What do you think?
Rate this book
مشكلات الحضارة
مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي
نبذة الناشر:
يتحدث عن الإجابتين عن الفراغ الكوني والأفكار والطفل والمجتمع والحضارة والطاقة وعالم الإفكار، والأفكار المطبوعة والموضوعة وجدلية الفكر والشيء وصراع الفكرة والوثن، وأصالة الأفكار وفعاليتها ، والأفكار وديناميكا المجتمع، والاطراد الثوري ، والسياسة ، وازدواجية اللغة والأفكلار المميتة وانتظام الأفكار المخذولة.
يتحدث عن الإجابتين عن الفراغ الكوني والأفكار والطفل والمجتمع والحضارة والطاقة وعالم الإفكار، والأفكار المطبوعة والموضوعة وجدلية الفكر والشيء وصراع الفكرة والوثن، وأصالة الأفكار وفعاليتها ، والأفكار وديناميكا المجتمع، والاطراد الثوري ، والسياسة ، وازدواجية اللغة والأفكلار المميتة وانتظام الأفكار المخذولة.
184 pages, Paperback
First published January 1, 1970
About the author
مالك بن نبي
61 books3,470 followersمالك بن نبي (1905-1973م) الموافق ل(1323 هـ-1393 هـ) من أعلام الفكر الإسلامي العربي في القرن العشرين
يُعدّ المفكر الجزائرى مالك بن نبي أحد رُوّاد النهضة الفكرية الإسلامية في القرن العشرين
ويُمكن اعتباره امتدَادًا لابن خلدون، ويعد من أكثر المفكرين المعاصرين الذين نبّهوا إلى ضرورة العناية بمشكلات الحضارة
كانت جهود مالك بن نبي في بناء الفكر الإسلامي الحديث وفي دراسة المشكلات الحضارية عموما متميزة، سواء من حيث المواضيع التي تناولها أو من حيث المناهج التي اعتمدها في ذلك.
وكان ابن نبي أول باحث يُحاول أن يُحدّد أبعاد المشكلة، ويحدد العناصر الأساسية في الإصلاح، ويبعد في البحث عن العوارض، وكان كذلك أول من أودع منهجًا مُحدّدا في بحث مشكلة المسلمين على أساس من علم النفس والاجتماع وسنة التاريخ"
يُعدّ المفكر الجزائرى مالك بن نبي أحد رُوّاد النهضة الفكرية الإسلامية في القرن العشرين
ويُمكن اعتباره امتدَادًا لابن خلدون، ويعد من أكثر المفكرين المعاصرين الذين نبّهوا إلى ضرورة العناية بمشكلات الحضارة
كانت جهود مالك بن نبي في بناء الفكر الإسلامي الحديث وفي دراسة المشكلات الحضارية عموما متميزة، سواء من حيث المواضيع التي تناولها أو من حيث المناهج التي اعتمدها في ذلك.
وكان ابن نبي أول باحث يُحاول أن يُحدّد أبعاد المشكلة، ويحدد العناصر الأساسية في الإصلاح، ويبعد في البحث عن العوارض، وكان كذلك أول من أودع منهجًا مُحدّدا في بحث مشكلة المسلمين على أساس من علم النفس والاجتماع وسنة التاريخ"
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 30 of 399 reviews
February 11, 2013
لا ينقضي عجبي بعد أنهيت هذا الكتاب ، فحينما تُدرك أننا في كثير من الأحيان لا نستفيد مما كتبه السابقون لنا -الذين تصدوا للإصلاح- في مجال الصراع الفكري المحتدم بين الغرب المستعمر و عالمنا الإسلامي ، و في مجال معرفة أسباب الفشل و أسباب النهضة، تشعر كأننا لم نتقدم خطوة في فهم البلاء الذي نزل بنا و لا يزال ينزل .. غفلة!
الكتاب يحاول تبيين الصعوبات التي يتخبط فيها المجتمع الإسلامي في مواجهة مشاكله الحاضرة ، حيث يرى مالك بن نبي أن مشكلة الأمة الإسلامية هي مشكلة أفكار: "والعالم الإسلامي منذ انحطاطه يواجه مشكلة أفكار لا مشكلة وسائل " !
الأفكار - الأشخاص - الأشياء
و في سبيل بحث مالك بن نبي لمشكلة الأفكار في العالم الإسلامي، فقد وضع ثلاثة مقاييس و هي:1- الأفكار 2- الأشخاص 3-الأشياء .. و من خلالها بدأ دراسة عميقة لعالم الأفكار
في الفصول الأولى من الكتاب يبدأ بموقف الإنسان في عزلته عندما ينتابه شعور بالفراغ، وطريقته في ملء هذا الفراغ ، و هنا يوضح الفرق بين العالم الإسلامي و العالم الغربي، و يعقد مقارنة بين الأولويات في كلا العالمين ، مدى تأثر كل منهم بالعوامل الثلاثة ( الأفكار الأشخاص الأشياء )
ثم يطرح بعد ذلك قضية التعامل مع الأفكار عند الطفل وتدرجه في العوالم الثلاثة (الأشياء - الأشخاص – الأفكار) !
ثم يتحدث عن المجتمع والأفكار والمراحل التي يمر بها المجتمع التاريخي (ما قبل التحضر - التحضر - ما بعد التحضر)
وينتقل إلى الحضارة وعلاقتها بالأفكار، ثم يتناول أطوار الحضارة (مرحلة الروح - مرحلة العقل - مرحلة الغريزة) و كيف أن سر نجاح أي حضارة في الأساس هو أنها تتمحور حول عالم الأفكار لا الأشخاص و الأشياء
عالم الأفكار
يسترسل مالك بن نبي بعد هذه الفصول الأولى في عالم الأفكار بدراسة مستفيضة عجيبة تدل على مدى إبداع ذلك الرجل رحمه الله
فبعد أن تكلم عن مقاييسه الثلاثة أو عوالمه الثلاثة ( الأفكار و الأشخاص و الأشياء ) و مدي تأثر العالم الإسلامي بهذه العوالم الثلاثة ، يبدأ في الفصول التالية التركيز على عالم الأفكار
الأفكار عند ابن نبي لها مسميات عدة ، نحتها ووضح معانيها ، فتجد الأفكار المطبوعة و الأفكار الموضوعة ، و الأفكار الأصيلة و الأفكار الفعالة ، و في فصل أخر تجد الأفكار الميتة و الأفكار المميتة .. بل تجد أعجب من ذلك كانتقام الأفكار ممن خانها و خذلها!،،
تجده يناقش الصراع بين الفكرة و التمحور حول شخص ( وثن ) أو شئ .. هذا الصراع الذي نتيجته توضح كثير من أحوالنا اليوم، و بخاصة في ربيع ثوراتنا العربية ( فصل "الأفكار و الإطراد الثوري" من أروع الفصول ) .. و ترى كيف أن طغيان عالم الأشياء أو الأشخاص على حساب عالم الأفكار هو سبب الخلل القائم في كثير من مجالات حياتنا اليومية ( و لا أدل على ذلك من انتكاس كثير من ثوراتنا بسبب تمحورها حول أشخاص أو أحزاب ) !،،
آثار طغيان عالم الأشخاص و الأشياء على عالم الأفكار يبرزها لنا ابن نبي بجلاء، كالخلل الواقع في السياسة و ازدواج اللغة في أكثر من قطر إسلامي ... بأسلوب بديع يُجلي لك أصل المشكلة في عالمنا الإسلامي
متى ننتبه من غفلتنا ؟
كما قلت في بداية مراجعتي ، فأنا في أشد العجب من عدم تعلمنا من أخطاء الماضي و لغفلتنا لما كتبه السابقين لنا لأصل المشكلة و حلها .. فنحن لازلنا " محلك سر " ، عدنا لعصر الجاهلية(قبل الحضارة كما يسميه مالك) قبل الإسلام و ما ذلك إلا للخلل الواقع في تعاملنا مع الأفكار
أفكارنا صارت إما ميتة أو مميتة، نستوردها من الغرب "ميتة" و نظن أنها ستحيينا و لكنها لا تلبث أن تكون " مميتة "
لن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا بأنفسهم .. أفكارنا الإسلامية أصيلة لا تحتاج منا إلا أن نفعلها و ننطلق بها، فنحن لن نستطيع أن نصنع التاريخ من جديد بتقليد الآخرين !
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد
الكتاب يحاول تبيين الصعوبات التي يتخبط فيها المجتمع الإسلامي في مواجهة مشاكله الحاضرة ، حيث يرى مالك بن نبي أن مشكلة الأمة الإسلامية هي مشكلة أفكار: "والعالم الإسلامي منذ انحطاطه يواجه مشكلة أفكار لا مشكلة وسائل " !
الأفكار - الأشخاص - الأشياء
و في سبيل بحث مالك بن نبي لمشكلة الأفكار في العالم الإسلامي، فقد وضع ثلاثة مقاييس و هي:1- الأفكار 2- الأشخاص 3-الأشياء .. و من خلالها بدأ دراسة عميقة لعالم الأفكار
في الفصول الأولى من الكتاب يبدأ بموقف الإنسان في عزلته عندما ينتابه شعور بالفراغ، وطريقته في ملء هذا الفراغ ، و هنا يوضح الفرق بين العالم الإسلامي و العالم الغربي، و يعقد مقارنة بين الأولويات في كلا العالمين ، مدى تأثر كل منهم بالعوامل الثلاثة ( الأفكار الأشخاص الأشياء )
ثم يطرح بعد ذلك قضية التعامل مع الأفكار عند الطفل وتدرجه في العوالم الثلاثة (الأشياء - الأشخاص – الأفكار) !
ثم يتحدث عن المجتمع والأفكار والمراحل التي يمر بها المجتمع التاريخي (ما قبل التحضر - التحضر - ما بعد التحضر)
وينتقل إلى الحضارة وعلاقتها بالأفكار، ثم يتناول أطوار الحضارة (مرحلة الروح - مرحلة العقل - مرحلة الغريزة) و كيف أن سر نجاح أي حضارة في الأساس هو أنها تتمحور حول عالم الأفكار لا الأشخاص و الأشياء
عالم الأفكار
يسترسل مالك بن نبي بعد هذه الفصول الأولى في عالم الأفكار بدراسة مستفيضة عجيبة تدل على مدى إبداع ذلك الرجل رحمه الله
فبعد أن تكلم عن مقاييسه الثلاثة أو عوالمه الثلاثة ( الأفكار و الأشخاص و الأشياء ) و مدي تأثر العالم الإسلامي بهذه العوالم الثلاثة ، يبدأ في الفصول التالية التركيز على عالم الأفكار
الأفكار عند ابن نبي لها مسميات عدة ، نحتها ووضح معانيها ، فتجد الأفكار المطبوعة و الأفكار الموضوعة ، و الأفكار الأصيلة و الأفكار الفعالة ، و في فصل أخر تجد الأفكار الميتة و الأفكار المميتة .. بل تجد أعجب من ذلك كانتقام الأفكار ممن خانها و خذلها!،،
تجده يناقش الصراع بين الفكرة و التمحور حول شخص ( وثن ) أو شئ .. هذا الصراع الذي نتيجته توضح كثير من أحوالنا اليوم، و بخاصة في ربيع ثوراتنا العربية ( فصل "الأفكار و الإطراد الثوري" من أروع الفصول ) .. و ترى كيف أن طغيان عالم الأشياء أو الأشخاص على حساب عالم الأفكار هو سبب الخلل القائم في كثير من مجالات حياتنا اليومية ( و لا أدل على ذلك من انتكاس كثير من ثوراتنا بسبب تمحورها حول أشخاص أو أحزاب ) !،،
آثار طغيان عالم الأشخاص و الأشياء على عالم الأفكار يبرزها لنا ابن نبي بجلاء، كالخلل الواقع في السياسة و ازدواج اللغة في أكثر من قطر إسلامي ... بأسلوب بديع يُجلي لك أصل المشكلة في عالمنا الإسلامي
متى ننتبه من غفلتنا ؟
كما قلت في بداية مراجعتي ، فأنا في أشد العجب من عدم تعلمنا من أخطاء الماضي و لغفلتنا لما كتبه السابقين لنا لأصل المشكلة و حلها .. فنحن لازلنا " محلك سر " ، عدنا لعصر الجاهلية(قبل الحضارة كما يسميه مالك) قبل الإسلام و ما ذلك إلا للخلل الواقع في تعاملنا مع الأفكار
أفكارنا صارت إما ميتة أو مميتة، نستوردها من الغرب "ميتة" و نظن أنها ستحيينا و لكنها لا تلبث أن تكون " مميتة "
لن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا بأنفسهم .. أفكارنا الإسلامية أصيلة لا تحتاج منا إلا أن نفعلها و ننطلق بها، فنحن لن نستطيع أن نصنع التاريخ من جديد بتقليد الآخرين !
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد
February 25, 2017
"نحن لا نستطيع أن نصنع التاريخ بتقليد خُطى الآخرين في سائر الدروب التي طرقوها، بل بأن نفتح دروباً جديدة."
اعتقد بأن الجميع ينتابه حالة من البؤس والكآبة عندما ينظر ويفكر في واقع حالنا مجتمعنا الإسلامي اليوم، وما يعانيه من تقهقهر وتفكك ومصاعب متعددة تزداد يوماً فيوم، ونحن حيال ذلك لا نفعل شيئاً سوى التحسّر على أمجاد مضت أو التعلّق بشخصيات نظنها خارقة وتستطيع تخليصنا مما نحن فيه، أو تحميل الغرب سبب تدهور أحوالنا.
يقولون أن نصف العلاج هو اكتشاف الداء، وهنا جاء مالك بن نبي، أحد أبرز المفكّرين الإسلاميين، ليضع يده على سبب تراجع المجتمع الإسلامي، ويرى أن المشكلة الأساسية في هذا المجتمع هي مشكلة أفكار بالدرجة الأولى. وأن المجتمعات السليمة والمتقدّمة تقوم على ثلاث ركائز هي: الأفكار والأشخاص والأشياء مع حفظ التوازن بينها، لأن حدوث أي ميل في كفّة الميزان لصالح أحد هذه الركائز كفيل بأن يُأخّر تقدّم هذا المجتمع ويمنعه من التقدّم. وناقش أيضاً العديد من الموضوعات المرتبطة بالأفكار ومشكلاتها. وإني لأعجب اليوم من أن المشاكل التي طرحها وحلّلها لا تزال قائمة وفي تفاقم مستمر!
على الرغم من الأهمية الشديدة لهذا الكتاب إلّا أنني شعرت بكآبة غامرة من أحوالنا المتردّية. فكم نحن الآن بحاجة لمُصلحين فكريين ورواد نهضة شاملة كمالك بن نبي!
نسأل الله أن يُلهمنا فعل الصواب.
...
February 11, 2013
انتهيت من الكتاب , وسألخص ما خرجت به من الكتاب في النقاط التالية:
1- أسلوب الكاتب صعب جدا بالنسبة لي , لم أفهم مقصوده من عبارات كثيرة , يكتفي بإشارات تحتاج إلى صفحات من الشرح والتفصيل , لذلك أعقتد أن رأيي في الكتاب لن يكون دقيقا لأني لم أستوعب الكتاب كاملا "والحكم على الشيء فرع من تصوره"
2- الكتاب يحتاج كما تفضل الأعضاء إلى قراءة متأنية وإعادة قراءة السطور حتى تفهم المراد , لاحظت أن الفصول الأولى كانت صعبة ثم بدأت الفصول تكون أوضح تدريجيا
3- مع الصعوبة الشديدة التي واجهتها في فهم الكتاب ولا أدري هل الترجمة عامل في زيادة صعوبة الكتاب أم لا؟! , مع ذلك فقد لمعت شرارات من الضوء وسط ذلك الظلام من العبارات المغلقة ومن ذلك:
- المؤلف يدعو التمسك في بالجذور الإسلامية وفي نفس الوقت يدعو للتجديد أو ما يسميه "الفعالية" حتى تكون تلك الأفكار قابلة للتطبيق في هذا العصر
مثلا : لماذا لا يكون النظام المالي الإسلامي مثالا يُحتذى به من دول العالم الأول , يتم هذا إذا طبقنا تلك الفعالية التي تحدث عن عنها المؤلف
- ينتقد المؤلف كثيرا ذلك الانبهار بكل ما هو غربي الانبهار الذي يُسكر صاحبه عن رؤية العيوب والمساوئ , أصبحنا وللأسف كما يقول المؤلف : نأخذ نفايات الأفكار الغربية ونريد أن نجعل منها حلولا لمشاكلنا
بحكم تخصصي الطبي:
الواقع الطبي للدول العربية أننا نأخذ نتائج دراسات الغرب ونطبقها على مرضانا لأننا نفتقد لقاعدة بحثية وعلمية فنقتات على دراسات الغير
كثير من الدراسات الطبية قد لا تتناسب مع حال المرضى في عالمنا العربي لأسباب كثيرة : منها عادات المجتمع في الأكل والرياضة والمناخ ...الخ
لماذا لا تكون هناك قاعدة بحثية طبية خاصة بنا في دولنا العربية ؟
وفي الختام
الكتاب جيد وغني بالأفكار لكن يجتاج إلى مزيد من الإيضاح والشرح عل الأقل بالنسبة لي
1- أسلوب الكاتب صعب جدا بالنسبة لي , لم أفهم مقصوده من عبارات كثيرة , يكتفي بإشارات تحتاج إلى صفحات من الشرح والتفصيل , لذلك أعقتد أن رأيي في الكتاب لن يكون دقيقا لأني لم أستوعب الكتاب كاملا "والحكم على الشيء فرع من تصوره"
2- الكتاب يحتاج كما تفضل الأعضاء إلى قراءة متأنية وإعادة قراءة السطور حتى تفهم المراد , لاحظت أن الفصول الأولى كانت صعبة ثم بدأت الفصول تكون أوضح تدريجيا
3- مع الصعوبة الشديدة التي واجهتها في فهم الكتاب ولا أدري هل الترجمة عامل في زيادة صعوبة الكتاب أم لا؟! , مع ذلك فقد لمعت شرارات من الضوء وسط ذلك الظلام من العبارات المغلقة ومن ذلك:
- المؤلف يدعو التمسك في بالجذور الإسلامية وفي نفس الوقت يدعو للتجديد أو ما يسميه "الفعالية" حتى تكون تلك الأفكار قابلة للتطبيق في هذا العصر
مثلا : لماذا لا يكون النظام المالي الإسلامي مثالا يُحتذى به من دول العالم الأول , يتم هذا إذا طبقنا تلك الفعالية التي تحدث عن عنها المؤلف
- ينتقد المؤلف كثيرا ذلك الانبهار بكل ما هو غربي الانبهار الذي يُسكر صاحبه عن رؤية العيوب والمساوئ , أصبحنا وللأسف كما يقول المؤلف : نأخذ نفايات الأفكار الغربية ونريد أن نجعل منها حلولا لمشاكلنا
بحكم تخصصي الطبي:
الواقع الطبي للدول العربية أننا نأخذ نتائج دراسات الغرب ونطبقها على مرضانا لأننا نفتقد لقاعدة بحثية وعلمية فنقتات على دراسات الغير
كثير من الدراسات الطبية قد لا تتناسب مع حال المرضى في عالمنا العربي لأسباب كثيرة : منها عادات المجتمع في الأكل والرياضة والمناخ ...الخ
لماذا لا تكون هناك قاعدة بحثية طبية خاصة بنا في دولنا العربية ؟
وفي الختام
الكتاب جيد وغني بالأفكار لكن يجتاج إلى مزيد من الإيضاح والشرح عل الأقل بالنسبة لي
January 24, 2014
قد يتهمني البعض بأنني من المنحازين لمالك بن نبي وهي تهمة لن أنفيها بل سأزيد عليها أنني أعتبر مالك بن نبي بالإضافة الى معلمي علي عزت بيجوفيتش وعبدالوهاب المسيري من المفكرين المسلمين المعاصرين الذين أسهموا في إعادة إحياء الفكر والنهضة الإسلامية لإعادتها الى مكانها الصحيح منذ بدأها جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا لكنها كباقي المحاولات للأسف قوبلت بشعوب عربية ذات فكر ليس مستعمَر فحسب بل كما يصوغها مالك بن نبي شعوب تمتلك جميع مقومات القابلية للإستعمار والتي تركت العالم العربي والإسلامي ككل في وضع الذي ما زال يلهث وراء الغرب لتحصيل شبه حضارة وحداثة مشوهة أغفلت ارتباطها بماضيها الإسلامي العريق فغدت كنبتة انفصلت جذورها من الأرض وان بقيت لبعض الوقت على قيد الحياة لوجود الشمس والهواء الى أن نهايتها محكومة بالفناء لانفصالها عن أصالتها وتربتها التي تمدها بجميع مقومات الاستمرارية والبقاء.
وإن كان في هذا الكتاب استكمال لما بدأ بالتأصيل له في كتابه شروط النهضة نجد أن التركيز هنا على عالم الأفكار ودوره في بناء الحضارة بشكل عام وكيف أنفصل العالم الإسلامي عن جذوره وأفكاره وسار خلف عالم الأشخاص بالأساس وعالم الأشياء منذ عصر ما بعد الموحدين. سأحاول أن ألخص الأفكار الرئيسية التي وردت في الكتاب وان كان ما كتبه مالك بن نبي منذ ما يقارب ال44 عاماً ما زلنا نجده في واقعنا الى الآن وكأن الزمن قد توقف بنا منذ قرون وبدل أن تدور عجلة الحياة الى الأمام يبدو لي أنها ضلت الطريق بل استكملته الى الوراء.
يحدثنا مالك بن نبي بادئ ذي بدئ عن التوجهات الفكرية للإنسان في البيئة المنعزلة (الوحدة) والتي تتوج�� اما:
1. الى الأرض (أو عالم الأشياء) والذي يتمثل بثقافة ذات جذور مادية وتقنية.
2. الى السماء (عالم الأفكار) والذي يتمثل بثقافة ذات جذور أخلاقية وغيبية.
وإن نظرنا الى العالمين الغربي والإسلامي سنجد أن الغرب وكما جاء في قصة روبنسون كروزو تغلب على وحدته (عزلته) بالعمل أي أن عالم الأشياء كان هو المسيطر في حين نجد أن العالم الإسلامي وكما جاء في قصة حي بن يقظان قد تغلب على وحدته ببناء الأفكار ابتداءاً من فكرة الروح (نفوق الغزالة) ومتدرجاً حتى يصل الى فكرة الإله. وبناءاً على هذا ولو نظرنا الى الطفل الذي تشبه محاولات اندماجه مع محيطه بالخروج من هذه العزلة تبدأ بعالم الأشياء (التي يبدأ باكتشافها بيديه) ثم عالم الأشخاص (وهي الدائرة المحيطة به من الأسرة والمدرسة) ثم عالم الأفكار الذي تبدأ بالتمايز بين الأفراد داخل المجتمع.
وبعد التأصيل لهذه العوالم الثلا�� نبدأ بنقل هذه الفكرة من الفرد الى المجتمع الإسلامي فنجد المجتمعات تنقسم زمنياً الى:
1- مجتمع ما قبل التحضر: وهو يتمركز حول الأشياء متمثلاً بالأصنام والأوثان في الجاهلية.
2- المجتمع المتحضر: ويتمركز حول الأفكار عندما جاء الإسلام وأنتج لنا جيل المهاجرين والأنصار.
3- المجتمع بعد المتحضر: ويتمركز حول الأشخاص (وهو ما نعانيه الآن منذ عصر ما بعد الموحدين) فينتشر المتصوفون والدجالون والزعيم الصنم وان كان عالم الأشياء في هذه المرحلة ليست أوثاناً لكنها تأخذ شكلاً استهلاكياً خالٍ من أي فكر.
ثم ينتقل بنا الحديث الى علاقة الأفكار بالحضارة فيعرف الحضارة بأنها نتاج فكرة جوهرية تدفع بها في التاريخ وهي نتاج ثقافي فريد تارة ومجموعة العوامل المعنوية والمادية التي تنتج لمجتمع ما أن يوفر لكل عضو فيه جميع الضمانات الاجتماعية اللازمة لتطوره تارة أخرى. وبناءاً على تقسيمات المجتمع أعلاه نجد أن التطور الحضاري أيضاً كما جاء في كتابه شروط النهضة يقسم الى:
1- ما قبل الحضارة: الجاهلية وكيف أن الروح (صرخة بلال أحد أحد) كانت هي لحظة أرخميدس التي كانت المحرك الأساسي للانتقال الى الطور الثاني.
2- الحضارة: وهنا يكون العقل هو المحرك الرئيسي والفاعل والذي تميزت به الحضارة الاسلامية.
3- ما بعد الحضارة: حيث سيطرت الغريزة على المجتمع والذي تمثل لعصر ما بعد الموحدين.
وهنا يدخل مالك بن نبي عامل أسماه الطاقة الحيوية والتي تساعد فيها الأفراد على الاندماج في مراحل التطور هذه فيرى أن الاسلام قد طوع الطاقة الحيوية للمجتمع الجاهلي والذي سيطرت عليه العصبية القبلية والشرف نحو مجتمع اسلامي متحضر. لكن هل تكفي هذه الطاقة الحيوية على نقل الحضارة الغربية مثلاً الى العالم الإسلامي؟ هنا يطرح لنا مالك بن نبي مشكلة الخمر وكيفية محاربة الإسلام لها بالتدريج مقارنة مع محاولات المجتمع الأمريكي حلها بالتدرج بسن القوانين لمنعها والتي انتهت بالنهاية بثورة الشعب ضدها والغاء قانون التحريم هذا. ان فشل التطبيق في حل هذه المشكلة يعود الى:
- قدرة أي فكرة للتكيف ليست متساوية بين مجتمعات ذات ثقافة مختلفة (أشياء – أفكار وقيم).
- قدرة المجتمع الواحد للتكيف من مرحلة الى أخرى تختلف (حسب مكانة الأشياء في هذا المجتمع).
نعود الى الأفكار وأين نجد مكانها في الحضارة: المجتمع الناشئ يحاول أن يجد له سند في القيم المقدسة فنجد أن الأفكار الرائدة ما قبل التحضر تبدأ بالأخلاق وتتدرج شيئاً فشيئاً حتى تصبح الأفكار العملية أو التقنية هي المسيطر (ما زالت الحضارة هنا تتوجه نحو الأشخاص "الانسان" لأن الانسان هو من يمر بأطوار التغير) وحين تنتقل هذه الأفكار بالكلية نحو عالم الأشياء تبدأ مرحلة ما بعد التحضر. وان أي انعدام هنا في التماسك في عالم الأفكار يولد ما أسماه مالك بن نبي الاستعمار والقابلية للاستعمار. وفي هذا العالم علينا أن ندرك طغيان عالم الأشياء على كل شيء سواء من ناحية نفسية وأخلاقية أو على الصعيد الفكري والإجتماعي حيث تطغى الأشياء من ناحية الكمية على النوعية ومن ناحية سياسية تتمثل بطغيان عالم الأشخاص حيث تبدأ الأخلاق بالانحصار بأشخاص محددين فتبدأ الأفكار تتجسد بالزعيم الصنم.
وحتى تتحرر المجتمعات الاسلامية من مرحلة ما بعد التحضر التي تمر بها عليها أن تعود الى أفكارها الأصيلة ذات الفعالية. فالفكرة الأصيلة بحد ذاتها لا تعني أنها فاعلة دائماً والفكرة الفاعلة لا تعني أنها صحيحة دائماً فعلينا في هذه المرحلة العودة الى روح الاسلام المتمثل بالمنهج النبوي الذي ما فتئنا نراه بجميع مراحل حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) حيث حرر الفكر الاسلامي من القدسية المطلقة والاكتفاء الذاتي الذي أشبعناها بها وأعلى من فضيلة الفعالية الى جانبها.
وأنهى مالك بن نبي حديثه عن الثورة وهو فصل وجدت أنه واقعي جداً الى درجة نلمسها الى الآن بشكل حي ومباشر وأشار أن السبب الرئيسي في فشل الثورات هو الإعتماد دوماً على عالم الأشخاص والأشياء وإهمال الأفكار فتجد الرجل مستعد أن يضحي بحياته من أجل رموزه لكنه لا يعرف لماذا وبالحديث عن الأفكار الميتة والمميتة. فالأفكار الميتة هي نتاج إرثنا الثقافي الذي ولّد القابلية الى الاستعمار في نفوسنا والأفكار المميتة والتي لا نفتأ نبحث عنها في الحضارة الغربية (التي تولّد الاستعمار) والتي وضحها في حديثه السابق عن كيفية إستح��لة استيراد حضارة بكاملها الى العالم الاسلامي لاختلاف الموروث الثقافي والحضاري وكيف أن هذه الأفكار المخذولة والمتمثلة بالفكرتين تعود لتنتقم منا نحن الذين انفصلنا عن أصولنا ومثلنا العليا وتعلقنا بأفكار فقدت فعاليتها وأصالتها عندما تم استيرادها من حيزها الثقافي الأصلي.
وإن كان في هذا الكتاب استكمال لما بدأ بالتأصيل له في كتابه شروط النهضة نجد أن التركيز هنا على عالم الأفكار ودوره في بناء الحضارة بشكل عام وكيف أنفصل العالم الإسلامي عن جذوره وأفكاره وسار خلف عالم الأشخاص بالأساس وعالم الأشياء منذ عصر ما بعد الموحدين. سأحاول أن ألخص الأفكار الرئيسية التي وردت في الكتاب وان كان ما كتبه مالك بن نبي منذ ما يقارب ال44 عاماً ما زلنا نجده في واقعنا الى الآن وكأن الزمن قد توقف بنا منذ قرون وبدل أن تدور عجلة الحياة الى الأمام يبدو لي أنها ضلت الطريق بل استكملته الى الوراء.
يحدثنا مالك بن نبي بادئ ذي بدئ عن التوجهات الفكرية للإنسان في البيئة المنعزلة (الوحدة) والتي تتوج�� اما:
1. الى الأرض (أو عالم الأشياء) والذي يتمثل بثقافة ذات جذور مادية وتقنية.
2. الى السماء (عالم الأفكار) والذي يتمثل بثقافة ذات جذور أخلاقية وغيبية.
وإن نظرنا الى العالمين الغربي والإسلامي سنجد أن الغرب وكما جاء في قصة روبنسون كروزو تغلب على وحدته (عزلته) بالعمل أي أن عالم الأشياء كان هو المسيطر في حين نجد أن العالم الإسلامي وكما جاء في قصة حي بن يقظان قد تغلب على وحدته ببناء الأفكار ابتداءاً من فكرة الروح (نفوق الغزالة) ومتدرجاً حتى يصل الى فكرة الإله. وبناءاً على هذا ولو نظرنا الى الطفل الذي تشبه محاولات اندماجه مع محيطه بالخروج من هذه العزلة تبدأ بعالم الأشياء (التي يبدأ باكتشافها بيديه) ثم عالم الأشخاص (وهي الدائرة المحيطة به من الأسرة والمدرسة) ثم عالم الأفكار الذي تبدأ بالتمايز بين الأفراد داخل المجتمع.
وبعد التأصيل لهذه العوالم الثلا�� نبدأ بنقل هذه الفكرة من الفرد الى المجتمع الإسلامي فنجد المجتمعات تنقسم زمنياً الى:
1- مجتمع ما قبل التحضر: وهو يتمركز حول الأشياء متمثلاً بالأصنام والأوثان في الجاهلية.
2- المجتمع المتحضر: ويتمركز حول الأفكار عندما جاء الإسلام وأنتج لنا جيل المهاجرين والأنصار.
3- المجتمع بعد المتحضر: ويتمركز حول الأشخاص (وهو ما نعانيه الآن منذ عصر ما بعد الموحدين) فينتشر المتصوفون والدجالون والزعيم الصنم وان كان عالم الأشياء في هذه المرحلة ليست أوثاناً لكنها تأخذ شكلاً استهلاكياً خالٍ من أي فكر.
ثم ينتقل بنا الحديث الى علاقة الأفكار بالحضارة فيعرف الحضارة بأنها نتاج فكرة جوهرية تدفع بها في التاريخ وهي نتاج ثقافي فريد تارة ومجموعة العوامل المعنوية والمادية التي تنتج لمجتمع ما أن يوفر لكل عضو فيه جميع الضمانات الاجتماعية اللازمة لتطوره تارة أخرى. وبناءاً على تقسيمات المجتمع أعلاه نجد أن التطور الحضاري أيضاً كما جاء في كتابه شروط النهضة يقسم الى:
1- ما قبل الحضارة: الجاهلية وكيف أن الروح (صرخة بلال أحد أحد) كانت هي لحظة أرخميدس التي كانت المحرك الأساسي للانتقال الى الطور الثاني.
2- الحضارة: وهنا يكون العقل هو المحرك الرئيسي والفاعل والذي تميزت به الحضارة الاسلامية.
3- ما بعد الحضارة: حيث سيطرت الغريزة على المجتمع والذي تمثل لعصر ما بعد الموحدين.
وهنا يدخل مالك بن نبي عامل أسماه الطاقة الحيوية والتي تساعد فيها الأفراد على الاندماج في مراحل التطور هذه فيرى أن الاسلام قد طوع الطاقة الحيوية للمجتمع الجاهلي والذي سيطرت عليه العصبية القبلية والشرف نحو مجتمع اسلامي متحضر. لكن هل تكفي هذه الطاقة الحيوية على نقل الحضارة الغربية مثلاً الى العالم الإسلامي؟ هنا يطرح لنا مالك بن نبي مشكلة الخمر وكيفية محاربة الإسلام لها بالتدريج مقارنة مع محاولات المجتمع الأمريكي حلها بالتدرج بسن القوانين لمنعها والتي انتهت بالنهاية بثورة الشعب ضدها والغاء قانون التحريم هذا. ان فشل التطبيق في حل هذه المشكلة يعود الى:
- قدرة أي فكرة للتكيف ليست متساوية بين مجتمعات ذات ثقافة مختلفة (أشياء – أفكار وقيم).
- قدرة المجتمع الواحد للتكيف من مرحلة الى أخرى تختلف (حسب مكانة الأشياء في هذا المجتمع).
نعود الى الأفكار وأين نجد مكانها في الحضارة: المجتمع الناشئ يحاول أن يجد له سند في القيم المقدسة فنجد أن الأفكار الرائدة ما قبل التحضر تبدأ بالأخلاق وتتدرج شيئاً فشيئاً حتى تصبح الأفكار العملية أو التقنية هي المسيطر (ما زالت الحضارة هنا تتوجه نحو الأشخاص "الانسان" لأن الانسان هو من يمر بأطوار التغير) وحين تنتقل هذه الأفكار بالكلية نحو عالم الأشياء تبدأ مرحلة ما بعد التحضر. وان أي انعدام هنا في التماسك في عالم الأفكار يولد ما أسماه مالك بن نبي الاستعمار والقابلية للاستعمار. وفي هذا العالم علينا أن ندرك طغيان عالم الأشياء على كل شيء سواء من ناحية نفسية وأخلاقية أو على الصعيد الفكري والإجتماعي حيث تطغى الأشياء من ناحية الكمية على النوعية ومن ناحية سياسية تتمثل بطغيان عالم الأشخاص حيث تبدأ الأخلاق بالانحصار بأشخاص محددين فتبدأ الأفكار تتجسد بالزعيم الصنم.
وحتى تتحرر المجتمعات الاسلامية من مرحلة ما بعد التحضر التي تمر بها عليها أن تعود الى أفكارها الأصيلة ذات الفعالية. فالفكرة الأصيلة بحد ذاتها لا تعني أنها فاعلة دائماً والفكرة الفاعلة لا تعني أنها صحيحة دائماً فعلينا في هذه المرحلة العودة الى روح الاسلام المتمثل بالمنهج النبوي الذي ما فتئنا نراه بجميع مراحل حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) حيث حرر الفكر الاسلامي من القدسية المطلقة والاكتفاء الذاتي الذي أشبعناها بها وأعلى من فضيلة الفعالية الى جانبها.
وأنهى مالك بن نبي حديثه عن الثورة وهو فصل وجدت أنه واقعي جداً الى درجة نلمسها الى الآن بشكل حي ومباشر وأشار أن السبب الرئيسي في فشل الثورات هو الإعتماد دوماً على عالم الأشخاص والأشياء وإهمال الأفكار فتجد الرجل مستعد أن يضحي بحياته من أجل رموزه لكنه لا يعرف لماذا وبالحديث عن الأفكار الميتة والمميتة. فالأفكار الميتة هي نتاج إرثنا الثقافي الذي ولّد القابلية الى الاستعمار في نفوسنا والأفكار المميتة والتي لا نفتأ نبحث عنها في الحضارة الغربية (التي تولّد الاستعمار) والتي وضحها في حديثه السابق عن كيفية إستح��لة استيراد حضارة بكاملها الى العالم الاسلامي لاختلاف الموروث الثقافي والحضاري وكيف أن هذه الأفكار المخذولة والمتمثلة بالفكرتين تعود لتنتقم منا نحن الذين انفصلنا عن أصولنا ومثلنا العليا وتعلقنا بأفكار فقدت فعاليتها وأصالتها عندما تم استيرادها من حيزها الثقافي الأصلي.
March 16, 2017
أهم ما كتب مالك بن نبي..
كتاب مهم، ومهم جدا جدا
يبحث في مواضع الخلل في الفكر الإسلامي السائد، وعن أسباب أو منابع التخلف في مستقيات المسلمين، يعتمد فيه على التحليل الديكارتي.
يجب أن تقرأه.
كتاب مهم، ومهم جدا جدا
يبحث في مواضع الخلل في الفكر الإسلامي السائد، وعن أسباب أو منابع التخلف في مستقيات المسلمين، يعتمد فيه على التحليل الديكارتي.
يجب أن تقرأه.
April 4, 2011
سبق أن تصفحت الكتاب قبل عدة سنوات. لكن وجدتني الأسبوع الماضي أعود إليه لا إراديا. الكتاب يقع في 182 صفحة. وهو مترجم من الفرنسية. أعجبني في الكتاب الأسلوب الفاتن لمالك بن نبي في تحليل أفكار المسلم بطريقة علمية وعبر استشهادات موفقة وجديرة بالتأمل والتفكر. أعتقد أن الكتاب يستحق الاقتناء والعودة إليه باستمرار. فهو من الكتب التي لا تكتفي بالإجابة بل تطرح أسئلة تحرث الذاكرة وتستفز الباحث في داخل كل منا. لم أستطع أن أنم قبل أن أقرأ الكتاب كاملا. وهنا سأضع بعض الاقتباسات التي رأيت أنها مهمة وذكية، وإن اختلفت مع بعضها...
*حينما يكون الفكر الإسلامي في أفوله كما في شأنه اليوم فإن المغالاة تدفعه إلى التصوف والمبهم والغامض وعدم الدقة والتقليد الأعمى والافتنان بأشياء الغرب.
*المجتمع المتخلف ليس موسوما حتما بنقص في الوسائل المادية (الأشياء)، وإنما بافتقارٍ للأفكار. مالك بن نبي، مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي
*الملاحظ في تجربة المجتمع الإسلامي المعاصر هو أنه لم يستطع يستمد دفعة الإقلاع الحضاري من أبنائه الذين نالوا تعليمهم في الجامعات الغربية.
*إن المعجزات الكبرى في التاريخ مرتبطة دائمة بالأفكار الدافعة.
*لا يستطيع المجتمع أن يتابع مسيرته بعقول خاوية أو محشوة بأفكار ميتة وضمائر حائرة.
*المجتمع الإسلامي يدفع اليوم ضريبة خيانته لنماذجه الأساسية. فالأفكار، حتى التي نستوردها، ترتد على من يخونها وتنتقم منه.
*بعد عودة الرسول ص من إحدى الغزوات بعد شهر رمضان كانت مشقة الصوم كبيرة على الصائمين. نراه يعزو الفضل في الانتصار إلى الذين أفطروا في ذلك اليوم. فالشريعة أباحت لهم الإفطار لمواجهة وإعداد ماتحتاج إليه القافلة في السفر.
ونحن اليوم أكثر من أي يوم مضى بحاجة للتذكير بالهدي النبوي الذي يعطي في حالة معينة الأولوية لفضيلة الفعالية على فضيلة الأصالة.
*حينما يكون الفكر الإسلامي في أفوله كما في شأنه اليوم فإن المغالاة تدفعه إلى التصوف والمبهم والغامض وعدم الدقة والتقليد الأعمى والافتنان بأشياء الغرب.
*المجتمع المتخلف ليس موسوما حتما بنقص في الوسائل المادية (الأشياء)، وإنما بافتقارٍ للأفكار. مالك بن نبي، مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي
*الملاحظ في تجربة المجتمع الإسلامي المعاصر هو أنه لم يستطع يستمد دفعة الإقلاع الحضاري من أبنائه الذين نالوا تعليمهم في الجامعات الغربية.
*إن المعجزات الكبرى في التاريخ مرتبطة دائمة بالأفكار الدافعة.
*لا يستطيع المجتمع أن يتابع مسيرته بعقول خاوية أو محشوة بأفكار ميتة وضمائر حائرة.
*المجتمع الإسلامي يدفع اليوم ضريبة خيانته لنماذجه الأساسية. فالأفكار، حتى التي نستوردها، ترتد على من يخونها وتنتقم منه.
*بعد عودة الرسول ص من إحدى الغزوات بعد شهر رمضان كانت مشقة الصوم كبيرة على الصائمين. نراه يعزو الفضل في الانتصار إلى الذين أفطروا في ذلك اليوم. فالشريعة أباحت لهم الإفطار لمواجهة وإعداد ماتحتاج إليه القافلة في السفر.
ونحن اليوم أكثر من أي يوم مضى بحاجة للتذكير بالهدي النبوي الذي يعطي في حالة معينة الأولوية لفضيلة الفعالية على فضيلة الأصالة.
January 17, 2023
خسر من لم يقرأ لمالك بن نبي من قبل
مفكر عبقري يناقش المشكلة بمنهجية وعقلانيه متعمقة تتغلغل في جذور المشكلة
فهو أحد رواد النهضة الفكرية الإسلامية
يتناول في كتابه مشكلة الحضارة الإسلامية في الزمن المعاصر وأن الحضارة لبناءها يجب أن تتمثل في التوازن بين ثلاثة أطراف الأفكار ثم الأشخاص ثم الأشياء والأفكار هي الأساس والبداية الصحيحة لبناء حضارة أصيلة
وكم من المؤسف أن الحضارة الإسلامية حاليا تعاني من خمول في الأفكار وتقديس للأشخاص والماديات تقليدا أعمي للمجتمع الغربي الذي يسعي وراء المادة
كيف لكتاب مكون من ١٧ فصل تظن انا كل فصل منفصل ولكن تجدهم حلقات متصله ومترابطة يخاطبون عقلك من عقلية عبقرية .. بالتأكيد لا مانع عندي من إنهاء كل أعمال مالك بن نبي في جلسه واحدة
مفكر عبقري يناقش المشكلة بمنهجية وعقلانيه متعمقة تتغلغل في جذور المشكلة
فهو أحد رواد النهضة الفكرية الإسلامية
يتناول في كتابه مشكلة الحضارة الإسلامية في الزمن المعاصر وأن الحضارة لبناءها يجب أن تتمثل في التوازن بين ثلاثة أطراف الأفكار ثم الأشخاص ثم الأشياء والأفكار هي الأساس والبداية الصحيحة لبناء حضارة أصيلة
وكم من المؤسف أن الحضارة الإسلامية حاليا تعاني من خمول في الأفكار وتقديس للأشخاص والماديات تقليدا أعمي للمجتمع الغربي الذي يسعي وراء المادة
كيف لكتاب مكون من ١٧ فصل تظن انا كل فصل منفصل ولكن تجدهم حلقات متصله ومترابطة يخاطبون عقلك من عقلية عبقرية .. بالتأكيد لا مانع عندي من إنهاء كل أعمال مالك بن نبي في جلسه واحدة
July 8, 2017
هذا الكتاب كثيف الأفكار .. كتاب ممتاز وينم على عبقرية مالك رحمه الله.
أعتقد أن مناقشاته ستكون ثرية.. لا أوافق جميع الأفكار إنما أحترمها جميعا وأطرحها للنقاش العميق.
* لا أفهم اعتباره انحطاط المسلمين هو عصر ما بعد الموحدين وإهمال كامل للدولة العثمانية. عجيب بصراحة
* أفهم أن يتأثر الكاتب بالدرجة الأولى ببلاده لكن لا أفهم أن يكون المفكر إسلاميا ويرى التاريخ الإسلامي من بلاده فقط.
رحم الله مالك بن نبي فقد كان فذ الأفكار
أعتقد أن مناقشاته ستكون ثرية.. لا أوافق جميع الأفكار إنما أحترمها جميعا وأطرحها للنقاش العميق.
* لا أفهم اعتباره انحطاط المسلمين هو عصر ما بعد الموحدين وإهمال كامل للدولة العثمانية. عجيب بصراحة
* أفهم أن يتأثر الكاتب بالدرجة الأولى ببلاده لكن لا أفهم أن يكون المفكر إسلاميا ويرى التاريخ الإسلامي من بلاده فقط.
رحم الله مالك بن نبي فقد كان فذ الأفكار
January 6, 2015
حين تفتح أي كتاب وتبدأ رحلتك في فك رموزه و سبر ��غواره فأنت كمن تحركه فكرة وقناعة للبحث عن مجرد فكرة أخرى عن الحياة مستجدة كلياً عليه، و وسيلة القراءة مجرد نمط من أنماط البحث عن الحقائق و المعارف من حولنا، مالك بن نبي يقول أن المشكلة ليست في وسائل الانخراط في العالم الثقافي - بمنوذجه المثالي- بل في الفكرة أو المحرك الذي يدفعنا للانخراط والبحث / الأفكار وليست الوسائل / هي ما أدى لإنحسار مدّ الحضارة الإسلامية ما بعد عهد الموحدين في حالة تقهقر عن الذروة التي نالتها حضارتنا الإسلامية في أوجها ، ألسنا مقيدين بخلقنا الإسلامي - ك فكرة - حتى ونحن نختار وسائل الطرح لمشاكلنا الحضارية والسعي بها نحو تفسيرات وحلول ! إذًا فنحن ك أمّة نتعلم مع الزمن التصرف النافع في الظرف المناسب كما هو مفترضٌ بنا.
قراءة أولى باهرة لي مع المفكر الجزائري مالك بن نبي حيث يقدم هذه الدراسة التشخيصية وحلول مقترحة لمشكلات الحضارة في العالم الإسلامي، إرادة أي حضارة كانت يجب أن تكون وظيفتها الإلتفاف طوعًا وعن قناعة تامة و بعزيمة تطبيق جماعية تتجاوز الفردية حول فكرة - مطبوعة -أصيلة تستمدها الحضارة من أصولها ذات القيمة الإجتماعية لتقوى على مواجهة عصر التلقين الذي يبهر الجميع بأفكاره - الموضوعة - المستحدثة الذي يثير الضجيج من حوله بالطول والعرض أينما حل دونما تحولات ونتائج حقيقية، فكرتنا الرئيسية هي فكرة الإسلام و الذي جعلت العالم بتاريخها الإسلامي يقيم وزنًا للحضارة القائمة على أساسها، يعيب مالك بن نبي على الغرب إنجرارهم وراء عالم الأشياء و الكمّية على عكس الحضارة الإسلامية التي تتمركز حول الأفكار و الغيبية و يشرح ببراعة كيف تقلص تركيزهم على أصالة فكرهم مع الزمن وهذا كان من أسباب التخلف برأيه و معالجته هو أهم عامل من عوامل نهضة الحضارة من جديد .. عالم أفكارنا السامية والتشوهات التي تطرأ عل��ه حين نتعامى عنه أصالته و الإنجراف وراء التطرف بفكرتنا بالسامية
كيف يسخر الفرد طاقته الحيوية ضمن فكرته الأصيلة للإرتقاء بعلاقته مع العناصر الثلاثة التي ستكون شكل حضارته : الأشياء و الأشخاص و الأفكار ، وعدم ترك أحد العناصر يطغى على البقية مما يخلف الخلل الذي عايشناه أو نعايشه أو سنعايشه في مسيرة الحضارة.. فالهدف يجب ان يكون انصهار يفضي للتوازن ، مالك بن نبي بذل جهد كبير باختلاقه لمعجم جميل من المصطلحات ذات المفاهيم الجديدة على القارئ كمنحه للافكار مسميات للتمييز بينها وأعمار لنجاح كل فكرة وثباتها وتقهقرها بعد جمودها و فشلهاو التفريق بين أن ننشدها في عليائها أو نقوم على أنقاض الفكرة أي أن نتمسك بفعاليتها دون التحقق من أصالتها ، كما يقسم زوايا للفكرة المطبوعة والتي أكثرها خطورة كان كما ذكره التطرف بها و الخروج من روح إسلاميتها نحو التصوف أو أشكال منزوية أخرى لا تمت لجوهر الفكرة الإسلامية و روحها بصلة ..إلى أن يصل بنا لأسوء سيناريو لفيلم مرعب يمكن أن نعاني منه ( أن تنتقم أفكارنا منا ) .. بين يديه سيبدو عالم الأفكار أفق دون نهاية وغير مستكشف بالكامل ،قادر على إذهال كل ذي لب.. ف خُذ مبادرة القراءة دون تهيب .
يبدأ مالك كتابه بالفراغ الكوني الذي تولّده العزلة
الشرقية و الغربية ، و رغم أن الفراغ في العزلتين سيكون مليء إما باهتمامات مادية - عالم الأشياء - أو اهتمامات غيبية - عالم الأفكار- إلا أنّه يبقى فراغاً كونياً من وجهة نظره فالإمتلاء الخاطئ دون وعي يحركنا فراغ بدوره، يختار لشرح الحد الفاصل بين العزلتين أشهر عملين أدبيين ورد ذكرهما في الكثير من الدراسات التي تتناول الأدب المقارن ولكنه تفرد في طريقة عرض جديدة أحيانًا تكون نسبية ومقتصرة على أحدهما..سأقارن هنا بين ثلاثة آراء لدراسات قرأت عنها دون الحكم على أفضلية إحداها فالتناول كان مكملاً للصورة عن العملين و كل الدراسات أقنعتني بفعاليتها لرسم فكرة عامة..
حي بن يقظان و روبنسون كروز
الناقد المغربي عبدالفتاح كيليطو يرى إن ترجمة الأعمال الغربية القائمة أو المتشابهة مع مؤلفات شرقية شهيرة سيّرت حركة الترجمة العربية في بدايتها - على الأقل - نحو البحث عن فحوى الأعمال المشابهة لنفائس الشرق لترجمتها، مما ربط إسماء هذه الإعمال ذهنيًا في عقول قراء العالم و زاد الإعجاب بهما دون تمييز كون أصالة الأعمال الشرقية سبقت الغربية بزمن يجب أن يدخله الأدب - بمؤلفيه ومترجميه -ضمن حساباته ، دراسة ساخرة أرشدتني للكثير من التفاصيل حتى قلت كفانا استباحة للمتن العربي!
عالم الإجتماع العراقي كذلك أورد في كتابه مهزلة العقل البشري قصة حي بن يقظان التي قلدها الكثير من المؤلفين هي رؤية أدبية فردية من ابن الطفيل وليست بالضرورة صحيحة، فالعقل لا يتحرر من الشيئية التي تخلفها فيه العزلة إلا باحتكاكه مع المجتمع و بالتالي يصعد درجة نحو الغيبية و التحرر من عالم الاشياء، و التفافه حول الفكرة يعني عزلة مضاعفة و صعود إرادي نحو برجه العاجي الذي يجب تهابه البشرية. وحقيقة يتوه العقل بين الرأيين في أهمية وأحقية التقديم بين عالم الاشياء و وعالم الأفكار خصوصًا حين يقرأ لعالميّ إجتماع عارفين بدخائل النفوس والمجتمع كالوردي و بن مالك ولكن نقطة الصلح أن معجم بن مالك يرمز لعالم الأفكار بالإنطلاقة الإسلامية الصحيحة وليس فقط التعرف على الحقائق الكونية التي تهز عزلة كل معتزل .
وأخيرًا دراسة مالك بن نبي لماذا اعتمدت على عملين أدبيين ولم تقم على تجربتين واقعييتين؟ هل لمجرد كونهما تجربتا عزلة تامة ؟ روبنسون كروزو أتى للعزلة محملاً بالعلوم من حياته الاجتماعية السابقة والشيئية كانت لحظة أرخميدس بالنسبة له بينما حيّ كان ورقة بيضاء و لحظة أرخميدس بالنسبة له - برأيي - تعرفه على عالم البشر وما قبلها من توقعات غيبية ضمن سجل توقعاته كان تمهيد فقط، اختياره للعملين الآنفي الذكر كان أكثر حكمة مما سبح له خيالي فحي بن يقطان نقطة سابقة تعبر عن نموذج للأدب الشعبي / الفكرة المطبوعة / نمط الثقافة الأصيل الذي لن يضيف له التقليد شيء ولن ينال منه السطو الأدبي ، قالب الانطلاق المثالي للتواصل مع الجذور الثقافية، ثقافة بنت ذاتها و لم تقم على أكتاف ثقافة أخرى.
الكتاب بديع و زاده إشراقًا جودة الطرح وتطرقه لتفاصيل أكثر مما توقعت جعلني استمتع بالقراءة فيه وعنه .. ركزت على ما لفت نظري فيه لإن تلخيصه بنقاط سريعة جرمٌ فكري .
March 30, 2021
أن تتوقف حضارة ما عن التقدم، فذلك أمر مفهوم. غير أن هناك مصيراً أسوأ وهو أن ترجع القهقرى فتفقد كل ما كسبته من قيم وتطور حضاري وإنساني.
يرى بن نبي أن الحضارة الإسلامية تشهد تدهوراً منذ أفول عهد الموحدين. وهو في هذا الكتاب يسعى لاستكشاف أسباب هذا التدهور عن طريق تمحيص الأفكار في العالم الإسلامي.
من وجهة نظر الكاتب، فالحضارة تدور إما حول الأفكار، الأشخاص أو الأشياء، والعاملان الأخيران مرتبطان ببعضهما. العالم المادي في هذا العصر يفرض تقييم التقدم عن طريق الأشياء لا الأفكار. والمشكلة أن العالم الإسلام فشل حتى في استثمار ثقافة الأشياء بشكل إيجابي.
عندما تتعلق النفوس بالأشخاص لا بالأفكار، فذلك من شأنه أن يغتال الفكرة ويحرفها عن مسارها. لا تصبح الفكرة مهمة بل من هو صاحب الفكرة، ولن نؤيد أو نناهض مشروعاً حتى نرى من الشخصية التي ترفع رايته.
وعندما تتعلق النفوس بالأشياء تغدو همتها مقصورة على الجانب المادي في الحياة فتموت الأفكار ويتراجع الحس الإنساني. يصبح الحكم على الأشياء مرهوناً بعائدها الاقتصادي، ونفهم قيمتها بتحويلها إلى أرقام وإحصاءات.
يؤمن مالك بن نبي بأننا في عالمنا العربي نمارس عبادة الأشياء وعبادة الأشخاص بأسوأ شكل ممكن. كما أن النخبة المثقفة تستورد أسوأ ما لدى الغرب بافتتان وتقليدٍ أعمى. يواكب ذلك التقليد انسلاخاً من الهوية وتنصلاً من التاريخ، ولن يؤدي ذلك إلى تحقيق تقدم حضاري حقيقي. هناك أيضاً من يستنكف عن الاقتباس من الحضارة الغربية بالرغم من أن الدول الإسلامية التي لم يصلها الاستعمار هي أقل تقدماً من تلك التي احتلها الغرب لفترة من الزمن.
ا
لكتاب جيد، أعتقد أنه كان رائعاً في زمن نشره، لكن أغلب أفكاره لن تقدم الجديد للقارئ في اعتقادي. شاب النص في بعض المواضع العرض السريع دون التحليل المتعمق، كما نأى عن ذكر أحداث وشخصيات سياسية معاصرة أظن أن إضافتها كانت ستُثري النص وتوضح وجهة نظره.
اترككم مع بعض الاقتباسات:
"وفي البلاد الإسلامية قد يُولد التطور الثوري منذ يومه الأول على شكل ثورة مضادة مقنعة أطلقت في الوقت المناسب، لتسبق إلى احتلال مراكز استراتيجية قبل أن تحتلها ثورة أخرى أصيلة."
"إن نظام الإجازات المدفوعة ليس سوى ثمن هذا المركز الذي تحتله الأشياء، أنه الداء المُسكن لداء عدم الاستقرار الذي يقود المجتمع الاستهلاكي."
"هناك كثير من المثقفين المسلمين يفتنون بالأشياء الجديدة، ومن ثم يسحرون بمنطق الفاعلية، ولا يميزون بين حدود توافقها مع مهام مجتمع يريد أن ينهض دون أن يفقد هويته."
"إن عبادة (الرجل السماوي) كعبادة (الشيء الوحيد) منتشرة في جميع أنحاء العالم الإسلامي المعاصر، وتكون أحياناً سبب ما نشهده من حالات إفلاس ٍسياسي مذهلة..."
"هناك أيضاً أعراض مميزة لطغيان الأشياء، فلا يُسأل الكاتب الذي أنهى كتابً أي بحث قد عالج وكيف عالجه، إنه يُسأل عن عدد الصفحات."
"ففي كلمة تأييد لإحدى البلاد تقرأ عبارة (الحكومة وشعبها). لقد عُكست علاقة الملكية فبدلاً من أن يكون للشعب حكومة أصبح للحكومة شعب."
يرى بن نبي أن الحضارة الإسلامية تشهد تدهوراً منذ أفول عهد الموحدين. وهو في هذا الكتاب يسعى لاستكشاف أسباب هذا التدهور عن طريق تمحيص الأفكار في العالم الإسلامي.
من وجهة نظر الكاتب، فالحضارة تدور إما حول الأفكار، الأشخاص أو الأشياء، والعاملان الأخيران مرتبطان ببعضهما. العالم المادي في هذا العصر يفرض تقييم التقدم عن طريق الأشياء لا الأفكار. والمشكلة أن العالم الإسلام فشل حتى في استثمار ثقافة الأشياء بشكل إيجابي.
عندما تتعلق النفوس بالأشخاص لا بالأفكار، فذلك من شأنه أن يغتال الفكرة ويحرفها عن مسارها. لا تصبح الفكرة مهمة بل من هو صاحب الفكرة، ولن نؤيد أو نناهض مشروعاً حتى نرى من الشخصية التي ترفع رايته.
وعندما تتعلق النفوس بالأشياء تغدو همتها مقصورة على الجانب المادي في الحياة فتموت الأفكار ويتراجع الحس الإنساني. يصبح الحكم على الأشياء مرهوناً بعائدها الاقتصادي، ونفهم قيمتها بتحويلها إلى أرقام وإحصاءات.
يؤمن مالك بن نبي بأننا في عالمنا العربي نمارس عبادة الأشياء وعبادة الأشخاص بأسوأ شكل ممكن. كما أن النخبة المثقفة تستورد أسوأ ما لدى الغرب بافتتان وتقليدٍ أعمى. يواكب ذلك التقليد انسلاخاً من الهوية وتنصلاً من التاريخ، ولن يؤدي ذلك إلى تحقيق تقدم حضاري حقيقي. هناك أيضاً من يستنكف عن الاقتباس من الحضارة الغربية بالرغم من أن الدول الإسلامية التي لم يصلها الاستعمار هي أقل تقدماً من تلك التي احتلها الغرب لفترة من الزمن.
ا
لكتاب جيد، أعتقد أنه كان رائعاً في زمن نشره، لكن أغلب أفكاره لن تقدم الجديد للقارئ في اعتقادي. شاب النص في بعض المواضع العرض السريع دون التحليل المتعمق، كما نأى عن ذكر أحداث وشخصيات سياسية معاصرة أظن أن إضافتها كانت ستُثري النص وتوضح وجهة نظره.
اترككم مع بعض الاقتباسات:
"وفي البلاد الإسلامية قد يُولد التطور الثوري منذ يومه الأول على شكل ثورة مضادة مقنعة أطلقت في الوقت المناسب، لتسبق إلى احتلال مراكز استراتيجية قبل أن تحتلها ثورة أخرى أصيلة."
"إن نظام الإجازات المدفوعة ليس سوى ثمن هذا المركز الذي تحتله الأشياء، أنه الداء المُسكن لداء عدم الاستقرار الذي يقود المجتمع الاستهلاكي."
"هناك كثير من المثقفين المسلمين يفتنون بالأشياء الجديدة، ومن ثم يسحرون بمنطق الفاعلية، ولا يميزون بين حدود توافقها مع مهام مجتمع يريد أن ينهض دون أن يفقد هويته."
"إن عبادة (الرجل السماوي) كعبادة (الشيء الوحيد) منتشرة في جميع أنحاء العالم الإسلامي المعاصر، وتكون أحياناً سبب ما نشهده من حالات إفلاس ٍسياسي مذهلة..."
"هناك أيضاً أعراض مميزة لطغيان الأشياء، فلا يُسأل الكاتب الذي أنهى كتابً أي بحث قد عالج وكيف عالجه، إنه يُسأل عن عدد الصفحات."
"ففي كلمة تأييد لإحدى البلاد تقرأ عبارة (الحكومة وشعبها). لقد عُكست علاقة الملكية فبدلاً من أن يكون للشعب حكومة أصبح للحكومة شعب."
October 26, 2020
“عندما يكون الفكر الإسلامي في أفوله كما هو شأنه اليوم, فإن المغالاة تدفعه إلى التصوّف, والمُبهم, والغامض, وعدم الدقة, والتقليد الأعمى, والافتتان بأشياء الغرب.”
كان يحضرني تزامنا مع قراءتي لهدا الاقتباس من الكتاب بعض المنشورات والتعليقات على الفيس بوك .. التي تندد بالحرية المطلقة البعيدة عن الدّين او تلك التي ابتدعت دينا جديدا قوامه الارهاب وغياب العقل.
أتسائل دائما هل البحث عن الحقيقة ومحاولة بناء الفكر بتلك الصعوبة ؟ هل وصلنا لنقطة لا عودة فيها أهذه النهاية حق؟.
الكتاب تناول نقاطا عديدة طرح ��يها مالك بن نبي ابرز اسباب ما آل اليه المجتمع الاسلامي والمشاكل التي يعيشها
محاولة الشرح ستودي بي لسرد الكتاب هنا ... ما بامكاني قوله باختصار يُنصح بقراءة هذا الكتاب
June 27, 2010
الكتاب ممتع، و طريقة تقديمه لأفكاره كانت سلسلة شجعتني على متابعة القراءة. ذلك على الرغم من فكرة أن في بداية قراءتي (تهت)، لكن بعد أن اعتدت على أسلوب كتابته أصبحت القراءة يسيرة ممتعة.
تقسيمه العام للمجتمعات إلى ثلاث عوامل (الشيء، الشخص، الفكر) يستحق كثيرا من التفكر. و تشجعت بسبب الكتاب على معرفة المزيد عن حي بن يقظان. و كذلك فكرة اختلاف ملامح الوجه كمؤشر لاختلاف التطور الفكري/الاجتماعي للشخص كانت مثيرة للاهتمام. أثار فضولي لبدء محاولة دراسة مثل هذا الربط على من أعرف.
لحظة أرخمديس -كما يسميها نبي- بالنسبة لي كانت حين اقتبس ناقدا يقول:
"ما نفهمه جيدا نعبر عنه بوضوح و تأتي الكلمات لتقوله بسهولة."
--boileau
ثم علق نبي قائلا:
"عدم التماسك تبدو علاماته حينما تنعدم الأفكار. حينئذ يأتي الصوت ليعلو كما يحل محل حجة افتقدت. و يبرز التصنع البلاغي في الأدب: الإفراط في أدوات التفضيل، التشدق بالأوصاف."
"و الخلاصة إنه حشو حيث كل كلمة تلقي ظلالا من الغموض على الموضوع بدلا من أن تجليه. فعندما يسيطر التشويش و انعدام التماسك على عالم الأفكار تظهر علاماتهما في أبسط الأعمال"
--
اقتبست:
"تلكم هي الحضارة في أحيانها و تقلباتها: تكون في الأوج حضارةً تتركز فيها الأشياء حول فكرة حينا، و حينا تبلغ الأوج حضارةٌ أخرى تتركز فيها الأفكار حول الشيء."
**
"ففي الأصل حينما أعطاه القرآن اندفاعه الأولي اتخذ الفكرُ الإسلامي مداره أساسا حول فكرة واحدة تكون حينا "حب الخير" و حينا آخر "كره الشر"."
**
"نحن لا نعمل كيفما اتفق حتى لا يصبح العمل مستحيلا. و لا نعمل بغير سبب حتى لا نمارس عملا عابثًا."
**
"فالمجتمع المتخلف ليس موسوما حتما بنقص في الوسائل المادية (الأشياء)، و إنما بافتقارٍ للأفكار، يتجلى بصفة خاصة في طريقة استخدامه للوسائل المتوفرة لديه؛ بقدر متفاوت من الفاعالية، و في عجزه عن إيجاد غيرها، و على الأخص في أسلوبه في طرح مشاكله أو عدم طرحها على الإطلاق؛ عندما يتخلى عن أي رغبة و لو مترددة بالتصدي لها."
**
بعد أن وضح أن المجتمعات تمر بثلاث مراحل (قبل التحضر، التحضر، بعد التحضر) وضح:
"مجتمع ما بعد التحضر ليس مجتم��ا يقف مكانه، بل هو يتقهقر إلى الوراء بعد أن هجر درب حضارته و قطع صلته بها."
و بطبيع الحال، فإن المجتمعات الإسلامية تمر الآن بمرحلة ما بعد التحضر.
**
"و يمكن تعريف الحضارة في الواقع بأنهم جملة العوامل المعنوية و المادية التي تتيح لمجتمع ما أن يوفر لكل عضو فيه جميع الضمانات الاجتماعية اللازمة لتطوره."
**
"إن المعجزات الكبرى في التاريخ مرتبطة دائما بالأفكار الدافعة."
**
"اندماج الفرد الاجتماعي يجب أن يراعي احتياجاته من ناحية، و احتياجات المجتمع الذي يندمج فيه من ناحية أخرى."
**
"على عتبة حضارة ما، ليس هو عالم الأشياء الذي يتبدل، بل بصورة أساسية عالم الأشخاص."
**
"إن المجتمع الإسلامي يعيش فترة الصمت، إنه صمت الأفكار الميتة."
**
"الأمر الأدهى عندما نبدأ إحياء عالم الثقافة المحشو بالأفكار الميتة بأفكارٍ قاتلة مستوردة من حضارة أخرى. فهذه الأفكار التي أضحت قاتلة في محيطها؛ تصبح أكثر فتكا حينما نستأصلها من ذلك المحيط؛ لأنها تترك بصفة عامة مع جذورها التي لا يمكن نقلها ترياقًا يتأقلم به ضررها في وسطها الأصلي."
**
"فالمجتمع الإسلامي يدفع اليوم ضريبة خيانته لنماذجه الأساسية. فالأفكار -حتى تلك التي نستوردها- ترتد على من يخونها و تنتهم منه."
**
"إنها اللحظة المؤلمة حيث المسلم منشطر إلى شخصين: المسلم الذي يتمم واجباته الدينية و يصلي في المسجد، ثم المسلم العملي الذي يخرج من المسجد ليغرق في عالمٍ آخر."
**
"عندما يتمحور عالم الثقافة حول الأشياء تحتل الأشياء القمة في سلم القيم، و تتحول -خلسة- الأحكام النوعية إلى أحكام كمية دون أن يشعر أصحاب تلك الأحكام بانزلاقهم نحو (الشيئية)؛ أي نحو تقويم الأمور بسلم الأشياء."
**
"في المرحلة الحالية للمجتمع الإسلامي تشهد تداخلا بين طغيان الأشياء و طغيان الأشخاص، و يترتب على طغيان الأشخاص نتائج ضارة على الصعيدين الأخلاقي و السياسي خاصة."
**
"فكرة أصيلة لا يعني ذلك فعاليتها الدائمة. و فكرة فعالة ليست بالضرورة صحيحة. و الخلط بين هذين الوجهين يؤدي إلى أحكام خاطئة، و تلحق أشد الضرر في تاريخ الأمم حينما يصبح هذا الخلط في أيدي المتخصصين في الصراع الفكري وسيلة لاغتصاب الضمائر."
**
"في منطق هذا العصر لا يكون إثبات صحة الأفكار بالمستوى الفلسفي أو الأخلاقي، بل بالمستوى العلمي: فالأفكار صحيحة إذا هي ضمنت النجاح."
**
"لا يكفي أن ن��لن عن قدسية القيم الإسلامية، بل علينا أن نزودها بما يجعلها قادرة على مواجهة روح العصر. و ليس المقصود أن نقدم تنازلات إلى الدنيوي على حساب المقدس، و لكن أن نحرر هذا الأخير من بعض الغرور الاكتفائي و الذي قد يقضي عليه."
--؟؟
**
"إن تاريخ الثورات في العالم يظهر كم أن مصيرها هش؛ و غير مؤكد بعد انطلاقها."
--
كتاب تاريخ الإسلام السياسي و الديني و الثقافي و الاجتماعي لـ حسن إبراهيم حسن
تقسيمه العام للمجتمعات إلى ثلاث عوامل (الشيء، الشخص، الفكر) يستحق كثيرا من التفكر. و تشجعت بسبب الكتاب على معرفة المزيد عن حي بن يقظان. و كذلك فكرة اختلاف ملامح الوجه كمؤشر لاختلاف التطور الفكري/الاجتماعي للشخص كانت مثيرة للاهتمام. أثار فضولي لبدء محاولة دراسة مثل هذا الربط على من أعرف.
لحظة أرخمديس -كما يسميها نبي- بالنسبة لي كانت حين اقتبس ناقدا يقول:
"ما نفهمه جيدا نعبر عنه بوضوح و تأتي الكلمات لتقوله بسهولة."
--boileau
ثم علق نبي قائلا:
"عدم التماسك تبدو علاماته حينما تنعدم الأفكار. حينئذ يأتي الصوت ليعلو كما يحل محل حجة افتقدت. و يبرز التصنع البلاغي في الأدب: الإفراط في أدوات التفضيل، التشدق بالأوصاف."
"و الخلاصة إنه حشو حيث كل كلمة تلقي ظلالا من الغموض على الموضوع بدلا من أن تجليه. فعندما يسيطر التشويش و انعدام التماسك على عالم الأفكار تظهر علاماتهما في أبسط الأعمال"
--
اقتبست:
"تلكم هي الحضارة في أحيانها و تقلباتها: تكون في الأوج حضارةً تتركز فيها الأشياء حول فكرة حينا، و حينا تبلغ الأوج حضارةٌ أخرى تتركز فيها الأفكار حول الشيء."
**
"ففي الأصل حينما أعطاه القرآن اندفاعه الأولي اتخذ الفكرُ الإسلامي مداره أساسا حول فكرة واحدة تكون حينا "حب الخير" و حينا آخر "كره الشر"."
**
"نحن لا نعمل كيفما اتفق حتى لا يصبح العمل مستحيلا. و لا نعمل بغير سبب حتى لا نمارس عملا عابثًا."
**
"فالمجتمع المتخلف ليس موسوما حتما بنقص في الوسائل المادية (الأشياء)، و إنما بافتقارٍ للأفكار، يتجلى بصفة خاصة في طريقة استخدامه للوسائل المتوفرة لديه؛ بقدر متفاوت من الفاعالية، و في عجزه عن إيجاد غيرها، و على الأخص في أسلوبه في طرح مشاكله أو عدم طرحها على الإطلاق؛ عندما يتخلى عن أي رغبة و لو مترددة بالتصدي لها."
**
بعد أن وضح أن المجتمعات تمر بثلاث مراحل (قبل التحضر، التحضر، بعد التحضر) وضح:
"مجتمع ما بعد التحضر ليس مجتم��ا يقف مكانه، بل هو يتقهقر إلى الوراء بعد أن هجر درب حضارته و قطع صلته بها."
و بطبيع الحال، فإن المجتمعات الإسلامية تمر الآن بمرحلة ما بعد التحضر.
**
"و يمكن تعريف الحضارة في الواقع بأنهم جملة العوامل المعنوية و المادية التي تتيح لمجتمع ما أن يوفر لكل عضو فيه جميع الضمانات الاجتماعية اللازمة لتطوره."
**
"إن المعجزات الكبرى في التاريخ مرتبطة دائما بالأفكار الدافعة."
**
"اندماج الفرد الاجتماعي يجب أن يراعي احتياجاته من ناحية، و احتياجات المجتمع الذي يندمج فيه من ناحية أخرى."
**
"على عتبة حضارة ما، ليس هو عالم الأشياء الذي يتبدل، بل بصورة أساسية عالم الأشخاص."
**
"إن المجتمع الإسلامي يعيش فترة الصمت، إنه صمت الأفكار الميتة."
**
"الأمر الأدهى عندما نبدأ إحياء عالم الثقافة المحشو بالأفكار الميتة بأفكارٍ قاتلة مستوردة من حضارة أخرى. فهذه الأفكار التي أضحت قاتلة في محيطها؛ تصبح أكثر فتكا حينما نستأصلها من ذلك المحيط؛ لأنها تترك بصفة عامة مع جذورها التي لا يمكن نقلها ترياقًا يتأقلم به ضررها في وسطها الأصلي."
**
"فالمجتمع الإسلامي يدفع اليوم ضريبة خيانته لنماذجه الأساسية. فالأفكار -حتى تلك التي نستوردها- ترتد على من يخونها و تنتهم منه."
**
"إنها اللحظة المؤلمة حيث المسلم منشطر إلى شخصين: المسلم الذي يتمم واجباته الدينية و يصلي في المسجد، ثم المسلم العملي الذي يخرج من المسجد ليغرق في عالمٍ آخر."
**
"عندما يتمحور عالم الثقافة حول الأشياء تحتل الأشياء القمة في سلم القيم، و تتحول -خلسة- الأحكام النوعية إلى أحكام كمية دون أن يشعر أصحاب تلك الأحكام بانزلاقهم نحو (الشيئية)؛ أي نحو تقويم الأمور بسلم الأشياء."
**
"في المرحلة الحالية للمجتمع الإسلامي تشهد تداخلا بين طغيان الأشياء و طغيان الأشخاص، و يترتب على طغيان الأشخاص نتائج ضارة على الصعيدين الأخلاقي و السياسي خاصة."
**
"فكرة أصيلة لا يعني ذلك فعاليتها الدائمة. و فكرة فعالة ليست بالضرورة صحيحة. و الخلط بين هذين الوجهين يؤدي إلى أحكام خاطئة، و تلحق أشد الضرر في تاريخ الأمم حينما يصبح هذا الخلط في أيدي المتخصصين في الصراع الفكري وسيلة لاغتصاب الضمائر."
**
"في منطق هذا العصر لا يكون إثبات صحة الأفكار بالمستوى الفلسفي أو الأخلاقي، بل بالمستوى العلمي: فالأفكار صحيحة إذا هي ضمنت النجاح."
**
"لا يكفي أن ن��لن عن قدسية القيم الإسلامية، بل علينا أن نزودها بما يجعلها قادرة على مواجهة روح العصر. و ليس المقصود أن نقدم تنازلات إلى الدنيوي على حساب المقدس، و لكن أن نحرر هذا الأخير من بعض الغرور الاكتفائي و الذي قد يقضي عليه."
--؟؟
**
"إن تاريخ الثورات في العالم يظهر كم أن مصيرها هش؛ و غير مؤكد بعد انطلاقها."
--
كتاب تاريخ الإسلام السياسي و الديني و الثقافي و الاجتماعي لـ حسن إبراهيم حسن
November 19, 2020
يعيدُ النظر إلى الجمود الفكري الذي أعاد بلادنا إلى عصور ما قبل الحضارة وأن التقليد الأعمى للغرب لن ينتج سوى التبعية والتخلف والإحساس بالدونية ودعوة إلى التوجه إلى الأفكار وإعمال العقول فبها تقوم الحضارات
March 31, 2013
((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))
نعم !
لن نتغير ونحن نستقي الافكار الميتة من نفايات الغرب واوروبا !
لن نتغير وأفكارنا العقيمة وخرافاتنا البعيدة عن ثقافتنا الاصيلة هي من تسيرنا وتتحكم بنا !
**
مجتمعنا مقسوم إلى مجتمعين:
مجتمع مخدَّر يفرض عاداته وأفكاره المسبقة وخرافاته كتقاليد أصيلة ،
وفي المقابل مجتمع يريد أن يكون ثوريا ،
يثور في الواقع ليس على القيم الباطلة بل على القيم الاكثر أصالة
**
مشكلة الافكار في العالم الاسلامي هي بكونها تخلق إسلاما جامدا ،، اسلاما عبارة عن شعارات وأمجاد ماضية
إسلام خالٍ من الفعالية ،، لا يطبق بقدر مايفتخر به
الاسلام ليس دينا ضعيفا يحتاج إلى الدفاع والذود عنه بكلمات رنانة وخرافات قديمة وأمجاد عفا عليها الزمان
الاسلام أتى ليشكل مجمتعا متكاملا متعاونا بين الحكام والشعوب
الاسلام لن ينتصر ولن يتغير أهله مالم يعيدوا إليه فعاليته الحقة
لن ينتصر ويتحقق بكامل معانيه ،،
مالم يتحقق ويستشعره كل فرد مسلم في حياته وافكاره وتعاملاته
**
الحضارة التي ننشدها لن تأتي وأفكارنا مبتذلة ،، لغتنا مكسورة الجناح ،، اقتصادنا مهترئ
حضارتنا لن يبنيها أحد غيرنا
ولن نبنيها نحن مادامت هذه حالنا
مادام الجهل هو سيدنا
يقال : عند الاعمى الصوت هو السيد
لن نتحضر مالم نعالج هذا العُمي
نعم المجتمع الاسلامي في هذا العصر مجتمع أعمى وصوت الغرب وأفكاره الميتة ،،
وأفكارنا العقيمة البالية المميته هو السيد الذي يتحكم به !!
الاسلام لن ينهض بقوم اتخذوه وراثة عن ابائهم وأجداداهم ،،
الاسلام ليس مجرد أحلام ننشدها ونريدها ونحن خامدون كسالى لا نعمل لتحقيقها
**
لن تحل هذه المشاكل مالم ترجع إلى الاسلام فعالتيه في جميع شؤون حياتنا
**
أتمنى أن لا يكون الاسلام مجرد أماني نحّن لها ونشتاق
او مجرد قصة بطل نقصها علي أبنائنا ليكملوا مابدأنا به من كسل وتخاذل !!
الاسلام هو الحل لهذه المشاكل إن طبّق بشكل كامل ،، أما حالنا هذه الايام فهو إسلام صوريّ !!
***
كتاب قيّم حقا ويستحق القراءة مرة أخرى.
نعم !
لن نتغير ونحن نستقي الافكار الميتة من نفايات الغرب واوروبا !
لن نتغير وأفكارنا العقيمة وخرافاتنا البعيدة عن ثقافتنا الاصيلة هي من تسيرنا وتتحكم بنا !
**
مجتمعنا مقسوم إلى مجتمعين:
مجتمع مخدَّر يفرض عاداته وأفكاره المسبقة وخرافاته كتقاليد أصيلة ،
وفي المقابل مجتمع يريد أن يكون ثوريا ،
يثور في الواقع ليس على القيم الباطلة بل على القيم الاكثر أصالة
**
مشكلة الافكار في العالم الاسلامي هي بكونها تخلق إسلاما جامدا ،، اسلاما عبارة عن شعارات وأمجاد ماضية
إسلام خالٍ من الفعالية ،، لا يطبق بقدر مايفتخر به
الاسلام ليس دينا ضعيفا يحتاج إلى الدفاع والذود عنه بكلمات رنانة وخرافات قديمة وأمجاد عفا عليها الزمان
الاسلام أتى ليشكل مجمتعا متكاملا متعاونا بين الحكام والشعوب
الاسلام لن ينتصر ولن يتغير أهله مالم يعيدوا إليه فعاليته الحقة
لن ينتصر ويتحقق بكامل معانيه ،،
مالم يتحقق ويستشعره كل فرد مسلم في حياته وافكاره وتعاملاته
**
الحضارة التي ننشدها لن تأتي وأفكارنا مبتذلة ،، لغتنا مكسورة الجناح ،، اقتصادنا مهترئ
حضارتنا لن يبنيها أحد غيرنا
ولن نبنيها نحن مادامت هذه حالنا
مادام الجهل هو سيدنا
يقال : عند الاعمى الصوت هو السيد
لن نتحضر مالم نعالج هذا العُمي
نعم المجتمع الاسلامي في هذا العصر مجتمع أعمى وصوت الغرب وأفكاره الميتة ،،
وأفكارنا العقيمة البالية المميته هو السيد الذي يتحكم به !!
الاسلام لن ينهض بقوم اتخذوه وراثة عن ابائهم وأجداداهم ،،
الاسلام ليس مجرد أحلام ننشدها ونريدها ونحن خامدون كسالى لا نعمل لتحقيقها
**
لن تحل هذه المشاكل مالم ترجع إلى الاسلام فعالتيه في جميع شؤون حياتنا
**
أتمنى أن لا يكون الاسلام مجرد أماني نحّن لها ونشتاق
او مجرد قصة بطل نقصها علي أبنائنا ليكملوا مابدأنا به من كسل وتخاذل !!
الاسلام هو الحل لهذه المشاكل إن طبّق بشكل كامل ،، أما حالنا هذه الايام فهو إسلام صوريّ !!
***
كتاب قيّم حقا ويستحق القراءة مرة أخرى.
February 12, 2014
فارق شاسع بين أن تقرأ لكاتب مثل مصطفي محمود و بين أن تقرأ لكاتب مثل مالك بن نبي..
الفارق ببساطة هو أن مالك بن نبي يحترم عقلية القارئ..
مالك بن نبي يخاطب عقل القارئ و يناقشه بمنطقية و حجة واضحة ناتجة عن ثقافة عميقة و إلمام تام بتفاصيل الموضوع و رؤية بانورامية للتاريخ و الاجتماع..
في المقابل مصطفي محمود يخاطب عواطف القارئ غالبا لأنه يعلم أن القارئ هو من أشباه المثقفين و الذي لا يستطع التعمق في موضوعات فكرية على الإطلاق!
الكتاب واحد من سلسلة مشكلة الحضارة و هنا يركز على السبب الرئيسي في انهيار الحضارة..ألا و هو ببساطة موت الأفكار.. فنحن لم نتأخر بسبب الاستعمار.. و لم نتأخر بسبب المؤامرة الكونية اليهودية الامبريالية الصهيونية المريخية العالمية! .. لكننا تأخرنا فقط لننا تخلينا عن أفكارنا الأصيلة و استبدلناها بأفكار مشوهة ميتة و مميتة على حد تعبير مالك بن نبي..
وبموت الأفكار تموت بالتبعية الأفعال.. و يصبح الفعل ضربا من العبث الذي لا يصل إلى أي نتيجة حقيقية..
و بموت الأفار نصبح عرضة لاستعمار الأفكار الخارجية بغض النظر عن مدى توافق هذه الأفكار مع بيئتنا أم لا..
و باستعمار الأفكار نصبح عرضة لاستعمار الأرض ! ..
فنحن من يمنح الفرصة للآخرين للسيطرة علينا.. ليس لقلة موردنا ولا لضعف همتنا. لكن ببساطة لعدم وجود فكرة حقيقية أصيلة نلتف حولها..
الكتاب واحد من أعمق ما قرأت فعلا بخصوص مشكلة تخلف الشرق.. الكثير من التحليل المنطقي المبني على قراءة واعية تماما للمشهد التاريخي و الفكري و السياسي في العالم..
وحتى مع عدم اقتناعي بفكرة الدولة الإسلامية فإنني أمام مثل هذا المنطق و هذه الحجة لا أملك إلا أن أوافق الكاتب تماما على كل ما يقوله لأنها ببساطة لا يدع لدي أي فرصة للشك...
قد أكون انتهيت من الكتاب لكنني متاكد أنني سأقراه أكثر من مرة .. فهو بالفعل يستحق هذا تماما!
الفارق ببساطة هو أن مالك بن نبي يحترم عقلية القارئ..
مالك بن نبي يخاطب عقل القارئ و يناقشه بمنطقية و حجة واضحة ناتجة عن ثقافة عميقة و إلمام تام بتفاصيل الموضوع و رؤية بانورامية للتاريخ و الاجتماع..
في المقابل مصطفي محمود يخاطب عواطف القارئ غالبا لأنه يعلم أن القارئ هو من أشباه المثقفين و الذي لا يستطع التعمق في موضوعات فكرية على الإطلاق!
الكتاب واحد من سلسلة مشكلة الحضارة و هنا يركز على السبب الرئيسي في انهيار الحضارة..ألا و هو ببساطة موت الأفكار.. فنحن لم نتأخر بسبب الاستعمار.. و لم نتأخر بسبب المؤامرة الكونية اليهودية الامبريالية الصهيونية المريخية العالمية! .. لكننا تأخرنا فقط لننا تخلينا عن أفكارنا الأصيلة و استبدلناها بأفكار مشوهة ميتة و مميتة على حد تعبير مالك بن نبي..
وبموت الأفكار تموت بالتبعية الأفعال.. و يصبح الفعل ضربا من العبث الذي لا يصل إلى أي نتيجة حقيقية..
و بموت الأفار نصبح عرضة لاستعمار الأفكار الخارجية بغض النظر عن مدى توافق هذه الأفكار مع بيئتنا أم لا..
و باستعمار الأفكار نصبح عرضة لاستعمار الأرض ! ..
فنحن من يمنح الفرصة للآخرين للسيطرة علينا.. ليس لقلة موردنا ولا لضعف همتنا. لكن ببساطة لعدم وجود فكرة حقيقية أصيلة نلتف حولها..
الكتاب واحد من أعمق ما قرأت فعلا بخصوص مشكلة تخلف الشرق.. الكثير من التحليل المنطقي المبني على قراءة واعية تماما للمشهد التاريخي و الفكري و السياسي في العالم..
وحتى مع عدم اقتناعي بفكرة الدولة الإسلامية فإنني أمام مثل هذا المنطق و هذه الحجة لا أملك إلا أن أوافق الكاتب تماما على كل ما يقوله لأنها ببساطة لا يدع لدي أي فرصة للشك...
قد أكون انتهيت من الكتاب لكنني متاكد أنني سأقراه أكثر من مرة .. فهو بالفعل يستحق هذا تماما!
January 12, 2018
تقييم القراءة الأولى
⭐️⭐️⭐️1/2
بداية كلمة لابد منها قبل عرض المحتوى :
جمالية فكر مالك بن نبي أنه يقوم على الأفكار و يعالج الأفكار ، عباراته المكثفة ، تشبيهاته الدقيقة ، طرحه المبني على التأسيس للمفهوم ومن ثم البناء عليه ، تحليله الدقيق وتأملاته في المعنى ،
يستحق بجدارة لقب خبير في تشخيص أزمة الأفكار ......
فكر مالك بن نبي لم يلتفت إليه ولم يعطى الإهتمام الذي يستحقه في وقته ، لذا تواجه أي قارئ معاصر مشكلة في التعامل معه ، بمحاولة مراعاة السياق التاريخي من جهة ومن جهة أخرى محاولة تجريد الأفكار التي جاء بها واسقاطها على الواقع الإسلامي إسقاطا لا ينزعها من سياقها التاريخي ويحفظ لها صلاحيتها .....
نحن بالفعل نعيش أزمة أفكار من جهة ، ومن جهة أخرى الفكر الإسلامي نفسه يعاني من عدم التراكمية والترابط ، نعم هي كذلك تجد عقول جبارة وأفكاراً نيرة لا تأخذ الإهتمام الذي تستحقه في وقتها ، وما يزيد القارئ حسرة وألم هو أن هذه الأفكار تبدأ العناية بها في سياق اجتماعي وتاريخي مغاير يحيث تفقد قدرتها التي كانت تمكتلكها في وقتها ، المعظم يريد البدء من جديد وقليل هم من يحاول إكمال البناء وتطويره ، فلا تجد بناء مكتمل بل مجموعة أبنية مختلفة غير مكتملة ، بقواعد متعددة !! هو خلل في التجريد وخلل في الدمج ، وما يزيد الوضع سُوءًا وجود حاجز عظيم بين علماء الدين والمفكرين ، في ضوء قراءتي قل وندر ما أصطدم بمفكر وعالم ديني متخصص في نفس الوقت ، لن يتجاوز الفكر الإسلامي أزمته إلا حين يسحب الفقهاء وعلماء الدين إلى ساحته .
هذا الكتاب جاء بداية مشروع قراءة لهذا العام ، في أطروحة مالك بن نبي الفكرية ، وهذه قراءة أولى للإطلاع والإحاطة وليست للنقد وإيراد الملاحظات والإعتراضات .
هناك تبسيط للكتاب أنصح بقراءته مباشرة بعد إكمال الكتاب لأنه يركز الأفكار ويختصر الكتاب دون إخلال بالمحتوى :
تعليقي على تبسيط الكتاب
*****************
عرض للمحتوى وأهم الأفكار :
👉الفصل الأول : إجابتان عن الفراغ الكوني
العامل الذي يؤدي إلى نشوء الثقافة وتحديد طبيعتها : هو شعور الإنسان بالعزلة ، وطريقة ملئه لهذا الفراغ الكوني ، التي تحدد نوع ثقافته وحضارته أي خصائصه الداخلية والخارجية .
مالك بن نبي يرى أن هناك طريقتين لملئ هذ�� الفراغ ونوع الطريقة هو الذي يحدد طبيعة الثقافة :
فإما أن ينظر المرء إلى الأرض تحت قدميه 👈 ويستحوذ عليه عالم المادة والأشياء 👈 وينشأ عن ذلك ثقافة هيمنة ذات جذور تقنية 👈 الثقافة الغربية
وإما أن يرفع بصره نحو السماء 👈 يستحوذ عليه عالم الأفكار 👈 وينشأ عن ذلك ثقافة حضارية ذات جذور أخلاقية وغيبية 👈 الثقافة الإسلامية .
وسيطرت هاتين الثقافتين في نوع من الإطراد والتفاوت المستمر فتسود إحداها تارةً وتسود الثانية تارة أخرى وقد تمر الثقافتين بمرحلة تداخل واختلاط ..
يوضح مالك بن نبي هذه الفكرة من خلال إسقاطها على نموذجين أدبيين هما حي بن يقظان لإبن الطفيل الذي يمثل الثقافة الإسلامية
و روبنسون كروزو الذي يمثل الثقافة الغربية . كلاهما يبدأ من الصفر لكن أحدهما من حيث الأشياء والآخر من حيث الأفكار .
والإضطراب واختلال التوازن والإنحراف في كلا الثقافتين يؤدي إلى نوع من التطرف .
فالثقافة الغربية ينتهي انحرافها لنوع من المادية بشكليها : الشكل البرجوازي في مجتمع الإستهلاك ، والشكل الجدلي في المجتمع الشيوعي .
أما الثقافة الإسلامية عندما تنحرف فإنها تغرق في التصوف وفي المبهم وعدم الدقة ، وفي النزعة إلى التقليد الأعمى ، وفي الإعجاب بمادية الغرب .
---------------
👉الفصل الثاني : الطفل والأفكار
في الفصل السابق تكلم مالك بن نبي عن العزلة وطريقة بناء الثقافة وفي هذا الفصل يركز على أن النشاط لابد أن يتضمن عنصراً فكرياً يمثل مبرراته وطرقه التفيذية ، وأن عناصر النشاط تنتهي في نهاية الأمر إلى فئات ثلاث : فئة الأشياء ، فئة الأشخاص ، فئة الافكار و أن هذه الشبكة المترابطة من عناصر النشاط تكون بسيطة التركيب غير معقدة في حالة الفرد المنعزل ، وهو في هذا الفصل يستخدم الطفل كمثال ، لكن سرعان ما تزداد هذه الشبكة تعقيداً بحيث يأخذ العنصر الفكري دور أكثر فعالية في نشاط الفرد الإجتماعي ، وكما أن لكل شئ دورة تأتي مرحلة الشيخوخة بتراجع في كافة عناصر النشاط للفرد :
1.فيترك عالم الأفكار عندما يفقد القدرة الخلاقة .
2.ويترك عالم الأشخاص بالامبالاة او كراهية الناس
3.ويترك عالم الأشياء نتيجة الصعف وعدم الغقبال عليها .
في طول حياة الإنسان تتعايش العوالم الثلاثة جنباً إلى جنب مع تفاوت بينها حسب نوع الفرد ونموذج المجتمع وحسب طبيعة الثقافة .
---------------
👉الفصل الثالث : المجتمع والأفكار
بعد أن تطرق إلى النمو العقلي عند الفرد في الفصل السابق يتناول التشابه في الخصائص بينه وبين النمو النفسي الإجتماعي في المجتمع ، وكما كان نمو الفرد في ثلاثة أعمار فالمجتمع أيضاً يمر بذلك مع صعوبة في التحديد و وعدم الوضوح في كيفية الإنتقال :
فالمجتمع النامي لا يتميز بقلة الوسائل المادية فقط وإنما بقصور في الأفكار يظهر بشكل واضح في عدم استخدامه للوسائل المادية المتوفرة لديه بفعالية ، و يتميز أيضاً بطريقة طرحه لمشاكله أو عدم طرحها على الإطلاق .
فمراجل المجتمع الثلاث :
1. المجتمع قبل التحضر
2.المجتمع المتحضر
3.المجتمع بعد التحضر
💥ويشير هنا إلى نقطة غاية في الأهمية بخصوص تناول المؤرخين للمرحلة الثالثة فهم يقعون في خطأ جسيم حينما يتصورون أن المجتمع بعد التحضر هو مجتمع يسير على طريق حضارته !!! ويغفلون عن حقيقة أن هذا المجتمع يتقهقر ويعود إلى الوراء ولا يقف في مكانه الذي وصل إليه ، وهذا ما يستخدمه من يخوض الصراع الفكري بدعوى أن الإسلام غير قادر على إيجاد مجتمع متقدم . ثم يحاول توضيح هذه المراحل الثلاث بالنسبة للمجتمع الإسلامي
وكما أن لكل شئ دورة كما في حالة الفرد تشبه حالة المجتمع يبين مالك بن نبي ما حصل على صعيد عالم الأفكار وعالم الاشخاص وعالم الاشياء في المجتمع الإسلامي .
---------------
👉الفصل الرابع : الحضارة والافكار .
يرى مالك بن نبي أن الحضارة هي نتاج فكرة حية تطبع على مجتمع معين – في مرحلة ما قبل الحضارة – تدفعه إلى دخول التاريخ في بناء نموذجه الفكري طبقاً للنموذج المثالي الذي اختاره.
فيعّرف الحضارة بأنها جملة العوامل المعنوية والمادية التي تتيح لمجتمع ما أن يوفر لكل فرد من أعضائه الضمانات الإجتماعية اللازمة لتقدمه .
فإرادة المجتمع وقدرته تضيفان على وظيفة الحضارة موضوعية وفعالية - أي جملة من العوامل المادية والمعنوية اللازمة لتحقيق تقدم الفرد _ وتصبح هذه العوامل موضوعية عندما تتحول إلى سياسة وتشريع يمثلان عالم الأفكار على الصعيد الإجتماعي والأخلاقي في هذا المجتمع تمثيلاً مباشراً .
فعملية دفع المجتمع للحضارة تتمثل بسيادة للروح
و مرحلة المجتمع المتحضر يسود فيها العقل
ومرحلة ما بعد الحضارة تسود الغريزة .
---------------
👉الفصل الخامس : الطاقة الحيوية والأفكار .
بما أن تلبية الحاجات الحياتية ضرورة ملحة للفرد سواء كان منعزل أم ضمن بيئة إجتماعية شديدة التعقيد فهو يحتاج لأن ينفق من طاقته الحيوية في سبيل تلبية هذه الإحتيجات .
وبما أن هذه الطاقة في حالتها البدائية فظة لا تصلح للحياة الإجتماعية ، فعليه أن يحقق إنسجامها الإجتماعي بما يتفق مع حاجاته وبما يتفق مع حاجة المجتمع الذي يعيش فيه .
فيكون تكيف الفرد مع مجتمعه بمثابة عقد إجتماعي فاطلاق الطاقة تدمير للمجتمع ، وإيقاف الطاقة تعجيز للمجتمع ،والتوسط في الطاقة تعمير للمجتمع
💥ولكن يأتي السؤال ما هي السلطة التي تخضع لها هذه الطاقة وتحتويها داخل حدودها ؟؟؟
فالسلطة مرتبطة إرتباطا وثيقاً بالعوامل التي لها دور رئيسي في تغيير مجتمع ما قبل التحضر وتحقيق الحضارة .
فتطويع الطاقة الحيوية لا يتم ضمن إختيار عشوائي بين التحرر أو التشدد ..... ولا في التوفيق بين حلين متطرفين .... وإنما يتوقف قبل كل شئ على القوة أو الفكرة الحية التي تساند الحل وعلى درجة قوتها في الوقت نفسه .
ووضح هذه الفكرة بمثال تحريم الخمر في الإسلام ومقارنته بقانون منعه في الولايات المتحدة عام 1933
---------------
👉الفصل السادس : عالم الأفكار
هناك تدرج في عالم الأفكار داخل المجتمع :
1. إما أن تكون أفكار من شأنها تغيير أحوال الناس بامتلاكها القدرة على تكييف الطاقة الحيوية للأفراد عند بداية الحضارة ويتأسس عليها عالم الأفكار في المجتمع الجديد وتتوقف قدرتها في درجة التحويل واستمراريته على ما إذا كان مصدرها قدسياً أم وضعياً
2.وإما أفكار تختص بتحول الأشياء تملك القدرة على تكييف المادة .
يشير مالك بن نبي إلى نقطة مهمة وهي أنه لا يوجد عالم ثقافي وضعي مائة بالمائة لأنه لن يستطيع أن يقدم حوافز على درجة من القوة بحيث تتمكن من مساندة المجتمع الناشئ في خطواته الأولى وأي نظام ناشئ دائماً ما يبحث عن سند له في القيم الروحية والمقدسة .
اللحظات التي تعيشها الفكرة :
---------------
👉الفصل السابع : الأفكار المطبوعة والأفكار الموضوعة .
علاقة هذه الأفكار مع بعضها في النموذج الإسلامي :
---------------
👉الفصل الثامن : جدلية العالم الثقافي
عالم الثقافة ليس ساكن بلا حركة وإنما له حياته وتاريخه ويمكن تفسيره :
1.إما بالنظرة الهيجلية بأن الفلسفة ( أي الأفكار ) يمكن أن تصير أحداثاً اجتماعياً (أي عالماً ) ، كما أن العالم قدي يصير فلسفة ( أي أفكاراً ) أيضاً
2.أو من خلال مبدأ كارل ماركس بأن أي تعديل على البناء السفلي في المجتمع يترتب عليه تعديل مماثل في تركيب بنائه العلوي .
3.من حيث النظرة العامة فإن خصائص الحركة الفردية والجماعية ، تكون تابعة للروابط الداخلية التي تقوم في عالم الثقافة بين عناصر هذه الحركة وهي الأشياء – الاشخاص – الأفكار .
💥 متى يظهر الإختلال وعدم التوازن في عالم الأفكار ؟
يحدث هذا في حال إختلال توازن الجدلية الداخلية في الطور التاريخي للمجتمع ، الذي يُحدث إختلال في توازن العناصر الثلاثة في نشاط المجتمع ( الأشياء – الأشخاص – الأفكار ) فالخلل يحدث عندما تتميز هذه العلاقة بين هذه العانصر الثلاثة بدرجة من الخصوصية ، ويزيد فيها وزن أحد هذه العناصر الثلاثة على غيره بحيث تدور هذه الحركة حول الأشخاص أو الأشياء او الأفكار ..... والخط الفاصل ليس بذلك الوضوح ، لأن التداخل لا يتيح تمييز اللحظة التي إنتقل فيها المجتمع من لحظة إسراف إلى لحظة إسراف أخرى ..
فيرى مالك بن النبي أن الإختلال الذي حصل في العالم الثقافي الإسلامي كان في اتجاه الأشياء وإلى الأشخاص :
وآثار ذلك جاءت كالتالي :
👇👇
👇👇
---------------
👉الفصل التاسع : جدلية الفكرة والشئ
يبدأ في هذا الفصل تعريف الفاصل الزمني : هو الصراع الثلاثي في قلب العالم الثقافي
الأزمة : هي نهاية هذا الصراع الذي تفوز فيه إحدى هذه القوى ( العناصر ) الثلاثة المتنازعة ، ويبرز فيها طاغوت يستولي على السلطة في قلب العالم الثقافي.
وركز في هذا الفصل على توضيح الفاصل الزمني الخاص بالصراع بين الفكرة والشئ وذلك بسبب دلالته الإجتماعية الخاصة الغير مقتصرة على العالم الإسلامي وحده .
ويركز فكرة أن الإنفصال بين الفكرة والشئ بدأ مع أحداث قتال الإمام علي عليه الإسلام للبغاة ويتمثل ذلك في قول عقيل :
نزوع العالم الثقافي نحو الأشياء له صورة مزدوجة هي :
---------------
👉الفصل العاشر : صراع الفكرة والوثن
بعد أن تناول في الفصل السابق صراع الفكرة والشئ جاء هنا وتناول صراع الفكرة والشخص ، حين يشرع المجتمع إلى بناء مقاييسه تميل فيها علاقة الفكرة بالشخص في غير صالح الفكرة ......... الذي يتولد عنه الطغيان .
وأسوأ صور الإختلال بين الفكرة وعالم الأشخاص :
هو عندما يكون شخص معين – لا عالم الأشخاص – هو الذي يستقطب أوجه النشاط الثقافي ، فيصبح الإختلال جوهرياً تستبعد فيه علاقة الفكرة بالشخص ، وتتركز في شخص واحد يجذب لصالحه سائر الروابط المقدسة في عالم الثقافة ، وتتمثل بشكل متطرف هو الفكرة والوثن .
---------------
👉الفصل الحادي ع��ر : صحة الأفكار وفعاليتها
صحة الأفكار لا تقتضي دائماً فعاليتها .
فعالية الفكرة لا تقتضي دائماً صحتها .
هذه اقتباسات مهمة بهذا الخصوص :
---------------
👉الفصل الثاني عشر : الأفكار وديناميكا المجتمع .
لدي هنا تساؤل عن صحة هذا الطرح وتقديم الفعالية على الأصالة ولكن كما أشرت هذه مراجعة عرض للمحتوى وليس إعتراضاً عليه .
---------------
👉الفصل الثالث عشر : الأفكار والتطور الثوري .
هذا الكلام في زمن الثورات في عصر مالك بن نبي ومما يفطر القلب هو تكرار نفس السيناريو خلال أحداث الثورات العربية ، لا تزال أزمة الأفكار مؤثرة بشكل قوي في مسار الثورات !!!! وهذه مجموعة من الإقتباسات بهذا الخصوص .
---------------
👉الفصل الرابع عشر : الأفكار والسياسة .
لابد من النظر إلى السياسة كعلم من العلوم فينبغي عليها أن تكون علم إجتماعي تطبيقي يشتمل على الأخلاق والجمال بحيث يعود العالم الإسلامي إلى رموزه ومثالياته ويقوم بمحاولة تقريب الواقع إليها فهذا الفصل دعوة غلى غعادة النظر في السياسة الإسلامية .
---------------
👉الفصل الخامس عشر : الأفكار وازدواج اللغة .
أثر إزدواجية اللغة في عالم الأفكار وأثرها في البناء الثقافي للمجتمع ، فنحن في عصر من تعلم لغة قوم نقل شرهم وليس أمن شرهم !!!!
طبعاً ليست دعوة لعداء الآخر أو دعوة إلى الإنعزالية والإنغلاقية بقدر ما هي محاولة لبيان أثر اللغة في عالم الأفكار .
---------------
👉الفصل السادس عشر : الأفكار الميتة والأفكار القاتلة .
🔥 💥بالنسبة لي عنوان هذا الفصل هو أجمل عنوان بين الفصول لأنه لخص جوهر المشكلة الثقافية التي تحياها هذه الأمة بين أفكار لا تستطيع الدفاع عن نفسها وهي أفكار جديرة بالموت بل إنها بالفعل تعاني من موت سريري تنتظر طبيب جسور صاحب قلب و عقل قويين لنزع الأجهزة التي تنعشها وبين أفكار قاتلة نزعت من ثقافة أخرى واستوردت على أساس أنها الترياق العجيب والشافي وبقيت جذورها في ثقافة الآخر بالرغم من أن جذورها التي تركت قد تخفف من سميتها إلا أنا اكتفينا بالساق !!! فكان حالنا كمن يعالج المريض بإعطائه سماً فتاكاً يقضي عليه .
إنصاف الغرب وعدم مجاراته واضح جداً في فكر ابن نبي .
---------------
👉الفصل السابع عشر : إنتقام الأفكار المخذولة .
الأفكار الميتة تنتقم بتجميد التقدم
الأفكار القاتلة تنتقم بتدمير التقدم
*********
المراجعة طويلة أعرف ذلك ، لكني أكتب المراجعات لنفسي قبل كل شئ لأتمكن من العودة إليها فيما بعد للتذكير وللتعقيب ولإعادة النظر ، هذا الكتاب من الكتب المهمة ولكن أعود وأقول قراءة ودراسة كتب مالك بن نبي دون تجريد للأفكار تصيب القارئ بالنفور منها خاصة بعد مضي زمن طويل على هذه الكتب
نلتقي في الكتاب القادم من كتبه :)
⭐️⭐️⭐️1/2
بداية كلمة لابد منها قبل عرض المحتوى :
جمالية فكر مالك بن نبي أنه يقوم على الأفكار و يعالج الأفكار ، عباراته المكثفة ، تشبيهاته الدقيقة ، طرحه المبني على التأسيس للمفهوم ومن ثم البناء عليه ، تحليله الدقيق وتأملاته في المعنى ،
يستحق بجدارة لقب خبير في تشخيص أزمة الأفكار ......
فكر مالك بن نبي لم يلتفت إليه ولم يعطى الإهتمام الذي يستحقه في وقته ، لذا تواجه أي قارئ معاصر مشكلة في التعامل معه ، بمحاولة مراعاة السياق التاريخي من جهة ومن جهة أخرى محاولة تجريد الأفكار التي جاء بها واسقاطها على الواقع الإسلامي إسقاطا لا ينزعها من سياقها التاريخي ويحفظ لها صلاحيتها .....
نحن بالفعل نعيش أزمة أفكار من جهة ، ومن جهة أخرى الفكر الإسلامي نفسه يعاني من عدم التراكمية والترابط ، نعم هي كذلك تجد عقول جبارة وأفكاراً نيرة لا تأخذ الإهتمام الذي تستحقه في وقتها ، وما يزيد القارئ حسرة وألم هو أن هذه الأفكار تبدأ العناية بها في سياق اجتماعي وتاريخي مغاير يحيث تفقد قدرتها التي كانت تمكتلكها في وقتها ، المعظم يريد البدء من جديد وقليل هم من يحاول إكمال البناء وتطويره ، فلا تجد بناء مكتمل بل مجموعة أبنية مختلفة غير مكتملة ، بقواعد متعددة !! هو خلل في التجريد وخلل في الدمج ، وما يزيد الوضع سُوءًا وجود حاجز عظيم بين علماء الدين والمفكرين ، في ضوء قراءتي قل وندر ما أصطدم بمفكر وعالم ديني متخصص في نفس الوقت ، لن يتجاوز الفكر الإسلامي أزمته إلا حين يسحب الفقهاء وعلماء الدين إلى ساحته .
هذا الكتاب جاء بداية مشروع قراءة لهذا العام ، في أطروحة مالك بن نبي الفكرية ، وهذه قراءة أولى للإطلاع والإحاطة وليست للنقد وإيراد الملاحظات والإعتراضات .
هناك تبسيط للكتاب أنصح بقراءته مباشرة بعد إكمال الكتاب لأنه يركز الأفكار ويختصر الكتاب دون إخلال بالمحتوى :
تعليقي على تبسيط الكتاب
*****************
عرض للمحتوى وأهم الأفكار :
👉الفصل الأول : إجابتان عن الفراغ الكوني
العامل الذي يؤدي إلى نشوء الثقافة وتحديد طبيعتها : هو شعور الإنسان بالعزلة ، وطريقة ملئه لهذا الفراغ الكوني ، التي تحدد نوع ثقافته وحضارته أي خصائصه الداخلية والخارجية .
مالك بن نبي يرى أن هناك طريقتين لملئ هذ�� الفراغ ونوع الطريقة هو الذي يحدد طبيعة الثقافة :
فإما أن ينظر المرء إلى الأرض تحت قدميه 👈 ويستحوذ عليه عالم المادة والأشياء 👈 وينشأ عن ذلك ثقافة هيمنة ذات جذور تقنية 👈 الثقافة الغربية
وإما أن يرفع بصره نحو السماء 👈 يستحوذ عليه عالم الأفكار 👈 وينشأ عن ذلك ثقافة حضارية ذات جذور أخلاقية وغيبية 👈 الثقافة الإسلامية .
وسيطرت هاتين الثقافتين في نوع من الإطراد والتفاوت المستمر فتسود إحداها تارةً وتسود الثانية تارة أخرى وقد تمر الثقافتين بمرحلة تداخل واختلاط ..
يوضح مالك بن نبي هذه الفكرة من خلال إسقاطها على نموذجين أدبيين هما حي بن يقظان لإبن الطفيل الذي يمثل الثقافة الإسلامية
و روبنسون كروزو الذي يمثل الثقافة الغربية . كلاهما يبدأ من الصفر لكن أحدهما من حيث الأشياء والآخر من حيث الأفكار .
والإضطراب واختلال التوازن والإنحراف في كلا الثقافتين يؤدي إلى نوع من التطرف .
فالثقافة الغربية ينتهي انحرافها لنوع من المادية بشكليها : الشكل البرجوازي في مجتمع الإستهلاك ، والشكل الجدلي في المجتمع الشيوعي .
أما الثقافة الإسلامية عندما تنحرف فإنها تغرق في التصوف وفي المبهم وعدم الدقة ، وفي النزعة إلى التقليد الأعمى ، وفي الإعجاب بمادية الغرب .
---------------
👉الفصل الثاني : الطفل والأفكار
في الفصل السابق تكلم مالك بن نبي عن العزلة وطريقة بناء الثقافة وفي هذا الفصل يركز على أن النشاط لابد أن يتضمن عنصراً فكرياً يمثل مبرراته وطرقه التفيذية ، وأن عناصر النشاط تنتهي في نهاية الأمر إلى فئات ثلاث : فئة الأشياء ، فئة الأشخاص ، فئة الافكار و أن هذه الشبكة المترابطة من عناصر النشاط تكون بسيطة التركيب غير معقدة في حالة الفرد المنعزل ، وهو في هذا الفصل يستخدم الطفل كمثال ، لكن سرعان ما تزداد هذه الشبكة تعقيداً بحيث يأخذ العنصر الفكري دور أكثر فعالية في نشاط الفرد الإجتماعي ، وكما أن لكل شئ دورة تأتي مرحلة الشيخوخة بتراجع في كافة عناصر النشاط للفرد :
1.فيترك عالم الأفكار عندما يفقد القدرة الخلاقة .
2.ويترك عالم الأشخاص بالامبالاة او كراهية الناس
3.ويترك عالم الأشياء نتيجة الصعف وعدم الغقبال عليها .
في طول حياة الإنسان تتعايش العوالم الثلاثة جنباً إلى جنب مع تفاوت بينها حسب نوع الفرد ونموذج المجتمع وحسب طبيعة الثقافة .
---------------
👉الفصل الثالث : المجتمع والأفكار
بعد أن تطرق إلى النمو العقلي عند الفرد في الفصل السابق يتناول التشابه في الخصائص بينه وبين النمو النفسي الإجتماعي في المجتمع ، وكما كان نمو الفرد في ثلاثة أعمار فالمجتمع أيضاً يمر بذلك مع صعوبة في التحديد و وعدم الوضوح في كيفية الإنتقال :
فالمجتمع النامي لا يتميز بقلة الوسائل المادية فقط وإنما بقصور في الأفكار يظهر بشكل واضح في عدم استخدامه للوسائل المادية المتوفرة لديه بفعالية ، و يتميز أيضاً بطريقة طرحه لمشاكله أو عدم طرحها على الإطلاق .
فمراجل المجتمع الثلاث :
1. المجتمع قبل التحضر
2.المجتمع المتحضر
3.المجتمع بعد التحضر
💥ويشير هنا إلى نقطة غاية في الأهمية بخصوص تناول المؤرخين للمرحلة الثالثة فهم يقعون في خطأ جسيم حينما يتصورون أن المجتمع بعد التحضر هو مجتمع يسير على طريق حضارته !!! ويغفلون عن حقيقة أن هذا المجتمع يتقهقر ويعود إلى الوراء ولا يقف في مكانه الذي وصل إليه ، وهذا ما يستخدمه من يخوض الصراع الفكري بدعوى أن الإسلام غير قادر على إيجاد مجتمع متقدم . ثم يحاول توضيح هذه المراحل الثلاث بالنسبة للمجتمع الإسلامي
وكما أن لكل شئ دورة كما في حالة الفرد تشبه حالة المجتمع يبين مالك بن نبي ما حصل على صعيد عالم الأفكار وعالم الاشخاص وعالم الاشياء في المجتمع الإسلامي .
---------------
👉الفصل الرابع : الحضارة والافكار .
يرى مالك بن نبي أن الحضارة هي نتاج فكرة حية تطبع على مجتمع معين – في مرحلة ما قبل الحضارة – تدفعه إلى دخول التاريخ في بناء نموذجه الفكري طبقاً للنموذج المثالي الذي اختاره.
فيعّرف الحضارة بأنها جملة العوامل المعنوية والمادية التي تتيح لمجتمع ما أن يوفر لكل فرد من أعضائه الضمانات الإجتماعية اللازمة لتقدمه .
فإرادة المجتمع وقدرته تضيفان على وظيفة الحضارة موضوعية وفعالية - أي جملة من العوامل المادية والمعنوية اللازمة لتحقيق تقدم الفرد _ وتصبح هذه العوامل موضوعية عندما تتحول إلى سياسة وتشريع يمثلان عالم الأفكار على الصعيد الإجتماعي والأخلاقي في هذا المجتمع تمثيلاً مباشراً .
فعملية دفع المجتمع للحضارة تتمثل بسيادة للروح
و مرحلة المجتمع المتحضر يسود فيها العقل
ومرحلة ما بعد الحضارة تسود الغريزة .
---------------
👉الفصل الخامس : الطاقة الحيوية والأفكار .
بما أن تلبية الحاجات الحياتية ضرورة ملحة للفرد سواء كان منعزل أم ضمن بيئة إجتماعية شديدة التعقيد فهو يحتاج لأن ينفق من طاقته الحيوية في سبيل تلبية هذه الإحتيجات .
وبما أن هذه الطاقة في حالتها البدائية فظة لا تصلح للحياة الإجتماعية ، فعليه أن يحقق إنسجامها الإجتماعي بما يتفق مع حاجاته وبما يتفق مع حاجة المجتمع الذي يعيش فيه .
فيكون تكيف الفرد مع مجتمعه بمثابة عقد إجتماعي فاطلاق الطاقة تدمير للمجتمع ، وإيقاف الطاقة تعجيز للمجتمع ،والتوسط في الطاقة تعمير للمجتمع
💥ولكن يأتي السؤال ما هي السلطة التي تخضع لها هذه الطاقة وتحتويها داخل حدودها ؟؟؟
فالسلطة مرتبطة إرتباطا وثيقاً بالعوامل التي لها دور رئيسي في تغيير مجتمع ما قبل التحضر وتحقيق الحضارة .
فتطويع الطاقة الحيوية لا يتم ضمن إختيار عشوائي بين التحرر أو التشدد ..... ولا في التوفيق بين حلين متطرفين .... وإنما يتوقف قبل كل شئ على القوة أو الفكرة الحية التي تساند الحل وعلى درجة قوتها في الوقت نفسه .
ووضح هذه الفكرة بمثال تحريم الخمر في الإسلام ومقارنته بقانون منعه في الولايات المتحدة عام 1933
---------------
👉الفصل السادس : عالم الأفكار
هناك تدرج في عالم الأفكار داخل المجتمع :
1. إما أن تكون أفكار من شأنها تغيير أحوال الناس بامتلاكها القدرة على تكييف الطاقة الحيوية للأفراد عند بداية الحضارة ويتأسس عليها عالم الأفكار في المجتمع الجديد وتتوقف قدرتها في درجة التحويل واستمراريته على ما إذا كان مصدرها قدسياً أم وضعياً
2.وإما أفكار تختص بتحول الأشياء تملك القدرة على تكييف المادة .
يشير مالك بن نبي إلى نقطة مهمة وهي أنه لا يوجد عالم ثقافي وضعي مائة بالمائة لأنه لن يستطيع أن يقدم حوافز على درجة من القوة بحيث تتمكن من مساندة المجتمع الناشئ في خطواته الأولى وأي نظام ناشئ دائماً ما يبحث عن سند له في القيم الروحية والمقدسة .
اللحظات التي تعيشها الفكرة :
---------------
👉الفصل السابع : الأفكار المطبوعة والأفكار الموضوعة .
علاقة هذه الأفكار مع بعضها في النموذج الإسلامي :
---------------
👉الفصل الثامن : جدلية العالم الثقافي
عالم الثقافة ليس ساكن بلا حركة وإنما له حياته وتاريخه ويمكن تفسيره :
1.إما بالنظرة الهيجلية بأن الفلسفة ( أي الأفكار ) يمكن أن تصير أحداثاً اجتماعياً (أي عالماً ) ، كما أن العالم قدي يصير فلسفة ( أي أفكاراً ) أيضاً
2.أو من خلال مبدأ كارل ماركس بأن أي تعديل على البناء السفلي في المجتمع يترتب عليه تعديل مماثل في تركيب بنائه العلوي .
3.من حيث النظرة العامة فإن خصائص الحركة الفردية والجماعية ، تكون تابعة للروابط الداخلية التي تقوم في عالم الثقافة بين عناصر هذه الحركة وهي الأشياء – الاشخاص – الأفكار .
💥 متى يظهر الإختلال وعدم التوازن في عالم الأفكار ؟
يحدث هذا في حال إختلال توازن الجدلية الداخلية في الطور التاريخي للمجتمع ، الذي يُحدث إختلال في توازن العناصر الثلاثة في نشاط المجتمع ( الأشياء – الأشخاص – الأفكار ) فالخلل يحدث عندما تتميز هذه العلاقة بين هذه العانصر الثلاثة بدرجة من الخصوصية ، ويزيد فيها وزن أحد هذه العناصر الثلاثة على غيره بحيث تدور هذه الحركة حول الأشخاص أو الأشياء او الأفكار ..... والخط الفاصل ليس بذلك الوضوح ، لأن التداخل لا يتيح تمييز اللحظة التي إنتقل فيها المجتمع من لحظة إسراف إلى لحظة إسراف أخرى ..
فيرى مالك بن النبي أن الإختلال الذي حصل في العالم الثقافي الإسلامي كان في اتجاه الأشياء وإلى الأشخاص :
وآثار ذلك جاءت كالتالي :
👇👇
👇👇
---------------
👉الفصل التاسع : جدلية الفكرة والشئ
يبدأ في هذا الفصل تعريف الفاصل الزمني : هو الصراع الثلاثي في قلب العالم الثقافي
الأزمة : هي نهاية هذا الصراع الذي تفوز فيه إحدى هذه القوى ( العناصر ) الثلاثة المتنازعة ، ويبرز فيها طاغوت يستولي على السلطة في قلب العالم الثقافي.
وركز في هذا الفصل على توضيح الفاصل الزمني الخاص بالصراع بين الفكرة والشئ وذلك بسبب دلالته الإجتماعية الخاصة الغير مقتصرة على العالم الإسلامي وحده .
ويركز فكرة أن الإنفصال بين الفكرة والشئ بدأ مع أحداث قتال الإمام علي عليه الإسلام للبغاة ويتمثل ذلك في قول عقيل :
نزوع العالم الثقافي نحو الأشياء له صورة مزدوجة هي :
---------------
👉الفصل العاشر : صراع الفكرة والوثن
بعد أن تناول في الفصل السابق صراع الفكرة والشئ جاء هنا وتناول صراع الفكرة والشخص ، حين يشرع المجتمع إلى بناء مقاييسه تميل فيها علاقة الفكرة بالشخص في غير صالح الفكرة ......... الذي يتولد عنه الطغيان .
وأسوأ صور الإختلال بين الفكرة وعالم الأشخاص :
هو عندما يكون شخص معين – لا عالم الأشخاص – هو الذي يستقطب أوجه النشاط الثقافي ، فيصبح الإختلال جوهرياً تستبعد فيه علاقة الفكرة بالشخص ، وتتركز في شخص واحد يجذب لصالحه سائر الروابط المقدسة في عالم الثقافة ، وتتمثل بشكل متطرف هو الفكرة والوثن .
---------------
👉الفصل الحادي ع��ر : صحة الأفكار وفعاليتها
صحة الأفكار لا تقتضي دائماً فعاليتها .
فعالية الفكرة لا تقتضي دائماً صحتها .
هذه اقتباسات مهمة بهذا الخصوص :
---------------
👉الفصل الثاني عشر : الأفكار وديناميكا المجتمع .
لدي هنا تساؤل عن صحة هذا الطرح وتقديم الفعالية على الأصالة ولكن كما أشرت هذه مراجعة عرض للمحتوى وليس إعتراضاً عليه .
---------------
👉الفصل الثالث عشر : الأفكار والتطور الثوري .
هذا الكلام في زمن الثورات في عصر مالك بن نبي ومما يفطر القلب هو تكرار نفس السيناريو خلال أحداث الثورات العربية ، لا تزال أزمة الأفكار مؤثرة بشكل قوي في مسار الثورات !!!! وهذه مجموعة من الإقتباسات بهذا الخصوص .
---------------
👉الفصل الرابع عشر : الأفكار والسياسة .
لابد من النظر إلى السياسة كعلم من العلوم فينبغي عليها أن تكون علم إجتماعي تطبيقي يشتمل على الأخلاق والجمال بحيث يعود العالم الإسلامي إلى رموزه ومثالياته ويقوم بمحاولة تقريب الواقع إليها فهذا الفصل دعوة غلى غعادة النظر في السياسة الإسلامية .
---------------
👉الفصل الخامس عشر : الأفكار وازدواج اللغة .
أثر إزدواجية اللغة في عالم الأفكار وأثرها في البناء الثقافي للمجتمع ، فنحن في عصر من تعلم لغة قوم نقل شرهم وليس أمن شرهم !!!!
طبعاً ليست دعوة لعداء الآخر أو دعوة إلى الإنعزالية والإنغلاقية بقدر ما هي محاولة لبيان أثر اللغة في عالم الأفكار .
---------------
👉الفصل السادس عشر : الأفكار الميتة والأفكار القاتلة .
🔥 💥بالنسبة لي عنوان هذا الفصل هو أجمل عنوان بين الفصول لأنه لخص جوهر المشكلة الثقافية التي تحياها هذه الأمة بين أفكار لا تستطيع الدفاع عن نفسها وهي أفكار جديرة بالموت بل إنها بالفعل تعاني من موت سريري تنتظر طبيب جسور صاحب قلب و عقل قويين لنزع الأجهزة التي تنعشها وبين أفكار قاتلة نزعت من ثقافة أخرى واستوردت على أساس أنها الترياق العجيب والشافي وبقيت جذورها في ثقافة الآخر بالرغم من أن جذورها التي تركت قد تخفف من سميتها إلا أنا اكتفينا بالساق !!! فكان حالنا كمن يعالج المريض بإعطائه سماً فتاكاً يقضي عليه .
إنصاف الغرب وعدم مجاراته واضح جداً في فكر ابن نبي .
---------------
👉الفصل السابع عشر : إنتقام الأفكار المخذولة .
الأفكار الميتة تنتقم بتجميد التقدم
الأفكار القاتلة تنتقم بتدمير التقدم
*********
المراجعة طويلة أعرف ذلك ، لكني أكتب المراجعات لنفسي قبل كل شئ لأتمكن من العودة إليها فيما بعد للتذكير وللتعقيب ولإعادة النظر ، هذا الكتاب من الكتب المهمة ولكن أعود وأقول قراءة ودراسة كتب مالك بن نبي دون تجريد للأفكار تصيب القارئ بالنفور منها خاصة بعد مضي زمن طويل على هذه الكتب
نلتقي في الكتاب القادم من كتبه :)
September 4, 2019
كتاب قيم جدا.. علي صعوبة قراءة الكتب التي تخاطب الفكر والعقل علي مدي الاستفادة التي يمكن ان نحصلها من تلك الكتب وذلك الكتاب والذي كان علي درجة من السهولة بخلاف باقي الكتب
لن اجد ما أقوله عن الكتاب اكثر مما كتب في ريفيو الصديق عمرو عزازي والقارئة الصديقة إشراق
اول قراءة لمالك بن نبي ولن تكون الأخيرة ان شاء الله
لن اجد ما أقوله عن الكتاب اكثر مما كتب في ريفيو الصديق عمرو عزازي والقارئة الصديقة إشراق
اول قراءة لمالك بن نبي ولن تكون الأخيرة ان شاء الله
January 26, 2013
أول كتاب لي مع الرّاحل مالك بن نبي ..
" وفجأة أضاءت فكرة في غار ، غار حراء ، حيث مٌنعزلٌ يقوم فيه متأمّلًا وحمل وميضها رسالة بدأت بكلمة إقرأ " هكذا كانت البداية كما قال مالك في أول الكتاب !
إذا البداية كانت بفكرة سامية أخرجت أشخاص -على غرارها- في الرقيّ والفهم والسماحة ، والتعامل مع المجتمع وتطويع طاقاته التي كانت مهدورة في الجاهليّة المقيتة في بناء الحضارة الرّاقية ، وظلّ الوضع كذلك إلى أن تشوّهت تلك الأفكار ، تغيّرت ، زالت عنها فطرتها الذّهبية وخُدشت كرامتها وبريقها بل وجُرحت وماتت تلك الأفكار إلا قليلا !
ليس هذا فحسب بل تجاوز الضّرر الأشخاص وأفكارهم ، ليصل إلى الأشياء حيث تعود -أي الأشياء- وتستعيد سلطتها على العقول والقلوب معلنة إغلاق الكثير من العقول وتكبيلهم بالمادة والتبعيّىة لها ولشؤونها .. وفجأة وجد المجتمع نفسه بعد كل ذلك في مرحلة مابعد الحضارة من جديد .. !
في هذه المرحلة - التي لم يتجاوزها مالك بن نبي في كتابه للأسف - تتّجه تلك الأفكار التي تعرضت للتشوّه و الخيانة إلى الانتقام لنفسها من المجتمع !! ويمكن فهم ذلك بوضوح على الصّعيد التقني مثلًا حيث الانتقام الفوري إذا ماانفجرت ماكينة لسوء التصميم أو انهار جسر لسوء اليناء .. فعلًا عمق نادر في التفكير من الكاتب
وهذه أروع فكرة قرأتها في الكتاب
بهذه العبارات وبغيرها يصيغ الكاتب المشاكل في الأفكار لدى عالمنا .. لكن مايجعل الكتاب تسقط منه النجمة الخامسة هو عم التّوازن في الطرح بين المشاكل والحلول ، الكتاب يعرض المشاكل تلو المشاكل في الأفكار والتفكير لكن أغلب الأحيان بلا حلّ واستراتيجية إنقاذ تٌذكر إلا في بعض المواطن القليلة .. وهذا من أوضح سلبيّات الكتاب
أما السلبية الأخرى فهي اسلوب مالك بن نبي الصّعب .. ففيه الكثير من الغموض والفلسفة وعدم المباشرة في الطّرح .. حتى أنك تضطر إلى أن تعيد بعض الأفكار مرّات حتى تتوضح .. لكن المتعة تبقى موجودة في الوصول إلى بريق الفهم :)
الكتاب يحتاج إلى التلخيص أولًا وإعادة القراءة ثانيًا ..
لا أنصح به للقرّاء الجدد وانصح به لمن يريد أن ينضح فكريًا أكثر :)
" وفجأة أضاءت فكرة في غار ، غار حراء ، حيث مٌنعزلٌ يقوم فيه متأمّلًا وحمل وميضها رسالة بدأت بكلمة إقرأ " هكذا كانت البداية كما قال مالك في أول الكتاب !
إذا البداية كانت بفكرة سامية أخرجت أشخاص -على غرارها- في الرقيّ والفهم والسماحة ، والتعامل مع المجتمع وتطويع طاقاته التي كانت مهدورة في الجاهليّة المقيتة في بناء الحضارة الرّاقية ، وظلّ الوضع كذلك إلى أن تشوّهت تلك الأفكار ، تغيّرت ، زالت عنها فطرتها الذّهبية وخُدشت كرامتها وبريقها بل وجُرحت وماتت تلك الأفكار إلا قليلا !
ليس هذا فحسب بل تجاوز الضّرر الأشخاص وأفكارهم ، ليصل إلى الأشياء حيث تعود -أي الأشياء- وتستعيد سلطتها على العقول والقلوب معلنة إغلاق الكثير من العقول وتكبيلهم بالمادة والتبعيّىة لها ولشؤونها .. وفجأة وجد المجتمع نفسه بعد كل ذلك في مرحلة مابعد الحضارة من جديد .. !
في هذه المرحلة - التي لم يتجاوزها مالك بن نبي في كتابه للأسف - تتّجه تلك الأفكار التي تعرضت للتشوّه و الخيانة إلى الانتقام لنفسها من المجتمع !! ويمكن فهم ذلك بوضوح على الصّعيد التقني مثلًا حيث الانتقام الفوري إذا ماانفجرت ماكينة لسوء التصميم أو انهار جسر لسوء اليناء .. فعلًا عمق نادر في التفكير من الكاتب
وهذه أروع فكرة قرأتها في الكتاب
بهذه العبارات وبغيرها يصيغ الكاتب المشاكل في الأفكار لدى عالمنا .. لكن مايجعل الكتاب تسقط منه النجمة الخامسة هو عم التّوازن في الطرح بين المشاكل والحلول ، الكتاب يعرض المشاكل تلو المشاكل في الأفكار والتفكير لكن أغلب الأحيان بلا حلّ واستراتيجية إنقاذ تٌذكر إلا في بعض المواطن القليلة .. وهذا من أوضح سلبيّات الكتاب
أما السلبية الأخرى فهي اسلوب مالك بن نبي الصّعب .. ففيه الكثير من الغموض والفلسفة وعدم المباشرة في الطّرح .. حتى أنك تضطر إلى أن تعيد بعض الأفكار مرّات حتى تتوضح .. لكن المتعة تبقى موجودة في الوصول إلى بريق الفهم :)
الكتاب يحتاج إلى التلخيص أولًا وإعادة القراءة ثانيًا ..
لا أنصح به للقرّاء الجدد وانصح به لمن يريد أن ينضح فكريًا أكثر :)
July 15, 2013
هاته النجمتان ليستا لسوء الكتاب ! بالطبع لا
بل لسوء فهمي له ولسوء اختيار التوقيت المناسب لقرائته
...
أسلوب مالك سهل ممتنع
أنت تفهم فكرته لكنك لا تفهم مايقوله
تلتقط طرف الخيط كبداية ثم ينقطع فتعاود الكرة وهكذا وهكذا
الكتاب قليل الصفحات نوعا لكنه مكثف
...
بما أننا في رمضان فأعتقد أن الأغلبية ممن يعرفون برنامج خواطر وخصوصا هذا الموسم9
سيجدون أن مايتحدث عنه أحمد الشقيري هو ما تحدث عنه مالك بن نبي
”
العالم الإسلامي لا ينقصه المال ولا الدعم ولا العقل
العالم الإسلامي ينقصه الهم والرغبة الشديدة في التحسين
”
التجديد في النوايا أيضا والتعامل بحسن ��لظن
ومالك بن نبي يقول مشكلة العالم الإسلامي هي مشكلة أفكار
سيطرة الفكر الخارجي المحتل على الفكر الإسلامي
جعلته يتحرك في إطار واحد لا يحيد عنه وفي مرات كثيرة جعلت فكره جامدا
بلا تقدم أو تطور أو مواكبة
فتجده مقارنة بمن حوله يرزح تحت وطأة التخلف
رغم أنه لو اتبع الهدي المحمدي والأوامر الربانية
لانتقل نقلات نوعية مبهرة
لكن....
وكل رمضان وأنتم ��خير :)
June 15, 2011
أحياناً يكون الصمت أبلغ .. وفي حالتي بعد الإنتهاء من هذه الروعة التي بين يدي وجب علي الصمت
كتاب يستحق أن يُدرس .. يقرأ من مجتمعنا
رحمك الله يا مالك :)
كتاب يستحق أن يُدرس .. يقرأ من مجتمعنا
رحمك الله يا مالك :)
April 14, 2018
مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي للمفكر الجزائري مالك بن نبي
كتاب لا يكتفي بالاجابة عن مشكلة الافكار في العالم الاسلامي بل طرح تساولات تستفز العقل
لضيق وقتي اعتمدت على كتاب مسموع لكن اسلوب مالك كان صعب بالنسبة لي خاصة في الفصول الاولى فاضطررت إلى اعادت بعض مقاطع لاستعابها و انتقال الى قراءة بعض الفصول حتى تتوضح.
الكتاب ملئ بالافكار مما قد يصيب المرء بتخمة الفكرية اظن اني احتاج ان اقراه مرة اخرى قراءة متأنية .
لا انصح به للقراء الجدد لما ففيه كثير من الغموض و عدم المباشرة في الطرح ... و انصح به بشدة لمن يريد ان ينضج فكريا اكثر .
بعض الاقتباسات :
*حينما يكون الفكر الإسلامي في أفوله كما في شأنه اليوم فإن المغالاة تدفعه إلى التصوف والمبهم والغامض وعدم الدقة والتقليد الأعمى والافتنان بأشياء الغرب.
*المجتمع المتخلف ليس موسوما حتما بنقص في الوسائل المادية (الأشياء)، وإنما بافتقارٍ للأفكار الإسلامي
*الملاحظ في تجربة المجتمع الإسلامي المعاصر هو أنه لم يستطع يستمد دفعة الإقلاع الحضاري من أبنائه الذين نالوا تعليمهم في الجامعات الغربية.
*إن المعجزات الكبرى في التاريخ مرتبطة دائمة بالأفكار الدافعة.
*لا يستطيع المجتمع أن يتابع مسيرته بعقول خاوية أو محشوة بأفكار ميتة وضمائر حائرة.
*المجتمع الإسلامي يدفع اليوم ضريبة خيانته لنماذجه الأساسية. فالأفكار، حتى التي نستوردها، ترتد على من يخونها وتنتقم منه.
*ففي منطق هذا العصر لا يكون إثبات صحة الأفكار بالمستوى الفلسفي او الأخلاقي، بل بالمستوى العملي: فالافكار صحيحة اذا هي ضمنت النجاح .
July 23, 2013
كتاب قيم.. بكل فصل وكل صفحة سيل من الفوائد.. سعادة بالغة غمرتني وأنا أقرأ تحليلاته المقنعة التي أجابت على الكثير من تساؤلاتي وملأت الكثير من الثغرات في تفكيري.. مفكر صادق عقلاني باحث عن الحقيقة وأشار للخلل بدقة.. لا تحليلات ملفقة ولا سطحية ولا لف ودوران ولا معادية للدين كما البعض ولا وعظية كما البعض الآخر.. أعتقد أنه للحديث بقية ويلزم قراءة المزيد من كتبه ربما كتاب شروط النهضة..
July 19, 2013
مالك بن نبي من القلة القليلة الذين يعدّون من المفكرين المسلمين المعاصرين جاءت كتبه أغلبها في معالجة مشكلات الحضارة ومع إنه لم يحظى بالقدر الكافي من الشهرة وتمحيص كتبه إلا إن ما قاله "سأعود بعد ثلاثين سنة".
يناقش بن نبي تغيرات العالم الإسلامية في الإنسان على (الأشخاص،الأفكار،الأشياء). محاولا بطريقته إيجاد الخلل وطرح أبرز الحلول الممكنة وتتجسد في الأفكار المقترنه بـ"الإبداع والإبتكار" بعيدًا عن خطا الغرب بـ أفكاره التي لا تنطبق كليا في العالم الإسلامي وهذا لا يمنع بالإستفادة منهم ولكن بالحد الذي لا يضر بأصالة الفكرة .
يتدرج ابن نبي في الأسباب التي أدت إلى أن العالم الإسلامي يرجع إلى الخلف ويقول بإن بإنه مر بعدة مراحل
يتطرق إلى الطاقة الحيوية والأفكار من خلال معادلة
1- تحرير الطاقة يدمر المجتمع
2- تغيب الطاقة بعيق سيرورة المجتمع
3- التوسط في الطاقة يساعد على عمارة المجتمع
بهذا فإن فكرة التكيف (الأفكار) ليست متساوية في مجتمعين لهما أصول ثقافية مختلفة وتتغير من مرحلة إلى أخرى. وينطلق (عالم الأفكار) التي تغير الإنسان في قدرة تكيف الطاقة على عتبة الحضارة ووهنالك الأفكار التي تغير الأشياء فإنها تطوع المادة لحاجات الحضارة في المرحلة التالية من دورتها.
متطرقا إلى (صراع الفكرة-الوثن) حيث العلاقة بي�� الشخص والفكرة وهي الهادم الرئيسي للأفكار حيث ربطها بالشخص مهما كانت نتائجها . إلا إن الأفكار الأصلية تحتفظ بأصالتها أبد الدهر وهي ذات طابع قدسي. فالأفكار الأصلية لا يعني ذلك فعاليتها الدائمة وليست بالضرورة صحيحة وطغيان الأفكار (مرض نخبة المجتمع) كما يقول
فأصالة الفكرة الإسلامية دخلت دورة الفعالية مع الفتوحات وسط سلطان الدولة الإسلامية. أما أوروبا فكانت ترجح الفعالية على الأصالة في إسلوبها الإستعماري ، النخب الإسلامية تقلد الحضارة الأوروبية من دون أن تدرك أصالتها ومع هذا الأمر أضحى للعلم وجهان:
1- وجه يلتفت إلى ذاته بإخلاقيته الخاصة
2- وجه يتلفت نحو العالم وهمه الوحيد الفعالية
مما أصبح (الدخل) الحجة الأقوى وبذلك يهدم أصالة الفكرة.
هنالك الكثير من المثقفين يفتنون بالأشياء الجديدة لدى الغرب وبالتالي يسحرون بمنطق الفعالية دون النظر إلى حدود توافقها مع مهام مجتمع يريد أن ينهض دون أن يفقد هويته وهؤلاء ليست لديهم دوافع الإبتكار والإبداع .
فالمجتمع الإسلامي يستطيع أن يستعيد فعاليته وأهدافه وينهض بإن يضع دفعة واحدة في أساس تخطيطه
1/ كل الأفواه يجب أن تجد قوتها
2/ جميع الأيدي يجب أن تعمل
الأفكار والإطراد الثوري الفصل الذي كله إقتباس. النزاهة والكفاءة صفتان مطلوبتان في وجل السلطة مهما كان مرتبة من يمسك بالسلطة وجاء ذلك في فصل الأفكار والسياسة
في الفصول الأخيرة باحثا في أسباب التي تؤدي إلى عدم فعالية الأفكار ومنها الأفكار وإزدواجية اللغة. الأفكار الميتة والمميتة فالأفكار الميتة نتاج إرثنا الإجتماعي تولد قابلية الإستعمار والأفكار المميتة مستعارة من الغرب تولد الإستعمار. وإنتقام الأفكار المخذولة فالكرة الميتة هي التي خذلت الأصول، فكرة انحرفت عن مثلها الأعلى وليس لها جذور في عصارة الثقافة الأصلية والفكرة المميتة الفكرة التي فقد هويتها وقيمتها الثقافية بعدما فقدت جذورها وبقيت مكانها.
أختم ما قاله فيكتور هوجو
يناقش بن نبي تغيرات العالم الإسلامية في الإنسان على (الأشخاص،الأفكار،الأشياء). محاولا بطريقته إيجاد الخلل وطرح أبرز الحلول الممكنة وتتجسد في الأفكار المقترنه بـ"الإبداع والإبتكار" بعيدًا عن خطا الغرب بـ أفكاره التي لا تنطبق كليا في العالم الإسلامي وهذا لا يمنع بالإستفادة منهم ولكن بالحد الذي لا يضر بأصالة الفكرة .
"فحين تبصر الأفكار النور التي صنعت تاريخ العالم، فإنها دائما فعالة طالما إنها أثارت العواصف وشيدت شيئا أو هدمته، أو أنها اكتفت بقلب صفحة من تاريخ الإنسانية وليست هذه الأفكار بالضرورة صحيحة بأكملها فالفكرة تكون صحيحة أو باطلة في المجال العقيدي والمنطق العلمي والإجتماعي"
يتدرج ابن نبي في الأسباب التي أدت إلى أن العالم الإسلامي يرجع إلى الخلف ويقول بإن بإنه مر بعدة مراحل
يتطرق إلى الطاقة الحيوية والأفكار من خلال معادلة
1- تحرير الطاقة يدمر المجتمع
2- تغيب الطاقة بعيق سيرورة المجتمع
3- التوسط في الطاقة يساعد على عمارة المجتمع
بهذا فإن فكرة التكيف (الأفكار) ليست متساوية في مجتمعين لهما أصول ثقافية مختلفة وتتغير من مرحلة إلى أخرى. وينطلق (عالم الأفكار) التي تغير الإنسان في قدرة تكيف الطاقة على عتبة الحضارة ووهنالك الأفكار التي تغير الأشياء فإنها تطوع المادة لحاجات الحضارة في المرحلة التالية من دورتها.
متطرقا إلى (صراع الفكرة-الوثن) حيث العلاقة بي�� الشخص والفكرة وهي الهادم الرئيسي للأفكار حيث ربطها بالشخص مهما كانت نتائجها . إلا إن الأفكار الأصلية تحتفظ بأصالتها أبد الدهر وهي ذات طابع قدسي. فالأفكار الأصلية لا يعني ذلك فعاليتها الدائمة وليست بالضرورة صحيحة وطغيان الأفكار (مرض نخبة المجتمع) كما يقول
فأصالة الفكرة الإسلامية دخلت دورة الفعالية مع الفتوحات وسط سلطان الدولة الإسلامية. أما أوروبا فكانت ترجح الفعالية على الأصالة في إسلوبها الإستعماري ، النخب الإسلامية تقلد الحضارة الأوروبية من دون أن تدرك أصالتها ومع هذا الأمر أضحى للعلم وجهان:
1- وجه يلتفت إلى ذاته بإخلاقيته الخاصة
2- وجه يتلفت نحو العالم وهمه الوحيد الفعالية
مما أصبح (الدخل) الحجة الأقوى وبذلك يهدم أصالة الفكرة.
هنالك الكثير من المثقفين يفتنون بالأشياء الجديدة لدى الغرب وبالتالي يسحرون بمنطق الفعالية دون النظر إلى حدود توافقها مع مهام مجتمع يريد أن ينهض دون أن يفقد هويته وهؤلاء ليست لديهم دوافع الإبتكار والإبداع .
فالمجتمع الإسلامي يستطيع أن يستعيد فعاليته وأهدافه وينهض بإن يضع دفعة واحدة في أساس تخطيطه
1/ كل الأفواه يجب أن تجد قوتها
2/ جميع الأيدي يجب أن تعمل
الأفكار والإطراد الثوري الفصل الذي كله إقتباس. النزاهة والكفاءة صفتان مطلوبتان في وجل السلطة مهما كان مرتبة من يمسك بالسلطة وجاء ذلك في فصل الأفكار والسياسة
في الفصول الأخيرة باحثا في أسباب التي تؤدي إلى عدم فعالية الأفكار ومنها الأفكار وإزدواجية اللغة. الأفكار الميتة والمميتة فالأفكار الميتة نتاج إرثنا الإجتماعي تولد قابلية الإستعمار والأفكار المميتة مستعارة من الغرب تولد الإستعمار. وإنتقام الأفكار المخذولة فالكرة الميتة هي التي خذلت الأصول، فكرة انحرفت عن مثلها الأعلى وليس لها جذور في عصارة الثقافة الأصلية والفكرة المميتة الفكرة التي فقد هويتها وقيمتها الثقافية بعدما فقدت جذورها وبقيت مكانها.
أختم ما قاله فيكتور هوجو
" قد تهزم جيوش ولكن لا تهزم فكرة، وقد حان وقتها"
February 16, 2016
"كتابٌ لم اقرأهُ بعدْ" هكذا كنتُ أُجيب إذ سألني أحدهم عن أكثر كتاب وجدتُ فيه ضالتي وكان له الأثر عليّ!
لكن ليس بعد هذا الكتاب؛ مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي ( من سلسلة مشكلات الحضارة) لِمالك بن نبي.
الكتاب بديع جداً ومُذهل يصعب عليّ التحدث عنه وإختزاله ببعض الكلمات فكل كلمة به وضعت في مكانها المناسب لا مكان لتخرجها منه؛ كل كلمة فيه كالمطرقة في أثرها على قارئها تصعقهُ وتصيبهُ بالذهول و الوجود!
الكتاب يُظلم حين يُكتب عنه ولا يمكن أن تعطيه حقهُ إلا بقرائته مراراً وتكرار.
في البداية يُنوه بن نبي ويقول: ربما استطاع قارئها الصبور أن يكتشف في ثنايا صفحات الكتاب المُصْفرّة خيطه المقطوع إذ سيكون له خيط( أريان) الذي يقوده في مشكلة الأفكار في مجتمعه الإسلامي.
وبعد وأثناء قراءة الكتاب وجدت نفسي أنظر لبعض المفاهيم والأفكار بطريقة مختلفة وبنطرة واعيّة بعيدة عن تسطيح الأمور؛ الكتاب يدعوك للتأمل بتفاصيل صغيرة لم تكن تخطر لك من قبل فهو يعرض تفاصيل الأمور بشكل غير متوقع وبأسلوب فاتن ساحر روحي سلس وعميق وفلسفي بنفس الوقت.
الكتاب بحاجة للقراءة أكثر من مرة واحياناً لن تجد نفسك مكتفي بالقراءة فقط ستحتاج أن تُلّخص وتبوح للورقة بما صبّ هذا الكتاب فيك؛ وهكذا فعلتُ أنا.
الكتاب يوضح المشكلات التي يتخبط بها العالم الإسلامي في مواجهة مشكلاته عصره انطلاقاً من عالم الأفكار.
بن نبي يتحدث عن الأفكار بطريقة عجيبة تدب الروح بكل فكرة يطرحها ومن الأفكار التي عرضها الكتاب حال الأنسان في الفراغ الكوني و عزلته التي يمكن أن تكون مادية شيئية نحو الأرض أو روحية فكرية نحو السماء.
الأفكار الموضوعة والأفكار المطبوعة والصراع الدائم فيما بينها الذي يؤدي بالنهاية إلى وجود مسلم منفصم الحال ما بين الفكرة الأصيلة والفكرة المدسوسة.
ويتحدث عن مراحل الحضارة وما بعد الحضارة التي يمر بها العالم الأسلامي الآن بشكل عميق ويدعو للتأمل و كذلك يتحدث عن حيوية الأفكار وازدواجية اللغة و حال الأفكار والسياسة و الافكار الدينماكية بالمجتمع والافكار الثورية و مبدأ انتقام الأفكار من مَن يخونها( هذا الفصل مذهل!!) وعن سيطرة الوثن والمادة والأشخاص على احكامنا ونظرتنا للحياة بدل من سيطرة الأفكار عليها.
و الكثير الكثير الكثير من الافكار والتأملات و القضايا التي لا استطيع أن اجملها جميعها فحقاً الكتابه عن هذا الكتاب أمر صعب جداً.
ببساطة من لم ولن يقرأ الكتاب فقد ظلم نفسه :)
لكن ليس بعد هذا الكتاب؛ مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي ( من سلسلة مشكلات الحضارة) لِمالك بن نبي.
الكتاب بديع جداً ومُذهل يصعب عليّ التحدث عنه وإختزاله ببعض الكلمات فكل كلمة به وضعت في مكانها المناسب لا مكان لتخرجها منه؛ كل كلمة فيه كالمطرقة في أثرها على قارئها تصعقهُ وتصيبهُ بالذهول و الوجود!
الكتاب يُظلم حين يُكتب عنه ولا يمكن أن تعطيه حقهُ إلا بقرائته مراراً وتكرار.
في البداية يُنوه بن نبي ويقول: ربما استطاع قارئها الصبور أن يكتشف في ثنايا صفحات الكتاب المُصْفرّة خيطه المقطوع إذ سيكون له خيط( أريان) الذي يقوده في مشكلة الأفكار في مجتمعه الإسلامي.
وبعد وأثناء قراءة الكتاب وجدت نفسي أنظر لبعض المفاهيم والأفكار بطريقة مختلفة وبنطرة واعيّة بعيدة عن تسطيح الأمور؛ الكتاب يدعوك للتأمل بتفاصيل صغيرة لم تكن تخطر لك من قبل فهو يعرض تفاصيل الأمور بشكل غير متوقع وبأسلوب فاتن ساحر روحي سلس وعميق وفلسفي بنفس الوقت.
الكتاب بحاجة للقراءة أكثر من مرة واحياناً لن تجد نفسك مكتفي بالقراءة فقط ستحتاج أن تُلّخص وتبوح للورقة بما صبّ هذا الكتاب فيك؛ وهكذا فعلتُ أنا.
الكتاب يوضح المشكلات التي يتخبط بها العالم الإسلامي في مواجهة مشكلاته عصره انطلاقاً من عالم الأفكار.
بن نبي يتحدث عن الأفكار بطريقة عجيبة تدب الروح بكل فكرة يطرحها ومن الأفكار التي عرضها الكتاب حال الأنسان في الفراغ الكوني و عزلته التي يمكن أن تكون مادية شيئية نحو الأرض أو روحية فكرية نحو السماء.
الأفكار الموضوعة والأفكار المطبوعة والصراع الدائم فيما بينها الذي يؤدي بالنهاية إلى وجود مسلم منفصم الحال ما بين الفكرة الأصيلة والفكرة المدسوسة.
ويتحدث عن مراحل الحضارة وما بعد الحضارة التي يمر بها العالم الأسلامي الآن بشكل عميق ويدعو للتأمل و كذلك يتحدث عن حيوية الأفكار وازدواجية اللغة و حال الأفكار والسياسة و الافكار الدينماكية بالمجتمع والافكار الثورية و مبدأ انتقام الأفكار من مَن يخونها( هذا الفصل مذهل!!) وعن سيطرة الوثن والمادة والأشخاص على احكامنا ونظرتنا للحياة بدل من سيطرة الأفكار عليها.
و الكثير الكثير الكثير من الافكار والتأملات و القضايا التي لا استطيع أن اجملها جميعها فحقاً الكتابه عن هذا الكتاب أمر صعب جداً.
ببساطة من لم ولن يقرأ الكتاب فقد ظلم نفسه :)
June 5, 2011
من يقرأ لمالك بن نبي يجب أن يعرف العوالم الثلاث التي قسمها واستخدمها في جميع كتبه وهي عالم الأفكار وعالم الأشياء وعالم الأشخا�� وكيف تتعلق الأمم والحضارات بأحد هذه العوالم في دورتها الحضارية : ما قبل الحضارة ، أثناء الحضارة ومرحلة ما بعد الحضارة.
أنهيت الكتاب بصعوبة ولا أعلم لمَ ربما لتكرار أفكاره التي قرأتها من قبل وخصوصا أني قرأت قبل اسبوع مشكلة الثقافة وكان سلسلا وأعجبني كثيرا أو ربما أني لست في مزاج جيد لمثل هذه النوعية من الكتب ، أظن أنه يجب أن أعيده مرة أخرى لئلا أهضم بعض الأفكار الجيدة حقها وخصوصا أن هناك تحليلات وأمثلة كثيرة قد أعجبتني في الكتاب
January 24, 2018
من الغريب أن يكون في ارثنا الادبي هذا الفكر ولا زلنا نتجه نحو الهاوية بكل قصد وحزم،
ولكن من تكون مشكلته في الافكار والعقول كيف له أن يرتدع، ورغم كل ما نحن فيه من عتمة ف"إننا محكومون بالأمل"
وسنبقى نتكئ على هذا الجدار الواهي الي ان ينتهي امره او امرنا.
(لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا)
ولكن من تكون مشكلته في الافكار والعقول كيف له أن يرتدع، ورغم كل ما نحن فيه من عتمة ف"إننا محكومون بالأمل"
وسنبقى نتكئ على هذا الجدار الواهي الي ان ينتهي امره او امرنا.
(لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا)
January 31, 2013
هنالك كتاب يصيبوك بلعنة وهي أنه يصبح من المستحيل أن تعطي كتاباً العلامة التامة إلا على سبيل المعجزة
يصيبوك بتخمة فكرية....
مالك بن نبي واحد منهم
خمس نجوم بجدارة تامة، والسبب:
أريد أن أسألكم، كيف لي أن أوضح رأي في كتاب يشبه في بنيته المنزل الكبير المبني من أعواد الثقاب، فكل عود قد رُصف في مكانه المناسب بعد تمهيد العود الذي يسبقه، وإن إجتزاء أي عود وإخراجه من البنيان سيتبعه إنهيار البنيان كله، هذا هو حال هذا الكتاب.
صحيح أنني تعودت على طريقة المؤلف في الوصول الدقيق المنهجي للنتائج، لكن لم أتوقع أن أحداً يمكنه أن يصل لتحليل بهذه الدقة للحضارة والتاريخ والمجتمعات، تحليل لا يدع صغيرة ولا كبيرة إلا ويفندها، تعودت في الكتب الصعبة أن أعود صفحة أو صفحتين للوراء لأتابع مؤلفي الكتب وهم يشرحون أفكارهم بحيث لا تفقد الفكرة ترابطها في ذهني، ولكني مع مالك بن نبي أضطر للعودة فصلاً كاملاً وما يقارب ال 20 صفحة أحياناً لأحافظ على البنية الذهنية التي يريد المؤلف تشكيلها عند القارء.
لمن قرأ كتب مالك بن نبي فإنه سيحتاج قراءة الكتاب مرتين في الحد الأدنى، ليستوعب الأجزاء الهامة من الكتاب، أم من يقرأ هذا الكتاب كول كتاب للمؤلف فهو بحاجة لقراءة الكتاب ثلاث مرات على الأقل.
كتاب ضمن كتب مالك بن نبي التي تتحدث عن دراسة الحضارات، والبحث وسائل النهضة، يعود فيه إلى الجوهر الذي تقوم عليه الحضارة الإسلامية ألا وهو الفكرة، ليبحث فيها ويسقط النور على جميع مراحلها منذ ظهورها إلى فقدانها الفعالية كما يقول، فيميا بدايةً بين الأفكار المطبوعة والأفكار الموضوعة بشكل راقي للغاية، ثم يتناول بالبحث عن مدى أصالة الفكرة والفرق في ذلك عن فعاليتها، ويتناول في هذا الإطار الكثير من التفاصيل، لينتهب أخيراً بالحديث عن الأفكار الميتة والأفكار المميتة...
الحقيقة أنك بعد قرائتك هذا الكتاب ستجد نفسك تقيم المجتمع بطريقة مختلفة عما كنت تفعله سابقاً، ستجد أن بعض الأفكار والكلمات الصغيرة هنا وهنالك تعتبر أعراض مرض واضح ظاهر، لكننا لم نعره أدنى إهتمام، ربما يعد هذا الكتاب أحد الكتب المهمة للغاية من أجل اصلاح المجتمع الأخلاقي المسلم انطلاقاً من أفكاره...
أكثر ما هو مخيف في كتب مالك بن نبي.....أنك ستحتاج وقت طويل جداً لكي تضع لكتاب جديد 5 نجوم.
فهذا الكتاب يصيبك بالتخمة الفكرية التي تجعلك تنظر إلى باقي الكتب بعين الإشباع.
وكثال عن التراص الفكري في طريقة عرض الكتاب أورد لكم الفصل التالي كما هو في الكتاب:
الأفكار المطبوعة والأفكار الموضوعة ( المجتمع الإسلامي نموذجاً )""""
لخصته ونقلته من كتاب " مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي " لمؤلفه مالك بن نبي/ بتصرف
إن عالم الأفكار أسطوانة يحملها الفرد في نفسه عند ولادته، وتختلف هذه الأسطوانة من مجتمع إلى آخر ببعض النغمات الأساسية(..)،إن أسطوانة كل مجتمع مطبوعة بطريقة تختلف عن أسطوانة مجتمع آخر، وتتناغم الأجيال والأفراد مع سلّمها الأساسي وهم يضيفون إليها أنغامهم الخاصة بهم.
فعالم الأفكار أسطوانة لها أنغامها الأساسية ونماذجها المثالية، وهي الأفكار المطبوعة، ولها أيضاً توافقاتها الخاصة بالأفراد والأجيال : وهي الأفكار الموضوعة.(....)
ويقول علم الطبيعة( الفيزياء ): إن العلاقة بين التذبذب الأساسي وتوافقه الموسيقي تكمن في أن هذا الأخير يختفي فور توقف الأول عن التذبذب.
والأمر نفسه في العلاقة بين الأفكار المطبوعة والأفكار الموضوعة. فعندما تبدأ الأفكار المطبوعة تنمحي عن أسطوانة حضارة يخرج منها في البداية نشاز النغم! صفير، وحشرجة، ثم الصمت أخيراً.
لقد تلقى المجتمع الإسلامي رسالته المطبوعة منذ أربعة عشر قرناً على هيئة وحي، فانطبعت في ذاتية الجيل المعاصر لغار حراء(...)، فالأفكار المطبوعة على تلك الأسطوانة قد أثارت العواصف في التاريخ الإنساني منذ أربعة عشر قرناً، هذه الأفكار قلبت رأساً على عقب وسطاً بدائياً فوضعت طاقته الحيوية في حدود حضارة، وجعلتها تستجيب لقواعدها وأصولها، ولنظامها الصارم، وكان ذلك في الاطار المادي والفكري والنفسي والأخلاقي.
وفي هذا الجو كانت الأفكار المطبوعة تضع بصماتها المقدسة في جميع الأفكار الموضوعة، وفي جميع المواقف، وفي جميع الأمكنة، فقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول:
" وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً "، فلم يعد هنالك شيء دنيوي فالقداسة أضحت في كل شيء(...)، لذا يمكن لنا أن نفهم في هذا العالم ثقل الذنب مهما صغر، فقد كانت الأخطاء الصغيرة تأكل من أسطوانة عالم الثقافة، وكان كل فرد ينتصب لكل تحريف في اللحن ينبعث من المكان المتآكل، ففي تلك اللحظات المباركة هنالك في كل فرد حساسية الأذن الموسيقية عند موقع النشاز في الأسطوانة، وعندما تخبو تلك الحساسية الأخلاقية والجمالية، فإن مقدار فنائها يدل على مقدار عدم تماسك عالم الأفكار وعلى انحطاط اجتماعي بصفة عامة.
ويستمر هذا الانحطاط إلى اللحظة التي يقف فيها لحن الأفكار، وتتلف الأسطوانة وتَمَّحي في نفس كل فرد، ويصبح الصمت تاماً، وتزول ردات الفعل الحماسية للألحان السامية وردات الفعل الرافضة للأصوات النشاز.
وعندما تنمحي النماذج المثالية : حينئذ لا تسمع أبداً لهجة الروح في تناغم اللحن، فالأفكار الموضوعة ، حين لا يعود لها جذور في الغلاف الثقافي الأساسي، تصمت هي بدورها: إذ لم تعد لديها ما تعبر عنه، ثم لأنها لم تعد تستطيع أن تعبر عن شيء. والمجتمع الذي يصل إلى هذه الدرجة يتفتت لأنه لم يعد لديه دوافع مشتركة.
إنها لحظة الأفكار الميتة وبعد أن عاش المجتمع الإسلامي اللحظة المجيدة عند ولادة حضارته، لحظة (أرخميدس) لأفكاره المطبوعة في عصر الرسول، أو الخلفاء الراشدين، وأفكاره الموضوعة في الفترات المضيئة لدمشق وبغداد، فإن المجتمع الإسلامي يعيش فترة الصمت، إنه صمت الأفكار الميتة، فالحاج الذي ينزل ميناء جدة يُسرُّ حينما يفاجأ بقراءة إعلان معلق على أحد الأبواب مكتوبٌ عليه: هيئة الأمر بالمعروف، ثم عندما يتقدم خطوة في البلد، يبدأ في اكتشاف حقيقةٍ يبدو إزاءها الإعلان مجرد سخرية: إنه فكرة ميتة.
لكن الأمر الأدهى عندما نبدأ إحياء عالم الثقافة المحشو بالأفكار الميتة بأفكارٍ مستوردةٍ من حضارةٍ أخرى.
فهذه الأفكار التي أضحت قاتلةً في محيطها، تصبح أكثر فتكاً حينما نستأصلها من ذلك المحيط، لأنها تترك بصفة عامة مع جذورها التي لا يمكن نقلها ترياقاً يتأقلم به ضررها في وسطها الأصلي.
وفي شروط كهذه يقتبس المجتمع الإسلامي المعاصر أفكاره الحديثة ( التقدمية ) من الحضارة الغربية.
هذه النتيجة الطبيعية لاطراد تَحدَّدَ في لب المجتمع الإسلامي بجدلية الأشياء والأشخاص والأفكار التي صنعت تاريخه، غير أن الذي لم يكن طبيعياً هو جمود المجتمع الإسلامي وخموله في هذه المرحلة من التطور، وكأنه يريد أن يبقى فيها أبد الدهر. في حين أن مجتمعاتٍ أخرى كاليابان والصين بدأت من النقطة ذاتها، لكنها نزعت عنها ثوب الجمود وهي تفرض على نفسها ظروفاً ديناميكية جديدة، ونظرية جدليةً تاريخيةً جديدةً.
فالمجتمع الإسلامي يدفع اليوم ضريبة خيانته لنماذجه الأساسية. فالأفكار - حتى تلك التي يستوردها - ترتد على من يخونها وتنتقم منه.
إنها اللحظة المؤلمة حيث المسلم منشطرٌ إلى شخصين: المسلم الذي يتمم واجباته الدينية ويصلي في المسجد، ثم المسلم العملي الذي يخرج من المسجد ليغرق في عالمٍ آخر.
"""""
يصيبوك بتخمة فكرية....
مالك بن نبي واحد منهم
خمس نجوم بجدارة تامة، والسبب:
أريد أن أسألكم، كيف لي أن أوضح رأي في كتاب يشبه في بنيته المنزل الكبير المبني من أعواد الثقاب، فكل عود قد رُصف في مكانه المناسب بعد تمهيد العود الذي يسبقه، وإن إجتزاء أي عود وإخراجه من البنيان سيتبعه إنهيار البنيان كله، هذا هو حال هذا الكتاب.
صحيح أنني تعودت على طريقة المؤلف في الوصول الدقيق المنهجي للنتائج، لكن لم أتوقع أن أحداً يمكنه أن يصل لتحليل بهذه الدقة للحضارة والتاريخ والمجتمعات، تحليل لا يدع صغيرة ولا كبيرة إلا ويفندها، تعودت في الكتب الصعبة أن أعود صفحة أو صفحتين للوراء لأتابع مؤلفي الكتب وهم يشرحون أفكارهم بحيث لا تفقد الفكرة ترابطها في ذهني، ولكني مع مالك بن نبي أضطر للعودة فصلاً كاملاً وما يقارب ال 20 صفحة أحياناً لأحافظ على البنية الذهنية التي يريد المؤلف تشكيلها عند القارء.
لمن قرأ كتب مالك بن نبي فإنه سيحتاج قراءة الكتاب مرتين في الحد الأدنى، ليستوعب الأجزاء الهامة من الكتاب، أم من يقرأ هذا الكتاب كول كتاب للمؤلف فهو بحاجة لقراءة الكتاب ثلاث مرات على الأقل.
كتاب ضمن كتب مالك بن نبي التي تتحدث عن دراسة الحضارات، والبحث وسائل النهضة، يعود فيه إلى الجوهر الذي تقوم عليه الحضارة الإسلامية ألا وهو الفكرة، ليبحث فيها ويسقط النور على جميع مراحلها منذ ظهورها إلى فقدانها الفعالية كما يقول، فيميا بدايةً بين الأفكار المطبوعة والأفكار الموضوعة بشكل راقي للغاية، ثم يتناول بالبحث عن مدى أصالة الفكرة والفرق في ذلك عن فعاليتها، ويتناول في هذا الإطار الكثير من التفاصيل، لينتهب أخيراً بالحديث عن الأفكار الميتة والأفكار المميتة...
الحقيقة أنك بعد قرائتك هذا الكتاب ستجد نفسك تقيم المجتمع بطريقة مختلفة عما كنت تفعله سابقاً، ستجد أن بعض الأفكار والكلمات الصغيرة هنا وهنالك تعتبر أعراض مرض واضح ظاهر، لكننا لم نعره أدنى إهتمام، ربما يعد هذا الكتاب أحد الكتب المهمة للغاية من أجل اصلاح المجتمع الأخلاقي المسلم انطلاقاً من أفكاره...
أكثر ما هو مخيف في كتب مالك بن نبي.....أنك ستحتاج وقت طويل جداً لكي تضع لكتاب جديد 5 نجوم.
فهذا الكتاب يصيبك بالتخمة الفكرية التي تجعلك تنظر إلى باقي الكتب بعين الإشباع.
وكثال عن التراص الفكري في طريقة عرض الكتاب أورد لكم الفصل التالي كما هو في الكتاب:
الأفكار المطبوعة والأفكار الموضوعة ( المجتمع الإسلامي نموذجاً )""""
لخصته ونقلته من كتاب " مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي " لمؤلفه مالك بن نبي/ بتصرف
إن عالم الأفكار أسطوانة يحملها الفرد في نفسه عند ولادته، وتختلف هذه الأسطوانة من مجتمع إلى آخر ببعض النغمات الأساسية(..)،إن أسطوانة كل مجتمع مطبوعة بطريقة تختلف عن أسطوانة مجتمع آخر، وتتناغم الأجيال والأفراد مع سلّمها الأساسي وهم يضيفون إليها أنغامهم الخاصة بهم.
فعالم الأفكار أسطوانة لها أنغامها الأساسية ونماذجها المثالية، وهي الأفكار المطبوعة، ولها أيضاً توافقاتها الخاصة بالأفراد والأجيال : وهي الأفكار الموضوعة.(....)
ويقول علم الطبيعة( الفيزياء ): إن العلاقة بين التذبذب الأساسي وتوافقه الموسيقي تكمن في أن هذا الأخير يختفي فور توقف الأول عن التذبذب.
والأمر نفسه في العلاقة بين الأفكار المطبوعة والأفكار الموضوعة. فعندما تبدأ الأفكار المطبوعة تنمحي عن أسطوانة حضارة يخرج منها في البداية نشاز النغم! صفير، وحشرجة، ثم الصمت أخيراً.
لقد تلقى المجتمع الإسلامي رسالته المطبوعة منذ أربعة عشر قرناً على هيئة وحي، فانطبعت في ذاتية الجيل المعاصر لغار حراء(...)، فالأفكار المطبوعة على تلك الأسطوانة قد أثارت العواصف في التاريخ الإنساني منذ أربعة عشر قرناً، هذه الأفكار قلبت رأساً على عقب وسطاً بدائياً فوضعت طاقته الحيوية في حدود حضارة، وجعلتها تستجيب لقواعدها وأصولها، ولنظامها الصارم، وكان ذلك في الاطار المادي والفكري والنفسي والأخلاقي.
وفي هذا الجو كانت الأفكار المطبوعة تضع بصماتها المقدسة في جميع الأفكار الموضوعة، وفي جميع المواقف، وفي جميع الأمكنة، فقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول:
" وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً "، فلم يعد هنالك شيء دنيوي فالقداسة أضحت في كل شيء(...)، لذا يمكن لنا أن نفهم في هذا العالم ثقل الذنب مهما صغر، فقد كانت الأخطاء الصغيرة تأكل من أسطوانة عالم الثقافة، وكان كل فرد ينتصب لكل تحريف في اللحن ينبعث من المكان المتآكل، ففي تلك اللحظات المباركة هنالك في كل فرد حساسية الأذن الموسيقية عند موقع النشاز في الأسطوانة، وعندما تخبو تلك الحساسية الأخلاقية والجمالية، فإن مقدار فنائها يدل على مقدار عدم تماسك عالم الأفكار وعلى انحطاط اجتماعي بصفة عامة.
ويستمر هذا الانحطاط إلى اللحظة التي يقف فيها لحن الأفكار، وتتلف الأسطوانة وتَمَّحي في نفس كل فرد، ويصبح الصمت تاماً، وتزول ردات الفعل الحماسية للألحان السامية وردات الفعل الرافضة للأصوات النشاز.
وعندما تنمحي النماذج المثالية : حينئذ لا تسمع أبداً لهجة الروح في تناغم اللحن، فالأفكار الموضوعة ، حين لا يعود لها جذور في الغلاف الثقافي الأساسي، تصمت هي بدورها: إذ لم تعد لديها ما تعبر عنه، ثم لأنها لم تعد تستطيع أن تعبر عن شيء. والمجتمع الذي يصل إلى هذه الدرجة يتفتت لأنه لم يعد لديه دوافع مشتركة.
إنها لحظة الأفكار الميتة وبعد أن عاش المجتمع الإسلامي اللحظة المجيدة عند ولادة حضارته، لحظة (أرخميدس) لأفكاره المطبوعة في عصر الرسول، أو الخلفاء الراشدين، وأفكاره الموضوعة في الفترات المضيئة لدمشق وبغداد، فإن المجتمع الإسلامي يعيش فترة الصمت، إنه صمت الأفكار الميتة، فالحاج الذي ينزل ميناء جدة يُسرُّ حينما يفاجأ بقراءة إعلان معلق على أحد الأبواب مكتوبٌ عليه: هيئة الأمر بالمعروف، ثم عندما يتقدم خطوة في البلد، يبدأ في اكتشاف حقيقةٍ يبدو إزاءها الإعلان مجرد سخرية: إنه فكرة ميتة.
لكن الأمر الأدهى عندما نبدأ إحياء عالم الثقافة المحشو بالأفكار الميتة بأفكارٍ مستوردةٍ من حضارةٍ أخرى.
فهذه الأفكار التي أضحت قاتلةً في محيطها، تصبح أكثر فتكاً حينما نستأصلها من ذلك المحيط، لأنها تترك بصفة عامة مع جذورها التي لا يمكن نقلها ترياقاً يتأقلم به ضررها في وسطها الأصلي.
وفي شروط كهذه يقتبس المجتمع الإسلامي المعاصر أفكاره الحديثة ( التقدمية ) من الحضارة الغربية.
هذه النتيجة الطبيعية لاطراد تَحدَّدَ في لب المجتمع الإسلامي بجدلية الأشياء والأشخاص والأفكار التي صنعت تاريخه، غير أن الذي لم يكن طبيعياً هو جمود المجتمع الإسلامي وخموله في هذه المرحلة من التطور، وكأنه يريد أن يبقى فيها أبد الدهر. في حين أن مجتمعاتٍ أخرى كاليابان والصين بدأت من النقطة ذاتها، لكنها نزعت عنها ثوب الجمود وهي تفرض على نفسها ظروفاً ديناميكية جديدة، ونظرية جدليةً تاريخيةً جديدةً.
فالمجتمع الإسلامي يدفع اليوم ضريبة خيانته لنماذجه الأساسية. فالأفكار - حتى تلك التي يستوردها - ترتد على من يخونها وتنتقم منه.
إنها اللحظة المؤلمة حيث المسلم منشطرٌ إلى شخصين: المسلم الذي يتمم واجباته الدينية ويصلي في المسجد، ثم المسلم العملي الذي يخرج من المسجد ليغرق في عالمٍ آخر.
"""""
January 16, 2012
مشكلة الأفكار في العالم الإسلاميإن مقارنة المؤلف بين روبنسون كروز وحي بن يقظان مقارنة مجحفة فالظروف المحيطة بكليهما مختلفة ولذا كانت النتائج مختفة، فحي بن يقظان ولد نشأ وترعر في الجزيرة أي بدأ فكريا من الصفر فلم يكن لتشغل الأشياء باله لأن الأشياء لا تأتي بغير الأفكار فكان عليه أن يفكر أولا وحي لم يهمل الأشياء تماما بل اصطنع ما يحتاجه غير أن هذه الأشياء لم تكن شغله الشاغل فقد كان يحتاج لأن يفهم وأن يعرف قبل كل شيء ولم تكن لديه رهبة لأنه لم يكن يعرف مما ينبغي أن يرهب، بينما روبنسون كروز حط على الجزيرة يافعا فمن المفترض أن يكون قد انتهى نسبيا من الأفكار الأساسية التي يبحث فيها حي بن يقظان سواء توصل فيها إلى حق أو باطل لكنها لم تعد تشغله ولا يمكن أن يشغل نفسه بإعادة التفكير فيها إذن لشعر بالملل، كما انه حط على الجزيرة يمتكله الخوف على مصيره وما قد يواجهه على هذه الجزيرة من وحش أو جوع أو عطش أو برد أو حر فسعى إلى صنع أشياء يتعامل من خلالها مع هذه المخاوف قبل كل شيء، فلا مجال للمقارنة بينهما أو ان نخلص من قصتيهما إلى أن الشرق ينزع إلى الأفكار بينما الغرب ينزع إلى الأشياء، بل الأصح أن روبنسن كروز هو امرحلة تالية لحي بن يقظان.
وأروع ما تجده في هذا الكتاب وخاصة فصوله الأولى هو توضيح المؤلف للعناصر الثلاثة المكونة للمجتمع والمنشئة للحضارة وهي الأشخاص والأفكار والأشياء، كما أنه أبدع في تصوير الإستعمار الفكري، خاصة فيما نقله عن عبد الله النديم فيما يتعلق بما قد نسميه اليوم "عقدة الخواجة" إذ أن الاستعمار نجح بلا شك في أن يشعر العربي المسلم بعجزه ونقصه ودونيته مقارنة بالأوروبي، أولا على مستوى القوة والعسكر، ثم لما آيس من استمرار هذا اتجه إلى مستوى الفكر والعقل حتى يظل العربي الميلم محتاجا إليه، فها نحن نرى بلادنا تحررت من الاستعمار غير أنا لا زالت مستعمرة فكريا فتجدها تستورد النظام السيوعي تارة والديمقراطي تارة والاشتراكي تارة والرأسمالي تارة وكأة الحضارة الإسلامية عدمت أصالة الفكرة أو عجزت عن تسيير أمورها بأفكارها الأصيلة، لقد نجح الغرب في الاستفادة من الحضارة الإسلامية بغير أن يشعروا بالعجز الفكري فاقتبسوا منها العلوم الدنيوية واحتفظوا بأصالتهم الفكرية في السياسة والمجتمع ونجحوا في إنشاء حضارتهم الخاصة لما لم يشعروا بالعجز الفكري، بينما ألقوا في روع المسلمين أنهم عاجزين فكريا حتى يظلوا عالة عليهم في الأفكار قبل الأدوات والأشياء، ومن كان عالة في أعز ما يمكل وهو الفكر كان عالة فيما دونه، بل كان عبدا لمن يأخذ عنه، كما أنه لا يمكن عقليا السعي إلى بناء الحضارة إسلامية أو تجديدها استنادا إلى أفكار سياسية أو اجتماعية غربية خاصة تلك التي تتعارض مع المفهوم الإسلامي، إنها تكون حين إذن حضارة غربية ولما لم نكن غربيين فإنها تكون حضارة مسخا أو بالأحرى هي ليست حضارة بل شبح حضارة يخدع بها أصحابها حتى ينشغلوا عن أصالتهم التي هي السبيل لإحياء حضارة خاصة ومتميزة وناجحة على كل الأصعدة.
وقد تناول المؤلف فكرة الثورة وكيف أن مصيرها هش وأنها لم تخضع لدراسة حقيقية تجعلنا نتنبأ بمصيرها أو نحدد بشكل واضح كيف ينبغي أن تسير، وكذا حديثه عن الثورة المضادة التي تسطو على الثورة الحقيقية عندما تبدأ ملامحا أو تفسح الثورة الحقيقية مجالا لثورة مضادة تزيحها من أمامها، تناول كل هذا وأكثر تناولا رائعا أنصح الجميع بمطالعته في الفصل الثالث عشر.
وكذا تناوله مشكلة ازدواجية اللغة وتأثيرها على المجتمع وثقافته وتأثر المثقفين في العالم الإسلامي بها وإسهامهم في تغييب هذا المجتمع بقصد أو بدون قصد عن ثقافته الأصيلة عن طريق بث الثقافة الغربية فيه، ونقاشه لمعنى الأفكار الميتة والمميتة وانتقام الأفكار المخذولة مما هو جدير بالمطالعة والتمحيص لأبعد حد.
لا زلت أزداد غراما بهذا المفكر القدير "مالك بن نبي" وبقدرته العظيمة على تحليل المواقف والأفكرا وربط بعضها ببعض وبسعة اطلاعه واتساع مداركه.. وأميتي الأكيدة أن أنال شرف وفضل قراءة كل حرف كتبه هذا المفكر الإسلامي العظيم.
وأروع ما تجده في هذا الكتاب وخاصة فصوله الأولى هو توضيح المؤلف للعناصر الثلاثة المكونة للمجتمع والمنشئة للحضارة وهي الأشخاص والأفكار والأشياء، كما أنه أبدع في تصوير الإستعمار الفكري، خاصة فيما نقله عن عبد الله النديم فيما يتعلق بما قد نسميه اليوم "عقدة الخواجة" إذ أن الاستعمار نجح بلا شك في أن يشعر العربي المسلم بعجزه ونقصه ودونيته مقارنة بالأوروبي، أولا على مستوى القوة والعسكر، ثم لما آيس من استمرار هذا اتجه إلى مستوى الفكر والعقل حتى يظل العربي الميلم محتاجا إليه، فها نحن نرى بلادنا تحررت من الاستعمار غير أنا لا زالت مستعمرة فكريا فتجدها تستورد النظام السيوعي تارة والديمقراطي تارة والاشتراكي تارة والرأسمالي تارة وكأة الحضارة الإسلامية عدمت أصالة الفكرة أو عجزت عن تسيير أمورها بأفكارها الأصيلة، لقد نجح الغرب في الاستفادة من الحضارة الإسلامية بغير أن يشعروا بالعجز الفكري فاقتبسوا منها العلوم الدنيوية واحتفظوا بأصالتهم الفكرية في السياسة والمجتمع ونجحوا في إنشاء حضارتهم الخاصة لما لم يشعروا بالعجز الفكري، بينما ألقوا في روع المسلمين أنهم عاجزين فكريا حتى يظلوا عالة عليهم في الأفكار قبل الأدوات والأشياء، ومن كان عالة في أعز ما يمكل وهو الفكر كان عالة فيما دونه، بل كان عبدا لمن يأخذ عنه، كما أنه لا يمكن عقليا السعي إلى بناء الحضارة إسلامية أو تجديدها استنادا إلى أفكار سياسية أو اجتماعية غربية خاصة تلك التي تتعارض مع المفهوم الإسلامي، إنها تكون حين إذن حضارة غربية ولما لم نكن غربيين فإنها تكون حضارة مسخا أو بالأحرى هي ليست حضارة بل شبح حضارة يخدع بها أصحابها حتى ينشغلوا عن أصالتهم التي هي السبيل لإحياء حضارة خاصة ومتميزة وناجحة على كل الأصعدة.
وقد تناول المؤلف فكرة الثورة وكيف أن مصيرها هش وأنها لم تخضع لدراسة حقيقية تجعلنا نتنبأ بمصيرها أو نحدد بشكل واضح كيف ينبغي أن تسير، وكذا حديثه عن الثورة المضادة التي تسطو على الثورة الحقيقية عندما تبدأ ملامحا أو تفسح الثورة الحقيقية مجالا لثورة مضادة تزيحها من أمامها، تناول كل هذا وأكثر تناولا رائعا أنصح الجميع بمطالعته في الفصل الثالث عشر.
وكذا تناوله مشكلة ازدواجية اللغة وتأثيرها على المجتمع وثقافته وتأثر المثقفين في العالم الإسلامي بها وإسهامهم في تغييب هذا المجتمع بقصد أو بدون قصد عن ثقافته الأصيلة عن طريق بث الثقافة الغربية فيه، ونقاشه لمعنى الأفكار الميتة والمميتة وانتقام الأفكار المخذولة مما هو جدير بالمطالعة والتمحيص لأبعد حد.
لا زلت أزداد غراما بهذا المفكر القدير "مالك بن نبي" وبقدرته العظيمة على تحليل المواقف والأفكرا وربط بعضها ببعض وبسعة اطلاعه واتساع مداركه.. وأميتي الأكيدة أن أنال شرف وفضل قراءة كل حرف كتبه هذا المفكر الإسلامي العظيم.
December 6, 2020
يدعو الكتاب إلىٰ التأمل في تفاصيلَ وقضايا كثيرة لم تعرِض في خاطرك من قبل ويعرضها بأسلوب عميق وفلسفي، وربما اعتمد علي المنهج الديكارتي
في بداية الكتاب يذكر المؤلف ثلاثة عناصر مكونة للحضارة والمجتمع وهي: الأشخاص، والأفكار، والأشياء-ووظيفة كل منهم في تكوين المجتمع ويوضح الفرق بين العالم الإسلامي والعالم العربي وأولويات استخدامهم في كلا العالمَين، ويؤكد أن تقدم المجتمع يرجع إلىٰ حفظ التوازن بين الثلاث ركائز، وأي ميل في كفة الميزان لصالح إحدى هذه الركائز كفيل بأن يؤخر تقدم المجتمع.
ثم يتحدث باستفاضة عن عالم الأفكار تحت مسميات عديدة منها: الأفكار الأصيلة، والفعالة، والميتة، والمميتة، والأفكار المطبوعة، والموضوعة.
و يؤكد أن السبب الرئيس في انهيار الحضارة هو موت الأفكار ، وتأخر عالمِنا الإسلامي لم يكن بسبب الاستعمار أو مؤامرات العالم ضد مجتمعنا، بل لأننا تخلَّينا عن أفكارنا الأصيلة واستبدلناها بأفكار مُشوَّهة موجودة في تراثنا، أفكار ميتة ومميتة أتينا بها من الغرب لاستحالة تطبيق حضارة بكاملها علي مجتمع آخر لاختلاف الموروث الثقافي.
أضِف أن هذه الأفكار المميتة والميتة تعود لتنتقم منا
لانفصالنا عن أصولنا ومُثُلنا العليا وتعلُّقنا بأفكار فقدت فعاليتها واأصالتها عندما تم استيرادها من حيِّزها الثقافي الأصلي.
ويوضح أن التطور الحضاري يمرُّ بعدة مراحل:
１- ماقبل الحضارة: حيث عصر الجاهلية والتعصب القبلي.
２- الحضارة: وهنا يكون العقل هو المحرك الرئيس والفاعل، واستمر حتي عصر الموحدين في الدول الإسلامية.
３- ما بعد الحضارة: حيث سيطرت الغريزة علي المجتمع وكان هذا بعد عصر الموحدين.
كما تناول فكرة الاستعمار العقلي ويؤكد أننا بالرغم من تحررنا من الاستعمار العسكري ولكن مازلنا نعاني من الاستعمار الفكري وتبني أنظمة لا نجد فيها الأصالة كالاشتراكية والرأسمالية والشيوعية إلىٰ آخر هذه الأنظمة التي قد لا تناسب مجتمعنا.
و يحلِّل تلك المشكلات وأسبابها بأسلوب علمي، وعبر بكثير من الاستشهادات؛ فيعقد مقارنة مثلًا بين المؤلف روبنسون كروز وحي بن يقظان، وكيف كان هذا تشغله الاشياء، والآخر تشغله الأفكار، وبعد تحليلٍ طويلٍ للقصَّتين يصل إلي أن الشرق ينزع إلىٰ الأفكار، بينما الغرب ينزع إلىٰ الاشياء، وأن روبنسون كروز من المفترض هو المرحلة التالية لحي بن يقظان.
وتناول مشكلة ازدواجية اللغة وتأثيرها علي المجتمع والمثقفين، و كيف كانت عاملًا في بث الثقافة الغربية داخل مجتمعنا دون فحص وتمحيص، مما أدى إلىٰ تأخرنا وتخلفنا.
ويُنهي مالك بن نبي كتابه بحديثه عن الثورة، ويؤكد أن فشل الثورات يعود لاعتمادنا على عالم الأشخاص والأشياء وإهمال عالم الأفكار، فنجد أغلب الناس في المجتمع العربي والإسلامي مستعدين للتضحية من أجل رموز وأشخاص وإهمال الفكرة تماماً.
في النهاية لقد نجح المؤلف في إيضاح كثير من عوامل الخلل في الفكر الإسلامي ومنابع هذا التخلف، وتأصيل شروط النهضة وبناء حضارة متقدمة.
-الكتاب يحتاج إلىٰ التركيز الشديد بسبب سوء الترجمة.
-اختزل مالك بن نبي تأخُّر الحضارة بعد عصر الموحدين فقط، فكان هنا ضيِّق الأفق لاهتمامه بتحليل جانب التأخر في الجزائر فقط، ونسي مثلًا الدولة العثمانية، وسيطرتها علي اغلب دول العالم الإسلامي ودورها في تقدم وتأخر العالم الإسلامي.
-تحدث الكاتب عن ازدواجية اللغة وسلبياتها بالرغم من أن الكتاب كتبه مالك بن نبي باللغة الفرنسية!
لكن في النهاية الكتاب يستحق القراءة
التقييم ⭐⭐⭐⭐
وهذا لسوء الترجمة وغموض بعض النقاط التي تحتاج للتركيز وإعادة القراءة.
في بداية الكتاب يذكر المؤلف ثلاثة عناصر مكونة للحضارة والمجتمع وهي: الأشخاص، والأفكار، والأشياء-ووظيفة كل منهم في تكوين المجتمع ويوضح الفرق بين العالم الإسلامي والعالم العربي وأولويات استخدامهم في كلا العالمَين، ويؤكد أن تقدم المجتمع يرجع إلىٰ حفظ التوازن بين الثلاث ركائز، وأي ميل في كفة الميزان لصالح إحدى هذه الركائز كفيل بأن يؤخر تقدم المجتمع.
ثم يتحدث باستفاضة عن عالم الأفكار تحت مسميات عديدة منها: الأفكار الأصيلة، والفعالة، والميتة، والمميتة، والأفكار المطبوعة، والموضوعة.
و يؤكد أن السبب الرئيس في انهيار الحضارة هو موت الأفكار ، وتأخر عالمِنا الإسلامي لم يكن بسبب الاستعمار أو مؤامرات العالم ضد مجتمعنا، بل لأننا تخلَّينا عن أفكارنا الأصيلة واستبدلناها بأفكار مُشوَّهة موجودة في تراثنا، أفكار ميتة ومميتة أتينا بها من الغرب لاستحالة تطبيق حضارة بكاملها علي مجتمع آخر لاختلاف الموروث الثقافي.
أضِف أن هذه الأفكار المميتة والميتة تعود لتنتقم منا
لانفصالنا عن أصولنا ومُثُلنا العليا وتعلُّقنا بأفكار فقدت فعاليتها واأصالتها عندما تم استيرادها من حيِّزها الثقافي الأصلي.
ويوضح أن التطور الحضاري يمرُّ بعدة مراحل:
１- ماقبل الحضارة: حيث عصر الجاهلية والتعصب القبلي.
２- الحضارة: وهنا يكون العقل هو المحرك الرئيس والفاعل، واستمر حتي عصر الموحدين في الدول الإسلامية.
３- ما بعد الحضارة: حيث سيطرت الغريزة علي المجتمع وكان هذا بعد عصر الموحدين.
كما تناول فكرة الاستعمار العقلي ويؤكد أننا بالرغم من تحررنا من الاستعمار العسكري ولكن مازلنا نعاني من الاستعمار الفكري وتبني أنظمة لا نجد فيها الأصالة كالاشتراكية والرأسمالية والشيوعية إلىٰ آخر هذه الأنظمة التي قد لا تناسب مجتمعنا.
و يحلِّل تلك المشكلات وأسبابها بأسلوب علمي، وعبر بكثير من الاستشهادات؛ فيعقد مقارنة مثلًا بين المؤلف روبنسون كروز وحي بن يقظان، وكيف كان هذا تشغله الاشياء، والآخر تشغله الأفكار، وبعد تحليلٍ طويلٍ للقصَّتين يصل إلي أن الشرق ينزع إلىٰ الأفكار، بينما الغرب ينزع إلىٰ الاشياء، وأن روبنسون كروز من المفترض هو المرحلة التالية لحي بن يقظان.
وتناول مشكلة ازدواجية اللغة وتأثيرها علي المجتمع والمثقفين، و كيف كانت عاملًا في بث الثقافة الغربية داخل مجتمعنا دون فحص وتمحيص، مما أدى إلىٰ تأخرنا وتخلفنا.
ويُنهي مالك بن نبي كتابه بحديثه عن الثورة، ويؤكد أن فشل الثورات يعود لاعتمادنا على عالم الأشخاص والأشياء وإهمال عالم الأفكار، فنجد أغلب الناس في المجتمع العربي والإسلامي مستعدين للتضحية من أجل رموز وأشخاص وإهمال الفكرة تماماً.
في النهاية لقد نجح المؤلف في إيضاح كثير من عوامل الخلل في الفكر الإسلامي ومنابع هذا التخلف، وتأصيل شروط النهضة وبناء حضارة متقدمة.
-الكتاب يحتاج إلىٰ التركيز الشديد بسبب سوء الترجمة.
-اختزل مالك بن نبي تأخُّر الحضارة بعد عصر الموحدين فقط، فكان هنا ضيِّق الأفق لاهتمامه بتحليل جانب التأخر في الجزائر فقط، ونسي مثلًا الدولة العثمانية، وسيطرتها علي اغلب دول العالم الإسلامي ودورها في تقدم وتأخر العالم الإسلامي.
-تحدث الكاتب عن ازدواجية اللغة وسلبياتها بالرغم من أن الكتاب كتبه مالك بن نبي باللغة الفرنسية!
لكن في النهاية الكتاب يستحق القراءة
التقييم ⭐⭐⭐⭐
وهذا لسوء الترجمة وغموض بعض النقاط التي تحتاج للتركيز وإعادة القراءة.
March 18, 2021
لخص الكاتب فكرته في الخاتمة عندما قال: حاولنا أن نبين الصعوبات التي يتخبط فيها المجتمع الإسلامي في مواجهة مشاكله الحاضرة في الميدان الأخلاقي وميدان الأفكار الفعالة، فتناولنا بالتحليل أصل الصعوبات التي تتداخل فيها الأفكار المتناقضة". فالكاتب يعتبر أن آلية إصلاح المجتمع الاسلامي يجب ان تكون مركزة على "عالم الأفكار" فهذا المجتمع يعاني من مشكلة أفكار لا مشكلة الوسائل.
https://ouo.io/3mG9BLS
https://ouo.io/3mG9BLS
Displaying 1 - 30 of 399 reviews