تعددت الأساليب المستخدمة لعلاج السمنة وزيادة الوزن عند الأطفال إلا أنّ الكثير منها لم تثبت نجاحها، لذلك حرصت عيادة السمنة بمستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض على اتباع أحدث الطرق في العلاج، بما يناسب الطفل السعودي البدين.

الفكرة هي تخصيص عيادة تثقيفية خاصة، تهدف إلى العلاج الجماعي للمرضى وعائلاتهم، في جلسة مع اختصاصي علاج سلوكي، ورياضي وتغذية علاجية. ويوضح الدكتور عائض القحطاني أستاذ مشارك واستشاري جراحة السمنة في كلية الطب، جامعة الملك سعود، عمل البرامج التوعوية التي يسهل استيعابها، كتعليم الطفل أهمية تناول الخضراوات والفواكه عن طريق إشراكه في عمل بعض حدائق الفاكهة وتزيينها، ومن ثم تناولها، كما يتضمن البرنامج عرض حلقات كرتونية مخصصة للأطفال، يتم في كل حلقة تناول عادة من العادات اليومية التي نتبعها في حياتنا العادية، وتؤثر سلبًا على زيادة نسبة السمنة لدى أبنائنا.

النتائج
تم قياس مدى تأثير مثل هذه الوسائل على استيعاب الطفل، وتقبله نمط الحياة الصحي من خلال استبيانات تعبأ من قبل الأهل، وكانت النتيجة رائعة حيث لوحظ استجابة نسبة كبيرة من الأطفال إلى النصائح التي تعلموها في العيادة التثقيفية، ومحاولاتهم تطبيقها. يتابع الدكتور عائض: «يتم أيضاً تقييم حالة المريض طبيًا؛ لمعرفة مسببات السمنة من قبل اختصاصي الغدد والسكري أو اختصاصي الجينات، ويتم إخضاعه لبرنامج غذائي ورياضي ونفسي، ليقرر استشاري جراحات وعلاج السمنة البرنامج اللازم له سواء كان متابعة الوزن أو الجراحة".

أسباب السمنة
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي للسمنة وزيادة الوزن منها:

العادات اليومية السيئة: كالأكل أثناء مشاهدة التلفاز، وتناول العشاء قبل النوم مباشرة، وعدم تناول وجبة الإفطار.

الخيارات الغذائية الخاطئة: كتناول الوجبات السريعة، والطعام المقلي، والحلويات العالية السعرات.

قلة النشاط البدني: وتكمن المشكلة بأنّ المجتمعات المحلية غير مصممة لممارسة النشاطات.

البيئة والمجتمع: والتي تتوفر لدى أغلب الشعب السعودي والعربي، وهي عامل مساعد على السمنة وقلة الحركة.

البيئة المدرسية للطفل: فوجبات الإفطار غير الجيدة في مدارسنا، لا تلبي الحد الأدنى للمعايير الغذائية المهمة لصحة أطفالنا (مثل وجود البطاطا المقلية، والمشروبات الغازية، والعصائر المحلاة، وغير الطبيعية).

الأسرة: والتي تلعب دورًا أساسيًا في تحديد نمط الحياة الغذائية والحركية، فمن الصعب أن يتناول الطفل البدين الأكل الصحي إذا كانت العائلة تتناول الوجبات الدسمة.

العوامل الوراثية: حيث يكون هناك خلل وظيفي في الجينات، ويكون الطفل أكثر عرضة للإصابة بالسمنة إذا كان أحد والديه بدينًا نتيجة الظروف البيئية المشتركة.

أسباب صحية أخرى: مثل انخفاض هرمون الغدة الدرقية، أو الغدة النخامية، أو انخفاض الهرمونات الذكرية وهذه الحالات محدودة جدًا. ويجب معالجتها.

العوامل النفسية: فقد يؤدي القلق النفسي والتوتر أو الحرمان العاطفي، والشعور بالوحدة، وكذلك بعض حالات الإحباط والفشل إلى الشراهة المفرطة، ومن ثم إلى البدانة.

مشاكل دراسية: كالتغيب التام، وانخفاض مستوى التحصيل الدراسي؛ حيث تقل كمية الأكسجين التي تصل إلى الجسم والمخ ما يسبب الخمول والعجز عن التركيز.

نصائح غذائية
يقول الدكتور عائض القحطاني: أثبتت الدراسات التي أجريناها على المجتمع السعودي أنّ أهم أسباب السمنة تبدأ من البيت، والعادات اليومية الخاطئة؛ لذا أوجه عددًا من النصائح:
في المنزل
- من المهم أنّ تجتمع العائلة على طاولة الطعام؛ لأنّ الطفل يميل إلى تقليد من هم أكبر منه فكوني قدوة إيجابية له.
- أشركي طفلك في اختيار الطعام واختيار الوجبات.
- لا تبالغي في إصدار الأوامر (تناول الخضار).
- احرصي على تقديم الطعام بكميات صغيرة وفي أوقات معينة.

في المدرسة
- دعيه يصطحب طعامه من المنزل، وأن يكون محضرًا بطريقة صحية ومنوعة وشهية؛ حتى لا يشعر بالملل.

خارج المنزل
مع انتشار مطاعم الوجبات السريعة احرصي على اختيار مطعم يقدم وجبات صحية للأطفال، وأن تكون وجبة طفلكِ مناسبة لعمره، واستبدلي بالبطاطس المقلية المشوية أو الذرة.

نموذج غذائي ليوم كامل:
الإفطار
في المنزل:
طبق حبوب الإفطار، ويتكون من: كوب حبوب الإفطار (كورن فلكس)، كوب حليب قليل الدسم، ملعقة عسل (للتحلية)، 10 حبات عنب.
في المدرسة:
تركي ساندوتش: ويضم شريحتا توست، شريحة دجاج تركي، شريحة جبن، شرائح طماطم، خس، خيار، كوب عصير برتقال.

الغداء:
صدر دجاج مشوي، بطاطس مشوية، تبولة.
ملعقة صغيرة زيت زيتون.
وجبة خفيفة:
مخفوق الحليب مع الموز والفراولة: ويتكون من: حبة موز، 5 حبات فراولة، كوب حليب قليل الدسم، 3 حبات بسكويت حبوب القمح الكاملة.

العشاء:
مكرونة سباكيتي وتتكون من: كوب مكرونة سباكيتي مسلوقة، 30 غرام لحم مفروم، صلصلة طماطم، كوب لبن قليل الدسم.