أيهما أسوأ: الملح أم السكر؟

كلاهما يطلق عليه "السم الأبيض"، كلاهما خطير وله تأثير كبير على أجهزة الجسم، وكلاهما لا يمكننا الحياة بدونه، والغريب أن اختفاء أحدهما أو كليهما تماماً، لا يقل ضرراً عن زيادته، ولكن، ترى أيهما أكثر خطورة وتأثير بشكل سلبي على الإنسان، الملح... أم السكر؟
 
الشائع أن السكر أكثر خطورة من الملح بكثير، خصوصاً أن بعض الأبحاث أثبتت أن السكر –وخاصة الفركتوز- له تأثير مباشر على ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، بدرجات أعلى من الملح، كما أن خفض نسبة الملح في الطعام، قد يؤدي إلى نتائج عكسية منها انخفاض ضغط الدم، الذي قد يصل إلى شكل مرضي، كذلك فإن نقص الملح في الطعام، يؤدي إلى احتياج الجسم للمزيد منه، وتأتي المشكلة هنا مع الأطعمة المصنعة قليلة الملح، حيث أن ارتفاع نسبة استهلاكها يؤدي إلى أنواع أخرى كبيرة من المشكلات.
 
الأمر ليس بهذه البساطة، ولا يعتبر انتصاراً للملح على حساب السكر، فقد أثبت البوفيسور Francessco Cappuccio من جامعة University of Warwick، أن كلا "الأبيضين" يمثل خطراً حقيقياً على الجسم، وأن الاعتماد على تقليل السكر، مقابل الحفاظ على نسبة جيدة من الملح، أمرٌ خاطئ تماماً، فكلاهما يحتاج إلى حسن إدارة، وتحديد الكميات المنضبطة المناسبة لكل شخص، وعلى نفس النهج سار البروفيسور Tom Saunders من جامعة King's College بلندن، حيث أكد أن الفارق ما بين الإثنين ضعيف جداً ولا يستحق التسجيل، ولكن الفارق يكمن في أن هناك أنواع من السكر المفيدة وغير المؤذية، والتي يحتاجها الجسم طوال الوقت، وأن الخطر الحقيقي في السكر، يأتي من المشروبات المحلاة والحلويات المصنعة، بينما تخلو الفاكهة والخضر من أيٍ من هذه المشكلات.
 
وفي نفس الوقت، أوصت منظمة الصحة العالمية بألّا يزيد معدل السكر الذي يتناوله الشخص عن 10% من احتياجاته للطاقة يومياً، وهو ما يعادل 50 جراماً فقط (1.7 Oz) للبالغين، وأن هذه النسبة لو انخفضت إلى 5%، فلن يكون ذلك مضرّاً.
 
الأمر نفسه بالنسبة للملح، الذي يجب أن نحافظ على وجوده بنسبة معقولة تمنع أمراض الضغط والأوعية الدموية، والنتيجة النهائية، أن الاعتدال هو الحل الأمثل لصحة جيدة في كل الأحوال.