بدأت فاكهة الترنج الحساوي تغزو أسواق الفاكهة والخضار بمحافظة الأحساء وباتت تشاهد في كل مكان، حتى في الأسواق وعلى جوانب الطرقات، وأوضح الاختصاصي الزراعي عبدالرحمن المريحل لـ«اليوم» أن الترنج سابقاً كان حجمه أصغر من كرة القدم بقليل ولكن مع تقلبات المناخ وتلوث المياه والتربة المستهلكة أصبح الترنج أصغر حجماً بكثير عن السابق.
وقال المريحل: «مع برودة الطقس بدأت ثمرة الترنج بالظهور في بداية شهر نوفمبر وهي فاكهة شتوية، موضحاً أنه في السابق لم يكن يُرمى أي جزء من ثمرة الترنج حتى قشرها ولبها الأبيض وبذورها، لمنافعها الكبيرة. ويضيف: هذه الفاكهة فيها ما يشبه السحر في العلاج، فهي فعالة جداً في القضاء على كثير من الأمراض، وتستخدم لعلاج الأنفلونزا والزكام، ويستخدم لبها الأبيض في علاج ألم المعدة بعد تجفيفه وطحنه، وفي الماضي كان يستخدم لتلميع الأسنان، بالإضافة إلى استخدامه في الوجبات الشعبية الشتوية، وتسمى الودمة الحساوية، كما يستخدم الترنج في خلطة الحناء بدل الليمون العماني، ويقدم أثناء الضيافة مع الفواكه بعد تقطيعه ونثر الملح الطبيعي البحري عليه».
كما كان أصحاب المزارع في الأحساء قديماً يحرصون على توزيع محصولهم من فاكهة الترنج على الأقارب والجيران، إلا أن هذه العادة بدأت تتلاشى قليلاً في وقتنا الحالي بعد أن تَوَجّه البعض إلى بيع جزء من المحصول في السوق.
واستشهدت اختصاصية التغذية سارة محمد الملحم بما ورد في الطب النبوي من قول يصف فاكهة «الأترجة»، حيث روى أنس عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة، طعمها طيب وريحها طيب».
