إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / الحرب الإيرانية ـ العراقية، من وجهة النظر العربية





مناطق النفوذ في العالم
موقع الجزر الثلاث
منطقة جزر مجنون
إصابة الفرقاطة الأمريكية STARK
مسارح الصراع البرية والبحرية
معركة الخفاجية الأولى
معركة تحرير الفاو
معركة سربيل زهاب
الهجوم الإيراني في اتجاه عبدان
الإغارة الثالثة على دهلران
التشابه بين مضيقي تيران وهرمز
العملية رمضان
العملية فجر ـ 8
العملية فجر ـ 9
الغارة الإسرائيلية الثانية
القواعد البحرية الإيرانية في الخليج
اتفاقية سايكس ـ بيكو 1916
حادث إسقاط الطائرة الإيرانية
حدود المياه الإقليمية الإيرانية
حرب الناقلات

مناطق إنتاج النفط
أوضاع القوات العراقية والإيرانية
مسلسل العمليات كربلاء (1 – 9)
مسرح العمليات (الاتجاهات الإستراتيجية)
مسرح العمليات (التضاريس)
مسرح العمليات والدول المجاورة
الموقع الجغرافي للعراق وإيران
المنطقة الكردية
الهجمات الثانوية للعملية بدر
الهجوم المضاد الإيراني العام
الأفكار البديلة للعملية خيبر
التواجد الأجنبي في الخليج
التجمع القتالي لقوات الطرفين
العملية مسلم بن عقيل
العملية بدر
العملية فجر النصر
القواعد والتسهيلات الأمريكية
القواعد والتسهيلات السوفيتية
بدء الهجوم العراقي
تضاريس المنطقة الإيرانية
تضاريس العراق
تقسيم إيران
سلسلة العمليات فجر
طرق المواصلات بالشرق الأوسط
فكرة الاستخدام للقوات الإيرانية
فكرة الاستخدام للقوات العراقية



-------------------

ملحق

حادث إسقاط طائرة الركاب المدنية الإيرانية

بوساطة مدمرة أمريكية، في 3 يوليه 1988

منذ أن قرّر الرئيس الأمريكي، رونالد ريجان، استخدام القطع البحرية العسكرية الأمريكية، في حراسة السفن الأمريكية، والكويتية التي سمح لها برفع العلم الأمريكي، ثم السفن الصديقة، التي تطلب الحماية، في مياه الخليج العربي ـ دارت عدة مواجهات بين القطع البحرية العسكرية الأمريكية، والإيرانيين، الذين استخدموا، في المقابل، عدة وسائل، مثل صواريخ أرض/ سطح، والقطع البحرية الإيرانية المسلحة، من زوارق صغيرة وحتى الفرقاطات الكبيرة، والمقاتلات القاذفة، والألغام البحرية، بهدف تحقيق إستراتيجيتهم في التأثير في قدرات العراق، الاقتصادية والعسكرية، بتهديد الملاحة في الخليج العربي، لوقف دعم الدول العربية الخليجية للعراق، ومنع وصول شحنات الأسلحة إليه من طريق البحر.

كان وزير الدفاع الأمريكي، فرانك كارلوتشي Frank C. Carlucci، قد أعلن، في 29 من أبريل 1988، توسيع قاعدة الاشتباك، التي تتحكم في عمليات القوات الأمريكية في الخليج العربي، ليصبح في الإمكان طلب المساعدة، في ظروف المحنة، لأي سفن، صديقة أو محايدة، لأطراف غير مشتركة في القتال، لتبادر السفن، التابعة للقوة البحرية الأمريكية في الخليج العربي، إلى تقديم الحماية الواجبة . كما أعلن، أن القوات الأمريكية، لن تسمح، مستقبلاً، بهجمات معادية على أي سفينة تجارية، تعبُر المياه الدولية للخليج العربي. ويعني هذا القرار إيران بالتحديد؛ إذ اقتصرت الهجمات العراقية، في المنطقة المحدَّدة، المعلنة للحرب، على السفن الإيرانية، أو تلك التي تحمل نفطاً إيرانياً. بينما شنت إيران هجمات خارج منطقة الحرب المعلنة، وتعرضت قواتها، البحرية أو الجوية، لسفن تجارية محايدة، مرات عديدة.

كانت حادثتَا الهجوم العراقي، من طريق الخطأ، على السفن الأمريكية العسكرية (المدمرة Chandler، الفرقاطة Stark)، والأضرار الجسيمة التي أصابت الفرقاطة، فضلاً عن مقتل 37 أمريكياً من طاقمها، في العام الماضي (12 فبراير، 17 مايو 1987) ـ قد أوضحت ضعف نظام الإنذار المبكر، المعمول به لإنذار السفن الأمريكية من اقتراب أهداف جوية معادية. ومع ضيق مساحة المناورة المتاحة، في الخليج العربي، فإن الفرصة لتعرّض السفن الأمريكية لهجمات جوية مباغتة، كانت ذات نسبة عالية جداً. ولتفادي ذلك الموقف، حرصاً على أرواح الضباط والبحارة على السفن الأمريكية، وصلاحية تلك السفن للعمل المكلفة به، كان أمام القيادة الأمريكية ثلاثة خيارات، لتوفير درجة الأمن المطلوبة (إنذار مبكر طويل المدى، محمول جواً).

الخيار الأول: استخدام طائرات الاستطلاع الإلكتروني للتنصت (E-3A Sentry)، المعروفة باسم AWACS

يتطلب إنشاء حقل استطلاع إلكتروني على مدار 24 ساعة، يومياً، يغطي منطقة الخليج والأرض شرقه وشماله، 6 طائرات على الأقل، مع ثلاثة مستودعات استطلاع إلكترونية، محمولة جواً، حتى تغطي منطقة العمليات المطلوبة.

إلاّ أنه لم يكن متيسراً سوى أربع طائرات سعودية. كما أن القوات الجوية الأمريكية، كانت متضررة من زيادة حجم الطائرات، المخصصة للعمل في منطقة الخليج، وهو ما جعلها لا تتحمس بما يكفي، لإرسال مزيد من تلك الطائرات.

إضافة إلى نقص العدد، فإن مدى التغطية لطائرات AWACS، يحتم مرورها في المجال الجوي لدولة الإمارات العربية المتحدة، حتى يمكن تغطية مدخل الخليج، في الجنوب، وهو الجزء المهم، عند مضيق هرمز الإستراتيجي.

استطاعت المملكة العربية السعودية، الحصول على موافقة دولة الإمارات العربية المتحدة، على تحليق الطائرات السعودية فوق أراضيها، وتعاونت معها الولايات المتحدة الأمريكية على هذا الطلب. وعمدت واشنطن، طبقاً للقواعد المعمول بها في الدولة، إلى عرض ترتيبات التأمين على الكونجرس الأمريكي. وعلى الرغم من أنه كان يُشار إليها بأنها ترتيبات سِرية، إلاّ أن أعضاء الكونجرس، سربوا النبأ، الأمر الذي دفع حاكم الإمارات العربية إلى سحب موافقة الحكومة الإماراتية على تحليق طائرات AWACS السعودية فوق أراضيها.

الخيار الثاني: استخدام مجموعة طائرات (Hawkeye) E-2C، التابعة للبحرية الأمريكية

يرابط في جنوب مضيق هرمز، عند بحر العرب، مجموعة سفن حاملة الطائرات الأمريكية Enterprise، وهي تتضمن فـي حمولتها من الطائرات، مجموعة طائرات استطلاع إلكتروني E-2C، المعروفة باسم Hawkeye. وهي قادرة على توفير إنذار مبكر، محمول جواً، في الجزء الخاص بمضيق هرمز. وقد اضطلعت بذلك، خلال عملية فرس النبي المتعبد (Praying Mantis) بكفاءة، في مرحلة عمليات المجموعة Delta؛ إذ استطاعت رصد التحركات في منطقة مضيق هرمز، وميناء بندر عباس، الإيراني، وتوجيه الطائرات التي هاجمت الفرقاطة الإيرانية SABALAN.

كانت التقارير تفيد، أن طائرات Hawkeye، أفرط في استخدامها إلى حدّ تعرضها لشقوق في الأجنحة، نتيجة للإجهاد. والأهم من ذلك، تقييد استخدامها في غير توقيتات العمليات (مثل مهام المراقبة، والمسح الإلكتروني، المطلوب عملها فيها)، إلاّ لساعات محددة. ويعني ذلك عدم إمكان استخدامها على مدار الساعة، لتحقيق الرقابة المستمرة للأجواء، فوق الخليج، في الجزء الجنوبي، استكمالاً لعمل طائرات AWACS، في الجزء الشمالي.

الخيار الثالث: استخدام أجهزة الرادار في السفن الأمريكية

كانت مجموعة المدمرات الأمريكية، من نوع AEGIS, Ticonderoga- Class، مجهزة برادارات كشف، قادرة على إعطاء إنذار مبكر للسفينة. كما أنها كانت تتميز عن طائرات الاستطلاع الإلكتروني (AWACS – Hawkeye)، بوجود نظام دفاعي ضد الأهداف المكتشفة، فيمكنها مهاجمة الطائرة أو الصاروخ المعادي وإسقاطه. ولهذا السبب، وعلى الرغم من أن رادارات الكشف، لدى المدمرات من نوع AEGIS، هي أقلّ مدى من مثيلتها في طائرات الاستطلاع الإلكتروني، فإن الأميرال Crew، رئيس هيئة الأركان المشتركة، أعطى أوامره، بأن تعمل إحدى المدمرات من هذا النوع، في الخليج العربي (وهي المدمرة الأمريكية Vincennes)، لتغطية الجزء الجنوبي من منطقة العمليات البحرية.

كان اعتراض بعض العسكريين في هيئة قيادة البحرية الأمريكية، في واشنطن، على قرار رئيس هيئة الأركان المشتركة، أن هذا النوع من المدمرات، صمِّم للعمل في المياه العميقة (المحيطات). هذا النوع من المدمرات، كان باهظ النفقات؛ فقد جهِّز بمعدات ذات تقنية متطورة، عالية القيمة. وهي أكثر تقدماً من الفرقاطات الأمريكية، مثل Stark (التي أصابها صاروخ Exosit، من الطائرة العراقيةF-1)، أو Samuel B.Roberts التي اصطدمت بلغم إيراني).

وكلتاهما كادت إصابتها تغرقها، وهو ما كانت تخشاه قيادة البحرية الأمريكية. فلو أُصيبت المدمرة Vincennes، من جراء هجوم إيراني، أقلّ مرتبة في التقنية، فإن المعارضين في الكونجرس، لبرامج البحرية، الهادفة إلى تطوير هذا النوعAEGIS، من مرتبة Ticonderoga إلى النوع نفسه، من مرتبة أرقى Arleigh Burke ـ سيستغلون الحادث في الترويج، عبْر وسائل الإعلام، ضد برنامج التطوير للمدمراتAEGIS.

العوامل الثلاثة، المؤدية إلى الحادث

كانت مشكلة المدمرة Vincennes في أجهزتها المعقدة، التي تعمل بكفاءة عالية، في البيئة التي صمِّمت من أجْلها، وهي مياه المحيط الزرقاء، العميقة، على مسافة لا تقلّ عن 100 ميل من الساحل المعادي، حتى يمكنها حماية سفن مجموعة حاملة الطائرات.

لم يكن هذا الشرط البيئي محققاً في الخليج العربي؛ فهو ذو طبيعة مائية خضراء، (محدودة العمق)، شبه مغلقة، قريبة من السواحل. وفيه حركة ملاحة، جوية وبحرية، وتجري بمحاذاته أحداث حرب، استمرت ثماني سنوات، وتكاد تلفظ أنفاسها الأخيرة.

على الرغم من ذلك، فقد فضل الأميرال Crew هذا الحل البديل عن سواه لتميُّز المدمرة في اكتشاف الهدف، وتحديد هويته، وملاحقته، وتدميره بصواريخها المضادة، وهو ما يوفر استخدام معدات أخرى، لإجراء كل الخطوات السابقة.

وبذلك، اكتمل العامل الأول للحادث المنتظَر، بوضع المدمرة Vincennes على مسار الملاحة الجوية في المنطقة. فقد تغير أسلوب حراسة السفن والناقلات الأمريكية، وتلك الرافعة العلم الأمريكي، من الحراسة اللصيقة المباشرة للقافلة، إلى أسلوب تأمين الممر الملاحي، بتحديد منطقة عمل، تضطلع كل مدمرة، من نوع AEGIS، المختار، بتأمينها، بينما يحدد لكل سفينة أو ناقلة عابرة، سفينة حراسة مباشرة واحدة .

كان من الممكن تجنّب الحادث، لو أمكن تلافي الأخطاء البشرية؛ إذ كان طاقم المدمرة قليل الكفاءة. فقد كشف التحقيق الرسمي للبحرية الأمريكية، فيما بعد، عن عدة أخطاء، وإهمال، أدّيا إلى وقوع الحادث، وهو ما يعني أن الطاقم، لم يكن في مستوى تدريبي مرتفع، يتيح له ممارسة صلاحياته في تنفيذ مهام قتالية، بالكفاءة المطلوبة. كذلك، فقد اتضح أن التحذيرات المتتالية للاستخبارات، في شأن احتمال وقوع هجمات إيرانية، والتي بنيت على أساس تزايد نشاط قِطع البحرية الإيرانية، آنئذٍ، أدت إلى زيادة الضغط العصبي عند طاقم السفينة، فأصبحت ردود فعله تتسم بالتوتـر. من جهة أخرى، فإن ما سمعه الطاقم عن حادثَي الفرقاطة Stark، والفرقاطـة Samuel B. Roberts، جعله يتوقع مصيراً مشابهاً، في أي لحظة، وهو ما أدى إلى زيادة الضغط العصبي لدى أفراده، ولّد حالة نفسية قلقة، يمكن، في ظروفها، أن تزيد نسبة أخطاء الطاقم المتوقعة. واستُشِف الضغط النفسي الهائل، من خلال بعض تصرفات الطاقم المتعجلة، حتى إن السفينة أصبحت ذات شهرة، في المنطقة، بأنها المدمرة الآلية (الروبوت)، استُمِدّت من كون طاقمها مستعداً، دائماً، لإطلاق النار على أي هدف يعترضه، من دون تحقّق كافٍ، أو تحذير مسبق؛ ولا يعقل أن يُطلق مثل هذا التشبيه، إلا بعد تكرر أحداث، توحي به.

لاكتمال العوامل، كان لا بدّ من مرور الهدف في المجال، الذي تستطيع المدمرة، أن تكتشفه وتطلق عليه نيرانها، وأن يتم ذلك في ظروف استثنائية. لذلك، فإن العامل الثالث، جاء منطقياً، ليكمل سلسلة الأسباب المؤدية إلى الخطأ الفادح، الذي ارتكبته المدمرة.

في الصباح الباكر، من يوم 3 يوليه 1988، طلبت ناقلتا نفط، تابعتَين لدولتَين محايدتَين المساعدة على ظروف المحنة، طبقاً لقواعد الاشتباك الموسعة، التي سبق أن أعلنها وزير الدفاع الأمريكي، كارلوتشي Carlucci، عندما تحرشت بهما زوارق إيرانية سريعة، مسلحة. ومن الفور، أرسلت المدمرة Vincennes، المكلفة بمهام تأمين المنطقة، التي تمر بها الناقلتان، طائرة عمودية، للتحقق من النشاط العدائي، المشار إليه، بينما غيرت المدمرة اتجاهها وسرعتها، في اتجاه الاستغاثة.

لدى اقتراب الطائرة العمودية، التابعة للمدمرة، من منطقة الاستغاثة، أطلقت الزوارق الإيرانية النار عليها. فسارعت المدمرة إلى طلب الإذن في الاشتباك. وبادرت إلى اتخاذ أوضاع الهجوم. واشتبكت مع الزوارق الإيرانية، بعد الحصول على الأذن في ذلك من قيادتها. وبذلك، تأتّت الظروف الاستثنائية لحدوث الخطأ القاتل.

في الساعة السادسة والدقيقة السابعة والأربعين، من صباح 3 يوليه 1988، أقلعت طائرة، من نوع A-300 Airbus، وهو نوع من طائرات الركاب المدنية، يكثُر استخدامه، بوساطة شركات الطيران المختلفة، وله شهرة عالمية في الرحلات، المتوسطة والقصيرة المدى، أقلعت متجهة إلى مطار دبَي، في دولة الإمارات العربية المتحدة. وكان إقلاعها بداية سلسلة من الملابسات والإجراءات الخاطئة، التي أدّت إلى الحادث؛ فزمن الإقلاع كان متأخراً عن الجدول المعلن عالمياً، سبعاً وعشرين دقيقة. ومكان الإقلاع، هو مطار بندر عباس، جنوبي إيران، وهو مطار مشترك، مدني ـ عسكري. ومنطقة المرور، هي ممر جوي، فوق منطقة اشتباكات، كانت، في ذلك التوقيت، ميداناً لاشتباك. التقطت رادارات المدمرة إقلاع الطائرة، التابعة للخطوط الجوية الإيرانية، فور إقلاعها. وطالبتها أجهزة التعارف بتحديد الهوية: صديق أم عدو؟، بالصيغة الأمريكية المتعارف عليها (III IFF) وكانت إجابة أجهزة تعارف الطائرة: 6760، وهي تعني أنها طائرة مدنية، من نوع Airbus، بالشفرة الدولية، الخاصة بالتعارف. ويتدخل العامل البشري، ليقود العوامل الثلاثة، والملابسات المحيطة بالحادث إلى الخطأ الفادح؛ إذ تجمعت المعلومات، أمام المختص بفحص هوية الأهداف من طاقم المدمرة، الذي بادر إلى مراجعة جداول الرحلات التجارية المعلنة، واتخذ قراراً، أنها ليست الرحلة الرقم 655، لطائرة الخطوط الجوية الإيرانية A-300 Airbus التي كان توقيتها يسبق ذلك التوقيت سبعاً وعشرين دقيقة. (اُنظر شكل حادث إسقاط الطائرة الإيرانية)

كان تفسير إخصائي تحديد هوية الهدف في المدمرة، مقنعاً، فلم يكن من المنطق، أن يسمح لطائرة مدنية بالتحليق وعبور مجال جوي، يجري فيه اشتباك، جوي وبحري، خاصة أن أحد الأطراف هو إيران، وهي، كذلك، صاحبة الطائرة المدنية، ويفترض أن لديها معلومات كاملة عن الاشتباك، الجاري بين السفن والطائرة العمودية الأمريكية، في تلك المنطقة.

الخطأ الثاني، كان من طاقم تحديد نوع الأهداف المعادية، الذي كان تحليله لاتجاه وسرعة وحجم الهدف، الطائرة Airbus، أنها طائرة من نوعF-14المقاتلة، القاذفة، لتلاؤمها مع شكل الهدف وحركته، على شاشة العرض، في غرفة عمليات المدمرة. وعزّز هذا التحليل، أن لدى إيران عدداً منها، كان الشاه قد اشتراه من الولايات المتحدة الأمريكية، ضمن برنامجه لتحديث القوات الجوية الإيرانية.

الرواية الأمريكية للحادث 

ذكر قائد المدمرة، في تقريره، مسؤوليته الكاملة عن الحادث. فقد كانت كل الوقائع، تشير إلى أن الطائرة عسكرية معادية، وأنه اتخذ قراراه بتدميرها، عندما لم تستجب للإنذارات المتكررة، التي وُجِّهت إليها، بالابتعاد عن مجال الدفاع عن المدمرة نفسها. وأنه أعطى الأمر بإطلاق صواريخ سطح/ جو عليها، حينما بدأت تهبط في اتجاه المدمرة، في وضع انقضاض. وأشار في التقرير، كذلك،  إلى أنه أمر بتوجيه ضوء من رادار التحكم في النيران، إلى الطائرة، لِلَفت نظر قائدها، وتعرفها بالرؤية، قبْل تدميرها. إلاّ أن عطلاً، أخَّر تنفيذ ذلك الإجراء. ولدى إصلاحه، كان الصاروخ في طريقه إلى الطائرة، على مسافة زمنية، قدرها ثانية واحدة فقط، وذلك في تمام الساعة السادسة والدقيقة 53/54. وكانت الطائرة تبعد عن المدمرة 9 أميال بحْرية، حينما أصابها الصاروخ، فانفجرت، من الفور.

برّر قائد المدمرة قراراه تدمير الطائرة، بأنه اتخذ الإجراءات الدفاعية المعتادة، لصد هجوم هدف جوي معادٍ، ضد المدمرة نفسها. وأن المدمرة، كانت في حالة اشتباك بحري، وهو ما جعله يظن أن الهجوم الجوي، هو مساندة للزوارق الإيرانية المشتبك معها.

رواية شهود عيان للحادث

نقلت وكالة الأنباء الإيرانية رواية للحادث، عن شهود عيان، من سكان جزيرة هانجام في مضيق هرمز، أنهم رأوا، بوضوح، إصابة الطائرة بصاروخَين من المدمرة الأمريكية، بعد دقائق من اتخاذها مساراً في الممر الملاحي الدولي، فوق منطقة المعارك، بين المدمرة وزوارق إيرانية . وأوضحت الوكالة، أن إصابة الطائرة وإسقاطها، كان بعد دقائق من إقلاعها، وعلى متنها 398 شخصاً (منهم 156 رجلاً، و157 امرأة، و66 طفلاً، و19 فرداً هم طاقم الطائرة )، معظمهم إيرانيو الجنسية. وأن الطائرة كانت في وضع إقلاع، أي صاعدة إلى الأعلى، على ارتفاع 2286 م، وقت إسقاطها، في الساعة العاشرة وخمس عشرة دقيقة، صباحاً.

كانت الرواية الأخرى لشاهد عيان، من البحرية الأمريكية نفسها. إذ ذكر قائد الفرقاطة الأمريكية Sider، في تقريره في شأن الحادث، أن الطائرة كانت في مرحلة صعود، حينما أصيبت. وهو ما يتناقض مع تقرير قائد المدمرة. Vincennes

الرواية الإيرانية للحادث 

ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية، نقلاً عن متحدث رسمي إيراني، أن الأسطول الأمريكي، أطلق صاروخَين على طائرة ركاب إيرانية، أثناء توجُّهها من ميناء بندر عباس، في إيران، إلى إمارة دبَي، وعلى متنها 398 راكباً. وأن الطائرة، انفجرت فوق جزيرة هنجام، في مضيق هرمز، بعد 7 دقائق من إقلاعها. ولم يسمع صوت استغاثة من الطيار، قبْل اختفائها من شاشات الرادار.

رواية سلطات الإمارات العربية المتحدة للحادث 

ذكرت سلطات مطار دبَي، أن قائد الطائرة الإيرانية، أرسل إشارة استغاثة، قبْل اختفائها بوقت قصير، إلاّ أنه لم يعرف سبب ذلك. كما ذكرت سلطات ميناء صقر، في إمارة رأس الخيمة، أن طائرة الخطوط الجوية الإيرانية، قد فُقدت، ويحتمَل سقوطها في الخليج. وكان ذلك أول إعلان عن سقوط الطائرة، بعد مرور 40 دقيقة على الموعد المحدد لهبوطها مطار دبَي.

تقرير جريدة أمريكية، في شأن المدمرة Vincennes

ذكرت جريدة واشنطن بوست الأمريكية، في 5 يوليه 1988، أن الطراد الأمريكي Vincennes، الذي أسقط الطائرة الإيرانية، منذ يومَين، كاد يتسبب، في الشهر الماضي، بحادث تصادم في المجرى الملاحي، في الخليج العربي. وأن دولة الإمارات العربية المتحدة، قدّمت احتجاجاً رسمياً، في هذا الشأن. ويؤكد ذلك تأثير الضغط العصبي في كفاءة طاقم المدمرة الأمريكية، الذي كان ينقصه، كذلك، المستوى التدريبي اللائق للأعمال القتالية، كما جاء في تقرير لجنة التحقيق، لقيادة البحرية الأمريكية.

التناقض بين الروايتين، الأمريكية والإيرانية

من الواضح، أن هناك اختلافاً جذرياً في الروايتَين لطرفَي الحادث. ففي البداية، كان البيان الأمريكي، في شأن الاشتباك، يتضمن تدمير زورقَين إيرانيَّين، وإصابة ثالث، وإسقاط طائرة إيرانية من نوع F-14 المقاتلة، القاذفة.

وعندما أعلن الإيرانيين تدمير طائرتهم المدنية، في الجو، بفعل القِطع البحرية الأمريكية، المتمركزة في مياه الخليج العربي، نفت واشنطن ذلك، مؤكدة، في بيان أصدرته وزارة الدفاع الأمريكية، أن الطائرة التي أسقطتها البحرية الأمريكية، هي من نوعF-14، وذلك خلال الاشتباك مع مجموعة زوارق إيرانية. وأن تقرير المدمرة الأمريكية، أشار إلى أنه أُسقطت طائرة إيرانية مقاتلة، من نوعF-14، كانت تقترب اقتراباً عدائياً.

أيد شهود العيان ما ذكرته إيران، أن الإصابة كانت من جراء صاروخَين، أثناء صعود الطائرة. وهو ما يكذب التقرير الأمريكي بإطلاق صاروخ واحد على الطائرة، وهي في وضع هبوط. بينما لم يُتَح التأكد من باقي الاختلافات بين البيانين، الأمريكي والإيراني، التي تنحصر في المسافة بين الطائرة والمدمرة، هل هي 9 أميال بحرية أو 14 ميلاً بحرياً؟ وهل كانت ردود الطائرة على طلبات التعارف، في صيغة مدنية أو عسكرية؟ وهل كانت داخل المجرى الملاحي الجوي، الدولي، أو خارجه؟

من الواضح، خاصة بعد تقرير الفرقاطة الأمريكية Sider ، أن قائد المدمرة، قد أدرك الخطأ، الذي اقترفه مع طاقمه. وأن ذلك كان بسبب مجموعة أخطاء متتالية، تراكمت في اتجاه المأساة. لذلك، فإنه يعدّل هيئة الطائرة قليلاً، إذ لا يستطيع إنكار وقوع الحادث، ليوحي بأنها كانت تشابه أوضاع القتال للطائرات الحربية، مما يبرر الخطأ غير المقصود.

تداعيات الحادث، عالمياً وإقليمياً

اتخذت تداعيات هذا الحادث اتجاهَين. الأول، التداعيات المؤثرة في تصرفات بعض الجهات، المؤيدة لأحد طرفَي الحادث، أو في تصرفات طرفيَه أنفسهما. الثاني، تداعيات أثرت في الأحداث التالية، ونجم عنها قرارات مهمة، حولت مجرى الحرب.

ردود الفعل إزاء الحادث

1. الولايات المتحدة الأمريكية

بعد اتضاح أبعاد الحادث، اعترفت به الولايات المتحدة الأمريكية. واعتذرت عن سقوط ضحايا أبرياء، نتيجة لخطأ غير مقصود، أثناء تأدية عمل دفاعي بحت.

وقد أعلن البيان الأمريكي الرئيس ريجان بنفسه. وذكر شعوره بالأسف والحزن لهذه المأساة الإنسانية، وإن تحقيقات شاملة، وواسعة النطاق، ستجري لمعرفة أسباب الحادث.

كما أعلن الأميرال وليم كرو، رئيس هيئة الأركان المشتركة، في مؤتمر صحفي، تفاصيل الحادث (طبقاً للرؤية الأمريكية). وأعرب عن أسف الحكومة الأمريكية الشديد لهذا الحادث الأليم. كما ذكر أن هناك معلومات، تفيد أن إيران تُعِدّ لعمل عسكري، ضد المصالح الأمريكية، خلال احتفالات عيد الاستقلال الأمريكي.

أمّا الجرائد الأمريكية، فذكرت تزايد الاتجاه، داخل الولايات المتحدة الأمريكية، إلى الانسحاب من الخليج، وإنهاء الوجود الأمريكي فيه، على الرغم من قناعة الحكومة الأمريكية، بأن هناك مصلحة بعيدة الأمد، من الحماية الأمريكية لحركة الملاحة في الخليج، والدفاع عن الدول الصديقة فيه.

أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض، في 8 يوليه 1988 (أي بعد الحادث بخمسة أيام)، استعداد الولايات المتحدة الأمريكية لبدء حِوار مع المسؤولين الإيرانيين، لمناقشة عدة موضوعات، في مقدمتها وقف الحرب، وأن إيران لم تردّ، بعد، على رسالة الرئيس الأمريكي في هذا الشأن. وقد أوضحت متحدثة باسم الخارجية الأمريكية، أن الحِوار، يجب أن يشمل أعمال الإرهاب الدولي، والإفراج عن الرهائن في لبنان.

وقد ذكر رئيس الوفد الأمريكي إلى مجلس الأمن، في وقت لاحق، 11 يوليه 1988، أن على إيران ومجلس الأمن، السعي إلى إيقاف حرب الخليج، لإزالة الأسباب، التي أدّت إلى الحادث، وراح ضحيتها 398 قتيلاً، بدلاً من محاولة إدانة الولايات المتحدة الأمريكية.

وقد اتضح من تصريحات المسؤولين الأمريكيين، التي جاءت على أعلى مستوى (رئيس الجمهورية، وممثلو وزارة الخارجية ووزارة الدفاع، ورئيس الوفد الأمريكي إلى مجلس الأمن)، اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية بإزالة أي آثار للمأساة، قد تتسبب بتصعيد أعمال القتال والتوتر، في مسرح الحرب، أو اللجوء إلى أعمال إرهابية، من وجهة نظر الأمريكيين، في أي مكان من العالم، ضد المصالح الأمريكية. وهو ما دفع الرئيس الأمريكي إلى إعلان أسفه للخطأ، مع توضيح أنه كان عملاً دفاعياً، واستعداده لدفع تعويض إلى أُسَر ضحايا الحادث.

2. الجمهورية الإسلامية الإيرانية

على الرغم من أن وكالة الأنباء الإيرانية، أذاعت، منذ اللحظات الأُوَل للحادث، تقارير ميدانية في شأنه، إلاّ أن المسؤولين الإيرانيين، التزموا الصمت، حتى اليوم الثالث، عقب الحادث، حينما أعلن رئيس البرلمان الإيراني، هاشمي رافسنجاني، والقائد العام للجيش بالإنابة، أن إيران، لن تسعى إلى الانتقام من الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي اليوم نفسه، 5 يوليه 1988، طلبت إيران، رسمياً، عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن، لبحث الحادث. وصرح رئيس وفدها إلى مجلس الأمن، جعفر محلاتي، بأن بلاده، ستطالب بإدانة مباشرة للولايات المتحدة الأمريكية في أي قرار متوقَّع لمجلس الأمن. ودعاها إلى سحب قواتها من الخليج، والوقوف موقف الحياد العادل، إزاء الحرب ضد العراق.

أمّا البرلمان الإيراني، الذي يرأسه هاشمي رافسنجاني ، فصوّت على استمرار النضال ضد استكبار الولايات المتحدة الأمريكية، واستمرار الحرب ضد العراق.

وسلكت إيران اتجاهاً آخر، في محاولتها إدانة الولايات المتحدة الأمريكية لمسؤوليتها عن الحادث، توقعاً منها أن الأمريكيين أو أيّاً من أصدقائهم في مجلس الأمن، قد يستخدم حق الاعتراض (الفيتو)، ضد قرار الإدانة. فقدمت طلباً إلى منظمة الطيران المدني العالمية، لعقد اجتماع طارئ، والتحقيق في حادث إسقاط الطائرة الإيرانية المدنية، بوساطة مدمرة أمريكية. وقد ذكر متحدث باسم المنظمة، أنها تدرس هذا الموضوع، وتسعى، حالياً، إلى جمع معلومات كاملة عن الحادث.

كان تأخر رد الفعل لدى الإيرانيين راجعاً إلى التطورات، التي سبقت الحادث وصاحبته، في مجرى الحرب ضد العراق، الذي كان قد استعاد المبادأة. وكان هدف إيران استغلال الحادث استغلالاً ملائماً، من دون انفعالات، تؤثر في مصداقية القرارات السياسية الإيرانية، فيما بعد. وقد اتضح أن الإيرانيين، خططوا لاستغلال الحادث، كذريعة لقبول وقف إطلاق النار، الذي قرره مجلس الأمن سابقاً، (القرار الرقم 598)، الذي كانت إيران ترفض تطبيقه.

3. المنظمات الشيعية، الموالية لإيران

كان رد الفعل لدى المنظمات الشيعية، في الدول العربية، والموالية لإيران، أكثر عنفاً وتطرفاً من رد الفعل الإيراني نفسه.

فقد أعلنت منظمة الجهاد الإسلامي الشيعية اللبنانية، أنها ستعدم رهينتَين أمريكيتَين لديها، انتقاماً لإسقاط الأسطول الأمريكي طائرة الركاب الإيرانية، ومصرع كل ركابها.

وفي اليونان، تعرضت سفينة ركاب يونانية، في 10 يوليه 1988، لهجوم مسلح، أسفر عن مصرع 11 شخصاً، وإصابة 98 آخرين، إضافة إلى 11 مفقوداً. وأعلن متحدث باسم الشرطة اليونانية، أن هناك علاقة بين الهجوم الإرهابي وانفجار سيارة، في إحدى ضواحي اليونان، سبق الهجوم بست ساعات. وأنه يعتقد أن الحادثين رد على إسقاط الطائرة المدنية الإيرانية، في الخليج العربي، منذ عدة أيام، إذ أشارت الشرطة اليونانية إلى أن عناصر من حزب الله الشيعي اللبناني، قد تكون هي التي نفذت الهجوم. وتدور شكوك حول مسؤولية إيران عن الهجوم، الذي يعتقد أنه كان يستهدف اختطاف السفينة، وعلى متنها سبعة أمريكيين، لم يصب أي منهم بأذى، ثم تغيرت الخطة، لسبب ما.

في لندن، أعلن متحدث باسم مطار هيثرو، رفع حالة الاستعداد الأمني في المطار، إثر التهديدات الإيرانية، عقب سقوط الطائرة المدنية؛ وكانت إيران قد انتقدت رد الفعل البريطاني غير المنصف.

وضح أن المسؤولين الإيرانيين، كانوا يُعِدّون العدة لإنهاء الحرب، وقبول وقف إطلاق النار، تنفيذاً لقرار مجلس الأمن، الرقم 598. لذلك، فإنهم سلكوا، على الصعيد الرسمي، مسلكاً أكثر هدوءاً مما كان منتظراً، وأعلنوا، عقب الحادث، قبولهم وقف إطلاق النار، متعللين بتضرر المدنيين الأبرياء من الحرب وويلاتها، (خاصة أن الحادث تزامن مع إصابة العاصمة، طهران، بصواريخ أرض/ أرض عراقية، بكثافة عالية، أحدثت خسائر جسيمة في الأرواح والمباني).

أمّا الأوساط الشعبية، والفئات الشيعية، الموالية لإيران، فقد اتخذت مسلكاً عنيفاً، بدءاً من التهديدات بعمليات انتقامية، حتى تنفيذ بعض تلك العمليات (حادث السفينة اليونانية)، علاوة على المظاهرات، التي عمّت المناطق، التي تقطن فيها غالبية من الشيعة، في أي دولة.

مقارنة بين حادثَتي الطائرتَين المدنيتَين، الإيرانية والكورية الجنوبية

وجّه بعض الصحفيين إلى الرئيس الأمريكي، رونالد ريجان، سؤالاً عن مدى تشابه حادث إسقاط سفينة حربية أمريكية طائرة مدنية إيرانية، في الخليج العربي، عام 1988، مع حادث إسقاط طائرة مقاتلة سوفيتية طائرة ركاب كورية جنوبية، فوق بحر اليابان، عام 1983. وقد رفض الرئيس الأمريكي عقد المقارنة، متعللاً بأن الحادثَين جدُّ مختلفَين، من كافة الوجوه.

كانت الطائرة الكورية، من نوع Boeing 747، قد أقلعت من نيويورك، في طريقها إلى سيول، حاملة 269 راكباً،إضافة إلى طاقمها، حينما اعترضتها مقاتلة سوفيتية، وأسقطتها بالقرب من جزيرة سخالين، في الساعة الثالثة والنصف، صباح، أول سبتمبر 1983. وقد قتل كل من كانوا على متنها. لم تعقب موسكو، آنئذٍ، على الحادث، إلاّ بالقول إن الطائرة كانت في مهمة تجسس في مصلحة الأمريكيين. وقد اعترف الأمريكيون، لاحقاً، بأنه كانت لديهم طائرة استطلاع، في المجال نفسه، وفي الوقت عينه. وقد فشلت الجهود، الأمريكية واليابانية، في استعادة الصندوق الأسود للطائرة، الذي يحتوي على تسجيلات المحادثات، التي جرت مع قائد الطائرة، قبْل إسقاطها. وتوقع العالم، وقتها، زيادة التوتر بين القوّتَين العظميَين.

التشابه الأكيد بين الحادثَتين هو ضخامة عدد الضحايا، الذي شمل كافة الركاب وطاقمَي الطائرتين، وتعدى المائتين والستين، في كلتا الحالتين. بينما الاختلافات كثيرة، أهمها أن إسقاط الطائرة الإيرانية، نجم عن الظن أنها طائرة معادية حربية، في ممر ملاحي دولي، وقت اشتباك فعلي. بينما أُسقطت الطائرة الكورية، على الرغم من العلم بأنها مدنية، لكونها في مهمة تجسس في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الخطأ الذي وقع فيه السوفيت، نتيجة وجود طائرة استطلاع أمريكية في المسار نفسه، والتوقيت عينه، إنما على ارتفاع مختلف (أعلى من مسار الرحلة المدنية).