السبت

نريدوا مشاركاتكم!

مساء الخير أصدقائي القراء،

أعتذر منكم لأن مسؤولية مجلة متخصصة في حقوق الإنسان لا يجب أن تكون مسؤولية فردية، وخاصة في عالمنا العربي المليء بإنتهاكات حقوق شعبه، بل يجب أن تكون مسؤولية جماعية، يجب أن نتكاتف جميعاً من أجل خلق موقع إلكتروني تفاعلي لطرح جميع المشاكل التي تعترض قيام دول عربية مدنية تدافع عن حقوق شعوبها!!

لذلك الساحة مفتوحة لكم، لإقتراحاتكم، لآرائكم، ومقالاتكم، وأذاني كلها مفتوحة لكم.

الناشر/المدون: فرحات فرحات
بريدي الإلكتروني: falconfarhat@gmail.com

لمن الغلبة في أية إنتخابات مبكرة !؟

كتب فرحات فرحات

إن الحركات الدينية "كالإخوان المسلمين والسلفيين" التي تريد تطبيق شريعة الإسلام بإسقاطاتها هي في المجتمعات المدنية - وليس كما هو الإسلام - والتي تطلق إتهام "الفلول وأعداء الدين"على كل من يختلف معها من القوى السياسية؛ إنما ستؤدي إلى ردّة على الدين وعداء له من قبل الناس العاديين الذي وجدوا ان الإسلام لا يقبل الآخر وان أحزابه لا ترعى الديموقراطية والحقوق المدنية؛
 
كذلك سيؤدي لتقوية وعودة أعضاء الحزب الوطني أكثر قوّة من ذي قبل؛ وليس نيل شفيق المركز الثاني في الإنتخابات الرئاسية لمرور عادي بل سيظن ونتيجة غباء السلطة الحالية ان من انتخب شفيق كان على حقّ؛ وان الناصريين والبرادعي والقوى الأخرى ليست بالتنظيم ذاته وأنها في ضوء أية إنتخابات رئاسية مقبلة ستسعى بكل جهدها إلى تقسيم الجبنة على ما يرضي كل طرف منها، وهذا ما ظهر نتيجة ترشيح جميع الأطراف نفسها على الإنتخابات الرئاسية وليس دعم مرشح قوي واحد في وجه الإسلاميين والحزب الوطني الذي مثله شفيق؛
هذا عدا عن أنه يوجد في مصر طرفين هما الأقوى والأكثر تنظيماً "الإخوان المسلمين" من جهة "والحزب الوطني" من جهة أخرى غير انه وكون الطرف الأول فشل في إستلام السلطة وفي عودة الإستقرار لمصر وفي ترميم المجتمع المتهالك والمتردي من الداخل لأنهم نظروا دائماً لأنفسهم على أنهم ظلموا ويريدون تحصين مراكزهم خوفاً من اية أخطار أو "مؤامرات" كما يقولون لإنهم تعايشوا مع هذا منذ الخمسينات حيث أمضت معظم قياداتهم سنين في المعتقلات وهذا ما برز في الإعلان الدستوري والذي يريد فيه مرسي ان يحصن نفسه كذلك في الدستور الأحادي وكذلك أيضاً في جميع المظاهرات السياسية التي نظموها والتي أظهرتهم أنهم غير جديري بالسلطة وانهم لا يحترمون وعودهم التي قطعوها على أنفسهم من البداية: لن نترشح لنشكل أغلبية البرلمان؛ ثم لن نترشح لمنصب رئيس الجمهورية، وسنأتي بنائب للرئيس قبطي وغيرها من الوعود الكاذبة؛ 
في حين ان الطرف الآخر اي الحزب الوطني حكم لعشرات السنين وهو منظم ومدعوم من رأسماليي مصر والطبقة المتوسطة التي يشكل الموظفين جزءاً أساسياً من هذا التنظيم كونهم كانوا مع السلطة دائماً؛ ما يؤكد ان الأرض والغلبة ستكون وللأسف للحزب الوطني وليس للقوى الوطنية المدنية في اية انتخابات مستقبلية مبكرة.
 
 

الاثنين

نور لقد خسرناك ناشطاً في مجال حقوق الإنسان

كتب فرحات فرحات
نور مرعب، لقد عرفتك انساناً ناشطاً في مجال حقوق الإنسان
اذكر عندما التقيتك للمرة الأولى عبر بوابة التواصل الإجتماعي تحضيراً للمؤتمر الأول لمجلس المواطنين، كم كانت سعادتي حينها ان ألتقيك في مبنى جريدة النهار بعد أيام من التحضيرات لأتعرف على شاب مندفع يؤمن بالتغيير ويسعى لتحقيقه، وقد تواصلنا بعدها تيليفونياً وعبر الإعلام الإجتماعي وكم تألمت أني لم أعد اسمعك بعد اليوم.
أذكرك في بداية الثورات العربية كم كنت متحمساً لها وتأمل أن تنجح هذه الثورات، ومنذ تلك الفترة شغلتني الحياة عن التواصل معك، وقد اعتذرت لك تيليفونياً عن عدم قدرتي على حضور اللقاء الثاني لمجلس المواطنين في الجامعة الأميركية، إلا أنني أحببت ان اتصل بعدها لأتأكد عن نجاح اللقاء وكم كنت سعيداً بحضور ما يفوق المئة شخص.
نور، بالتأكيد أنا لا أوافق على ما قمت به، لأن الإنتحار لا ينهي مسألة الظلم الذي يعاني منه البشر، لأن الإنتحار ليس سوى وسيلة للهروب من الواقع، لقد عرفتك ناشطاً فكيف للناشط الذي يدافع عن حقوق الآخرين ان ينتحر، هل هذا هروب من الدفاع عن حقوقنا نحن البشر؟
لو كنت حياً، كنت بالتأكيد ستحقق تغييراً ولو قليلاً فيما كنت تشدو له،  أما في موتك فأفكارك والقضايا التي كنت تحارب من أجلها لن تجد أحداً يحارب مثلك عن ما تؤمن به.
اليوم علمت بالمسألة إنطلاقاً من صفحة مايكل نبيل هذا الصحافي الشاب الذي ثار على عسكر مصر وهو يهدي لك بجائزته، نور لا لا أوافق على ما قمت به، ولكن سأفتقدك شاباً ذكياً مقداماً ناشطاً ملهماً.

 
حلقة حول إنتحار نور مرعب وشهادات من أصدقائه

الأحد

المشكلة في لبنان

كتب فرحات أ. فرحات

المشكلة في لبنان أنه لا يوجد لدينا جميعاً ثقافة المواطنة من شيعة وسنة ومسيحيين، المشكلة أننا ننظر لبعضنا على أننا ملل ومذاهب مختلفين ومتخاصمين وليس أننا مواطنين في وطن؛ المشكلة ان ابن طرابلس السني استنفر كيف يقبض على أحد ابناء مدينته الأمن العام الذي يرأسه شيعياً من الجنوب يحسب سياسياً على احد حزبي الشيعة؛ المشكلة ان قوى الأمن الداخلي يُنظر لها في الضاحية على أنها جهاز غير مرحب به لأنه يرؤسها سنياً من طرابلس؛ وتحسب سياسياً على تيار المستقبل؛
المشكلة ان زعماء السياسة أو امراء الطوائف أو امراء الحرب أو تجًار السلم أو فاسدي السلطة لم يمعنوا في الدولة إلا إحتكاراً وسلخ ونهب وسرقة وإغتصاب؛ المشكلة انه عند كل تعيين لأحد القادة الأمنيين أو تعيين احد المدراء العامين لا يتحرك هؤلاء الزعماء ليروا من الأصلح ليولوه المهمة بل يبحثوا بين اخلائهم على من يقبل بالشتيمة أكثر ومن هو المطيع للسيد ولا يقبل مناقشته في أمر اليوم.


المشكلة ان الأحزاب الميليشياوية والتي تهيمن على السلاح شمالاً وجنوباً، لم تسعى عشية إنتهاء الحرب الأهلية أبداً لتتوسع الدولة وتكبر وتعظم قوتها لأنهم يدركون ان ذلك سيحول أبناء الأحزاب والملل والطوائف إلى أبناء للوطن. بل نشرت هذه الأحزاب لمؤسساتها الدينية في كل حي وزقاق ومدينة وقرية؛ المشكلة ان المدرسة والجامعة والمشفى والمستوصف والمركز الرعائي في هذه المنطقة او تلك اصبح يخص هذا الحزب او التيار او الحركة او تلك.
المشكلة ان جميع هذه الأحزاب والتيارات السياسية لعبت على جوع المواطن ليكون مسخاً لها يعبد هؤلاء الساسة حتى يحركونهم كيفما شاؤوا، وهذا ما يظهر عند كل إستحقاق إنتخابي حيث تتوزع المليارات من جميع الأطراف يمناً ويساراً، ومن لا يملك المال يوزع بطاقات البنزين، أو الفانات والباصات والطعام ليقل ناخبيه، أو يشهر على مؤيديه لسلاح الطاعة الشرعية.
المشكلة ان السارق والفاسد في لبنان هو سياسي عبقري يحترمه مؤيدوه ويعتبروه ذكياً استطاع ان يحقق لهم العدالة في وجه الطوائف الأخرى؛
...المشكلة ان لا يتمكن المواطن العادي المستقل من الإستمرار في هذه الأكذوبة فلا يجد أمامه سوى الهجرة وهذا بالتحديد ما يريده هؤلاء، ولذا على هذه القلة الصامتة المنتشرة في أرجاء الوطن كافة ان تشارك في الحياة السياسية كتابة وتعريةً للواقع، عسى ان يغيروا شيئاً.
 

الخميس

مغارة علي بابا والأربعين موظف ورجل أمن في الدكوانة



كتب فرحات أ. فرحات


لقد كنت في مركز المعاينة الميكانيكية (النافعة) في الدكوانة وقد استغرقني الأمر من الحادية عشرة صباحاً وحتى الرابعة عصراً، وسأسرد عليكم ما حدث معي لنستخلص العبرة.

المرحلة الأولى: السماسرة

ذهبت إلى دائرة يقف على بابها المئات من المراجعين لتبيان إن كان على السيارة أية مخالفات مرورية خلال العام الفائت، وقد كانت المصيبة الأولى فبيقنا واقفين هناك أكثر من ساعة، ولا سبيل لمرور أحد غير شخصين اثنين كانا أمام الموظفين ويعطونهم أرقام لعشرات السيارات؛ فإستغربنا الأمر واعتقدنا أن الدائرة مقفلة، إلا أنها كانت مشرعة الأبواب، ولكن ليس للمراجعين العاديين من المواطنين وهم أكثرية المتواجدين هناك بل بل كانوا "السماسرة"  وعلمنا بعدها ان هناك قرار بعدم استلام المعاملات منهم خاصة خلال أوقات الإزدحام في نهاية العام؛ إلا أنه لا قانون هناك يا معالي الوزير ولا أحد ينفذ أوامرك !؟

وعندما صرخ أحدنا رافضين لما كان يجري هناك إعتراضاً منا على وجود السماسرة لأكثر من ساعة حتى بدأ العد العكسي لوقوفنا هناك؛ فهل إنتهى الأمر؛ لا أنت بمغارة علي بابا والأربعين موظفاً في الدكوانة!

حيث يعطوك وصلاً بالمتوجبات، عليك أن تدفعه في دائرة ثانية حيث عليك أن تقف لساعة أيضاَ؛ ومن ثم لا يوجد موظف هناك في ذات الطابق ليتم تسجيل أنك سددت المخالفة بوقوف السيارة في مكان غير مخصص لها، بل عليك الذهاب "إلى مبنى آخر يبعد عن المبنى الأول عشرات الأمتار والصعود على الدرج للطابق الثالث وتقف في إزدحام غير منضبط للمرة الثالثة.

المرحلة الثانية: تأمين السيارة

يوجد في لبنان تأمين إلزامي على المركبات الآلية نتيجة الأعراض الجسدية التي قد تعرض الآخرين للخطر؛ جميل!؟ لا إنه عبارة عن عنوان لا أكثر فنحن انتقلنا إلى مغارة شركات التأمين اللبنانية التي تفرخ كثيراً في لبنان والتي تتنافس فيما بينها على هذا التأمين بتخفيض سعر البوليصة لأن شركات التأمين تعطي الوزرقة إلا أنها تقوم بالمستحيل حتى لا تدفعه إن تعرض أحدهم لأي عارض ما؟

وفي مغارة الدكوانة تجد عشرات السماسرة الذين يعرضون عليك التأمين لدى شركات وهمية يرخص لها القانون اللبناني وتحميها وزارة الإقتصاد اللبنانية؛ لأنه لا يوجد في لبنان ضابط لشيء وخاصة المستهلك.

المهم أنني كنت اشتريت كافة أنواع التأمينات المتعلقة بالسيارة قبل مجيئي للمغارة في الدكوانة؛ من أحد وسطاء التأمين المحترمين والذي قد تطلق عليه إستشاري تأمين حيث يعرض عليك ما إيجابيات وسلبيات أي منتج تأميني فتقدم على الشراء اقتناعاً بالمنتج لا كما يفعل السماسرة.

المرحلة الثالثة: تسجيل الميكانيك

يتم ذلك في مبنى ثالث في ذات المغارة حيث تقف صفوف من المواطنين لساعات طوال!؟ لماذا !؟ لأنه لا تنظيم هناك؛ فالسماسرة مرة ثالثة يخرقون الصفوف ويبقون ساعات عند الموظف ليقوموا بالمعاملات؛ وبالنتيجة الموظف يأخر كافة المواطنين من أجل السمسار لا لسبب سوى أن الغلة تقسم على الجميع من الموظفين والسماسرة؛ والسمسار الأشطر هو الذي يطعم أكثر في ذات المغارة.

هذا عدا عن حالات اختراق الصفوف من قبل سماسرة من نوع جديد هم : الدرك، أو عناصر قوى الأمن الداخلي الذين مهمتهم الأساس تنظيم الصفوف؛ والحفاظ على الأمن وعلى حسن سير النشاط الإداري في المغارة حتى لا تكون مغارة؛ إلا أنهم يخرقون الصفوف لإتمام المعاملات؛ بلد !؟

المهم أنني لم أستطع البقاء ساكتاً، خاصة أن كل ذلك كان أما عيني "العميد" أو المسؤول عن النافعة؛ فحاميها حراميها في لبنان؛ وافتعلت مشكلة معه لأنه لا يجوز أن يكون هذا الأمر حقيقة عند الألفية الثالثة؛

وقد عمدت إلى سردي للواقعة التي حدثت معي في الدكوانة لأنه لا يجوز أن نبقى ساكتين عن الأخطاء والتجاوزات التي تحدث في لبنان؛ بل علينا الكتابة عنها وتقديم الشكاوي حتى ولو كانت المسائل كلها مطبوخة ولو كان بعض قوى الأمن من الفئة الضالة في مجتمعنا؛ إلا أنه لا بد أن يكون هناك بعض الأوادم، فلن يخلو الأمر وقد يسمع أحدهم ...




الأربعاء

ارادة الحياة


ارادة الحياة

إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر



وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر



وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر



فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر



كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَاتُ وَحَدّثَنـي رُوحُـهَا المُسْتَتِر



وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّجَر



إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر



وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر



وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِ يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر



فَعَجَّتْ بِقَلْبِي دِمَاءُ الشَّبَـابِ وَضَجَّتْ بِصَدْرِي رِيَاحٌ أُخَر



وَأَطْرَقْتُ ، أُصْغِي لِقَصْفِ الرُّعُودِ وَعَزْفِ الرِّيَاح وَوَقْعِ المَطَـر



وَقَالَتْ لِيَ الأَرْضُ - لَمَّا سَأَلْتُ : " أَيَـا أُمُّ هَلْ تَكْرَهِينَ البَشَر؟"



"أُبَارِكُ في النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر



وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِي الزَّمَـانَ وَيَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَر



هُوَ الكَوْنُ حَيٌّ ، يُحِـبُّ الحَيَاةَ وَيَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُر



فَلا الأُفْقُ يَحْضُنُ مَيْتَ الطُّيُورِ وَلا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَ الزَّهَــر



وَلَـوْلا أُمُومَةُ قَلْبِي الرَّؤُوم لَمَا ضَمَّتِ المَيْتَ تِلْكَ الحُفَـر



فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الحَيَـاةُ مِنْ لَعْنَةِ العَـدَمِ المُنْتَصِـر!"



وفي لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي الخَرِيفِ مُثَقَّلَـةٍ بِالأََسَـى وَالضَّجَـر



سَكِرْتُ بِهَا مِنْ ضِياءِ النُّجُومِ وَغَنَّيْتُ لِلْحُزْنِ حَتَّى سَكِـر



سَأَلْتُ الدُّجَى: هَلْ تُعِيدُ الْحَيَاةُ لِمَا أَذْبَلَتْـهُ رَبِيعَ العُمُـر؟



فَلَمْ تَتَكَلَّمْ شِفَـاهُ الظَّلامِ وَلَمْ تَتَرَنَّـمْ عَذَارَى السَّحَر



وَقَالَ لِيَ الْغَـابُ في رِقَّـةٍ مُحَبَّبـَةٍ مِثْلَ خَفْـقِ الْوَتَـر



يَجِيءُ الشِّتَاءُ ، شِتَاءُ الضَّبَابِ شِتَاءُ الثُّلُوجِ ، شِتَاءُ الْمَطَـر



فَيَنْطَفِىء السِّحْرُ ، سِحْرُ الغُصُونِ وَسِحْرُ الزُّهُورِ وَسِحْرُ الثَّمَر



وَسِحْرُ الْمَسَاءِ الشَّجِيِّ الوَدِيعِ وَسِحْرُ الْمُرُوجِ الشَّهِيّ العَطِر



وَتَهْوِي الْغُصُونُ وَأَوْرَاقُـهَا وَأَزْهَـارُ عَهْدٍ حَبِيبٍ نَضِـر



وَتَلْهُو بِهَا الرِّيحُ في كُلِّ وَادٍ وَيَدْفنُـهَا السَّيْـلُ أنَّى عَـبَر



وَيَفْنَى الجَمِيعُ كَحُلْمٍ بَدِيـعٍ تَأَلَّـقَ في مُهْجَـةٍ وَانْدَثَـر



وَتَبْقَى البُـذُورُ التي حُمِّلَـتْ ذَخِيـرَةَ عُمْرٍ جَمِـيلٍ غَـبَر



وَذِكْرَى فُصُول ٍ ، وَرُؤْيَا حَيَاةٍ وَأَشْبَاح دُنْيَا تَلاشَتْ زُمَـر



مُعَانِقَـةً وَهْيَ تَحْـتَ الضَّبَابِ وَتَحْتَ الثُّلُوجِ وَتَحْـتَ الْمَدَر



لَطِيفَ الحَيَـاةِ الذي لا يُمَـلُّ وَقَلْبَ الرَّبِيعِ الشَّذِيِّ الخَضِر



وَحَالِمَـةً بِأَغَـانِـي الطُّيُـورِ وَعِطْرِ الزُّهُورِ وَطَعْمِ الثَّمَـر



وَمَا هُـوَ إِلاَّ كَخَفْـقِ الجَنَاحِ حَتَّـى نَمَا شَوْقُـهَا وَانْتَصَـر



فصدّعت الأرض من فوقـها وأبصرت الكون عذب الصور



وجـاءَ الربيـعُ بأنغامـه وأحلامـهِ وصِبـاهُ العطِـر



وقبلّـها قبـلاً في الشفـاه تعيد الشباب الذي قد غبـر



وقالَ لَهَا : قد مُنحـتِ الحياةَ وخُلّدتِ في نسلكِ الْمُدّخـر



وباركـكِ النـورُ فاستقبـلي شبابَ الحياةِ وخصبَ العُمر



ومن تعبـدُ النـورَ أحلامـهُ يباركهُ النـورُ أنّـى ظَهر



إليك الفضاء ، إليك الضيـاء إليك الثرى الحالِمِ الْمُزْدَهِر



إليك الجمال الذي لا يبيـد إليك الوجود الرحيب النضر



فميدي كما شئتِ فوق الحقول بِحلو الثمار وغـض الزهـر



وناجي النسيم وناجي الغيـوم وناجي النجوم وناجي القمـر



وناجـي الحيـاة وأشواقـها وفتنـة هذا الوجـود الأغـر



وشف الدجى عن جمال عميقٍ يشب الخيـال ويذكي الفكر



ومُدَّ عَلَى الْكَوْنِ سِحْرٌ غَرِيبٌ يُصَـرِّفُهُ سَـاحِـرٌ مُقْـتَدِر



وَضَاءَتْ شُمُوعُ النُّجُومِ الوِضَاء وَضَاعَ البَخُورُ ، بَخُورُ الزَّهَر



وَرَفْرَفَ رُوحٌ غَرِيبُ الجَمَالِ بِأَجْنِحَـةٍ مِنْ ضِيَاءِ الْقَمَـر



وَرَنَّ نَشِيدُ الْحَيَاةِ الْمُقَـدَّسِ في هَيْكَـلٍ حَالِمٍ قَدْ سُـحِر



وَأَعْلَنَ في الْكَوْنِ أَنَّ الطُّمُوحَ لَهِيبُ الْحَيَـاةِ وَرُوحُ الظَّفَـر


إِذَا طَمَحَتْ لِلْحَيَاةِ النُّفُوسُ فَلا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَـدَرْ

أبا القسم الشابي

الأحد

المقاطعة : سلاح يجب إعتماده

الأطفال تُقتل والآلاف في السجون، ألم يحن قرار مقاطعة منتجات مصانع المستوطنات الجاثمة على الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، فقد كان من الاجدر بنا ان نتخذه مع عودة السلطة الوطنية الى ارض الوطن فالاستقلال يشمل ايضا المقاطعة التجارية وهي من اشد انواع الاسلحة فتكا بالاقتصاد الاسرائيلي.
والخطوة المهمة ايضا التي يجب أن تصر الحكومة الفلسطينية على تطبيقها هي منع العمل في بناء المستوطنات، وهو قرار وطني من الدرجة الاولى يحتاج الى دعم من القوى والفصائل الفلسطينية عبر اكثر من وسيلة:
أولاً: عقد الندوات وورش العمل في جميع المواقع لتوعية مجتمع العمال بخطورة العمل في بناء المستوطنات بأيد فلسطينية في الوقت الذي تطالب فيه القيادة بوقف الاستيطان بكافة اشكاله كشرط لاستئناف المفاوضات.
ثانياً: هذه المهمة تقع على عاتق النقابات والاتحادات المنضوية في اطار كل المنظمات والأحزاب الفلسطينية ومن الاجدر ان يقوم بهذه المهمة نقابيون محترفون ولهم باع طويل في التعامل مع الطبقة العاملة.
ثالثاً: يجب ان يكون هناك دور مركزي لوزارة الزراعة ولجان الاغاثة الزراعية من اجل البدء بحملة استصلاح شاملة للاراضي المهجورة في القرى والبلدات الفلسطينية وخاصة تلك القريبة من المستوطنات، والعمل على تهيئتها للزراعة الدائمة كي يستطيع المزارع توفير حياة كريمة لاسرته من جانب ورفد السوق المحلية بجميع الاصناف من الخضراوات والفواكه والحبوب من جانب اخر.
رابعاً: مطلوب من اصحاب رأس المال في القطاع الخاص توسيع نطاق مشاريعهم الانتاجية في محافظات الوطن واستيعاب الايدي العاملة المتعطلة وتلك التي من المنتظر توقفها عن العمل في المستوطنات.
خامساً: مطلوب من الرأسماليين الفلسطينيين المقيمين في الخارج اعادة تجربة الاستثمار في مشاريع متنوعة في الاراضي الفلسطينية ومشاركتنا حالة التحدي التي بدأنا بخوضها مع معرفتنا المسبقة بالنتائج المترتبة على ذلك.
اما المطلوب من الحكومة الفلسطينية (الموحدة قريباً) من اجل نجاح حملة مقاطعة منتوجات المستوطنات ومنع العمل فيها، فهو توفير البديل للعمال الذين بدأوا يعيشون حالة من القلق والخوف على مستقبل ابنائهم وعائلاتهم في ظل الاصرار الرسمي على ضرورة «فك ارتباطهم» مع المستوطنات كعمال ومقاولين واصحاب حرف مختلفة، وذلك من خلال المقترحات الاتية:

أولاً: إنشاء صندوق تعويض يلزم بدفع راتب شهري لكل عامل ينفذ القرار الوطني حتى ايجاد فرصة عمل له.
ثانياً: اشراك القطاع الخاص بتحمل جزء من المسؤولية عبر تشغيل اكبر عدد ممكن من المتعطلين واعطائهم رواتب توفر لهم حياة كريمة ووضعهم في اجواء عمل مريحة بمعنى «ديمومة العمل و ليس موسميته».
ثالثاً: توزيع عدد لا بأس به من العمال على الاجهزة الامنية والعسكرية وخاصة اولئك العمال الذين يحملون شهادات علمية من «التوجيهي» فما فوق وهم كثر بالمناسبة، اذ اضطر العديد من الخريجين للانخراط في سوق العمل المهني نظرا لعدم توفر وظيفة توفر لهم راتبا يؤمن له مستقبلا مريحا.
رابعاً: تفعيل دور وزارة الشؤون الاجتماعية من خلال توفير المواد التموينية الاساسية بشكل شهري للعائلات المتضررة من التوقف عن العمل في المستوطنات والمصانع الاسرائيلية وذلك في اطار تكامل الادوار.
خامساً: توزيع مساعدات مالية رئاسية على الفئة المذكورة ليتسنى لها ترتيب اوضاعها والانفاق على اسرها الى حين توفير فرصة عمل بديلة.
سادساً: قيام وزارة الزراعة بتشجيع المزارعين الذين يعملون في المستوطنات على نقل خبراتهم واستثمارها في اراضيهم بعد استصلاحها، اذ ان معظم الاراضي في الارياف الفلسطينية مهجورة وغير مستصلحة ويفضل اصحابها بيعها على العمل فيها وهذه كارثة كبرى.
وفي هذه العجالة لا بد من التذكير بما شهدته الانتفاضة الكبرى عام ١٩٨٧ عندما قررت القوى الوطنية بقرار من منظمة التحرير مقاطعة السلع الاسرائيلية التي كانت تغرق اسواقنا وكذلك عدم العمل في الورش والمصانع الاسرائيلية والمستوطنات، واطلاق معركة تحد ركيزتها الاساسية الاقتصاد المنزلي والاكتفاء الذاتي وتشجيع المنتج الوطني، وبالمناسبة فان تلك المرحلة لم تكن فيها الصناعات الفلسطينية بهذه الجودة التي تتمتع بها الان.
كما لم يكن هناك استيراد من تركيا او مصر او الاردن او اوروبا اما الان فالبدائل عديدة ولا يحتاج الامر سوى ارادة جماعية تفرض نفسها كواقع على الارض، وبرأيي فان الشعوب التي تريد ان تتحرر من الاحتلال عليها التضحية بالارواح والاموال وبما اننا نخوض معركة سياسية ضروري ان توازيها مقاومة سلمية من المأمول اتساع نطاقها لتشمل كافة الاراضي الفلسطينية .
فلا بد من تضافر كافة الجهود المخلصة لانجاح «انتفاضة الاستقلال الاقتصادي»، في ظل وجود حكومة يمينية بزعامة نتانياهو تدير ظهرها لكل المبادرات الهادفة لانعاش عملية السلام.
ومن هنا فانه لا بد من الاسترشاد في هذه المعركة بتجربة المهاتما غاندي الذي تزعم حركة استقلال الهند الذي استخدم العصيان المدني اللاعنفي ضد الاستبداد البريطاني انذاك وقد تمكن في نهاية المطاف من الانتصار هو ومجتمعه الذي كان يعيش على الاكتفاء الذاتي، وهو بذلك ترجم مقولة «ويل لامة تلبس مما لا تنسج او تصنع وتأكل مما لا تزرع» الى حقيقة ملموسة على الارض فلماذا نحن الفلسطينيون لا نكون كذلك؟
   

واصل الخطيب - بتصرّف - فلسطين

ويلٌ لأمة ..عربية

ويل لأمة تكثر فيها المذاهب والطوائف وتخلو من الدين.

ويل لأمة تلبس مما لا تنسج، وتأكل مما لا تزرع، وتشرب مما لا تعصر.

ويل لأمّة تحسب المستبدّ بطلاً، وترى الفاتح المدلَّ رحيماً.

ويل لأمة تكره الشهوة في أحلامها، وتعنو لها في يقظتها.

ويل لأمة لا ترفع صوتها إلا إذا مشت في جنازة، ولا تفخر إلا بالخرائب، ولا تثور إلا وعنقها بين السيف والنطع.

ويل لأمة سائسها ثعلب، وفيلسوفها مشعوذ، وفنّها فنّ الترقيع والتقليد.

ويل لأمة تستقبل حاكمها بالتطبيل وتودّعه بالصّفير، لتستقبل آخر بالتطبيل والتزمير.

ويل لأمة حكماؤها خرس من وقر السنين، ورجالها الأشداء لا يزالون في أقمطة السرير.

ويل لأمة مقسمة إلى أجزاء، وكل جزء يحسب نفسه فيها أمّة."
الويل لأمة ، تقتل نفسها بسلاح تشتريه بدم أبنائها و تسلمه لهم..

الويل لأمة ترتمي في أحضان الأغبياء و تقول لهم أنتم قادتي ...

الويل لأمة ، لا تحمل ثقافة أجدادها و تصرفها أفعالا ...

الويل لأمة ، تظن أن عدوها هو الصديق و الصديق هو العدو الأخبث ...

الويل لأمة تنهل من كتب الغير و تلقي كتبها في خنادق النار ...

الويل لأمة ، لا ناس فيها ..

الويل لأمة ساستها ، جيوبهم أكبر من أقلامهم ...
الويل لأمة ، فيها ألف مقاوم ،و خلف كل مقاوم يقف عميل أسود مطرز بأثواب العفة ..

الويل لأمة ليس لها من مقدراتها الا الثرثرة و الكلام ...

الويل لأمة أبناؤها كبار و قادتها بحجم حبة الأرز ...

الويل لأمة تحول أبناؤها قطعان للطوائف المسيسة ..

الويل لأمة فيها ألف طائفة و ليس فيها وطن ...
الويل لأمة لا تقرأ
... وإذا قرأت لا تفهم....
... وإذا فهمت لا تعي...
... وإذا وعت لا تدرك...
... وإذا أدركت تخاف من كل شيء...

الويل لأمة يكون فيها المخبر أهم من أينشتاين
الويل لأمة لا تعيش إلا بين القبور
الويل لأمة تخاف من أبنائها
الويل لأمة يهجرها أبناؤها طلبا للعيش الكريم
الويل لأمة يصبح الله فيها فردا لا يساوي شروى نقير
الويل لأمة تسير الحيط الحيط وتطلب السترة بعد ذلك
الويل لأمة يصبح شعارها هو الخوف
الويل لأمة يتحول شعار أبنائها إلى مسألة الحفاظ على الجلد
الويل
الويل
الويل لأمة لا تستطيع أن تكون أما
الويل لأمة لا تستطيع أن تصبح أمة
ويل لأمة تئد نساءها أحياء .
ويل لأمة يكون فيها وجه المرأة عورة، وصوتها عورة، وحبها عورة .
ويل لأمة تريد نساءها خلف البعير .
ويل لأمة تحنط نساءها بالشعوذة والجان والتعويذة .
ويل لأمة لا ترى في النساء إلا الجنس والسرير.
ويل لأمة تقتل التفكير وتعدم الحرف إذا توثب


جبران خليل جبران

حديقة النبي 1933

تقال في كل زمان وفي كل وقت ودائماً وأبداً تُقال في دولنا العربية المتخلفة التي تستورد كل إحتياجاتها من الخارج ولا تصدّر سوى البشر؛ إنها أنظمة إستبدادية، إعتاد سكانها على العويل والصراخ والبكاء على خراب الماضي والحاضر و..المستقبل.


الجمعة

فاروق جويدة: إرحل يا حُسني وعارك في يديك!؟

قصيدة جديدة للشاعر المصري المعروف فاروق جويدة


ارحل كزين العابدين وما نراه أضل منك
ارحل وحزبك في يديك
ارحل فمصر بشعبها وربوعها تدعو عليك
ارحل فإني ما أرى في الوطن فردا واحدا يهفو إليك
لا تنتظر طفلا يتيما بابتسامته البريئة أن يقبل وجنتيك
لا تنتظر أمّا تطاردها هموم الدهر تطلب ساعديك
لا تنتظر صفحا جميلا فالخراب مع الفساد يرفرفان بمقدميك


ارحل وحزبك في يديك
ارحل بحزب امتطى الشعب العظيم
وعتى وأثرى من دماء الكادحين بناظريك


ارحل وفشلك في يديك
ارحل فصوت الجائعين وإن علا لا تهتديه بمسمعيك
فعلى يديك خراب مصر بمجدها عارا يلوث راحتيك
مصر التي كانت بذاك الشرق تاجا للعلاء وقد غدت قزما لديك
كم من شباب عاطل أو غارق في بحر فقر وهو يلعن والديك
كم من نساء عذبت بوحيدها أو زوجها تدعو عليك


ارحل وابنك في يديك
إرحل وابنك في يديك قبل طوفان يطيح
لا تعتقد وطنا تورثه لذاك الابن يقبل أو يبيح
البشر ضاقت من وجودك.. هل لابنك تستريح؟
هذي نهايتك الحزينة هل بقى شيء لديك؟

ارحل وعارك أي عارْ
مهما اعتذرتَ أمامَ شعبكَ لن يفيد الاعتذارْ
ولمن يكونُ الاعتذارْ؟
للأرضِ.. للطرقاتِ.. للأحياءِ.. للموتى..
وللمدنِ العتيقةِ.. للصغارْ؟!
ولمن يكونُ الاعتذارْ؟
لمواكب التاريخ.. للأرض الحزينةِ
للشواطئِ.. للقفارْ؟!
لعيونِ طفلٍ
مات في عينيه ضوءُ الصبحِ
واختنقَ النهارْ؟!

لدموعِ أمٍّ لم تزل تبكي وحيدا
فر أملا في الحياة وانتهى تحت البحار
لمواكبِ العلماء أضناها مع الأيام غربتها وطول الانتظارْ؟!
لمن يكون الاعتذار؟

**
ارحل وعارك في يديكْ
لا شيء يبكي في رحيلك..
رغم أن الناس تبكي عادة عند الرحيلْ
لا شيء يبدو في وجودك نافعا
فلا غناء ولا حياة ولا صهيل..
ما لي أرى الأشجار صامتةً
وأضواءَ الشوارعِ أغلقتْ أحداقها
واستسلمتْ لليلِ في صمت مخيف..
ما لي أرى الأنفاسَ خافتةً
ووجهَ الصبح مكتئبا
وأحلاما بلون الموتِ
تركضُ خلفَ وهمٍ مستحيلْ


ماذا تركتَ الآن في أرض الكنانة من دليل؟
غير دمع في مآقي الناس يأبى أن يسيلْ
صمتُ الشواطئ.. وحشةُ المدن الحزينةِ..
بؤسُ أطفالٍ صغارٍ
أمهات في الثرى الدامي
صراخٌ.. أو عويلْ..
طفلٌ يفتش في ظلام الليلِ
عن بيتٍ توارى
يسأل الأطلالَ في فزعٍ
ولا يجدُ الدليلْ
سربُ النخيل على ضفافِ النيل يصرخ

هل تُرى شاهدتَ يوما..
غضبةَ الشطآنِ من قهرِ النخيلْ؟!
الآن ترحلُ عن ثرى الوادي
تحمل عارك المسكونَ
بالحزب المزيفِ
حلمَكَ الواهي الهزيلْ..
***
ارحلْ وعارُكَ في يديكْ
هذي سفينَتك الكئيبةُ
في سوادِ الليل تبحر في الضياع
لا أمانَ.. ولا شراعْ
تمضي وحيدا في خريف العمرِ
لا عرش لديكَ.. ولا متاعْ
لا أهلَ.. لا أحبابَ.. لا أصحابَ
لا سندا.. ولا أتباعْ
كلُّ العصابةِ تختفي صوب الجحيمِ
وأنت تنتظرُ النهايةَ..
بعد أن سقط القناعْ.

***

أسيادي الآلهة: أعطونا حُقُوقنا كـكـلاب لا أكثر!!!؟

كتب فرحات أ. فرحـات

إن الإحتجاجات التي تشهدها مدينة سيدي بو زيد في تونس على خلفية البطالة يجب وعلى خلفيتها ان تدرك حكوماتنا العربية سوء خططها الإقتصادية القائمة على المشاريع الرعوية غير المُنتجة والتي لا تشغل الأيدي العاملة وخاصة في المناطق والمحافظات الداخلية، فالإقتصاد التونسي مثلاً قائم على السياحة في المناطق الساحلية، وبالتالي لا وجود لمشاريع إنتاجية تلبي حجم الطلب الوظيفي عليها من قبل الشباب التونسي المتعلم القاطن في المدن الأخرى، بل وحتى في العاصمة؛ خاصة عندما تكون مساحة البلد كبيرة، وحجمه السكاني هائل وبالتالي لا يستطيع أن يُلبي كل طاقاته العاملة في قطاع إقتصادي واحد.


ناهيك عن أن السياحة خاصة، أو قطاع الخدمات عموماً المحمي والرائج في مجتمعاتنا العربية بسبب الربح السريع الناتج عنه، والذي يردّ الإستثمار فيه إلى بناء إستثمارات تعمّر لسنوات مقبلة نتيجة حسابات سياسية أو أمنية تقطف ربحاً سريعاً لا يبني إقتصاديات قوية، لأنه مهدد بالضياع نتيجة أية أزمات سياسية أو أمنية، أكثر من غيره من القطاعات الإقتصادية وبنسب كبيرة.

لذا على الحكومات إدراك ان تنويع إقتصادياتها ونطاقاتها السوقية أمر ملح وأساسي بهدف تخفيض البطالة واحزمة البؤس التي تعشعش حول المدن الكبيرة وخاصة حول العواصم وتكون نتيجة نزوح الطبقات الفقيرة إليها بهدف العمل، ما يؤدي إلى إختلالات إجتماعية وطبقية رهيبة.

أيتها الحكومات العربية، أنظروا لمواطنوكم على أنهم أناس لهم الحق في الحياة ضمن ظروف كريمة وصحية، نحن لا نقول تقسيم الأموال أو ثروات البلاد على الشعب، فهذا نوع من الهرطقة الإعلامية لا أكثر، ولا أن تفضلونا على أولادكم وأصهرتكم الذين نهبوا البلاد ونقلوها إلى مصارف الغرب، وإشتروا أغلبية المساحات المهمة والإستراتيجية الصالحة لقيام مشاريع مربحة بأسعار بخسة؛ كذلك لا نريد منكم أن تعيدوا الشركات التي كانت تملكها الدولة وبيعت بأبخس الأسعار على إعتبار أن ميزانياتها سجلت خسائر في سنين أخيرة، وأتيتم أنتم ونتيجة إيمانكم بالإستثمار وحبكم لأوطانكم لتنقذوها وتنقذوا من يعمل فيها؛ ولا أن تعيدوا الأموال التي سرقتموها من رجال الأعمال الذين لم يركبوا ركبكم، فدبرتم لهم المكائد....

فهذا كله وغيره الكثير الذي لن نستطيع تعداده من هوله وكثرته لا نريده منكم، لأن السبب في حرية تصرفكم طوال عشرات السنين الماضية كانت نتيجة غبائنا نحن، ولهونا بخلافات ملاعب الكرة، وأغاني الواوا، وفخاذ نانسي أو تلك التي تتمرغ في الحمام، أو ذاك الذي يغني للحمار!؟ وهذا ربما يكون من نتائج نشركم للرذيلة في مجتمعاتنا، فنسب متعاطي المخدرات من الأعلى على الإطلاق طوال السنوات الماضية، كذلك الجرائم والسرقات.

كل ما نطلبه منكم أيتها الحكومات العظيمة والمؤمنة التي تتسابق لتتصور في صدور المساجد عند أعياد الفطر والأضحى لتركع مطمئنة أن تساوونا بكلاب الحراسة لديكم فأنتم تدربونها، فعلّمونا؛ وأنتم تطعمونها، فأصرفوا القليل من ميزانيات دولنا على بعض المشاريع المربحة والناجحة لكي نعمل ونأكل كالكلاب لا أكثر؛ أما حقنا السياسي فلا نريده، أو لا نستطيع المطالبة به، لأن جيوشنا التي تصرفون لها المليارات لحمايتكم قد نسي ظباطها ورتبائها معاني الشرف للسلاح والإيمان بالحق؛ كذلك الروح المقدسة الممثلة بدول الغرب معكم، ولو أقيمت عشرات الإنتخابات النزيهة التي يحضرها ممثلين ومراقبين دوليين فستجدون أنكم ستبقون في السلطة ومن ينتصر في الإنتخابات قد تقفل الزنازين عليه ويحارب ويوصف بالتطرف والإرهاب.

أسيادي الآلهة، الذين ربما أصبحتم أقوى مِن مَن ذا الذي في السموات ونسيتم قدرته عليكم يوما ما إن كان هناك جنة أو نار أو يوما للحساب؛ نريد منكم ان تعطونا حقوقنا ككلاب ليس أكثر!!!؟

 

رجال الدين: ومغارة الإرث والطلاق في الإسـلام!؟


بقلم فرحـات أسعد فرحـات

قصص الإرث والطلاق في دُولنا العربية حيث يلعب رجال الدين أدواراً مشبوهة كثيرة، في ظل عدم المحاسبة، وعدم الإمكان بنُطق الإعتراض على تصرفاتهم وقراراتهم الخاطئة، لأن التهمة ستكون جاهزة وهي الإعتراض على مشيئة الله، الذي أصبح يمثله هؤلاء.

لطالما سمعنا عن نساء يُطلّقن ولا تعطين حُقوقِهن في نفقة جارية، أو في إعطائهم حقوقهن كمأخّر وغير ذلك -الذي لست خبيراً بتفاصيله وتفرعاته-؛ فيتواطئ رجال الدين مع أزواجهم من الرجال لحرمانهم من حقوقهم بدوافع شرعية ودينية، حيث أصبح الدين وجهة نظر لا يُدركها سوى هؤلاء، وأعوانهم المستكتبين تحت يديهم؛ وإذا أتتك الجرأة لتقول لا أو لتستأنف قراراتهم، يتهمونك في الجهل حينا، والكفر أحيانا كثيرة.

والأنكى من هذا وذاك، أنه وفي زمن الأحزاب الدينية التي تضع وشاح الدين وتلبس عباءته، إختلطت الأحزاب بالفقهاء، فأصبح رفضك لقراراتهم، وكأنه رفض لتلك الأحزاب وللدين على السواء، فالنساء لا تعطين حقوقهن، والأطفال الذين يكونون نتيجة أية زواجات فاشلة، يدفعون الثمن بعدم دفع قيمة النفقة، وهي ما تترتب على آبائهم من مأكل وملبس ورعاية تربوية وصحية، وهي لزام قانوني عليهم.

فالبعض يُفتي بعدم قدرة الآباء على تلك النفقة، إذا لماذا شرّعتم لهم الزواج أصلا، إن كانوا غير قادرين على تحمل نفقات الأولاد الذين سيكونون ثمرة ذالك الزواج، إن نجح أو فشل على السواء.

كذلك، من يدافع عن أولاد الزواجات المتعددة حين يأخذ الرب الإله أمانته بحق أحد الوالدين فيأتي تقسيم الإرث في مطالعات إلوهية لا حدّ لها، ويتحالف أصحاب العمامات مع بعض الأفراد لتقسيم الجبنة فيما بينهم.

أخيراً، لقد إختلط الحق بالباطل، وإختلط رجال الدين ذوي الأخلاق الحميدة وهم قلة، بكثرة من أصحاب العملات الخضراء الذين قد يمكن لهم بيع أمهاتهم من أجل حفنة من الدولارات أو الين اليوم أكثر قيمة؛ ويبقى القانون هو باب الخلاص، إن تمكن المشرّع من وضع قوانين حقوق شخصية بعيدة عن الدين وزواريبه.

الكاتب: فرحات أسعد فرحـات FARHAT ASSAAD FARHAT
البريد الإلكتروني: farhatfarhat@live.com

السبت

من المسؤول عن الجرائم بحق الأقباط في مصـر!؟

بقلم: فرحات أسعد فرحات

إن الحكومة المصرية هي المسؤولة بشكل غير مباشر عن التفجيرات والجرائم التي تحصل في مصر، حيث أن الحكومة عندما تمنع إقامة الكنائس وتمنع الأقباط من الحصول على حقوقهم الكاملة، تقوم بنشر وتعميم الفتنة بين المصريين.




الحكومة تثير الفتنة بين أبناء الشعب، فأصبح قتل القبطي كأنه قتل لإنسان بدون حقوق، فالتفجيرات والإعتداءات السابقة بحق الأقباط لم يحقق فيها، وبالتالي أصبح القتل والإعتداء على الأقباط والمُسلمين على حد سواء أمر عادي، فجريمة نجع حمادي هل حقق فيها بشكل فعلي؟ كما أن مقتل الشاب خالد محمد سعيد هل حقق فيه بشكل فعلي؟
ومن هنا الحكومة عليها دور حفظ الأمن، وتأمين الإستقرار، وعندما لا تقوم بمهامها تكون تشجع على اللا إستقرار، وعلى الجرائم المشابهة.


هذا إذا لم يكن لها علاقة مباشرة بالتفجيرات لتقول إنظروا للجماعات المتطرفة، كيف تريدونهم أن يصلوا إلى الحكم في مصر؟ وتقصد الجماعة الإسلامية بذلك الذي يفضل العالم الغربي حكم آل مبارك على تسلم أولائك للسلطة، وبالتالي هذه بداية إستقبال لعام 2011 التي تأشر كل التقارير الإستراتيجية والسياسية أنه سيكون عام التوريث وإنتقال السلطة إلى جمال مبارك الإبن المدلل للوالد الذي حكم مصر أكثر من عشرين عاماً.


وبالتالي تقبل المنظمات الدولية والسلطات الغربية التوريث على أنه أفضل من تسلم السلطة لجماعات متطرفة على الحدود العربية الإسرائيلية، ما يهدد إستمرار تلك العلاقات، ومعاهدات السلام المعقودة، هذا من جهة؛

ومن الجهة الأخرى، نرى أنه يجب أن ندعو لمظاهرات شاملة في كل العواصم العربية ضد القاعدة وأعمالها الدنيئة الإرهابية المتمثلة بتفجير المقامات الدينية، من كنائس وحسينيات؛ وقتل للأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ.

لأن تلك الأعمال وكأنها تشير إلى أن الإسلام يقبل بإستمرار تلك الأعمال، فالعالم لا ينظر إلى إرتكابات القاعدة وجماعاتها المسلحة على أنها عمل إرهابي ناتج من جماعة متطرفة، بل ينظر له على أنها أعمال إرهابية ناتجة عن دين الإسلام، ومن هنا خرج علينا القس الأميركي جونز داعيا إلى حرق القرآن الكريم على أنه يمثل الإرهاب وأنه الداعي إلى الجرائم التي تقوم بها القاعدة، وهذا خطأ، فالأديان السماوية جميعها، اليهودية والمسيحية والإسلام تدعو للمحبة والسلام بين بني البشر، والجرائم تنتج عن أفراد وليس عن الدين. فهل لكم أن تقولوا لنا آيات قرآنية أو تراتيل تدعو للقتل وسفك الدماء بين الشعوب!!؟

الكاتب: فرحات أسعد فرحـات FARHAT ASSAAD FARHAT
البريد الإلكتروني: farhatfarhat@live.com





الأحد

الدول العربية تتفتت من السودان إلى...؟

بقلم: أحمد أبو قدوم

منذ أن تم تفتيت الشام الى شامات واليمن الى يمنات والجزيرة الى جُزيرات والمغرب الى مغاربيات، ومسلسل التفتيتات ما زال مستمراً، فهذا السودان الذي شارف على أن يتشكل منه سودانات، كما حصل مع سابقيه، ليس بفعل الدول الغربية فقط، بل بايدي حكامه، الذين جعلوا من انفسهم اوصياء على مصيره، فإذا كان السودان وهو بهذا الحجم لم يستطع أن يبني نفسه، فكيف إذا قطعت أوصاله وأصبح كل جزء منه لا يمتلك إلا القليل من مقومات الدول بل من مقومات البلديات، فكيف سيؤول مصير أبنائه الذين يعانون ضنك العيش الآن وهم يتربعون على سلة غذاء نصف العالم.

الشركات العملاقة تتوحد من أجل الوصول إلى أعلى الدرجات من التطور والإزدهار والتهام الشركات الصغرى، وكذلك ظهور الأسواق الضخمة في بلادنا والتي أدت إلى إحتكار الثروة والقضاء على أصحاب المحلات الصغيرة، وكذلك الدول الكبرى التي تستعمر وتبتلع الدويلات الصغرى بكل سهولة ويسر كما حدث في العراق وافغانستان، وتسعى حتى الدول الكبرى في حالة تعذر الإتحاد بينها إلى إقامة تحالفات سياسية وعسكرية عند احساسها بوجود خطر يهدد بقاءها، ونحن بفضل العم إنتوني آيدن وزير خارجية الأم الحنون بريطانيا في أربعينيات القرن الفائت، تم إنشاء جامعة لنا من أهم بنودها هو الحفاظ على التجزئة التي اقرها علينا العم سايكس والخال بيكو، وأوجدوا لنا أيضا ما يسمى بمؤتمر العالم الإسلامي الذي لايقل ضررا عن الجامعة، ولم نرَ منذ انشائهما إلا مزيدا من التخلف والتجزئة والانهزام، وإذا كان العاقل هو من يتعظ من غيره والجاهل هو من يتعظ من نفسه، فإننا نكون أقل من المرتبة الثانية لأننا لم نتعظ لا من غيرنا ولا من أنفسنا، وإذا كان الظلم الذي يقع على البعض بل على الجميع بفعل القائمين على هذه الانظمة المستنفدين لخيراتها تُحملُه أبواق الدول الغربية على أهل شمال البلد أو جنوبه، فإنها تستغل بذلك بعض التصرفات المتعمدة من قبل سدنة الأنظمة، وتطرح حلها الذي يحمل في طياته السم الزعاف، وهو إقامة كيان لكل منهما، وتستمر هذه الأطروحات الإنقسامية الإنهزامية بنفس طريقة انقسام الخلايا، حتى يتشكل من الكيان الواحد مجموعة كيانات، كما حصل في شبه القارة الهندية عدما تم فصل الباكستان الغربية والشرقية عن الهند، وبعدها فصل الغربية عن الشرقية باسم بنغلادش، وكما حصل من فصل لتيمور الشرقية عن اندونيسيا، وأذكر صرخة مدوية أطلقها حزب التحرير عند توقيع إتفاقية نيفشا العار محذرا مما يسمى بحق تقرير المصير الذي يعتبر فصلا للجنوب عن الشمال عمليا، وما زال محذرا من خلال مؤتمراته ومسيراته وحملة التوقيع المليونية والتي يطالب الجميع من خلالها بمنع تقطيع أوصال السودان الذي تعمل الدول الغربية على تنفيذه بأيدي ابنائه.

فهل ستبقى الشعوب ساكتة على الجرائم التي تُفعل بها وهي نائمة؟ بل ربما استيقظت ولكن بدل أن تمنع الجلاد من ارتكاب جريمته تساعده على ارتكابها، فلينظروا إلى امريكا كيف أنها تتشكل من أكثر من خمسين ولاية كل ولاية أكبر من دولة وربما اكبر من دول، ولا تسمح لأي منها بالإنفصال أو التصويت على حق تقرير المصير، وكذلك الصين وروسيا، التي تشكل كل واحدة منهما قارة بذاتها، أم أننا نقلدهم في كل شيء إلا فيما يتعلق بوحدتنا وقوتنا ونهضتنا، فيا أهل السودان الأحبة قولوا كلمتكم وامنعوا الجريمة قبل حدوثها حتى لا تندموا ولات حين مندم، ورحم الله القائل:

تأبى العصي إذا اجتمعن تكسرا     وإذا افترقن تكسرت آحادا.

الخميس

أفرجوا عن طل أو اعلنوا سبب إعتقالها؟


طالبت منظمة العفو الدولية بالإفراج عن المدوِّنة، والطالبة البالغة من العمر 19 سنة، طل الملوحي، المعتقلة في سوريا بلا تهمة أو اتصال مع العالم الخارجي منذ نهاية السنة الماضية.







واعتقلت طل الملوحي على أيدي جهاز أمن الدولة في العاصمة دمشق في 27 ديسمبر/كانون الأول عقب استدعائها للاستجواب من قبل الجهاز.







وعقب يومين، زار رجال أمن الدولة منـزل أسرة طل الملوحي في حمص، على مسافة 100 ميل إلى الشمال من دمشق، وقاموا بمصادرة حاسوبها الشخصي، وبعض الأقراص المدمجة، ومفكرتها وهاتفها النقال.







ولم يُسمح لأي من أفراد عائلتها برؤيتها منذ 27 ديسمبر/كانون الأول. وقوبلت زيارات الأهل لمركز الاعتقال التابع لأمن الدولة بتطمينات غامضة بأن أمورها جيدة، دون تقديم أي معلومات إليهم حول أسباب احتجازها.







وثمة بواعث قلق من أن تكون طل الملوحي – مثل العديد من المحتجزين الآخرين – عرضة لخطر التعذيب الداهم.







حيث يواجه المدافعون عن حقوق الإنسان ومنتقدو الحكومة ودعاة الإصلاح السياسي في سوريا المضايقة المستمرة والاعتقال والاحتجاز التعسفيين رغم أن أسرة طل الملوحي تصر على أنه ليس لابنتهم أية انتماءات سياسية.







وتشتبه الأسرة في إمكان أن يكون لاعتقالها صلة بقصائد ومقالات – مثل بعض تلك التي نشرتها على مدونتها http://www.talmallohi.blogspot.com
تتضمن إشارات إلى القيود المفروضة على حرية التعبير في سوريا.







وتعليقاً على اعتقالها، قالت مديرة فرع المملكة المتحدة لمنظمة العفو، كيت ألين: "إن هذه قضية تبعث على القلق البالغ. فلا يجوز أن يعتقل شخص لمجرد مناقشته حرية التعبير، وإذا ما كان هذا هو السبب الذي أدى إلى وضع طل الملوحي وراء القضبان، فإن هذا عار ما بعده عار".







"وينبغي على السلطات السورية الإفراج عنها أو توجيه تهمة جنائية معترف بها إليها".







"ومما يثير المزيد من بواعث القلق هذا الاعتقال بمعزل عن العالم الخارجي لهذه الفترة الطويلة في سوريا، حيث يتفشى التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة. وينبغي السماح لعائلتها ومخاميها برؤيتها فوراً".







"ويزيد من فداحة الأمر أن طل الملوحي ضعيفة وتعاني من خفقان في القلب (تاكيكارديا)، وثمة بواعث قلق حقيقية بشأن صحتها. ويجب أن يسمح لها، في أسوأ الأحوال، بتلقي العلاج الطبي الذي تحتاج."







وقد قضت أسرة طل الملوحي الأشهر التسعة الأخيرة وهي تسعى إلى معرفة سبب احتجازها وإلى زيارتها.







وعلاوة على العديد من المحاولات المحبطة لرؤيتها في مركز اعتقال دمشق، تقدمت العائلة بثلاثة طلبات خطية لزيارتها في مكاتب جهاز أمن الدولة وبعثت بمناشدتين على شبكة الإنترنت إلى الرئيس السوري، بشار الأسد، تهيبان به بأن يتدخل من أجل إخلاء سبيلها.







وبقدْر ما لدى من منظمة العفو الدولية من معلومات، فإن الأسرة لم تتلق رداً على هذه الطلبات أو المناشدات.







وقد أبلغت والدة طل الملوحي منظمة العفو الدولية ببواعث قلها البالغ بالقول: "إنني أفقد صوابي. فقد أصبحت أعاني من الأرق المزمن منذ القبض على ابنتي. وأعيش على الحبوب المنومة".







وعقب فشل محاولات رؤية طل الملوحي في مركز الاعتقال، تعرضت والدتها لحادث صدم بسيارة خارج البناية السكنية ولحقت بها إصابات خطيرة اضطرتها إلى دخول المستشفى لمدة شهرين.



إن حرية التعبير تخضع لقيود مشددة في سوريا، وقد شهدت السنوات الأخيرة عدة حالات من الاعتقال والسجن لأشخاص بسبب ما نشروه على شبكة الإنترنت وما يتصل بذلك من أنشطة.







وبين هؤلاء كريم عربجي، وهو مدون سجن لثلاث سنوات لإدارته ملتقى شبابي على الإنترنت (حيث أفرج عنه لاحقاً بموجب عفو خاص)، وسبعة رجال آخرين – هم علام فاخور، وأيهم صقر، ودياب سرية، وحسام علي ملحم، وماهر صابر إبراهيم، وعمر على العبد الله، وطارق الغوراني – الذين صدرت بحقهم أحكام بالسجن لمدد طويلة لدورهم في تطوير مجموعة نقاش شبابية على شبكة الإنترنت ونشرهم مقالات على الشبكة تدعو إلى الإصلاح الديمقراطي. واستندت إداناتهم إلى "اعترافات" يصر الرجال على أنها انتزعت منهم تحت التعذيب.




وقد قامت منظمة العفو الدولية فيما سبق بتوثيق 38 طريقة من طرق التعذيب وإساءة المعاملة استخدمت في سوريا ضد المعتقلين، كما تلقت مئات التقارير عن تعرض أشخاص ممن اعتقلوا للتعذيب.
 
إدارة التحرير

الأحد

البحرين صورة قاتمة السواد في مجال الحريات العامة



نتيجة التردي المستمر في واقع الحريات العامة في البحرين، وتزايد انتهاكات حقوق الإنسان المترافقة مع اعتقالات سياسية للناشطين الحقوقيين والمعارضين السياسيين، أصدر مركز البحرين لحقوق الإنسان بياناً مطالباً السلطات البحرينية، بإطلاق سراح جميع المعتقلين بتهم متعلقة بالأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، باعتبار أن الدوافع الفعلية لاعتقالهم هي ممارستهم لحقوقهم في التعبير والتنظيم والتجمع، وليس الدعوة لاستخدام العنف كما يدعي النظام، كما طالب المركز بضرورة وقف عمليات الاختطاف التي تقوم بها بعض أجهزة الأمن فورا وتقديم المسئولين عن هذه المليشيات والعاملين بها للمحاكمات العلنية المستقلة، كما تمت الدعوة من خلال بيان المراكز لإدارة حوار جدي مع القوى الفاعلة في المجتمع البحريني، والنظر في الأزمة التي تمر بها البلاد والمتصلة بوقف سياسات التمييز الطائفي الممنهج وضمان الحقوق المدنية والسياسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية، عوضا عن الحلول الأمنية التي ثبت عدم جدواها بجلاء.



وعن طبيعة الممارسات الميدانية لأجهزة الأمن البحرانية في إطار انتهاكات حقوق الانسان، ذكر مركز البحرين لحقوق الإنسان على موقعه الالكتروني أنه تم اعتقال عضو إدارة المركز الدكتور محمد سعيد السهلاوي من منزله في منطقة السهلة في فجر يوم الثلاثاء الموافق 17 من أغسطس 2010، الدكتور السهلاوي طبيب أسنان يعمل بعيادة خاصة ويعد من الناشطين في مجال حقوق الإنسان وعضو إداري بمركز البحرين لحقوق الإنسان ويشرف على موقعه الالكتروني.







وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها السهلاوي للاعتقال من قبل السلطات البحرانية، فقد كان اعتقل في نوفمبر 2006 لاتهامه بتوزيع منشورات تطالب بالإصلاح والتغيير السياسي بالطرق والوسائل السلمية، وفي أعقاب عملية الاعتقال هذه حكم عليه بالسجن لمدة سنة لكن تم الإفراج عنه قبل إتمام المدة بعفو ملكي،وتم اعتقاله أيضاً في عام 1997 بتهمة التواصل مع المعارضة والمنظمات الدولية في الخارج وتم احتجازه إداريا دون محاكمة لمدة عام ونصف.





وإلى جانب اعتقال الدكتور السهلاوي تم اعتقال علماء دين ينشطون في العمل الخيري والاجتماعي ومنخرطون في أنشطة الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان ، منهم كان الشيخ عبد الهادي المخوضر من منطقة السنابس، والشيخ ميرزا المحروس من منطقة المنامة،.



كما تم اعتقال جعفر أحمد جاسم الحسابي وهو ناشط مقيم في بريطانيا منذ 15 عاما ومعروف بمشاركاته الدائمة في اعتصامات العاصمة البريطانية المطالبة بالحريات وحقوق الإنسان وإطلاق سراح المعتقلين.



وخلافا لمبدأ “المتهم بريء حتى تثبت إدانته” فقد تم تشويه سمعة جميع المعتقلين من خلال نشر صورهم والتعرض إلى سمعتهم من قبل الأجهزة الإعلامية التابعة للدولة في فزعة إعلامية منظمة ومصطنعة بشكل متوازي مع عملية تحريض مستمرة تقودها صحف الدولة على رأسها صحيفة الوطن وهي الصحيفة القريبة من ديوان الملك والتي ارتبط اسمها ودورها بإذكاء الخلافات الطائفية والسياسية بين أبناء البلاد حسب ما جاء على لسان مستشار الحكومة السابق الدكتور صلاح البندر.



وإلى جانب حملات الاعتقال للنشطاء الحقوقيين ورجال المدافعين عن حقوق الإنسان ذكر مركز البحرين لحقوق الإنسان لانتشار المليشيات الموالية لنظام الحكم في البحرين في القرى والمدن البحرينية زيها الأسود، هذه الفرق مهمتها ملاحقة المتظاهرين والمعارضين السياسيين للنظام في البحرين.



المعتقلين من المتظاهرين والمعارضين السياسيين يتم اقتيادهم لمعتقلات سرية وهم معصوبي الأعين ومقيدي اليدين، ويتعرضون لشتى صنوف التعذيب والإهانة على يد ميلشيات النظام، وتشمل إجراءات التعذيب كذلك التجريد من الملابس، وتصوريهم عراة، وتصل الأمور أحياناً للتحرش الجنسي.



هذا وقد علم مركز البحرين لحقوق الإنسان عن اختطاف كل من حكيم العشيري وحسين علي داود من منطقة الدير أثناء مرورهم بسيارتهم بالقرب من المدرسة الفرنسية في منطقة البسيتين مساء الجمعة، حيث تم تطويقهم بأربع سيارات مدنية بها مجموعة من الأفراد المسلحين باللباس المدني وإرغامهم على ترك سيارتهم والدخول إلى إحدى تلك السيارات بعد تقييد أيديهم وتعصيب أعينهم ثم أخذهم إلى مركز غير معروف يعتقد هؤلاء الضحايا انه يقع بالقرب من مطار البحرين نظرا لسماعهم أصوات الطائرات التي يبدو إنها كانت قريبة من مكان الاحتجاز. وتم نزع جميع ملابسهم وتصويرهم عراة والتحرش بهم جنسيا. وبدأ التحقيق معهم وسؤالهم عن صلتهم ببعض المدافعين عن حقوق الإنسان أو شخصيات المعارضة البحرينية. وتم ضربهم وركلهم في جميع أنحاء الجسم ثم تعليقهم بطريقة الفلقة وضربهم بالهراوات بل تم نزع أجزاء من شعر رأس علي داوود عنوة باستخدام كماشة حديدية. وبعد الانتهاء من تعذيبهم تم رميهم عند حظيرة أغنام قريبة من مركز الصباح الصحي بمنطقة أم الحصم .



وفي حادث أخر في يوم الأحد الموافق 15 أغسطس عندما كان الناشط السياسي وطالب كلية الحقوق علي حسن الستري عائدا إلى قريته دمستان، وبينما هو في الطريق تفاجأ باعتراض سيارته من قبل سيارة مدنية ذهبية اللون ونزول مجموعة من الأشخاص المسلحين الذين يرتدون الملابس السوداء. ثم قاموا باقتياده عنوة من السيارة الخاصة به إلى سيارتهم بعد تقييد يديه وإلباسه قناع اسود اللون يحجب عنه الرؤية . وبعد 20 دقيقة توقفت السيارة وتم اقتياده في مكان يعتقد انه شقة أو منزل خاص ثم انهالوا عليه بالضرب والركلات دون توقف حتى سقط فاقدا وعيه، بعدها قاموا بتجريده من جميع ملابسه وتصويره وهو عاري. واستمر الحال معه لعدة ساعات حتى جاء أحد الأشخاص يُعتقد بأنه مسئول أمني للتحقق معه عن نشاطه السياسي وعلاقاته المختلفة مع بعض أقطاب المعارضة السياسية – واخبره أن نشاطه يزعج السلطة وان ما حدث له ما هو إلا رسالة له وللآخرين وانه سيتم تصفيته جسديا إن استمر في نشاطه، كما تم تهديده باغتصاب بعض أفراد أسرته إن واصل تحديهم بالاستمرار بنشاطه . واستمر هذا الحال قرابة اليوميين حتى تم إيصاله مساء الاثنين وهو منهك القوى ومعصوب العينين إلى منطقة ساحلية في مدينة المحرق. وطوال فترة وجوده كان الستري يسمع أصوات وعويل وصراخ آخرين وهم يتعرضوا للتعذيب.



وفي حادث جديد، وعندما كان احمد علي حسين عبدالله عائدا لسيارته في المنطقة الدبلوماسية وقبل وصوله للسيارة، اعترضته سيارة “إيكو” سوداء اللون ونزل منها ثلاثة أشخاص بملابس سوداء. قاموا بتقييد يديه وتعصيب عينيه وتمديده على كرسي السيارة ثم قاموا بالجلوس عليه وضربه في جميع أنحاء جسده حتى كاد أن يخنق، ثم أخذوه إلى مكان مجهول وضربه بشكل متواصل والتحقيق معه حول صلته بأشخاص من المعارضة البحرينية. وتم تهديده بالاعتداء عليه جنسيا بل شرعوا في نزع جميع ملابسه ومسح أجزاء من جسمه بالزيت لتسهيل عملية الاعتداء الجنسي، وتم تصويره عاريا وقيل له انه سيتم نشر الصور في المنتديات الالكترونية. كما أُجبر على الوقوف طوال الوقت عاريا في نفس المكان الذي يبدو انه كان قريبا من المطار نظرا لسماع أصوات الطائرات. وتواصل الضرب والشتائم والتهديد باغتصاب أفراد الأسرة . وأثناء فترة احتجازه سمع احمد حسين عبد الله أنين وصراخ اثنان أو ثلاثة من المحتجزين الذين بدا على أصواتهم وكأنهم يتعرضون إلى اعتداءات جنسية. وأخيرا أخذوه في سيارة وقاموا بضربه حتى أن القوا به عند ساحل منطقة البسيتين في المحرق ورمي سرواله الذي كان يرتديه فقط . شاهده بعض المارة على الساحل وقامو بالاتصال بأهله الذين أتوا وأخذوه إلى المستشفى للعلاج ومن ثم قدم البلاغ عن عملية الاختطاف إلى مركز البديع.





في الوقت الذي يعلن فيه مركز البحرين لحقوق الإنسان عن قلقه البالغ لهذه الممارسات غير الأخلاقية، فانه يرى أن اختطاف المشتبه بهم كمعارضين لسياسة لسلطة أو مشاركين في الأعمال الاحتجاجية، وقطع الطرق عليهم في الشوارع العامة من اجل اختطافهم وإخفائهم في أماكن مجهولة بعيدا عن العالم الخارجي، ومن ثم تعذيبهم جسديا والتحرش بهم أو الإساءة لهم جنسيا، هو عمل عصابات أو مليشيات غير منضبطة وليس عمل سلطة حاكمة تحترم نفسها، وإن السلطة التي تؤكد على حاكمية القانون يجب عليها أن تبدأ هي أولا باحترام القانون، لا أن تدير البلاد بهذه الطريقة المخالفة لكل الأعراف الأخلاقية والقيم والإنسانية. وإن مركز البحرين لحقوق الإنسان يحمل ملك البلاد وعمه رئيس الوزراء والمسئولين الأمنيين من العائلة الحاكمة كامل المسئولية عن كل تلك الانتهاكات التي ترتبت أو سوف تترتب على خطابهم التحريضي الذي دشن هذه الانتهاكات ضد المعارضين السياسيين أو المدافعين عن حقوق الإنسان.



ويرى المركز أن هذه الحملة القمعية والفزعة الإعلامية التي تقودها الفئة الحاكمة هي حالة مؤقتة لابد أن تنتهي ليواجه نظام الحكم واقعه ومشاكله مرة أخرى.



محمد أبو علان