09/06/2016 - 02:54

رُمّان: الذّاكرة البصريّة الفلسطينيّة | الفضاء الثّاني

ثمانية وسبعون فنّانًا وفنّانة (78) قدّموا عبر وسم #الذاكرة_البصرية_الفلسطينية صورًا لمئات الأعمال الفنّيّة، وقد اختير من بين هذه الأعمال مائة وأربعة وثلاثون (134) عملًا فنّيًّا، لتُعرض تحت عنوان "رمّان" في مجلّة فُسْحَة.

رُمّان: الذّاكرة البصريّة الفلسطينيّة | الفضاء الثّاني

بثينة أبو ملحم ب، من مجموعة "الإبرة غلبت الحائك"، قماش ودبابيس وشمع وخيوط وقطع مطرّزة، 100/ 70 سم، 2004.

أطلق بيت مريم في الذّكرى الثّامنة والسّتّين للنّكبة، وبالتّنسيق والتّعاون مع مجلّة فُسْحَة – ثقافيّة فلسطينيّة، حملة استمرّت أربعة أيّام، داعيًا من خلالها الفنّانين الفلسطينيّين في الوطن والشّتات إلى نشر صور أعمال فنّيّة لهم، تتناول الوطن والقضيّة الفلسطينيّين، وذلك عبر موقع التّواصل الاجتماعيّ، فيسبوك، موسومة بوسم #الذاكرة_البصرية_الفلسطينية.

78 فنّانة وفنّانًا

شهدت الحملة مشاركة واسعة وفعّالة من الفنّانين من مختلف الأجيال ومن مختلف مناطق الوطن والشّتات، وقد جاءت لتحقّق أهدافًا عدّة، أهمّها ضرورة البحث والتّأمّل في الذّاكرة البصريّة للفنّان الفلسطينيّ، والّتي ا­­ختزلت العديد من الصّور والتّصوّرات حول مأساة لا يمكن القول إنّها تاريخ مضى فحسب، بل هي مستمرّة باستمرار مظاهرها من تهجير واستلاب الأرض وحصار الإنسان والمكان، والاعتداء على الوجود الفلسطينيّ، الجسديّ والهُويّاتيّ.

ثمانية وسبعون فنّانًا وفنّانة (78) قدّموا عبر وسم #الذاكرة_البصرية_الفلسطينية صورًا لمئات الأعمال الفنّيّة، وقد اختير من بين هذه الأعمال مائة وأربعة وثلاثون (134) عملًا فنّيًّا، لتُعرض تحت عنوان 'رمّانفي مجلّة فُسْحَة – ثقافيّة فلسطينيّة، ضمن أربعة فضاءات بصريّة إلكترونيّة، ابتداءً من الأوّل من حزيران، وبواقع فضاء واحد أسبوعيًّا حتّى نهاية حزيران.

لماذا رُمّان؟

أمّا عن تسمية المعرض الافتراضيّ بـ 'رمّان'، فذلك لمّا يحيل إليه هذا اللّفظ من طبيعة فلسطينيّة، ولما يتضمّنه من دلالات تتمثّل في اختزال هذه الفاكهة لحلاوة المذاق المغطّاة بالقشر الصّلب والمرّ، في ترادف مع الهويّة الفلسطينيّة الحديثة الّتي تقوم على التّضادّ بين قسوة واقعها وجماليّات عناصرها الّتي تشكّل فسيفساءها. كما أنّ اصطفاف حبّات الرّمّان يرادف التفاف الذّاكرة البصريّة الفلسطينيّة حول المأساة والحقّ الفلسطينيّين.

ممّا يجدر ذكره، أنّ 'رمّان' عنوان لوحة للفنّان رائد عيسى أيضًا، وهي تشارك في هذا المعرض؛ يحمل الفتى في اللّوحة فاكهة الرّمّان الحمراء الّتي تبدو وكأنّها جمر أو قنابل، وقودها الحبّ والغضب والألم والدّم.

أعمال 'رُمّان'، وإن تنوّعت في مضامينها البصريّة وأساليبها التّقنيّة، إلّا أنّها تلتفّ حول المأساة الفلسطينيّة، وتشرّح بصريًّا وفلسفيًّا مسائل وعناصر مثل التّهجير، والمنفى، والبيت، والوطن، والخيمة، والمخيّم، والقرية، والمرأة الّتي ما زالت تُصوَّر في أعمال الفنّانين الفلسطينيّين وطنًا مسلوبًا وثورة محتملة وحتميّة.

روّاد... شباب

يحضر روّاد الفنّ الفلسطينيّ هنا، بأعمالهم الّتي وثّقت وعالجت مظاهر النّكبة وآثارها، وراكمت ثقافة بصريّة فلسطينيّة تُعّدُّ وثيقة تاريخيّة للذّاكرة الفلسطينيّة حول الحدث، والمكان، وتداعيات الزّمان.

ما هو لافت للنّظر، أنّ الكثيرين من الفنّانين الشّباب ما زالوا يستلهمون رموز وعناصر التّراث الفلسطينيّ، الشّعبيّ والوطنيّ والثّقافيّ والدّينيّ والعربيّ، وهي العناصر ذاتها الّتي ألهمت من سبقوهم من الرّوّاد، فتحضر في أعمال الفنّانين الشّباب عناصر مثل الفلّاحة الجميلة والقويّة الباقية في أرضها، والقرية الهادئة على التّلال، والمخيّم وطنًا مؤقّتًا ينتظر الخلاص، والشّيخ الّذي يحتفظ بالحنين إلى الوطن المسلوب وقراه المهجّرة. هذا التّناول الكلاسيكيّ للمأساة الفلسطينيّة، والمباشرة في طرح الرّموز الوطنيّة والثّقافيّة، يشكّل مادّة تستحقّ الدّراسة والتّـأمّل لتبيان ما له وما عليه في التّجربة البصريّة الفلسطينيّة.

ليس استباقًا للنتائج، لكن يمكن القول إنّ الرّموز ما زالت، على ما يبدو، تفرض نفسها بقوّة على الفنّان الفلسطينيّ الّذي لا يستطيع الانفكاك، بصريًّا، منها. غير أنّ السّعي إلى التّجديد في كيفيّة الطّرح والتّناول، ضرورة لا بدّ منها، من أجل التّطوّر الضّروريّ في الحراك التّشكيليّ الفلسطينيّ، وفي فسيفساء الذّاكرة البصريّة الفلسطينيّة.

ذاكرة حيّة

وبين جيلي الرّوّاد والشّباب، جيل من الفنّانين بدأوا بممارسة الفنّ منذ التّسعينات، منهم من يقيم في الوطن ومنهم من يقيم في الشّتات، غير أنّ ما يميّز أعمالهم انفتاحها الكبير على التّجديد والتّنوّع البصريّين، في معالجة المأساة الفلسطينيّة وما يتعلّق بها من مسائل، مثل الحرب والحصار والقتل والاعتقال، وغيرها من تعقيدات المشهد الفلسطينيّ برمّته. بعض الأعمال تعتمد الاختزال والتّكثيف نهجًا لتركيز العين والذّائقة حول جانب إنسانيّ ثقافيّ فلسطينيّ، وبعضها يعتمد الكثافة والغنى البصريّين، نهجًا وأسلوبًا، وبعضها يستلهم من أدوات الفنّ المعاصر أسلوبه في تصوير المأساة.

هكذا يقدّم المعرض الافتراضيّ 'رمّان'، مادّة بصريّة زخمة وغنيّة، وذات أهمّيّة، ليس فقط للمتأمّلين ولمتذوّقي الفنّ والباحثين في الفنون فحسب، بل للإرث البصريّ أيضًا وللثّقافة الفلسطينيّة الّتي ما زالت، كما يعدّها إدوارد سعيد، شكلًا من أشكال المقاومة، وذاكرة حيّة تكافح احتمالات الاندثار والنّسيان بالعناد والإصرار.

د. مليحة مسلماني، مديرة بيت مريم.

 

معرض 'رُمّان'

الفضاء البصريّ الثّاني

 

يشارك فيه الفنّانون: أحمد كنعان، بثينة أبو ملحم، تيسير بركات، رائد عسكر، رانية عقل، رؤوف العجّوري، ريما المزين، سمير الحلّاق، شادي الزّقزوق، لميس أبو خليل، محمد الحاجّ، محمّد راضي، محمّد الضّابوس، مروان نصّار، مريم نوّارة، معتزّ نعيم، ميّ مراد، هبة بغدادي، وديع العوضي.

أحمد كنعان أ، اللّاجئ، زيت على قماش، 140/ 190 سم، 2010.

 

شادي الزّقزوق أ، بداخلي خيمة، زيت على قماش، 180/ 160 سم، 2015
(من مقتنيات سلطان سعود القاسمي).

 

شادي الزّقزوق ب، تطوّر تحت الأرض، زيت على قماش، 320/ 200 سم، 2015
(من مقتنيات مؤسّسة بارجيل Barjeel Foundation).

 

رائد عسكر أ، أحلام قدسيّة، أكريليك على قماش، 165/ 95 سم، 2015.

 

رائد عسكر ب، انتظار، أكريليك على قماش، 160/ 120 سم، 2015.

 

لميس أبو خليل أ، انتظار، أكريليك على قماش، 120/ 80 سم، 2009.

 

لميس أبو خليل ب، يافا، أكريليك على قماش، 80/ 120 سم، 2016.

 

سمير الحلّاق أ، التّغريبة الفلسطينيّة ــ أمّ سالم، أكريليك على قماش، 77/ 108 سم، 2016.

 

سمير الحلّاق ب، ذاكرة وشوق، أكريليك على قماش، 76/ 95 سم، 2016.

 

رؤوف العجّوري أ، الكوفيّة 1، زيت على قماش، 100/ 140 سم، 2014.

 

رؤوف العجّوري ب، المشهد، أكريليك على قماش، 90/ 120 سم، 2010.

 

ريما المزين أ، وطني ليس حقيبة 'من مجموعة وطن بدل فاقد'، أكريليك على ورق، 50/ 70 سم، 2016.

 

ريما المزين ب، ريما ومفتاح جدّها، أكريليك على قماش، 160/ 100 سم، 2015.

 

مريم نوّارة أ، إلى أين؟ (من سلسلة ثلاث لوحات بعنوان 'لوين؟ بعدين')،
أكريليك على قماش، 150/ 200 سم، 2015.

 

مريم نوّارة ب، إلى متى؟ (من سلسلة من ثلاث لوحات بعنوان 'لوين؟ بعدين')،
أكريليك على قماش، 150/ 200 سم، 2015.

 

مريم نوّارة ج، ثمّ ماذا؟ (من سلسلة من ثلاث لوحات بعنوان 'لوين؟ بعدين')،
أكريليك على قماش، 150/ 200 سم، 2015.

 

محمّد راضي، الاتّحاد، أكريليك على قماش، 120/ 100 سم، 2016.

 

محمّد الضّابوس أ، حصار، أكريليك على قماش، 100/ 100 سم، 2012.

 

محمّد الضّابوس ب، مدينة، أكريليك على قماش، 100/ 100 سم، 2011.

 

ميّ مراد، إلى أين تأخذني يا أبي، أكريليك على قماش، 50/ 50 سم، 2013.

 

مروان نصّار أ، واقع مشتعل، أكريليك على قماش، 60/ 80 سم، 2014.

 

مروان نصّار ب، حروف ووطن، أكريليك على قماش، 80/ 100 سم، 2014.

 

محمّد الحاجّ أ، المرابط، أكريليك على قماش، 60/ 80 سم، 2015.

 

محمّد الحاجّ ب، حارس الدّيار، أكريليك على قماش، 60/ 80 سم، 2015.

 

هبة بغدادي، غزّة، أكريليك على قماش، 100/ 35 سم، 2014.

 

معتزّ نعيم أ، المخيّم، زيت على قماش، 120/ 100، 2014.

 

معتزّ نعيم ب، مدينة القدس، زيت على قماش، 90/ 63 سم، 2014.

 

رانية عقل أ، من مجموعة حقّ العودة، شمع نحل على خشب، 40/ 20 سم، 2008.

 

رانية عقل ب، من مجموعة حقّ العودة، شمع نحل على خشب، 40/ 20 سم، 2008.

 

بثينة أبو ملحم أ، 'كلّ من فات قديمه مات'، من مجموعة 'الإبرة غلبت الحائك'، موادّ مختلفة،
100/ 70 سم، 2004.

 

بثينة أبو ملحم ب، من مجموعة 'الإبرة غلبت الحائك'، قماش ودبابيس وشمع وخيوط وقطع مطرّزة،
100/ 70 سم، 2004.

 

أحمد كنعان ب، لاجئون، حديد، 70/ 40/ 12 سم، 1997 (في المتحف الوطنيّ الأردنيّ).

 

وديع العوضي، معاناة في زمن الفراغ، أكريليك وزفتة ومواد مختلفة على قماش، 90/ 160 سم، 2016.

 

تيسير بركات، أبي، صندوق بسبعة جوارير (حرق على الخشب)، 82/ 124/ 77 سم، 1997.

نصّ مرافق لعمل 'أبي' لتيسير بركات: هذا الصّندوق من مخلّفات الجيش الإسرائيليّ قبل سنة 1948؛ استخدمت جواريره لملفّات اليهود القادمين من أنحاء العالم لتوطينهم في المدن الفلسطينيّة؛ المجدل، حيفا، عكّا، يافا، صفد، وغيرها، وذلك بعد ترحيل أهلها الفلسطينيّين. والآن في هذا الصّندوق حياة أبي منذ ذاك الفرح طفلًا في المجدل، مرورًا بتهجيره قسرًا إلى لجوئه في مخيّم جباليا بغزّة، إلى تعبه كي نكون، ومن ثمّ مرضه، ومماته.

العمل المعروض ناقص، فالبطاقات الّتي كانت مثبتة على النّاحية اليسرى من الجوارير، والّتي كانت تشير بالعبريّة 'يهود قادمون إلى المجدل'، قد نُزِعَتْ هي وستّ بطاقات أخرى تشير إلى قدوم اليهود إلى المدن الفلسطينيّة، وذلك على يد ضبّاط الجمارك الإسرائيليّين خلال إحدى محاولاتي المشاركة بهذا العمل في إحدى البيناليات، والّتي لم تنجح، حيث حُجِزَ الصّندوق مدّة 3 أشهر، وأُعيد بعد نزع البطاقات عنه.

التعليقات