رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
عشت الأزمات العربية ـــ العربية على مدار خمسين عاما، وتابعت أحداث الوحدة بين مصر وسورية عام 1958 والمؤامرة عليها 1961، كما تابعت الاتحاد الهاشمي بين المملكتين الأردنية الهاشمية والعراقية الهاشمية والذي لم يكتب له التاريخ النجاح لأسباب وأسباب، وتابعت وقائع انفصال الوحدة المصرية السورية 1961 وتابعت أحداث الثورة اليمنية سبتمبر 1962 وما تلاها من تدخل و حرب ضروس كان للجمهورية العربية المتحدة (مصر) والمملكة العربية السعودية أيد في تلك الحرب التي استمرت أكثر من خمسة أعوام ،الأول مؤيدا للنظام الجمهوري في اليمن، والثاني يرفض النظام الجمهوري ويؤيد عودة النظام الملكي الإمامي هناك، فبقي النظام الجمهوري وانتهى العهد الملكي الإمامي في اليمن إلى غير رجعة.
(2 )
تابعت كغيري من الناس في تلك الفترة بشغف تلك الأحداث عبر وسائل الإعلام المسموعة، وما تنشره وسائل الإعلام الصحفية والمجلات التي كانت تصل إلى القاري العربي في كثير من إمارات الخليج والسعودية في تلك المرحلة ، إما تهريبا أو عبر مسافرين، قرأنا وسمعنا الكثير مما يكتب وما يقال. والحق أنني لم أجد إسفافا وانعدام أخلاق بين أطراف الخصومة بين تلك الدول. كانت الخصومة بين حكام ذلك الزمان على أشدها إلا أن الصحافة لم تكن بذيئة في تناول أوجه الخلاف بين الحكام، ولم تمس كرامة وكبرياء أي شعب من شعوب الدول المختلفة. ولم يتنابز الحكام بالألقاب إلا مرة واحدة ، كانت بين عبد الناصر والملك حسين ملك الأردن ،والثانية بين الملك فيصل وعبد الناصر ولكل أسباب ،ولكن لم ينجر الملك فيصل والملك حسين رحمهما الله إلى ميدان التنابز بالألقاب، وهم الآن الثلاثة بين يدي الله عز وجل. والرأي عندي، أنه، عندما تكون راقيا في خصامك فأنت تخبر العالم بأنك على حق ويحترمون ما تقول، وعندما تنجر إلى غير ذلك من أدوات الردح فاعلم أن العالم يعلم بأنك على باطل.
الصحافة العربية في ذلك الوقت، السيادة فيها لصحافة مصر ولبنان، ولكل دولة عربية صحافتها في لبنان، إلى جانب الصحافة الداخلية، لكنهم والشاهد الله عز وجل، لم ينزل الصحفيون في لبنان، أو أي دولة عربية على خلاف مع دولة أخرى إلى مستوى الانحطاط الصحفي والإعلامي الذي نشاهده ونقراه اليوم .لم يتعرض أي مواطن من مواطني تلك الدول العربية يعيش في أي من تلك الدول لأي إهانة لكرامته أو اعتداء عليه بأي طريقة كانت.
(3 )
لا جدال بأننا في دول مجلس التعاون نعيش مرحلة من السفه والانحدار الأخلاقي والأعمال اللا إنسانية نتيجة لحصار إخواننا في السعودية والبحرين والإمارات على دولة قطر وشعبها المسالم كريم الخلق. ذلك الحصار / المقاطعة نشر إعلاما سفيها وليس من أخلاقنا في هذه البقعة من العالم . هناك تحريض على المواطن القطري من قبل وسائل الإعلام اللاأخلاقية التي انتشرت في سماء الخليج العربي.
اضرب مثلا: مواطن قطري ينتمي إلى قبيلة من أعرق القبائل العربية بني مر، ويجرَ عن غير إرادته ،إلى منطقة معزولة رملية من قبل مواطنين سعوديين ويكبلون يدية خلف ظهره، ويصورونه وهو يتعرض للإهانة تحت شعار "أنه يسب السعودية" وهو يؤكد أنه لم يسب السعودية ولا دخل له في السياسة، ويتعرض للضرب والسباب ليس عليه فقط وإنما تطاول معتقلوه على أمير دولة قطر وأمه وأبيه، فأي أخلاق تلك، وذلك مسجل على اليوتيوب بالصوت والصورة. هل نستطيع أن نقول هذه أخلاق النبلاء وتريدون عودة المياه إلى مجاريها بين أفراد الشعب الخليجي!!
لقد عمق الحصار المفروض على قطر روح الكراهية والحقد والثار بين أبناء مجلس التعاون الخليجي. لم نعهد من آل سعود في عمرنا أن مسؤولا منهم حرض وعمق روح الكراهية بين أفراد الأمة العربية، رغم خلافات وصراعات مسلحة حدثت بين بعضهم وبعض الدول الأخرى، فما بالك بدول الجوار الشركاء في مجلس التعاون.
مثال آخر أرسله إلى الخلق جميعا، مجموعة من الرعاع من مواطني دول الحصار/ المقاطعة رفعوا صوراً لسمو أمير دولة قطر الشيخ تميم ووالده ووالدته وعليها علامة (x ) وتحتها تعليق لا يليق بهم. إنه عمل حاقدين، وليس من أخلاقنا الخليجية العربية. مثل هذه الأحداث لم تحدث من أي قطري ضد مواطن سعودي أو ضد أي قائد خليجي حيا كان أو ميتا محبا لقطر أو كارها لها.
(4 )
في الآونة الأخيرة جد علينا عمل كريه ذلك هو إقحام الفن الغنائي والموسيقى ـــــــــ التي تروض الروح على سمو الخلق ـــــــــ في ميدان الخصومة بين الحكام ، وأقحموا الأدب والشعر وكذلك الرياضة ليعمقوا جذور الكراهية بين الناس. لمصلحة من، كل هذا؟ هل يقبل خادم الحرمين الملك سلمان حفظه الله كل هذه الأفعال؟ وهل يقبل سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هذه الأفعال ضد قطر وأهلها؟ أشك في أنهما يقبلان، ولكن عليهما أن يضربا بيد من حديد ؛ ليكون هؤلاء المسيئون نموذجا يحتذى به على كل من يتطاول على الذات الحاكمة أو التطاول على أفراد الشعب جماعة أو فرادى باليد أو القول، وأن يكون الخلاف بين ولاة الأمر محصورا بينهم ولا يصل إلى الشعب لأن تمدد الخلاف إلى العامة أمر خطير، وخاصة أننا مجتمع قبلي لا يقبل بالضيم ولا المهانة.
آخر القول: اتقوا الله يا ولاة الأمر فينا، ولا يمتد خلافكم إلى الشعب، واعلموا علم اليقين بأنه لا رابح فيكم في هذا الخصام ولا المنطقة رابحة برمتها، واعلموا أنه لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب، وأنتم أصحاب القامات العالية.
الحرب! الحرب! كلمة تستفز نشاز الرعب - قرقعة الفكوك الحديدية، لسعات البارود الموجعة، أصداء أضغاث أحلام متكسرة وموسيقى... اقرأ المزيد
81
| 19 أبريل 2024
تنخرط دولة قطر في جهود حثيثة منذ بداية الحرب على غزة لإنهاء الحرب على القطاع مع التزام تام... اقرأ المزيد
78
| 19 أبريل 2024
لا شك أن تزكية النفس هي طريق الفلاح، وقد أقسم الله تعالى في سورة الشمس على أن الفلاح... اقرأ المزيد
129
| 19 أبريل 2024
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
لم يجعل الله لعمل المؤمن أجلاً دون الموت، فما دام فيه نفس يتردد وعقل يفكر وقلب ينبض فهو عبد مسؤول عن صلاح نفسه وإصلاح محيطه أملا في نهضة شاملة لأمّته، هذا حال المؤمن المسؤول، أما (من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه) فقد أوضح القرآن مآله (خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين). وما أجمل التعبير القرآني حين يصوره في عبادته (على حرف) عبادة هشة وعابد غير متمكن في العقيدة، ولا متثبت في الطاعة، يصوره في حركة جسدية متأرجحة قابلة للسقوط عند الدفعة الأولى. ومن ثم ينقلب على وجهه عند مس الفتنة ووقفته المتأرجحة تمهد من قبل لهذا الانقلاب. هذان نموذجان أمام المسلم، وهو وحده من يقرر أي الطريقين يسلك حتى يسلم أو يهلك، وأمام عينه وهو يختار الطريق تحذير القرآن من الانتكاسة بعد الاستفاقة ومن الهدم بعد البناء (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم» [النحل:92]. وهو مثل ضربه الله لمن ينقض العهد وقد قيل في شأنه أنه مثل مضروب لامرأة حمقاء ملتاثة، ضعيفة العزم والرأي، تفتل غزلها ثم تنقضه وتتركه مرة أخرى قطعاً منكوثة ومحلولة ! وكل جزئية من جزئيات التشبيه تشي بالتحقير والترزيل والتعجيب. وتشوه الأمر في النفوس وتقبحه في القلوب وهو المقصود. وما يرضى إنسان كريم لنفسه أن يكون مثله كمثل هذه المرأة الضعيفة الإرادة الملتاثة العقل، التي تقضي حياتها فيما لا غناء فيه! واليوم وبعد انتهاء رمضان يقف كل مسلم أمام نفسه ليقول لها ما قاله الإمام الشبلي حين سئل: أيهما أفضل رجب أم شعبان؟ فقال: « كن ربانياً ولا تكن شعبانياً». ونحن نقول: كن ربانيا ولا تكن رمضانيا. رمضان كان وسيلة خير لإرضاء الله، وقد مضى، وبقي لك الاستمرار على الطاعة، مقتديا بنهج النبي صلى الله عليه وسلم إذ كان عمله ديمة، كما قالت عائشة رضي الله عنها وقد سئلت: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص يوماً من القيام؟ فقالت: لا، كان عمله ديمة، وأيكم يستطيع ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستطيع). وهذا لا يكون إلا بمحاسبة دقيقة للنفس والتعامل معها تعامل الحذر منها، الذي لا يأمن غوائلها، هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول عمر: « حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا فإنه أيسر وأهون لحسابكم، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، وتجهزوا للعرض الأكبر «يومئذ ٍ تعرضون لا تخفى منكم خافية».
1629
| 14 أبريل 2024
بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة، صعّد المستوطنون الاسرائيليون من حملة اعتداءاتهم في الضفة الغربية تحت حماية قوات الاحتلال، التي صعَّدت من جانبها أيضا عمليات الاقتحامات المستمرة للمدن والقرى والمخيمات؛ وهي الحملات التي أدت إلى استشهاد 463 فلسطينيا، وإصابة نحو 4750 آخرين، واعتقال أكثر من 8 آلاف فلسطيني. لقد أطلقت مليشيات المستوطنين التي تحظى بدعم من الحكومة اليمينية المتطرفة بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حملات عدوانية، تحت حماية قوات الاحتلال، استهدفت السكان والممتلكات في عدد كبير من القرى والبلدات الفلسطينية، حيث تعرض السكان في عدد من بلدات الضفة الغربية لحملة اعتداءات غير مسبوقة، خصوصا قرية المغير شمال شرق رام الله، التي عاشت ليلة رعب، على وقع هجوم مسلح شنه مئات المستوطنين مما ادى إلى استشهاد شاب فلسطيني واصابة العشرات، فضلا عن احراق عدد من المركبات والمنازل. إن الضفة الغربية تواجه منذ بدء العدوان على قطاع غزة، حالة من الاغلاق مع قيود صارمة على حركة التنقل بين المدن والبلدات، فضلا عن المداهمات المستمرة وحملات الاعتقال المكثفة، حيث استشهد ما لا يقل عن 115 فلسطينياً بينهم 33 طفلاً خلال الأسابيع الماضية، وأصيب أكثر من 2000 آخرين، كما جرى تهجير ما يقرب من 1000 فلسطيني قسراً من منازلهم بسبب العنف الممارس من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ومليشيات المستوطنين. إن التراخي والتباطؤ والعجز الدولي عن التصدي لما يجري من اعتداءات وجرائم ممنهجة من قبل مليشيات المستوطنين في الضفة الغربية، تحت ستار الدخان الكثيف للعدوان على غزة، سيدفع الأوضاع في الضفة إلى الانفجار، ما لم يتدخل المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته في توفير الحماية للشعب الفلسطيني، واطلاق عملية سياسية لمعالجة القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.
1434
| 14 أبريل 2024
تنشط دولة قطر على كل المستويات دعما للجهود الاقليمية والدولية الرامية لخفض التصعيد، وذلك مع ارتفاع حدة التوتر وازدياد المخاوف من اتساع نطاق الصراع في المنطقة، في ظل التطورات الاخيرة، والتهديدات المتبادلة بين طهران وتل أبيب على خلفية الهجوم الايراني على اسرائيل، بعد أن أثار العدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ أكثر من ستة أشهر، أعمال عنف أوسع في المنطقة امتدت إلى جانبي الحدود اللبنانية الاسرائيلية، وإلى تهديد الملاحة في البحر الأحمر. وفي هذا السياق، جاءت الاتصالات التي أجراها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مع الرئيس الايراني الدكتور إبراهيم رئيسي، ومع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واستعرض سموه خلالها تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، لاسيما آخر تطورات الأوضاع في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث اكد سمو الأمير المفدى على ضرورة خفض كافة أشكال التصعيد وتجنب اتساع رقعة الصراع في المنطقة. وعلى الصعيد ذاته، جاء اتصال معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، مع سعادة الدكتور حسين أمير عبداللهيان وزير الخارجية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكذلك رئاسة معاليه للاجتماع الوزاري الخليجي الاستثنائي الذي عقد قبل يومين في طشقند، حيث شدد معاليه على ضرورة العمل المشترك لخفض التصعيد في المنطقة وحل الخلافات بالطرق السلمية. إن هذه الاتصالات التي تقودها دولة قطر على أعلى المستويات، تأتي في إطار التزامها بدعم كافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي، وإدراكها لأهمية وضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وصولا لتحقيق حل دائم ونهائي للقضية الفلسطينية بما يحقق سلاما دائما وشاملا في المنطقة.
1125
| 17 أبريل 2024