هذا ما يحصل "عندما يجتمع الشر مع الغباء"، بهذه العبارة وصف باحث الآثار العراقي حكمت الأسود في حديث لـ"موقع الحرة"، حال متحف الموصل الذي دمره تنظيم داعش حين سيطر على المدينة في العام 2014.
واستعادت القوات العراقية في آذار/ مارس الماضي المتحف الذي يعتبر ثاني أكبر متحف في العراق بعد متحف بغداد الوطني، ويضم عددا من القطع الأثرية الهامة.
جندي عراقي يقف داخل متحف الموصل الذي تعرض للدمار
وتعمد مسلحو داعش تدمير المتحف وإتلاف قطعه الأثرية التاريخية، وبدا حجم التدمير واضحا على جدران بناية المتحف، التي تحولت إلى ركام اختلط مع قطع أثرية مبعثرة.
الباحث حكمت الأسود الذي ألف عددا من الكتب حول الحضارات العراقية القديمة، قال إن التراث الحضاري والثقافي العراقي تضرر كثيرا نتيجة الحروب وتحديدا "الفوضى التي عمت البلاد عندما احتل داعش مدينة الموصل في حزيران 2014".
وقد تعرضت المواقع الأثرية في الموصل ومن ضمنها المتحف إلى عمليات النهب والسرقة والتدمير.
ونشر داعش في 2015 مقطع فيديو يظهر عددا من عناصره وهم يحطمون التماثيل والقطع الأثرية الأخرى في المتحف.
و"شملت الأضرار تدمير وفقدان 85 قطعة أثرية كانت موجودة قبل دخول داعش إلى المدينة، فضلا عن عشرات القطع في مخزن الآثار، و10 قطع كانت موجودة خارج قاعات العرض موزعة في مدخل المتحف"، حسب الأسود الذي عمل مديرا للمتحف حتى نهاية 2011.
وباستثناء سبع أو ثماني قطع كانت نسخا مصنوعة من الجبص، حسب ما يؤكد الباحث، فإن جميع القطع التي في متحف الموصل هي أصلية.
ودمر عناصر داعش الإرث الحضاري في الموصل "بحجة محاربة الوثنية وإزالة الأصنام وكل مجسم لجسد حيوان كان أم إنسان، لقد دمروا كل شيء في خطوة لاستئصال الجذور والانتماء والهوية والحضارة" يقول الأسود.
ويصف ما تضمنه مقطع الفيديو الذي وثق به عناصر داعش تدمير المتحف بـ"المؤلم" مشيرا إلى أنه " امتزج بسياسة الجهل والتعصب والربح السريع والانتقام الحضاري. عندما يجتمع الشر مع الغباء" هذا ما يحصل.
قطعة أثرية داخل متحف الموصل
وأقيم المتحف في العام 1952 على مساحة تبلغ 1500 متر مربع، ويضم أربع قاعات عرض أساسية، هي الآشورية والحضرية والإسلامية وعصور ما قبل التاريخ، وحسب الأسود فإن الأضرار شملت كل هذه القاعات، بالإضافة إلى مكتبة المتحف وقاعة المحاضرات والمخزن.
قطعة آشورية من متحف الموصل معروضة في متحف بغداد
ودعا الأسود الجهات الدولية إلى تحرك لوقف الدمار الذي يلحق بالتراث الحضاري العراقي، ولفت الانتباه إلى أهمية هذا الموروث والحفاظ عليه.
وأضاف قوله: "يجب عقد مؤتمر دولي برعاية منظمة اليونسكو لوضع برنامج حول كيفية الحفاظ على ما تبقى من الآثار الشاخصة والموجودة في باطن الأرض".
وعن مستقبل المتحف وإعادة بنائه قال الأسود، "إن هول الأمر يتعدى المتحف بكثير، فهو يتعلق بإعادة بناء المدينة بأكملها".
خاص بـموقع الحرة