هل يؤدي بخل الزوج إلى الطلاق؟

لعل البخل من الصفات التي ذمتها الشريعة الإسلامية، خصوصا إذا ما اقترنت بالرجل المسؤول بالإنفاق على الأسرة، لما فيها من مفاسد كثيرة تنطوي على انعكاس تلك الصفة على المشاعر الإنسانية التي يكنها الرجل لأسرته، بالإضافة إلى تحمل الزوجة والأبناء ظروف الحاجة والفقر. ناهيك عن تفكك الأسرة بالطلاق إذا ما سيطر بخل الزوج على طبيعة الشكوى التي تتقدم بها الزوجة مراراً وتكراراً لأهلها. إن إمساك الأزواج عن الإنفاق في رعاية أسرهم وزوجاتهم بالقدر المطلوب وسد احتياجاتهم الأساسية المطلوبة، وذلك وفقاً لأسباب وقناعات يخلط فيها بين الاقتصاد الشديد والتوفير الأشد، وبين الخوف من المستقبل والبخل بمفهومه العلمي. ومن المعروف أن تأثير البخل لا يمس بالعلاقة الإنسانية بين الزوج والزوجة فقط، بل يمتد تأثيره وانعكاساته السلبية على جميع أفراد الأسرة. فالبخل على الزوجة والأبناء من شأنه أن يؤدي إلى انهيار الأسرة، خاصة إذا ما لجأ بعض أفرادها إلى سلوك طرق غير مشروعة للحصول على احتياجاتهم التي يرى رب الأسرة أنها غير ضرورية، أو أنه يوفرها بالحد الأدنى. لذلك فتعامل الزوجة مع الزوج البخيل يحتاج منها إلى مزيد من الصبر، خاصة في ظل اعتقاده أن ما يقوم به ليس بخلاً، وإنما يأتي في إطار التوفير والاقتصاد لضمان تأمين المستقبل. وندعو الزوجة إلى القيام بعدة عمليات اجتماعية، أهمها: أن تعمد إلى تهذيب نفسه بزيادة تقربه من الله بالعبادات والصلاة ومن شأن ذلك أن يهذب نفسه ويقومها. لذلك ننصح الأزواج بالتخلي عن سلوك البخل ونبذه؛ لأنه مفتاح الانهيار الزواجي والأسري.