بعد اضطرارها للجوء إلى التمويل من أجل تأمين التمويل اللازم لإصدار ألبومها الرابع، أبصر «شوية صور» أخيراً النور. تانيا صالح (1969) ستوقع ألبومها الجديد مساء الثلاثاء المقبل في «متروبوليس أمبير صوفيل». يمكن وصف «شوية صور» بمثابة نقلة نوعية في مسيرة الفنانة المستقلة. في هذا العمل، تبتعد من الأسلوب الصاخب والساخر الذي ميّز ألبوماتها السابقة. كما أنّها تتخلى عن نمط الـ»روك» الذي اتسّمت به أغنياتها. تقترب الفنانة الى الرومانسية والحنية، كما تعترف بتأثيرين برازيلي وجازي يطبعان العمل. كثيراً ما تميل صالح في أغنياتها الى المزج بين أنماط مختلفة، ما جعل من موسيقاها خليطاً متجدداً من الموسيقى العربية والتأثيرات الأخرى. إيماناً منها بأنه لا يمكن للموسيقى العربية أن تتوقف عند التخت الشرقي إذا أردنا تطويرها، سعت الى إدخال أنماط جديدة الى موسيقاها. لذا نرى الكثير من الايقاعات والألحان البرازيلية هنا، كالـ»بوسا نوفا» في «شوية صور»، إضافة الى ابتعادها من الصخب، فصالح باتت أكثر إيجابية. في حديث مع «الاخبار»، تقرّ صالح بأنّها سعت الى إنجاز عمل يميل الى الفرح والتفاؤل. فالفن أيضاً وسيلة فعالة للابتعاد من الأجواء البشعة التي تحيط بنا.

صور الغلاف من تصميم صالح نفسها. هذا ما يزيد العمل صدقاً كما تقول، إذ لم تكتف بالمشاركة في وضع الكلام أو الألحان فحسب، بل كانت لها يد أيضاً في الـ»لوك» الذي اعتبرته الأكثر تجسيداً للألبوم.
في العمل، أغنية مبنية على قصيدة محمود درويش «هي لا تحبّك». في هذا الصدد، تشرح صالح «اخترتها لأنها جريئة. فالشاعر هنا يصف شعور المرأة في العلاقة الحميمة. وأرى أنه موضوع مهم جداً ويجب التحدث عنه اليوم، لا بل هو من الأمور الاساسية في كل علاقة عاطفية بين رجل وامرأة. وعندما يكون صاحب النص محمود درويش، تصعب مقاومة الرغبة في أداء الاغنية». علماً أن عصام الحاج علي هو من وقّع لحنها كما أنجز موسيقى «طريق الحب». عناوين أخرى حنونة ورومانسية نجدها أيضاً في الألبوم مثل «شبابيك بيروت» التي كتبت صالح ألحانها وكلماتها، و»شوية صور»، و»ما في ولا مشكل»، و»هالعيون» و»كلّ ما تروح». هذا العمل «تراكم للأمور التي سمعتها طوال مسيرتي. تعاونت فيه مع موسيقيين مهمين شاركوا مجاناً في العمل كشربل روحانا، إضافة إلى المنتج النروجي إريك هيلشتاد» وفق ما تقول صالح.
خلال احتفال التوقيع مساء الثلاثاء المقبل، ستُعرض على شاشة إحدى صالتي «متروبوليس أمبير صوفيل» كليبات لصالح، منها «هي لا تحبّك» الذي أخرجه أمين درّه، و»شبابيك بيروت» من إخراج شادي يونس.
كشفت صالح سابقاً أنّ لديها الكثير من الأفكار ولكن لا جهة تساعدها. فهي ترفض فكرة انتظار إحدى الشركات السعودية لانتاج ألبومها، لأنها لا تفعل الا ما تحبّه وما هي مقتنعة به. كما أنها ميالة الى الملل سريعاً. والتغيير في الموسيقى العربية التجارية التي نسمعها اليوم غير موجود، إذ ما زلنا نسمع النمط نفسه في العدد الأكبر من الاغنيات.
من أجل إصدار هذا الألبوم، لجأت تانيا صالح الى حملة «كراودفاندينغ» خلال الصيف الماضي. وسيلة بدأت تلقى رواجاً كبيراً في العالم العربي لدى الموسيقيين المستقلين الذين يجدون صعوبة في تمويل أعمالهم. فكما تقول صالح، شركات الانتاج ليست مهتمة بتمويل أعمال قد لا تؤمن أرباحاً تجارية كبيرة، مضيفة «عليها تقع المسؤولة الكبرى في تردّي المستوى الفني في البلدان العربية وفي إلغاء ثقافتنا اللبنانية. فما نراه من أغنيات لا يعبّر بمعظمه عنا نحن كلبنانيين. نحن من علّمنا العالم العربي الموسيقى، أذكر مثلاً فيروز وصباح ووديع الصافي وغيرهم. فلمَ لا نكمل ذلك الآن؟»

* توقيع ألبوم «شوية صور» لتانيا صالح: بدءاً من الـ 17:30 مساء الثلاثاء 11 ت2 (نوفمبر) ـــ «متروبوليس أمبير صوفيل» (الأشرفية) ــ للاستعلام:01/204080