Dp د.آمنة نصير: لقد انبهرنا بريالاتهم ودراهمهم فانكسرنا
الرئيسية > سياسة > متابعات وملفات > د.آمنة نصير: لقد انبهرنا بريالاتهم ودراهمهم فانكسرنا

د.آمنة نصير: لقد انبهرنا بريالاتهم ودراهمهم فانكسرنا

تحدثت الدكتورة آمنة نصير في الحلقة الماضية عن التحول الذي حدث للمصريين الذين سافروا إلى دول الخليج وعادوا -إلى


إن مخالفة زي القوم ليست من المروءة

أقول للمنتقبات: ليه المرار ده كله!
“ليه المرارا ده كله؟!” فتصوروا لو أنا جالسة أمامكم بوجهي مغطى لا أنتم عارفين إذا كنت راضية أو غضبانة أو متفاعلة معكم فوجهي هو عنواني، ونحن الآن في عصر لا يعترف سوى بالوثائق؛ فركوب الطائرة يتطلب وثيقة ودخول البنك بوثيقة، ودخول كليتي بوثيقة.. وقيادة السيارة بوثيقة…….

وأنا أريد أن أقول ملحوظة لأولادي: انظروا إلى كل إمام فستجدون ثقافته من بيئته، ستجدون فتاوى الإمام الطبري في الأندلس، أو الفيلسوف ابن رشد لهم ثقافة ورقيّ عالٍ جدا، أما ثقافة وفتاوى منطقة الشرق المتاخمة للبدو فهي فتاوى متشددة.
وهنا أريد أن أتذكر شيئين: أولا أن الإمام الشافعي غيّر فقهه في العراق عندما وصل مصر، فأصبحنا حتى في التخصص في كليات الشريعة ستجدنا ندرس فقهين فقه الإمام القديم وفقه الإمام الجديد، ما بين العراق وما بين مصر.

ثانيا كلمة الإمام الطبري التي أعتبرها قيلت لمثل أيامنا الآن وهي: “إن مخالفة زي القوم ليست من المروءة”، فسألني أحدهم عن معنى كلمة “المروءة” فقلت: إن أنا أبقى مخفية هذه ليست من المرؤة، فعندما تدخل منتقبة عليّ في الشارع وتخيفني فهذه ليست من المروءة؛ فإن مخالفة زي القوم ليس من المروءة ما لم يكن به إثم، والمخالفة تكون على سبيل الشهرة، قلت لهم ما أراه فيكم الآن أنه نوع من الشهرة والانفرادية، ونوع من المخاصمة للمجتمع ونوع من الانكفاء على الذات.

أصل النقاب توراتي
النقاب أصله توراتي من الشريعة اليهودية.. ارجعوا للعهد القديم، وارجعوا لسفر التكوين تعلّموا وأقرأوا إصحاح 38 و24 ستجدون الآتي: “عندما ترملت “ثامرين أو لامرين” وعادت لبيت أهلها تنقبت وتلفعت”.. فيأتي “الهالة خاه” أي الحكماء كما نقول الإمام الشافعي الإمام أحمد.. أي الفقهاء، يقول: عندهم المرأة اليهودية التي تخرج من دون غطاء وجهها تعتبر في حكم الزانية.

الإسلام لم يفرض النقاب ولم يرفضه
في المشنا والجمارا نجد “المرأة القمحية”.. هذه المرأة لها سبعة أبناء كلهم أصبحوا حاخامات فسألوها: كيف استطعت أن تربي 7 حاخامات، فكان ردها: “لأن جدار البيت لم يرَ شعري”، هذه هي الشدة.. شددوا فشدد الله عليهم، قبل الإسلام اليهود والقبائل الإسلامية كانوا يتعايشون مع بعضهم البعض، فالنقاب كان موجودا فجاء الإسلام -وأنا أقولها بمنتهى الدقة العلمية- فلم يفرضه ولم يرفضه، أنا في منتهى الإنصاف في القضية، لكنه -أي القرآن والإسلام- أوجد روشتة تتلخص في قوله: {قُل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم}، {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن}، وغضّ البصر لا يعني وضع قماشة سوداء.. غضّ البصر وما يتبعه في النفس، النفس هنا ليست العين فالعين هي المرآة، لكن نفسي هي التي تتفاعل وتفرز العفة أو تفرز الدناءة وتفرز كذا وكذا… إلخ.

فربنا أعطانا الروشتة حيث قال للمؤمن والمؤمنة يغضوا من أبصارهم، فأنا ألّفت كتابا عنوانه “المرأة المسلمة بين عدل التشريع وواقع التطبيع”، لم أجد امرأة منتقبة من الصحابيات ممن خُضْن الحرب وبايعن الرسول بيعتين واللاتي أخذ عليهن العهد، واللاتي كنّ يطببن المرضى ويعلمن الرجال.. وفي الصحيحين: “ودخلت المرأة السفعاء” أي وشها عريان، ولما كان في المدينة “صلى الله عليه وسلم” وفي صبيحة يوم قال سلمان لنساء الصحابة: تصدقن أيها النسوة فأخذن يخلعن أقراطهن وخواتمهن “ووجوههن مكشوفة” ويضعنها في المنديل الذي فرده سلمان ويجمع الذهب لكي يقوّي به الجيش.

فوسطية الدين الإسلامي وتحذير الرسول عليه الصلاة والسلام من أي تطرف هذا تأكيد على صدق هذه الشريعة وهذه العقيدة وهذا الدين؛ لأننا لا يجب أن نكون في أحد الطرفين أبدا، إننا دعوة وسطية كما يقول الإمام علي؛ فالأعلى يستطيع أن ينزل إلى الوسط، والأدنى يستطيع أن يصل للوسطية”.. هذه الوسطية تعطي الفرصة لجميع البشرية وجميع العقائد يستطيع الجميع أن يصعد إليها وأن ينزل إليها، وهذه أكبر حكمة لعالمية هذا الدين.

ثم إنه لو الله أراد الله لي أن أنتقب بدلا من أن يقول: {وليضربهن بخمرهن على جيوبهن}، لقال: وليضربن بخمرهن على وجوههن، و”كانت خلصت”. فتحديد الخُمر معناه أن وجهي مكشوف، فلم يحدد المنطقة.

النقاب والتشدد هي مشكلة من ضمن مشاكل عدة يعاني منها المجتمع المصري ككل، وبالتالي يعاني منها البيت المصري الذي هو وحدة هذا المجتمع ولكنه ليس كل المشكلات بل جزء من كل، وحتى يمكننا أن نقف وقفة سليمة مع أنفسنا يجب علينا أن نبدأ من المنزل ومن المرأة عمود هذا المنزل التي تكشف الدكتورة آمنة نصير في الحلقة القادمة عن مفاجأة جديدة فيما يتعلق بواجباتها المنزلية.. فانتظرونا

اعلان