ماذا وراء قرار "الكردستاني الإيراني" إعادة مقاتليه لإيران؟

جانب من تدريبات مقاتلي الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني
جانب من تدريبات مقاتلي الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني (الجزيرة)

أمير فندي-أربيل

يشعر الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني وهو يدخل عامه الـ71 أن غيابه عن ساحته الحقيقية كل هذه السنين جعله يفقد الكثير من مؤيديه داخل العمق الإيراني، بعد التجأ لسنوات للأراضي العراقية.

ولذلك قرر تدريب مقاتليه وضم المزيد من المقاتلين حديثي الالتحاق بصفوفه وإعادة إرسالهم إلى داخل ايران ليختلطوا بالسكان.

وقد تحوّل عودة المئات من مقاتلي الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني إلى داخل الأراضي الإيرانية المدنيين هناك إلى وقود لتلك الحرب إذا وقعت.

ويقول غالب -وهو أحد المقاتلين الذين يتهيؤون للعودة لإيران- إنهم محلُ ترحيب من أبناء شعبهم.

ويضيف "النظام الإيراني وحشي وقد ينتقم من المدنيين الذين سندخل مناطقهم، لكن شعبنا لا يخاف ويرحب بعودتنا ونحن سندافع عنه حتى الرمق الأخير".

‪جانب من محاضرات عن الاتصال بالجماهير لمقاتلي الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني‬ (الجزيرة)
‪جانب من محاضرات عن الاتصال بالجماهير لمقاتلي الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني‬ (الجزيرة)

قرار ولجوء
وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني قد قرر مطلع التسعينيات من القرن الماضي سحب مقاتليه وكوادره من الأراضي الإيرانية واللجوء الى الأراضي العراقية بالاتفاق مع الحزبين الرئيسين في إقليم كردستان العراق.

وجاء هذا القرار عقب حملة واسعة شنها الجيش الإيراني على قواعده التي كانت توجد على طول الحدود العراقية الإيرانية.

وقال الأمين العام للحزب مصطفى هجري إن قرار العودة إلى داخل أراضي كردستان إيران لا يعتبر إعلانا للحرب، إذ أنهم يريدون أن يكونوا مع أبناء شعبهم ولن يتراجعوا عن ذلك.

وبيّن أن أمام طهران خيارين إما أن تسمح للحزب بالعمل السلمي المدني، وإما أن تهاجمهم، وعندها لن يتوانى مقاتلو الحزب في الرد والدفاع عن الشعب.

وأضاف هجري أن حزبه أبرم اتفاقا بخصوص تقاسم مناطق النفوذ مع حزب (باشاك) وهو الجناح الإيراني لـحزب العمال الكردستاني الذي يتمركز بقوة في تلك المناطق ويعتبرها ساحته التي ليس لحزب آخر أن يدخلها إلا بإذنه.

وحتى الآن، تمكن الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني من إرسال المئات من مقاتليه إلى العمق الإيراني بعد أن أعاد تدريبهم وجهزهم بأسلحة خفيفة ومتوسطة، بينما هناك العشرات منهم ينتظرون دورهم للالتحاق برفاقهم الذين سبقوهم.

‪آسو: صرت جاهزة للعودة للديار‬  (الجزيرة)
‪آسو: صرت جاهزة للعودة للديار‬ (الجزيرة)

سعادة وكفاح
وعبرت آسو -وهي فتاة مقاتلة في صفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني- عن سعادتها وقالت وهي تحمل سلاحها الروسي الكلاشينكوف "أنا سعيدة بقرار الحزب، وقد صرت جاهزة للعودة إلى الديار بعد أن أكملت تدريباتي على السلاح، وها أنا في نهاية التدريب النظري حيث أتلقى محاضرات عن طرق الاتصال بالجماهير".

لكنها مثل معظم رفاقها الآخرين تقدم الكفاح المسلح على النضال المدني السلمي أو تضعه في نفس مستواه، وتقول "أعتقد أنه لا معنى للنضال السلمي في ظل الأنظمة الديكتاتورية بدون وجود الكفاح المسلح".

وحول استمرار الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني في تدريب وإرسال المزيد من مقاتليه لداخل العمق الإيراني انطلاقا من الأراضي العراقية بإقليم كردستان العراق، قال المختص في القانون الدولي بجامعة صلاح الدين في أربيل بشارت زنكنه: إن مواصلة هذا الأمر تضع حكومة الإقليم أمام مسؤولية تحتمها القوانين الدولية الخاصة بحسن الجوار.

‪تدريبات مقاتلي الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني‬ (الجزيرة)
‪تدريبات مقاتلي الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني‬ (الجزيرة)

تحذير وصمت
وحذر زنكنه من لجوء إيران إلى التوغل داخل الأراضي العراقية للدفاع عن نفسها استنادا إلى المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة والمواثيق الدولية والاتفاقيات الأمنية الإقليمية التي تربط دول المنطقة وتلزمها بإجراءات أمنية محددة.

أما بغداد -التي تربطها علاقات وثيقة بل وعقائدية مع الجمهورية الإيرانية- فيخيم صمت كبير على موقفها من هذا التحرك الذي يجري على أراض عراقية.

وقال عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي حامد المطلك "لإيران نفوذ قوي في صنع القرار العراقي".

ورفض المطلك التعليق على وجود معسكر تدريب مقاتلي الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، معللا ذلك بعدم توفر معلومات كافية لديه عن طبيعة وجود هذا الحزب ومقاتليه ومعسكراته التدريبية على الأراضي العراقية.

المصدر : الجزيرة