-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الروائي فيصل الأحمر يتحدث عن "حالة حب" ويصرح لـ"الشروق":

الجزائري معقد عاطفيا والمشرق كابوس النقاد المعرّبين

الشروق أونلاين
  • 3166
  • 0
الجزائري معقد عاطفيا والمشرق كابوس النقاد المعرّبين
ح. م
الروائي فيصل الأحمر

بعد تجربة طويلة مع الشعر وأدب الخيال العلمي يدخل فيصل الأحمر تجربة جديدة في الكتابة الأدبية عبر رواية جديدة “حالة حب” الصادرة حديثا، والتي ينتظر أن تسوّق في معرض الكتاب القادم، عن هذه التجربة يتعد الأحمر مفسرا أسباب “عسر التعبير عن الحب” لدى الفرد الجزائري، كما يتوقف عند العلاقة المتوترة والقطيعة المرسومة بين النقاد والأدباء في هذا الحوار مع “الشروق”.

بعد تجربة طويلة مع الشعر والخيال العلمي تدخل تجربة مع   رواية في الحب كيف عشتها؟

الحب والحرب هما أهم تجربتين يعيشهما الإنسان، تسمحان له باكتشاف نفسه وبتحديد علاقته بالعالم، يتمكن الإنسان في الحب والحرب تحديدا من فهم خفايا الحياة التي يكون في خوضها منشغلا عن فهم جوهرها لعدم وجود مسافة كافية للتأمل…لهذا نجد الحب والحرب أكثر موضوعين يتكرران في الأدب والفن. 

لهذا فأنا في عملي على الخيال العلمي أو في سابق تجاربي الشعرية المعروفة لم أبتعد يوما عن تذكير نفسي بالعاشق الذي لا بد أن أكونه. ولا يخلو عمل لي من الحديث عن الحب سواء بتركيز كبير أو بشكل عرضي…وأنا ممن يرون أن الشغف والحماس والولع (وهي كلمات رديفة للحب بأشكال معينة) هي الطاقات الأساسية المحركة للوجود، لقد انطلقت في روايتي حالة حب من أسئلة تتعلق بكيفية عيش قصة حب على أيامنا…فقد لاحظت أننا نرث أدبيات للحب والعشق وللمعاشرة أيضا تأتينا من الكتب والتاريخ وتأتينا بقوة كبيرة من التلفزيون بأطيافه الكثيرة…فنحن نتعلم تحضيرة une recette   للحب يتم من خلالها، ثم نتفاجأ بشيء مختلف تماما يسكننا حينما نقع في الحب …ثم تتصارع أحاسيسنا الغامضة مع معارفنا السابقة والحالية الموازية وما يتناهى إلى علمنا …الخ، كل ذلك يدخلنا في حالة حب معقدة وغير مفهومة…إنه سؤال فلسفي قاد الرواية حول معنى الحب…حول ثابته ومتغيره، حول جوهره وعرضه.


لماذا برأيك التعبير عن الحب في المجتمع الجزائري ملغوم؟ 

   الرواية قادها سؤال فلسفي مركزي، إلا أن هنالك سؤالا شبه فلسفي حول كيفية عيش ممارسة الحب في مطلع القرن الـ21 في بلاد عربية مسلمة مثل الجزائر تشهد القلوب فيها صراعات بين التقاليد والثقافات والعقائد وأنماط العيش وصراعات الأجيال المتعاقبة، وكذلك الثقافات المتنافرة التي تخلط كل لعبة وتخرج بتلك الــ recette  المذكورة سابقا، عما هو منتظر متوقع صوب الكثير من المفاجآت…ومن هنا جاءت فكرة العسر الذي يعرفه الجزائري في الحب…وقد اخترت للرواية شخصية هي كاتب لفتح باب التفكير واسعا…التفكير في الهوة السحيقة بين أدبيات الحب المتوارثة  والظاهر هو أن هنالك تأثيرا لملمح جزائري قديم يحيل عموما على الصمت والتقوقع على الذات؛ وعلى تطوير الحياة الداخلية أكثر من العمل على الخروج إلى العالم…وهي صفة أنثروبولوجية قد نجد لها كثيرا من التجليات من خلال الفن العمراني المحلي…والاختيارات اللونية السائدة عندنا منذ أجيال الأبيض والأسود كقيمتين لونيتين بدلا من الألوان الأساسية…النوافذ الصغيرة مثلا…الأزقة الضيقة…اللون الترابي بدلا من الأصفر في اللباس وطلاء البيوت…السكن في الأعالي كما يتضج بجلاء في بلاد القبائل، حيث كثرة الجبال…الخ…والأمثلة كثيرة وقد تكون لهذا الملمح صلة بالتاريخ المشبع بالغزو والغزاة الذي عرفته المنطقة.

 

هناك قطيعة بين الناقد والمبدع كأستاذ جامعي كيف ترى هذا الأمر؟

القطيعة بين الناقد والمبدع لها أسباب عديدة وإن كنت سأبدأ بنوطة تفاؤلية لأننا منذ سنوات نشهد انفتاح النقد الجامعي؛ وهو نقد نعول عليه كثيرا، على النصوص الإبداعية الجزائرية…وهي علامة صحية…والغالب عندي هو أن النقاد عندنا دخلوا في لعبة تحوّلت إلى عقدة كبيرة مفادها تعظيم كل شيء آت من المشرق على حساب أي شيء محلي…بغض النظر عن قيمة هذا الشيء أو ذاك.

وهو حكم يبرر صحته ما نلاحظه من الاحتفاء بالأعمال الجزائرية المكتوبة بالفرنسية، فالنقد الأدبي المفرنس؛ سواء الجامعي والصحفي لم يصب أبدا بهذه العقدة المشرقية… وأؤكد أن الوضع بصدد التحول لأننا اليوم نشهد تراكمات عديدة أصبحت تحتم على الوضع أن يتغير: كثرة خريجي الجامعة، الكثرة المذهلة للأساتذة الدارسين والنقاد (أو على الأقل مشاريع النقاد)…التراكم المقبول للإبداع الجزائري الذي مثلته أقلام جديرة بالاحترام وفرضت العلامة الكتابية التجارية الجزائرية في السوق العالمية: رشيد بوجدرة آسيا جبار الطاهر وطار محمد ديب محمد أركون مالك بن نبي ياسمينة خضرا مليكة مقدم نينا بوراوي كمال داود أمين الزاوي واسيني لعرج… الخ.


قلت إن النجاح والجوائز في الجزائر ينتجان العداوة كيف؟

هنالك علاقات متوترة بين الأدباء عندنا، سببها الرئيسي نقص ثقافة الاعتراف بالفضل لذوي الفضل…كان الرسول الكريم يقول ما معناه النذير بالويل لأمة لا تقول لمحسن أحسنت ولا لمسيء أسأت، الكاتب عندنا ينتظر الاعتراف من أبناء جلدته ومن المؤسسات الرسمية، ومن محيطه العملي والأسري وحتى من الأصدقاء والمعارف، فيجد ازورارا شديدا من كل جانب…وكأن هنالك طريقة جزائرية في لوم من نجح وتقصي عثراته واقتفاء أخطائه القديمة والحديثة والوهمية المختلقة إن لم يجدوا شيئا…عدم وجود تقاليد في التعامل بيننا يدفعنا إلى جعل الكراهية والعداء علاقة بديلة لعلاقات الاختفاء والمدح والإشادة بالإبداع… إلا أنها أمور عرضية زائلة لأنه كما يقول نيتشه الحق لا يظهر كثيرا على العموم إلا أن أعداءه يموتون الواحد تلو الآخر وهو خالد لا يموت.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • بدون اسم

    مادام بوجغللو جايبتها مورا ولد بلادها على طول الخط

  • مصطفى

    صراحة بالعكس جزائريين ما لاحظته عليهم يمكن ان تتكلم مع اي جزائري لا تعرفه و يتكلم معاك بشكل عادي وشيء الدي يعجبني تلقائيين جدا بالرغم انهم يبالغون جدا وهدا ما لاحظته على سكان وهران بالدات على العكس سكان تلمسان ان لم يكون يعرفوك لا يتكلم معاك

  • قدور

    عندما نتفظ بكلمة بكلمة "حب" في مجالسنا تحمر وجوهنا وتتلعثم ألسنتنا لأن الحب في عرفنا الثقافي هو الممارسة الجنسية ولذلك فهو عيب..وكان يتم الزواح قسرا بعيدا عن الحب بل كان ولايزال بعضنا يستحي بأن يحمل أبناءه ويقابل آباه

  • ابن الجزائر

    هههههههههههههههههههه الحلزونه تصلح نموذج للكانب عن سطحيه وعقدة المشرق ...ما جربتش رجال بلدها وحكمت ,يالها من سطحيه وسذاجه ,وش دخلك في الموضوع راو اكبر منك,,,,شهد مره وحده هه ,اللهم لا تحاسبنا بما فعل السفهاء منا ...

  • شهرة

    بالعكس مجتمعنا خفيف الظل وصاحب نكتة لكنه خجول لدرجة المبالغة وينقصه بعض الانفتاح والحوار

  • بدون اسم

    سورتوا كي يبلق عينيه فيك زعما باش يخلعك

  • السيدة حلزونة

    الحب عند ناس المشرق مايغلطكم حتى واحد من خلال تجربتي مع زوجي الفلسطيني دقت الشهد على يديه ربي يخليهلي

  • الونشريسي

    انها معضلة مجتمع باكمله اهمل الحب وابدله بالغضب والتعصب والقسوة

  • سيد احمد

    فالحرام شاطرين فالرومنسية بصح الحلال تجينا حاجة صعيبة

  • الزهرة الجورية

    احنا ليزالجيريا الله غالب علينا تعيا تفهمنا مانفهموش عندنا الحب نتمناوه كامل كي نشوفوه برا ولا في في التيلي بصح كي تلحق عندنا نولوا شيوخ دين نحللوا ونحرموا

  • بدون اسم

    انها الحقيقة

  • واقعية

    فعلا مجتمعنا مريض بالعصبية والكبت

  • نصرو الجزائري

    لان المجتمع الجزائري اسس على مفاهيم خاطئة من البداية فصار يعتقد انه كلما كان صادقا في مشاعره معبرا عنها بالكلمة او بالفعل كان ضعيفا فنرى العدوانية والحدة في النضرة والكلام صارت العنوان الرئيسي ضنا منا انها القوة والحقيقة ان العكس هو الصحيح فالصدق والمحبة اكبر قوة وكلما سادا مجتمع ما الا وصار اكثر حضارة وانسانية ورحمة وسكينة وطمئنينة

  • محمد

    عندما نتلفظ بكلمة حب تحمر وجوهنا و يزداد نبض قلوبنا و يغشانا الخجل ، و هذا حال الأغلبية الساحقة من بني جلدتي ، فلماذا يا تر؟
    حتى الزوج لا يستطيع قول كلمة ( أحبك ) لزوجته و لا الزوجة تستطيع قول ذلك أيضا و يريان في ذلك عبئا ثقيلا ، لكن إذا كان ذلك خارج الإطار الشرعي ، سهل التلفظ بهذه الكلمة و بل و أصبح لذة نفسية عظيمة ، فلماذا يا ترى هذا التناقض ؟
    الموضوع للمناقشة .