائرة لا تقتصر على "المجتمعات المتخلفة" بل تعمّ غالب المجتمعات البشرية وإن بدرجات.
ولكان القهر حينها هو أحد أسباب الهدر، وليس سببه الوحيد. أو لكان القهر قهران؛ قهرٌ معلن وقح، وآخر مستترٌ خبيث.
د.مصطفى حجازي؛ شكرًا لك! فمكتبتنا العربية تحتاج إلى مثل بحوثك العميقة والجادّة وذات الرسالة.
Profile Image for Norah.
14 reviews17 followers
May 22, 2011
قرأت هذا الكتاب بعد قراءة سيكولوجية الإنسان المقهور، حيث أنصح الجميع بقراءة هذان الكاتبان معا لأنهما يرفعان الغشاوة عن عينيك فترى حقيقة واقعك.

عندما أنتهيت من قراءة هذا الكتاب أعترتني موجة قوية من الكآبة أعقبها نوبة من البكاء. لأول مرة في حياتي يتجلى لي واقع حياتي بهذا الوضوح فقد أبصرت حجم القهر الذي يحمله المجتمع على المرأة وغيرها وهدر الطاقات والفكر.

فعندما نتعرض لمثل هذا الهدر فأننا بلا وعي نبدأ بالدفاع عن أنفسنا باستراتجيات مختلفة منها الوقوع في الاكتئاب الازدواجي أو التمسك بأمجاد الماضي.
Profile Image for Nora  Alriyes.
11 reviews17 followers
August 4, 2012
تعيش في مجتمع مهدور .. لا بل مسكوب
لذا لابد أن تقرأ هذا الكتاب
أختمت الصديقة دانة قراءتنا لهذا الكتاب بهذه النصيحة

إن لم تكن قرأت هذا الكتاب أو ما يقوم مقامه .. فأعلم أن مستوى الوعي عندك مايزال منخفضا ! الكتاب عبارة عن صفعة في الوجه " تصحيك " تخرجك انسان آخر .. وعقل آخر ايضا
..
الكتاب ملأ عقلي بأمور كنت بعيدة عنها .. ربما لم أخرج لكم شيء نفعكم.. لأني كما أظن كنت في مرحلة تخزين واستيعاب ولست في مرحلة اخراج خصوصا أن أنه شكل نقلة نوعية إذا قارناه بما اعتدت قراءته
لا أصدق أني قبل هذا الكتاب لم أكن أعي أنني انسان مهدور ولو جزئيا !!يالهي
لا أصدق أننا اعتدنا العيش تحت انظمة الهدر هذه بغشاوة واعجاب من بعضنا!! وبقبول وخضوع من الآخر ! إلا من رحم ربي
لا أصدق انني كنت جاهله وفي عيني غشاوة إلى هذا الحد .
برأيي أن هذا الكتاب لم يأخذ حقه بالانتشار .. ولو أن ربع الشعب فقط قرأه واستوعبه .. لتغير حالنا كثيرا .. لكن قراءته ايضا لن تنفع بلا دراسات ومشاريع مستقله بذاتها تعالج المشكلات من جذورها وليس بهالحلول "الشكلية "السطحية الحالية ! " هذا إن وجدت " !
قراءة هذا الكتاب تحملك مسؤولية كبيرة ضرورة الاستفادة منه و رؤية نتائجه في ذاتك التفكير في بعض الحلول وامكانية تطبيقها ولو على المستوى البسيط ..زيادة وعي من حولك .. و كيف ستربي أولادك
:)

Profile Image for Zahra Ali.
30 reviews21 followers
November 14, 2012



هذا الكتاب هو الصرخة المكتومة داخلنا ؛ الغبن الذي يستكين في أعماقنا , الخيبة التي تحفر بمعاولها ,الشعور بالاغتراب و الوطن الضائع ,الوطن المحدد بخريطة , الذي تحكمه البروتوكولات و المؤسسات , الذي لا يجتذبك من أقاصي الروح, المعد للسكن فقط , الضّيق حتى على أن يكون مفردة في قصيدة .ينظر حجازي من فوق ربوة على لبنات التخلف و كيانه و أشكاله و صوره و مختلف الشرائح التي تهيئه و التي تستقبله أيضًا .و بعدها يلفتنا إلى الوعي بالذات ؛ الذي نجابه به كل هذا الهدر الذي يصيّر الإنسان و سيلة ,و شيء .الذي يسلبه حتى من إنسانيته ومن أقل ضرورة للوجود, يقول أن الوعي هو الفرصة الأخيرة و المخلّص الوحيد للاستلاب الذاتي على الأقل . _ لكن _ لكن هل الوعي بالذات و تحرير العقل يكفي ..!
وهذا المجتمع العاهر يمارس سلطته حتى بدون وعي منك ؟.! لا أظن . إن لم يقابل كل ذلك استقلاب كيميائي يكافئه و يوازيه أهدر هذا الكيان و جرى مجرى النكوص و القهقرى . لا مجال للتفاؤل في بيئة رجعية و لا مجال لاستشراف المستقبل و التنبؤ بمليمتر يوتوبيا عابرة . إن قرأنا الكتاب مرة و لم نكتفي هذا لأنه مواسي و معين لك مادمتَ في معمورة التخلف .
Profile Image for Mohamed.
Author 59 books103 followers
March 11, 2014
بعض الكتب تود لو تحملها و تقرأها لجميع المواطنين
عن الانسان المهدور و اليات الهدر الانسان من قمع وتعذيب و سجن و تقيد للحرية
عن الهدر الفكري و دين الكورة و ا��تماهي مع نماذج الشهرة المصطنعة
يضع الكاتب بين يديك تفسيره التحليلي و يترك لكل الوسائل تستخدمها بما يناسبك للردع هذا الهدر
يتطرق الكاتب للشباب كفأة مستهدفة من الدولة للهدر و التحطيم
و في النهاية يتحدث عن الواقعية و التحليل التفسيري التفائلي و التشاؤمي
هذا الكتاب بالاضافة الي كتاب التخلف الاجتماعي لمصطفي حجازي لا غنى عنهم
تم بحمد الله في الطريق الي برج العرب في زيارة العزيز محمد النمر
:)
فك الله اسره
Profile Image for Basma Juma.
128 reviews19 followers
November 24, 2018
الكتاب جيد نوعا ما...هناك الكثير من السردية المملة والتكرار والفذلكات الفلسفية هنا وهناك! الكثير من المبالغات في فكرة الهدر والقهر وكان الانسان مشيئ لا حول له ولا قوة! وكاننا قوم بدائي ابله وهذا ليس بصحيح. تاثره بفرويد وتفسيره الكثير اعتمادا على اراء فرويد ليس بالمحايد اطلاقا. نظرته الغير منصفة لمقاصد الشريعة الاسلامية وعدم توسعه بالفكر الاسلامي قاده في اكثر من محطة لجعل الاسلام او الدين من القيود التي تحجر على الحرية الفكرية وتهدرها وهذا ليس صحيح على الاطلاق. حيث ان الاسلام شجع على الفكر والدليل والمحاججة بالمنطق! افكار مستهلكة من الكتاب السابق. والفصل الاخير الذي يبسط كل هذه المازق الكونية بالتفكير الايجابي وكانك تقرا فصل من احدى كتب التنمية البشرية! لو لم يات بحل كهذا لكان خيرا للكتاب.
هناك افكار جيدة خاصة في البداية ...لا باس به
Profile Image for Alaa.
305 reviews630 followers
November 5, 2017
الإنسان المهدور، إنه أنا! هذا العنوان الذي يلفت كل من يقرؤه، ويجعله يؤكد على أنه مر يومًا بمرحلة الهدر التي يقسمها حجازي إلى هدر الطفولة و وضعها في قوالب لتحقيق طموح الأهل، وهدر المرأة بجعلها أداة اجتماعية أو مصدر لتنفيس قهر الرجل المقهور، أو هدر الشباب بتجريدهم من حقهم في اتخاذ القرار ثم تعنيفهم لافتقادهم المسؤولية.

هذا الكتاب مهم وقراءته لازمة مع كتابي الإنسان المقهور وسيكلوجية الجماهير.
Author 10 books2,947 followers
May 4, 2017
كتاب مهم وثري بالمعلومات التي يجب تدريسها في المدارس والجامعات كمنطلق للوعي والتحرر، ولكن يعيبه في رأيي ما يلي:
1- لغته المعقدة والعلمية التي لا قد تناسب الجميع، م�� أنها تظل مفهومة بالمجمل.
2- الإطالة والحشو.
3- غلبة الأيديولوجيا العلمانية.
Profile Image for Aljoharah Alobaikan.
407 reviews204 followers
February 10, 2014
دراسة تحليلية اخرى للمبدع د مصطفى حجازي يستهل فيه ابتداء بمقدمة يشير فيها إلى تناغم فكر الهدر الإنساني مع الذات العربية المقهورة والمستعبدة بطريقة من طرق الهدر، أو بشكل من أشكاله، أو حالة من حالاته، وهنا تكمن أهمية الكتاب الذي جاء ليتمم دراسة سابق�� أعدها المؤلف نفسه بعنوان (التخلف الاجتماعي مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور) وتطويرا لها من حيث التعمق
استكمالا لكتابه السابق يعود د حجازي ليكشفنا مرة اخرى امام انفسنا فيختار حجازي الإنسان العربي ليقدم عينة دراسية تطبيقية لمفهوم الإنسان المهدور. ويرى الكاتب أن علم النفس في الوطن العربي مقصر جدا في تناول كثير من قضايا الإنسان العربي المصيرية والوجودية. وذلك لأسباب عديدة منها أننا مازلنا تابعين "لعلم النفس الغربي الذي نشأ وتطوّر لخدمة احتياجات المجتمع الصناعي في الغرب تحديداً". وهناك سبب مهم آخر يتمثل في "تعاظم نظام المحظورات الذي ما انفكّ يتفاقم في عالمنا العربي" حيث يحرم على الباحثين الخوض في تفاصيل تعتبر ممنوعة على التفكير الحرّ نظرا لما تشكله من خطورة على فضح النظام السياسي العربي."، يعود د. مصطفى حجازي هنا ليواصل مشروعه في تفكيك مفهوم جديد هو الانسان المهدور وبين الإنسان "المقهور" و"المهدور" ليس هناك فقط جناسٌ لفظي بلاغيّ، بل هناك جناسٌ دلالي فعلي.
إن الهدر يبدأ من هدر الدم إلى هدر الوقت مرورا بهدر الفكر والوعي والإبداع، "وقد يتخذ الهدر شكل عدم الاعتراف بالطاقات والكفاءات أو الحق في تقرير المصير والإرادة الحرة وحتى الحق بالوعي بالذات والوجود" لذلك يعتبر حجازي أن الهدر أكثر خطورة من القهر. فبينما يعني القهر مثلاً اعترافاً بكيان الآخر، ولكن الهدر يرتب "سَحباً للاعتراف أصلاً بقيمة الكيان أو الطاقات أو الوعي أو المكانة" . وقد طرح الكاتب مثال على ذلك "العولمة" التي تهدر معنى الانتماء للقومية باعتبارها تسلخ الهويات وتلحق الجميع باقتصاد السوق ومفهومه بدلا من اقتصاد المجتمع المحلي والوطن.
وكما في فكرته عن تسلسل آلية القهر من الأعلى إلى الأدنى، كذلك يعتبر حجازي "أن كل إنسان مهدورٍ سيهدر ما عداه من ناس ومؤسسات وموارد".

وكل هذا يخلق شرطا مساعدا للمزيد من هدر إنسانية الإنسان وكيانه وحقوقه كما يقول الكاتب. ولا يكتمل حديث عن طغيان واستبداد دون حديث عن شكل خطير من أشكال الهدر المتمثل بالاعتقال والتعذيب لا سيما أشكال التعذيب التي تنال أعماق السجين من داخله وليس من خارجه، بحيث تنزع عنه أي قيمة ممكنة وترمي به عاريا متروكاً للوحدة الموحشة محتملا كل ألوان العار والمذلة والحيوانية... بحيث لو خرج من معتقله سيخرج كائنا مهدور الكرامة والروح والقيمة... كما يراه الكاتب
ومن أهم أشكال الهدر وأخطرها كذلك هدر الفكر. فأي مجتمع يقوم معناه الحقيقي على نشاط أفكار أفراده وطاقاتهم الذهنية. وحرمان الأفراد من هذه الأفكار والمشاريع الذاتية هو حرمان للمجتمع من صحته وكفاءته. "على أن هدر الفكر والوعي والطاقات وما يتضمنه من فقدان مناعته، يجعل المجتمع جثة هامدة وبالتالي عديم القدرة على مقاومة الاستبداد والعصبيات واستفحالهما"
وهناك شكل من أشكال هدر الفكر متمثل في تلقين الطلاب في الجامعات للعلوم والمعارف بشكل ببغائي ومكرور دون الأخذ بعين الاعتبار لماهية المعرفة التي غالبا ما تكون مستوردة من الخارج من الألف إلى الياء وتنقل إلى الطلاب بصورة حرفية والشباب في نظر الأنظمة الحاكمة طاقات فائضة عن اللزوم، وبالتالي فهي عبء يجب التخلص منه بدلا من إعدادها لتكون طاقة صناعة المستقبل، وتستكمل العولمة هدر الشباب من خلال الإلهاء ورضاعة التسلية، والإغراق في الإثارة المادية في استراتيجية مدروسة جيدا لإبعاده عن المشاركة في صناعة المصير.
ويرتبط هدر الفكر بهدر طاقات الشباب لأن الشباب العربي محروم كما هو معروف من تنمية مواهبه بصورة فاعلة وحرة وهذا يؤدي إلى حرمانهم من الوعي الحقيقي لضرورة المشاركة بصناعة المصير. فهو شباب مهمش مكبوت عديم الصحة النفسية.
وبالتالي ستنشأ فئات من الشباب عاطلة عن العمل والفكر والمبادرة ضائعة الملامح مهدورة الكيان والإمكانيات... لا سيما تلك الشريحة التي يسميها الكاتب شريحة "شباب الظل"، ويصفها بأنها الشريحة الفائضة "التي لا تدخل في حساب السلطة ومخططاتها إلا في مجال الحذر منها وقمعها
والطفولة تتعرض في عالمنا العربي إلى أسلوب تنشئة قمعي في إطار خطة مبرمجة يتآزر فيها البيت مع المدرسة في محاولة قمع الطاقات الإبداعية والعفوية للطفل، فإذا به حين يقترب من الدخول إلى المدرسة قد تم تدجينه وترويضه وقمع طاقاته وإبداعاته .
وللمرأة كان ايضاً حيز في هذا الكتاب ليحكي لنا كيف تكون صورة هدر المرأة.. فأغلب المجتمعات ما زالت تعاني ومستمرة في هدر المرأة مهما تقدم بها العلم وتطور..فالانتهاكات والمفاهيم المغلوطة والتقليل منها وحرمانها من اقل الحقوق او اعتباره مدعاة للمناقشة او التحاور اواستضعافها والتعامل معها كانسان ناقص و لم يخلق الالشيئين .. لسعادة رجل او للإنجاب ..هي جزء من صورة اهدار المرأة .

وفي فصل خاص بـ"الهدر الوجودي في الحياة اليومية"، يتحدث د. حجازي عن الهدر الخاص في حياتنا اليومية ويرى في كثير من أشكال الهدر الخاص تجسيدا للهدر العام. أي أنها ترجمة مباشرة للهدر الذي يصيب المجتمع برمته ويضع في هذا الإطار تفشي الجريمة والمخدرات والدعارة والبطالة والتصدع الأسري والعنف ضد المرأة والأطفال... كحالات واضحة من أشكال تأثير الهدر العام على الحياة اليومية والخاصة للأفراد.
يختم الكاتب تحليله العلمي لموضوع الهدر بفكرة كيفية مجابهة الهدر والتواطؤ ضده من خلال التركيز على كفاءات يتمتع بها الإنسان لكنه بحاجة لعلم نفس إيجابي يحرضها ويحفزها، بالاعتماد على نشر الوعي في المجتمع بمخاطر الهدر من الخاص إلى العام وحث الأفراد على مجابهة الهدر بكل وسائلهم وبكل إمكانياتهم بالاستناد إلى العلم والمعرفة.
عندما قرأت الكتاب ومع تقدمي في الصفحات واستيعابه..كنت دائماً ما اتذكر واربط بحالات واقعية نعيشها ..بالفعل الانسان المهدور هو حقيقة الكائن او الشخصية العربية بجميع حالاتها خاصةً مايحصل حالياً من مشاكل في العالم العربي..لم اجد صعوبة في تذكر امثلة على الحالات و صورة الانسان المهدور ..هو كتاب كُتب للإنسان العربي ...ليعرف كيف هي اشكال الهدر التي يعيشها او ربما يشهدها.
لقد قرأته بتأني وحرص شديدين وأعدت قراءة بعض الفقرات مرات عديدة؛ لأن الكتاب في أسلوبه ومحتواه يحتاج لذلك، إذ من غير اليسير-على القارئ من وجهة نظري- استيعاب ما فيه من غير الرجوع إليه مرارا بسبب كثافة أفكاره، و غزارة مادته ومعلوماته.
الكتاب قيم ومفيدا أنصح جميع القراء بقراءته بل اقتنائه وحيازته، ليحتل رفا على مكتبة كل من يرغب في أن يكتسب مناعة ذاتية ضد ثقافة الهدر الشائعة في أوطاننا ومجتمعاتنا.
Profile Image for Saif.
259 reviews161 followers
October 5, 2021
مثل هذه الكتب جديرة بالدراسة والتأمل والبحث،
في هذا الكتاب يقدم مصطفى حجازي دراسة سيكلوجية اجتماعية مكثفة لمصطلح الانسان المهدور ويصف لنا بشاعة الهدر في وطننا العربي، وبالتحديد الهدر الناشئ عن ثلاثي الهدر (الاستبداد، العصبيات، والأصولية)

بداية من هدر الدم الى هدر الوقت والجهد والوعي والابداع والفكر والطاقات

وهي من جملة المصائب التي يولدها الاستبداد
كذلك يتناول ظاهرة الاستبداد بكافة أنواعه وكيف يتم الاستبداد وما هي طرقه وآلياته
وكيف يؤدي هذا الاستبداد الى تقييد الوعي والفكر ليؤدي في النهايه لمجتمع متبلد الفكر خاضع وخانع وكل ذلك يحدث بشكل تدريجي وبدون وعي وينتقل من جيل إلى جيل

وهو من الكتب المهمه التي لا يمكن تجاهلها لفهم أوضاعنا الراهنه وكشف زيف وعينا ويرفع الغشاوه عن عيوننا لنرى الواقع بشكل أفضل

على الرغم من خلو الكتابة من الأسلوب الأدبي الجميل وتبدوا مرهقة وتتوه في وسط الكتاب

الا أنه يتمتع بلغة تحليلية رصينة وكأن كل كلمة في مكانها الصحيح وكأنها أيضا أوصلت ما أراد الكاتب قوله

ولكني أتسائل في نهاية هذا الكتاب
اذا كان الهدر والقهر والاستبداد يتوالد
بمعنى كل مقهور يمارس القهر على من هم دونه وهكذا
اذا كان الوضع كذلك فمتى تنكسر هذا السلسلة وينقطع التوالد لكي يتم تصحيح الاوضاع🤔
Profile Image for Ameera Almousa.
70 reviews201 followers
February 21, 2012
يطرح ملف هدر الإنسان متعدد الأشكال والمستويات والألوان, بدءاً بهدر الدم والتحريم والنفي والإبعاد من أرض الوطن وخارجه .



تحدث حجازي عن سيكلوجية المستبد وسيكلوجة الرجل الطاغية وتدرجات خضوع حاشيته وآليات تحكمه بالسلوك وتدجينه للطاقات الحية , مروراً بهدر الفكرة والوعي وطاقة الشباب والمؤسسات وإنتهاءً بالهدر الوجودي في الحياة اليومية .



ايضاً تطرق بالحديث عن الديمقراطية والتنمية بإعتبار أنها مسألة نافلة مادام الشرط المؤسس والملزم لم يتوفر وهو الاعتراف بالإنسان قيمة ومكانة وحصانة وقدرات ووعياً .



الكتاب جيد جداً ويمثل مجاوره لدراسته السابقة التخلف الإجتماعي , سيكلوجية الإنسان المقهور .





Profile Image for سامي.
52 reviews827 followers
September 21, 2019
المراجعة المرئية رقم 139 في ظل كتاب:
https://youtu.be/E2gbkPNUG84

يرى المؤلف أن ربط التنمية والتقدم بالديمقراطية معالجة سطحية لمشكلة الواقع العربي، فالمشكلة تكمن أساسًا في الاعتراف بإنسانية الإنسان قبل أي شيء آخر، وبقيمة الإنسان، وأن الإنسان في مجتمعاتنا مسلوب الإرادة، مسلوب الفكر، قيمته وقدراته وحقوقه غير معترف بها وهذا معنى الهدر.
فنحن ما زلنا نعيش في مجتمعات تقليدية، على الرغم من وجود التكنولوجيا المتقدمة، والهياكل الإدارية والتنظيمية والاقتصادية والمجتمعية التي قد نتوهم معها حداثة مجتمعاتنا، ولكن بنظرة متفحصة، نجد أن هذه النظم الظاهرة ما زالت محكومة بنفس النظم التقليدية القديمة، وهي التي تحركها،
وركز المؤلف على ثلاثة قوى للهدر: الاستبداد، والعصبية والأصولية. وخصص لكل واحدة منها فصلًا في الكتاب، من خلال بحث ديناميتها وآلياتها النفسية، فدرس بنية العصبية التي تميل إلى الثبات والاستقرار في عاداتها وتقاليدها، مما يوقع الفكر والوعي في الانغلاق، فيُهدر فكر الإنسان. بالإضافة إلى قيامها على المثلنة، فتضفي على نفسها قيم الخير، وعلى الآخر الشر، لمجرد أننا "نحن" وهم "هم"، وبالتالي لا يصبح للإنجاز والإنتاج أية أهمية، فدائمًا هناك شعور من أفراد هذه العصبة أو الأصولية بأن مجرد انتمائهم لها يصيّرهم أفضل من الآخرين.
كذلك القبول المشروط في العصبة، فأنت تحظى بالرعاية والحماية بمقدار رضوخك لها، وأي محاولة للخروج عنها أو التفكير خارج ما تسمح به يعرضك للنبذ والإقصاء، مما يجعل ثقافة الولاء مقدمة على ثقافة الإنجاز، ويضطر الفرد للتماهي مع المجموعة فيُهدر كيانه. تتميز العصبيات والأصوليات أيضًا بالطاعة المطلقة، فالإنسان لا يقرر ولا يتصرف انطلاقًا من إرادته الذاتية أو تفكيره الحر أو نظرته للمستقبل، بل هو دائمًا يستند لمرجعية فوقه، تتسم عادة باليقين والقطعية، ويرى المؤلف في ذلك هدرًا للفكر، ينعكس على وجوه الحياة الأخرى، وهذه أبرز الفروقات بينها وبين العلم الذي يتسم دائمًا بالقابلية للتكذيب وبانفتاحه على الدوام للنقض والتجاوز، والذي ساهم في القفزات والتحولات والثورات المعرفية.
ولو أردت أن ألخص ما يريد أن يقوله المؤلف هنا، فمن الواضح أنه يرى أي مرجعية قائمة على الثبات واليقين والولاء سواء كانت عصبية أو دينية، هي مساهمة في هذا الهدر، لذلك قال بأن التحريم السياسي يطارد الإنسان من الخارج، والتحريم الديني يقيد الإنسان من الداخل، يفقد معهما الإنسان إرادته، واستشهد بالثورة الصناعية في الغرب التي استمرت ثلاثة قرون والتي يرى أنها كانت ثمرة سلطان العقل الذي جاء محل سلطان الغيب، فلما تحرر العقل من سلطة الكنيسة، وامتلك إرادته وحرية التفكير، حدثت هذه الثورة.
كل ما سبق يدخل ضمن الهدر العام، وهناك الهدر الخاص في الحياة اليومية، والذي أكبر ضحاياه المرأة والشباب والأطفال. المرأة من خلال تشيئتها وحصر كيانها إلى مجرد أداة للمصاهرة والإنجاب، فتُهدر إنسانيتها وقيمتها حينما تُختزل في المهام الوظيفية التي يريدها منها المجتمع، وكذلك من خلال ربط شرف الأب أو الأخ في العصبية بعفافها وطهرها، لا على أساس الشرف المهني كما في الغرب.
وتطرّق عن أوجه الهدر في الحياة اليومية وفي العلاقة الزوجية، وللمؤلف كلام مهم جدًا حول طبيعية الهدر في العلاقات الزوجية لانعدام تكامل مختلف رغباتنا وتوقعاتنا في قرين واحد، ولتطور مراحل العلاقة.
يعيب الكتاب تكرار أفكاره في عدة مواضع بشكل ممل ومزعج، وكان يمكن لو اجتهد المؤلف أن يختصر عدد صفحاته إلى النصف بنفس الأفكار.
Profile Image for Mariam Hamad.
314 reviews306 followers
March 5, 2017

هذا الكتاب من نوع الكتب التي ترفع درجة الوعي عند من يقرأها، كتاب مهم جداً وضروري لكل قارئ عربي. هو يعتبر تتمة لكتاب "التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور" لكنني قرأت هذا الكتاب من دون قراءة سابقه (الذي لابد لي من قراءته في وقت ما) فمفهوم الهدر أشمل وأعم والقهر هو أحد أوجهه. يرى الدكتور حجازي أن الوضع العربي يحتاج لدراسة خاصة به من صلبه، لأننا لا نستطيع استيراد علم النفس الغربي وتطبيقه على واقعنا المعقد والمتشعب والمختلف ثقافياً وتاريخياً واجتماعياً.

تعمَّقت الدراسة في تحليل واقع الإنسان العربي ووسائل هدره، سواء اجتماعياً بسبب الاستبداد المتخلل في المجتمعات من خلال المخابرات والعصبيات والأصوليات، أو فردياً من خلال القبول المشروط. تمر الدراسة بأنواع الهدر: هدر الوعي، هدر الفكر، هدر الطاقات الشابة، وانتهاءً بالهدر الوجودي الذي يتكفل به الإنسان لوحده متمماً حلقة الهدر الخارجية لتمر من خلال كيانه الذاتي.

تشعّب الكاتب في دراسة كل حالة بأسلوب تحليلي فذّ، سلسل المعلومات وشرحها بأسلوب علمي واضح وعرّف المفاهيم في بداية كل فصل وأورد المصادر في نهايته. ما أثار اهتمامي هو الاستشهاد بروايات أدبية في سياق هذا البحث العلمي! لست متخصصة ولا أقرأ دراسات علمية نفسية عادةً فلا أعرف ما المتعارف عليه في هذا المجال، لكن وجدت هناك بعداً إنسانياً عميقاً في الاستشهاد بروايات أدبية خصوصاً في فصل التعذيب، حيث تشحّ الشهادات الواقعية اللازمة للبحث العلمي ممن تعرضوا سابقاً للاعتقال والتعذيب. كما قدّم الكاتب لمفاهيم جديدة علي شخصياً، من مثل: "مؤسسات البطالة المؤجلة" التي يقصد بها الجامعات والمؤسسات التعليمية في بلدان الاستبداد، "ذكاء تدبير الحال"، "الناس المتكررين"، "رضاعة التسلية"، "الدين الكروي".

أنصح بقراءة هذا الكتاب لكل شخص يريد رفع مستوى وعيه، الوعي بالمحيط والوعي بالذات. فالكتاب لا يقدم الوضع المأساوي العربي على مستوى السياسة فحسب، بل الوضع الداخلي لكل إنسان تعرّض لهدر وعيه وطاقاته وفكره، يفّسر لك حالات العنف والغضب والتبلّد والرضوخ والاكتئاب العميق والحزن والازدواجية وعشق الثرثرة والتصنع وغيرها التي لا تعدو كونها نتائج للهدر الذي يتعرض له الإنسان. وفِي النهاية يقدم حلولاً تُعنى في الأساس بتنمية الإنسان من داخله لأن معركة الداخل هي الأصعب وهي الأهم.
Profile Image for إيمان عبد المنعم.
469 reviews358 followers
October 21, 2018

*** الكتاب دراسة نفسية اجتماعية لمفهوم الهدر الإنساني، والذي يتجاوز في رأي الكاتب مفهوم القهر ويسبب خسارات يصعب تعويضها على جميع المستويات .
الكتاب طويل لكنه سهل الأسلوب وينقسم إلى تسعة فصول ومقدمة يشرح فيها الكاتب معنى الهدر، فالهدر يعني تضييع معنى الوجود الإنساني وهدم كينونته وتحويله إلى شيء بلا قيمة ولا حصانة واستباحة دمه وحريته وأحلامه .
الفصل الأول عن هدر الإنسان محدداته وتجلياته، والفصل الثاني عن العصبيات والهدر وكيف تضغط العصبيات على الإنسان وتضيق حريته ، والفصل الثالث عن الاستبداد والطغيان وهدر الإنسان وكان فصلا مهما وقاسيا للأسف، الفصل الرابع عن الاعتقال والتعذيب وهدر الكيان وكان مؤلما للغاية لكن أعجبني عمق تناول الكاتب لنفسية الجلاد وكذلك نفسية الضحية خاصة بعد الخروج من المعتقل ومواجهتها للعالم من جديد فطالما شغلني هذا الأمر، الفصل الخامس والسادس كانا متقاربين عن هدر الفكر والوعي والطاقات والانتماء وقد اختلفت مع الكاتب في أشياء واتفقت معه في أخرى، الفصل السابع كان عن الهدر الوجودي في الحياة اليومية وكان قيما للغاية ،
الفصل الثامن عن الديناميات النفسية للإنسان المهدور ودفاعاته ويمكن من خلاله فهم كثير مما يجري في واقعنا هذا المهدور بالكامل من اضطرابات نفسية وأمراض اجتماعية لا يمكن تفسيرها إلا من خلال مفهوم الهدر،
الفصل التاسع كان عن علم النفس الإيجابي وبناء الاقتدار في مجابهة الهدر وهو أجمل فصول الكتاب خاصة بعد جرعة كثيفة من الكآبة والقسوة، وفيه يعرض الكاتب منهجيات ووسائل يمكن بها التغلب على الهدر ومواجهته .
الكتاب في مجمله مهم ومفيد لكن يعيبه التكرار الممل لبعض الأفكار أحيانا وكذلك التعميم الذي لا يناسب التحليل العلمي الموضوعي الذي وصف به الكتاب، بالإضافة إلى أفكار متناقضة وغريبة ومغلوطة للكاتب عن طبيعة الدين الإسلامي وعلماء الدين وعلاقة الناس بهم وقد كان أولى به إما أن يسأل أهل العلم وإما ألا يخوض فيما لا يحسنه.
Profile Image for Huda AlAbri.
188 reviews205 followers
February 5, 2017
قرأت هذا الكتاب بالتزامن مع كتاب "سأخون وطني " للماغوط ،بدون سابق تخطيط أو أدنى فكرة أن يتوافق الكتابان في القضية العامة التي يتناولانها ،قضية الإنسان العربي المهدور . فبينما يخط الماغوط بقلمه الساخر مقالات تحاكي واقع الإنسان العربي مسلوب الإدارة و الساخط والناقم على كل حكومات العالم ،هو يترجم المعنى الحقيقي ل "الهدر" حين يوظف كل طاقته في السخط على الواقع بدون أن ينتج من هذا السخط أي إنجاز أو نماء حقيقي (خارج حركة النشر و الأدب)..


بالمقابل، مصطفى حجازي بذل جهدا عظيما حين قرأ واقع الإنسان العربي من زاوية التحليل النفسي ، فخرج لنا بهذا الكتاب الذي يندر أن تجد مثله في المكتبة العربية . و بعد أن كان علم النفس في الوطن العربي يقتصر على ما يستودره من آخر ما توصل إليه الغرب في هذا المجال بدون أن ينظر ملائمته مع الوطن العربي بخصوصيته و تعقيداته المعروفة، خرج لنا مصطفى حجازي و بدأ بتحليل المجتمع و تعقيداته بدءا من الجذور و ليس انتهاءا بمخرجاتها.

أنهيت قراءة هذا الكتاب و بعد أن بصّرني بحجم الهدر الذي نال مني ، يظل هناك السؤال الذي لا يملك أحد إجابته إجابة دقيقة لأن أي قياس يعجز أن يأتي به : ما حجم الهدر في طاقات العرب جميعا؟! ..
Profile Image for Abu Iyas.
177 reviews88 followers
November 16, 2010
هذا الكتاب أكثر من كتاب ..

هذا الكتاب المهدور - التوأم للكتاب المقهور - يجسدان أنفاس أممٍ مازالت حاضرة .. لا تتشائم بالعنوان ، فثمة طاقات وأوليات إيجابية تنتظرك ، لكي تكون بالضبط في الجهة المقابلة للعنوانيين ..

الأفضل أن تطلع على كتاب التخلف الإجتماعي - دراسة في سيكولوجية الإنسان المقهور - لكي تضح لك الصورة ( المتفائلة ) التي يبثها الكاتب بين أنفاس الحروف والكلمات ..

شكرا د. مصطفى حجازي
Profile Image for Youssef (MA).
51 reviews23 followers
January 28, 2020
كتاب رائع دراسة نفسية عميقة و جدا ثرية ..
هدا الكتاب من فئة الكتب التي يرجع لها بعد كل مدة و تقرأ مرة اخرى .. يستحق
Profile Image for Bischr.
131 reviews137 followers
March 23, 2019
يستحق هذا الكتاب القراءة، ويستحق أن يكون أساسا لعدد كبير من الأبحاث النفسية على المجتمعات العربية التي تعيش تحت الظلم والديكتاتورية، هذا الكتاب مع كتاب مصطفى حجازي التخلف الإجتماعي هما من أثمن ما قرأت، وبالتأكيد سأقرأ المزيد من أعمل مصطفى حجازي وسأحاول التوسع أكثر في القراءة عن أبحاث مرتبطة بمواضيع كتابيه
Profile Image for Sahar Al Hashemi.
154 reviews36 followers
July 17, 2020

كتاب يسلط الضوء على أسباب تراجع قيمة الكيان الإنساني بالمجمل في العالم العربي أو مايسميه الدكتور مصطفى "هدر الإنسانية" ويتجلى ذلك من خلال عدة عوامل منها:
مثلث الحصار الذي يخنق الإنسان العربي (المخابرات، الأصوليات، العصبيات). يتكلم أيضًا عن ألوان الهدر المختلفة التي يندرج تحتها هدر كيان المرأة إما عبر ملكية العصبية وأداة خدمة تعزيز مكانة الرجل أو تحويلها إلى أسطورة متعددة الدلالات وتشييئها أو مايمارس عليها من انشطار عاطفي بين صورة الأم وصورة المرأة الغاوية.

استمتعت بشكل كبير بمحتوى الكتاب والفصول المدروسة التي يقدمها الدكتور، فعندما يتحدث عن طرق هدر الإنسان العربي باعتباره أداة أو عقبة أو عبء يذكر العمق التاريخي الاجتماعي خلف كل ذلك ويسرد أمثلة لتقريب المعنى لذهن القارئ.

ويذكر بالتفصيل الفرق بين مفه��م الاستبداد والطغيان في العالم العربي وأدوات كل منهما من منطلق نفسي واجتماعي مدروس وآثارهم على المجتمع المعرّض لهذا النوع من الأنظمة المتسلطة.

يطرح الدكتور فكرة مهمة جدًا وهي كون هذه الأنظمة مستندة أساساً على ثقافة تاريخية من خلال أدوات ونظم تعزز مفهوم الفوقية/التبعية وبالتالي تمهيد الطريق أمام علاقات التسلط/الخضوع التي تتشكل بشكل فطري لدى الإنسان العربي كنتيجة لذلك.

ينبش أيضًا في مفاهيم هامة جدًا مثل فكرة ارتباط الهوية الذاتية بالجسد وسيكولوجية الجلاد من خلال الغاء الكيان الإنساني لحظة التعذيب.

يتكلم عن دولة الرعاية وقرب انتهاء عصر الرفاه الاجتماعي ويتنبأ بتوجهاتها المستقبلية التي ستسبدل الإنسان وتهدر طاقته لتوفير الكلفة وتخفيض العمالة وهو مايحدث في العصر الراهن.

كذلك هناك المزيد من المفاهيم وأشكال الهدر المهمة التي يتطرق لها بالتفصيل، منها هدر الفكر، هدر الطاقات، الهدر الوجودي، الهدر الذاتي، الهدر ضمن العلاقات الزوجية والهدر الهوياتي داخل الوطن وخارجه.
يختم الكتاب ببعض أساليب التفكير الإيجابي لمجابهة الهدر والتصدي لما يسميه بالألعاب الذاتية البائسة المدمرة للذات.

أظن أن هذه المؤلفة هي من أهم قراءاتي في ٢٠٢٠، وستشكل نقطة فارقة في خارطة تفكيري التحليلي.
Profile Image for Baraa Qudah.
178 reviews39 followers
April 18, 2017
كتاب مفيد و تحليل جدا رائع و عميق
ولكن ما لم يعجبني هو المبالغه في كميه الكلمات و الحجم .. اذ اني اشعر انه كان بالامكان ان يكون اقصر و يبقى مغطيا للماده
او يمكن ان يكون رائي السلبي بسبب اني جديد في قراءة علم النفس فيمكن ان يكون هذا هو ما أثر علي و جعلني استصعب الكتاب و كلامه

بالنهايه كتاب عميق و مفيد و خاصه في المجتمعات التي نعيش فيها
و بذل المؤلف جهد جبار يشكر عليه
Profile Image for kaire.
248 reviews955 followers
July 24, 2013
ممتاز
رغم اللغه العميقه والصعبه
أكاديمي بإمتياز
لو كانت لغته أسهل لكان أفضل
ووصل للناس بسهوله
عميق جدا
Displaying 1 - 30 of 240 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.