مكافحة سرطان عنق الرحم لحياة أجمل

إعداد: الدكتورة شنتالا، أخصائية الأمراض النسائية في عيادات "آي كير"
 
إن "سرطان عنق الرحم" - المصطلح الأكثر شيوعاً - هو عبارةٌ عن ورم خبيث يصيب أنسجة عنق الرحم. 
 
تتمثل المراحل الاولى لهذا المرض بالذات عندما يطرأ تغير جيني (طفرة) على الخلايا السليمة يجعلها تتحول إلى خلايا شاذة. ويكون لهذه الخلايا الشاذة أيضا القدرة على الإنتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم. وإذا لم يبدو مرض سرطان عنق الرحم خطيراً بالقدر الكافي، فيكفي أنه يأتي من حيث الخطورة بعد سرطان الثدي وهو ثاني أكثر أشكال الأمراض السرطانية إنتشاراً في العالم. ومع ذلك، فإن مستويات التوعية حول خطورة هذا المرض الفتَاك منخفضةً للغاية في العالم، وهذا قد يفضي إلى أن ثلث دول العالم تعاني من حالات إستثنائية أكبر لهذا المرض. 
 
ووفقاً للإحصائيات العالمية، يودي سرطان عنق الرحم بحياة 200 ألف إمرأة حول العالم. وفي الشرق الأوسط لوحدها، يفقد المجتمع إمرأةً مصابة بسرطان عنق الرحم في كل ساعة، ويتمَ تشخيص ما يقرب من 50-55 حالة لإمرأة مصابة بمرض سرطان عنق الرحم سنوياً (وفقاً لهيئة الصحة في أبوظبي).   
 
إن المعرفة قوة، ولذلك فإن التوعية ستساعد على حمايتك من هذا المرض، وسيكون لديك ايضاً إطلاع حول العوامل المسبَبة لسرطان عنق الرحم. وقد تمَ تحديد بعض العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم وهي:
• الزواج أو ممارسة الجنس في سن مبكرة.
• الحمل المبكر أو المتكرر ووضع مولود في سن مبكرة.
• الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري  (HPV)المستمر.
(عندما تصاب المرأة بفيروس الورم الحليمي البشري، فإن جهازها المناعي عادةً يمنع الفيروس من إحداث أي ضرر، إلا أن هذا الفيروس يستمر على قيد الحياة لسنوات طويلة لدى بعض النساء. وهذا قد يجعل بعض الخلايا في عنق الرحم تتحول إلى خلايا سرطانية.
• التدخين.
• النساء اللواتي يستخدمن عقاقير تنشيط فيروس نقص المناعة. 
• إستخدام حبوب منع الحمل. 
 
هناك 70% من حالات سرطان عنق الرحم غير قابلة للعلاج نظراً لأنه يتم اكتشافها في مراحل متأخرة. والسبب في ذلك يعود إلى حقيقة مفادها أن سرطان عنق الرحم لا أعراض له في مراحله المبكرة، ومع تفاقم حالات السرطان بشكل أكبر، تبدأ الأعراض في الظهور. من ضمن هذه الأعراض:
نزيف مهبلي بعد الجماع
خروج سائل مائي لزج له رائحة كريهة
ألم في الحوض أو الشعور بالألم أثناء الجماع.
 
ومن أجل السيطرة على هذا المرض في مراحله المبكرة، ينبغي على كل إمرأة إجراء فحوصات دورية. ومع ذلك، يتعين عدم الخلط بين هذه الفحوصات الدورية وبين الفحص التشخيصي لهذا المرض، إذ إن الفحص الدوري يساعد فقط في الكشف عن مخاطر الإصابة المحتملة العالية. والهدف الرئيسي من هذه الفحوصات يكمن في حماية  النساء الأكثر عرضةً لمخاطر الإصابة بسرطان عنق الرحم.
تشمل عملية الفحص الدوري ما يلي: 
• فحص عنق الرحم
• مسحة عنق الرحم
• فحص تنظير المهبل.
 
ينبغي أن يبدأ فحص عنق الرحم وعملية أخذ مسحة عنق الرحم في سن الخامسة والعشرين من العمر. وفي حال كانت نتائج الفحص الأول طبيعية، عندها تحتاج المرأة إلى تكرار الفحص بعد ثلاث سنوات. نصف حالات مرض سرطان عنق الرحم تحدث للنساء بين سن 35 إلى 55، لذلك لا بد أن تكون المرأة أكثر وعياً في هذه المرحلة. وخلاصة القول، للحفاظ على صحتك وسلامتك، ننصحك بأن تكوني حذرة وسعيدة دائماً.