استشهاد المقاوم أحمد جرار بعملية لقوات الاحتلال في جنين

استشهاد المقاوم الفلسطيني أحمد جرار بعملية لقوات الاحتلال في جنين

06 فبراير 2018
جرار استشهد بعملية اقتحام لقوات الاحتلال في جنين (تويتر)
+ الخط -
استشهد، اليوم الثلاثاء، الشاب الفلسطيني أحمد جرار، منفّذ عملية نابلس والتي قُتل فيها مستوطن إسرائيلي، وذلك في مواجهة مع قوات الاحتلال، في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة.

وتتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي جرار بقتل حاخام صهيوني، في جنوب مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، الشهر الماضي.

وقال جيش الاحتلال، في بيان، اليوم الثلاثاء، إنّ "قوات من الوحدات الخاصة الإسرائيلية، اقتحمت بلدة اليامون جنوبي جنين، وتم اغتيال أحمد نصر جرار".

ووفقاً للمصادر الإسرائيلية، فقد تمكّنت قوات الاحتلال، وأجهزة المخابرات الإسرائيلية، من الوصول إلى مكان اختباء جرار، حيث تبين أنه كان في قرية اليامون، قضاء جنين.

وبحسب "يديعوت أحرونوت"، فقد استشهد جرار بعد تبادل لإطلاق النار مع قوات الاحتلال التي دهمت البيت الذي تواجد فيه في قرية اليامون، بعد مطاردة دامت أكثر من ثلاثة أسابيع.

وكانت قوات الاحتلال دهمت، على مدار الأسابيع الأخيرة، قرية برقين ومخيم جنين، وقتلت يوم السبت الماضي شاباً فلسطينياً، خلال مواجهات مع الشبان في قرية برقين يوم، السبت الماضي.

وعلى مدار أسابيع، مجّد ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أحمد جرار الذي "دوّخ" أجهزة أمن الاحتلال، وهو نجل القيادي في كتائب القسام، الشهيد نصر جرار، وسخروا من فشل الاحتلال في الإمساك به.
وأكد نائب محافظ جنين كمال أبو الرب، اغتيال جرار. وقال، في تصريح لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، "لقد تم التأكد عبر الارتباط الفلسطيني من اغتيال أحمد نصر جرار".

إهداء إلى ابني أحمد"

"إهداء إلى ابني أحمد"، هذا ما وُجد مكتوباً من القيادي في "حماس" الشهيد نصر جرار، على مصحف شريف عُثر عليه في الغرفة الصغيرة التي تم هدمها بالجرافات، بعد اغتيال جرار، إلى جانب بعض الملابس الممزقة، وتحديداً من سترته، فضلاً عم جزء من الجمجمة الذي تم تسليمها إلى رجال الإسعاف في اليامون.

وحسب وسائل إعلام الاحتلال، فقد تبيّن بعد اغتيال جرار، أنّه كان يحمل حقيبة كبيرة فيها كميات من الرصاص والمتفجرات، ما يعني أنّه كان مستعداً للاشتباك مع قوات الاحتلال أو القيام بالمزيد من عمليات المقاومة.

وبينما احتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي، جثمان الشهيد أحمد جرار، قال حاتم جرار أحد أقارب الشهيد، والذي وصل إلى مكان الاغتيال مع عدد من أفراد العائلة، لـ"العربي الجديد"، "وجدنا المصحف المكتوب عليه إهداء من الشهيد نصر جرار إلى ولده أحمد، وبعض الملابس الممزقة ودماء، وغادرنا المكان".

وقال محمود السعدي مدير الهلال الأحمر الفلسطيني في محافظة جنين، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الشبان الذين وصلوا إلى الغرفة التي تم اغتيال جرار فيها، عثروا على أجزاء من الدماغ وعظام الجمجمة، بالإضافة إلى بعض قطع الملابس وتم تسليمها إلى ضباط الإسعاف".

وشنّت قوات الاحتلال، عملية ملاحقة  لجرار، في 18 يناير/كانون الثاني الماضي، بعد يومين فقط من عملية نابلس، والتي قُتل فيها حاخام صهيوني.

وأكد الإعلام الإسرائيلي، أنّ جيش الاحتلال تمكّن، بمساعدة فلسطينية، من العثور على سيارة محروقة في منطقة الزبابدة قرب جنين، ليتم تحديد منفّذي عملية نابلس، ويتم الاقتحام الأول لعائلة جرار وهدم ثلاثة، من منازلها.

ثم تلا ذلك اقتحامات عدة، على مدار الأيام الماضية، أسفرت عن استشهاد ابن عمه أحمد إسماعيل جرار.


تفاصيل الاغتيال

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عملية الاحتلال المتدحرجة بدأت بتكثيف عال منذ يومين في برقين، وتم تمشيط المكان بشكل كامل، أمس الإثنين، من قبل قوات من المستعربين وقوات خاصة".

وليل أمس الإثنين، اقتحم عناصر قوات الاحتلال، بحسب المصادر، قرية السيلة الحارثية، وحاصروا أحد المنازل، وطالبوا عبر مكبرات الصوت، جرار، أن يسلّم نفسه لأنّ المكان محاصر.

ورجّحت المصادر "أن يكون أحمد قد غادر السيلة الحارثية مشياً على الأقدام، قاطعاً منطقة الوديان وهي منطقة وعرة وفيها أشجار زيتون، بمسافة كيلومترين، ليصل إلى قرية اليامون، وتحديداً في المنطقة الغربية حيث يوجد بناية من أربعة طوابق مهجورة كان يستخدمها الأمن الوطني الفلسطيني، وقربها غرفة صغيرة مهملة".
وأضافت المصادر، أنّ "تواجد أحمد في الغرفة المهجورة كان آنياً، ليحتمي من اقتحام قوات الاحتلال ومطاردتهم له التي تشبه فكي الكماشة".

وقال رامي نواهضة أحد سكان قرية اليامون، لـ"العربي الجديد"، إنّه "منذ الثانية والنصف صباحاً، اليوم الثلاثاء، والقرية تتعرّض لاقتحام من قوات الاحتلال، حيث اقتحموا منزلي وسيطروا على السطح".

وتابع أنّ "الاقتحام المباشر كان لبناية يفصلها سور عن منزلي، وهي بناية مهجورة مكوّنة من أربعة طوابق، استخدمها الأمن الوطني سابقاً، وقربها غرفة صغيرة مهملة ملحقة بالبناية، وتم إدخال روبوت آلي إلى الغرفة الصغيرة، وبعد ذلك سمعنا صوت إطلاق نار كثيف، تبعه إطلاق قذيفتين على الغرفة".

وأضاف أنّ "الجنود ما زالوا يسيطرون على الحي بأكمله، مع وفود تعزيزات إضافية للقرية، بسبب مواجهات اندلعت قرب الحي".

"القسام" تتبّى عملية نابلس

وأعلنت كتائب "الشهيد عز الدين القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، أنّ أحمد جرار هو قائد "الخلية القسامية" التي نفّذت عملية نابلس قبل أسابيع، وهو أول إعلان رسمي من الكتائب بمسؤوليتها عن العملية.

وقالت الكتائب، في بيان، اليوم الثلاثاء إنّ "الشهيد أحمد نجل القائد القسامي نصر جرار، ارتقى إلى ربه بعد أن دوّخ جيشاً بأكمله، وبات نموذجاً يحتذى لكل الأحرار في مقارعة الاحتلال".
وأضافت "لقد أثبت أبطال القسام في جنين أبناء جرار وريحان وطوالبة، بأنهم يملكون زمام المبادرة وبأن مقاومة المحتل تسري في عروقهم"، وشدّدت على أنّ "الملحمة البطولية التي سطرها أبطالنا في الضفة المحتلة، قضّت مضاجع الصهاينة واستنفرت منظومة أمنهم".

من جانبها، نعت حركة "حماس" جرار الذي "قاوم حتى الرمق الأخير"، ودعت، في بيان، المقاومة في الضفة المحتلة للرّد على جرائم الاحتلال، مؤكدة "أنّ جرار سيتبعه ألف جرار حتى دحر الاحتلال عن أرضنا".

كما نعت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، جرار، واعتبرت، في بيان، أنّ "استشهاده أصبح مأثرة وطنية وصفحة مضيئة من تاريخنا الوطني يفتخر بها شعبنا، وستبقى روحه منارة ودليلاً لكل المقاومين، وستبقى دماؤه لعنة تطارد كل الذين انحرفت بوصلتهم وانتهجوا سياسة التنسيق الأمني وحُيدّت بنادقهم عن الدفاع عن أبناء شعبنا".

وفي غزة، دعت بعض المساجد عبر مكبرات الصوت، إلى مسيرات غضب جماهيرية للتنديد باغتيال جرار.

أما قيادات الاحتلال الإسرائيلي، فقد احتفلت باغتيال جرار، إذ اعتبر وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، في تغريدة، على حسابه في "تويتر"، أنّه "تم إغلاق الحساب مع أحمد جرار".

وأحمد جرار، هو ابن الشهيد القيادي في كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" نصر جرار الذي اغتيل عام 2002، بعد محاولات اغتيال عدة أفقدته قدميه وساعده.

ويُعتبر نصر الجرار "العقل المدبّر" لكثير من عمليات المقاومة رغم إصابته البليغة، وتمكّن الاحتلال من اغتياله بعد تفجير منزل احتمى به عام 2002، حيث كان ابنه أحمد حينها في السابعة من العمر.

(شارك بالتغطية من غزة ضياء خليل)