What do you think?
Rate this book
451 pages, Paperback
First published January 1, 1986
سوف تسألني لماذا قلت للناس الذين كانوا هنا عكس الحقيقة. انظر يا حسن. إن جميع هؤلاء الرجال لا يزالون يعلقون على جدران بيوتهم مفاتيح منازلهم في غرناطة. و في كل يوم ينظرون إليها و يتنهدون و يدعون. و في كل يوم تعود إلى خواطرهم أفراح و عادات. و لا سيما زهو لن يعرفوه في المنفى. و السبب الوحيد لبقائهم على وجه الدنيا هو تفكيرهم بأن لن يلبثوا بفضل السلطان الأعظم أو عناية السماء أن يسترجعوا منازلهم و ألوان ح��ارتها. و روائح حدائقهم و مياه بركها. لم يمسها بشر و لا فسدت. كما هي في أحلامهم.يأخذنا أمين معلوف في جولة شيقة بين أروقة التاريخ و دهاليز الجغرافيا بين قارتي أوروبا و أفريقيا مرورا بزيارة سريعة للأراضي الحجازية المقدسة.
إنهم يعيشون على هذا و سوف يموتون على هذا. و أبناؤهم من بعدهم. و ربما لزمهم من يجرؤ على إفهامهم أن على الإنسان لكي ينهض أن يتقبل أولا أنه ملقي أرضا. و ربما انبغى أن يقول لهم أحد الحقيقة يوما. و أما أنا فلست أملك الشجاعة لذلك.