ليتسيا أميرة استورياس: معشوقة الشعب الإسباني

  إعداد: نبال الجندي هي قادمة من الشعب وإلى الشعب، صحافية ومذيعة للنشرات الإخبارية، حفيدة سائق سيارة أجرة، مطلّقة، في الثانية والثلاثين من العمر، وتعيش بشقة متواضعة، هكذا كانت عندما أحبها الأمير فيليبي ولي العهد الإسباني واستطاع أن يدخلها بسابقة تاريخية إلى العائلة المالكة ككنّة للملك خوان كارلوس والملكة صوفيا العريقي السلالة، والفضل يعود لشخصيتها القوية الواثقة ، جاذبيتها الآسرة في الخطاب، مستواها العلمي المرموق، وربما شكلها الجميل الذي هو مزيج موفّق بين السوبرموديل سيندي كراوفورد والملكة رانيا العبدالله. ومع أن اسم الامير فيليبي قد ارتبط بالعديد من النساء الجميلات, ولكن لم تقدر إحداهن في إقناعه بالزواج من قبل. ولدت ليتيزيا خيسوس خوسيه أورتيز الفاريز في مدريد 15 سبتمبر 1972، لأب صحافي وأم ممرضة، وهي كبرى شقيقتيها تيلما وإيريكا. أنهت دراسة الماجستير في الصحافة التليفزيونية والمرئية وعملت كمراسلة في بلدان خطرة مثل أفغانستان والعراق، وتعرفت بالأمير الوسيم فيليبي عندما كانت في بداية دراستها للحصول على شهادة الدكتوراه، وبقيت علاقتهما سرّية إلى أن أخبر والديه وأعلن خطوبتهما عام 2003، ثم تزوجا في 22 مايو 2004. وفي أثناء لقائها الأول مع والدي الأمير، كانت تتحدث وفجأة قاطعها الأمير فيليب في الحديث، فقالت له بنبرة مداعبة لم تنسها الصحافة :"دعني أكمل ثم تحدث!". منذ ذلك الحين انقسمت الصحافة بين محب لليتيزيا التي فرضت وجودها في الأسرة الملكية كامراة مستقلة تقيس خطواتها بعناية، والشهادة الأكبر أتت من حماتها الملكة صوفيا التي أثنت على رقتها وصلابتها والحس العالي بالواجب والالتزام. المعروف أن العلاقة بين الملكة صوفيا وزوجة نجلها متينة وتجمعهما صداقة حقيقية رغم فارق السن، حتى أنها سراً كانت سنداً معنوياً للملكة صوفيا التي عانت طويلاً من مغامرات الملك خوان كارلوس العاطفية. أما الصحافة التي تحب بث الشائعات، فقد انطلقت من جرأة ليتيزيا لتنتقدها بالقول أنها متعالية، وتعاني من عقدة نقص كونها ليست من أصول ملكية فانتقدت أناقتها واعتبرتها مفرطة حتى عندما أدرج اسمها في قائمة "فانيتي فير" للنساء الأكثر أناقة، حتى نحافتها الزائدة تناولتها الصحافة بشكل مغرض، بقولهم أنها تعود لمشاكل زوجية مع الأمير فيليبي على الرغم من غياب المؤشرات لذلك، كما تحدّثوا بشكل مكثف بعد إجرائها عملية تجميل في أنفها تم تصحيح التواء بسيط أو تحدب في عظمة الأنف وانتشرت في الصحافة صور الأميرة الشابة "بأنفها الجديد". ولكن الصحافة بجانبيها تعاطفت معها على إثر إقدام شقيقتها الصغري إريكا على الانتحار عام 2007 عندما كانت ليتيزيا حاملاً بابنتها صوفيا، ولا تزال صورة الأخت المحطمة الفؤاد في تلك الفترة مطبوعة في أذهان الشعب الإسباني. لا شك أن مسألة الإمارة تليق بليتيزيا مع أنها مكتسبة إذ لم تولد بامتيازاتها تلك، وقد أثبتت نفسها عملياً وحققت الكثير من إعادة الاستقرار إلى حياة الأمير الوسيم المليئة بالمغامرات، إلى دورها الإنساني والخيري في المجتمع، إلى أمومتها لأميرتين ( ليونا وصوفيا) على قائمة أولياء عهد العرش الإسباني، إلى كونها سفيرة بلدها للمحبّة، الأناقة والخير والوجه المضيء العصري للأميرات القادمات من صفوف الشعب، وبما أن الشجرة المثمرة ترشق بالحجارة، فالانتقادات التي ترشق بها لن تؤدي إلا إلى حصيلة هي المزيد من حب وإعجاب الأجيال القادمة من الإسبانيين.