بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ١٥٠
عائشة لما وصلت إلى المدينة راجعة من البصرة، لم تزل تحرض الناس على أمير المؤمنين (عليه السلام) وكتبت إلى معاوية وأهل الشام مع الأسود بن أبي البختري تحرضهم عليه (1).
قال: وروى عن مسروق أنه قال: دخلت على عائشة فجلست إليها فحدثتني واستدعت غلاما لها أسود يقال له عبد الرحمن، فجاء حتى وقف، فقالت: يا مسروق أتدري لم سميته عبد الرحمن؟ فقلت: لا، قالت: حبا مني لعبد الرحمن ابن ملجم (2).
وفي رواية عبيد الله بن عبد الله التي ذكرناها في هذا المقام دلالة واضحة لأولي البصاير على بغضها، حيث سمت أحد الرجلين اللذين خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) معتمدا عليهما، وتركت تسمية الاخر، وليس ذلك إلا إخفاء لقربه هذا من الرسول (صلى الله عليه وآله) وفضله، وقد أشعر سؤال ابن عباس بذلك فلا تغفل (3).
وبالجملة بغضها لأمير المؤمنين (عليه السلام) أولا وآخرا (4) هو أشهر من كفر إبليس، فلا يؤمن عليها التدليس، وكفى حجة قاطعة عليه قتالها وخروجها عليه .

(1) الشافي: 466 تلخيص الشافي ج 4 ص 158، وروى المفيد في كتاب الجمل ص 84 مثل الأخير وسيأتي شرح ذلك في أبواب الجمل انشاء الله تعالى.
(2) تقدم آنفا تحت رقم 1.
(3) راجع الحديث بالرقم 10 وفى لفظ البخاري (ج 1 ص 170) " فقال لي ابن عباس: هل تدرى من الرجل الذي لم تسم عائشة؟ قال: قلت لا، قال ابن عباس: هو علي بن أبي طالب، ويظهر من سائر مصادر الحديث أنه قد زاد ابن عباس بعد كلامه هذا: " ان عائشة لا تطيب له نفسا بخير " راجع مسند ابن حنبل ج 6 ص 228، طبقات ابن سعد ج 2 ق 2 ص 29 س 13، وزاد الطبري: " ولكنها كانت لا تقدر على أن تذكره بخير وهي تستطيع " راجع ج 3 ص 189.
(4) وفى شرح النهج لابن أبي الحديد ج 2 ص 437 - 440 كلام نقله عن شيخه اللمعاني يبين كيفية نشوء تباغضها مع علي (عليه السلام) وسيجئ شطر من كلامه في ص 159 وتمام الكلام في الأبواب الآتية انشاء الله تعالى
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»
الفهرست