آثار آشورية داخل المتحف القومي العراقي -أرشيف
آثار داخل المتحف العراقي في بغداد

علي محبوبة

أعلن العراق استرداد أكثر من 140 قطعة من آثاره المهربة، من دول أوروبية وعربية. وأفادت وزارة الخارجية في بيان الخميس بأنها سلمت المتحف العراقي مجموعة من الآثار التي استعيدت بفضل جهود البعثات الدبلوماسية في الخارج.

وأوضحت الوزارة أن المجموعة التي تضم 97 قطة أثرية و44 عملة معدنية، تم تسليمها بحضور رئيس الدائرة القانونية في الوزارة السفير حازم اليوسفي ووكيل وزارة الثقافة لشؤون الآثار قيس حسين رشيد.

اقرأ أيضا: العراق.. وزارة الثقافة تستعين بدول الجوار لاستعادة الآثار

يدفع غرامة أيضا.. Hobby Lobby يسلم آلاف القطع الأثرية المهربة من العراق

وقال رشيد في تصريح  لـ"راديو سوا" الجمعة إن الوزارة أنهت ملف استرداد الآثار العراقية من ألمانيا وسويسرا وكندا ومصر ولبنان، مشيرا إلى أن البعثات الدبلوماسية تواصل الجهود لاسترجاع الآثار التي ما زالت تُعرض في المزادات العالمية.

وأوضح أن سفارات العراق في الخارج تلعب دورا كبيرا في إعادة الآثار، مشيرا إلى أن استرجاع معظم القطع كان نتيجة التعاطف الدولي مع قضية الآثار العراقية.

 

المصدر: راديو سوا

المزيد

مدخل متحف الموصل الحضاري
مدخل متحف الموصل الحضاري

هذا ما يحصل "عندما يجتمع الشر مع الغباء"، بهذه العبارة وصف باحث الآثار العراقي حكمت الأسود في حديث لـ"موقع الحرة"، حال متحف الموصل الذي دمره تنظيم داعش حين سيطر على المدينة في العام 2014.

واستعادت القوات العراقية في آذار/ مارس الماضي المتحف الذي يعتبر ثاني أكبر متحف في العراق بعد متحف بغداد الوطني، ويضم عددا من القطع الأثرية الهامة.

جندي عراقي يقف داخل متحف الموصل الذي تعرض للدمار

​​

​​

وتعمد مسلحو داعش تدمير المتحف وإتلاف قطعه الأثرية التاريخية، وبدا حجم التدمير واضحا على جدران بناية المتحف، التي تحولت إلى ركام اختلط مع قطع أثرية مبعثرة. 

الباحث حكمت الأسود الذي ألف عددا من الكتب حول الحضارات العراقية القديمة، قال إن التراث الحضاري والثقافي العراقي تضرر كثيرا نتيجة الحروب وتحديدا "الفوضى التي عمت البلاد عندما احتل داعش مدينة الموصل في حزيران 2014".

وقد تعرضت المواقع الأثرية في الموصل ومن ضمنها المتحف إلى عمليات النهب والسرقة والتدمير.

ونشر داعش في 2015 مقطع فيديو يظهر عددا من عناصره وهم يحطمون التماثيل والقطع الأثرية الأخرى في المتحف.

و"شملت الأضرار تدمير وفقدان 85 قطعة أثرية كانت موجودة قبل دخول داعش إلى المدينة، فضلا عن عشرات القطع في مخزن الآثار، و10 قطع كانت موجودة خارج قاعات العرض موزعة في مدخل المتحف"، حسب الأسود الذي عمل مديرا للمتحف حتى نهاية 2011.

وباستثناء سبع أو ثماني قطع كانت نسخا مصنوعة من الجبص، حسب ما يؤكد الباحث، فإن جميع القطع التي في متحف الموصل هي أصلية.

ودمر عناصر داعش الإرث الحضاري في الموصل "بحجة محاربة الوثنية وإزالة الأصنام وكل مجسم لجسد حيوان كان أم إنسان، لقد دمروا كل شيء في خطوة لاستئصال الجذور والانتماء والهوية والحضارة" يقول الأسود.

ويصف ما تضمنه مقطع الفيديو الذي وثق به عناصر داعش تدمير المتحف بـ"المؤلم" مشيرا إلى أنه " امتزج بسياسة الجهل والتعصب والربح السريع والانتقام الحضاري. عندما يجتمع الشر مع الغباء" هذا ما يحصل.

 

قطعة أثرية داخل متحف الموصل

​​

​​

 

وأقيم المتحف في العام 1952 على مساحة تبلغ 1500 متر مربع، ويضم أربع قاعات عرض أساسية، هي الآشورية والحضرية والإسلامية وعصور ما قبل التاريخ، وحسب الأسود فإن الأضرار شملت كل هذه القاعات، بالإضافة إلى مكتبة المتحف وقاعة المحاضرات والمخزن.

قطعة آشورية من متحف الموصل معروضة في متحف بغداد

​​

​​

ودعا الأسود الجهات الدولية إلى تحرك لوقف الدمار الذي يلحق بالتراث الحضاري العراقي، ولفت الانتباه إلى أهمية هذا الموروث والحفاظ عليه.

وأضاف قوله: "يجب عقد مؤتمر دولي برعاية منظمة اليونسكو لوضع برنامج حول كيفية الحفاظ على ما تبقى من الآثار الشاخصة والموجودة في باطن الأرض". 

وعن مستقبل المتحف وإعادة بنائه قال الأسود، "إن هول الأمر يتعدى المتحف بكثير، فهو يتعلق بإعادة بناء المدينة بأكملها".

​​خاص بـموقع الحرة