بعد 25 عامًا من الغزو العراقي.. هواجس الكويتيين من جارة أخرى

يرون أن الأزمة لم تنتهِ.. فهُم عرضة لفقدان الأمن مجددًا.. وهذه المرة بسبب دولة مجاورة مثل إيران تنشر الفرقة

الدبابات العراقية تجتاح مدينة الكويت صبيحة يوم الغزو (غيتي)
الدبابات العراقية تجتاح مدينة الكويت صبيحة يوم الغزو (غيتي)
TT

بعد 25 عامًا من الغزو العراقي.. هواجس الكويتيين من جارة أخرى

الدبابات العراقية تجتاح مدينة الكويت صبيحة يوم الغزو (غيتي)
الدبابات العراقية تجتاح مدينة الكويت صبيحة يوم الغزو (غيتي)

قبل ربع قرن وتحديدا في مثل هذا اليوم من أغسطس (آب) 1990 أمر الرئيس العراقي السابق صدام حسين جيشه بغزو الكويت في عملية عسكرية استغرقت يومين وانتهت باستيلاء قواته على كامل الأراضي الكويتية في 4 أغسطس.
كان من بين أول فرمانات صدام تشكيل حكومة صورية في الكويت برئاسة العقيد علاء حسين لم تستمر سوى خمسة أيام. ففي 9 أغسطس 1990، أعلن صدام «ضم» الكويت إلى العراق باعتبارها «المحافظة 19» للعراق وتغيير أسماء الشوارع والمنشآت بل وحتى اسم العاصمة الكويتية.
بموازاة ذلك، تشكلت في الطائف بالمملكة العربية السعودية الحكومة الكويتية في المنفى حيث وجود أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح وولي العهد الراحل الشيخ سعد العبد الله الصباح والكثير من الوزراء وأفراد القوات المسلحة الكويتية. واستمر الاحتلال العراقي للكويت فترة 7 أشهر، لينتهي بتحريرها في 26 فبراير (شباط) 1991 بعد حرب الخليج الثانية «عاصفة الصحراء». وشهدت فترة الاحتلال تلك عمليات سلب ونهب واسعة النطاق شملت جميع مرافق الكويت وبدأت حملة منظمة لنقل ما تم الاستحواذ عليه إلى العراق. كذلك ارتكب جيش صدام الكثير من الجرائم كعمليات الاعتقال والتعذيب والإعدام.
«الشرق الأوسط» تستذكر الأحداث التي سبقت الغزو والدور الذي قامت به السعودية تحديدا خلاله حتى لا تصبح الكويت لقمة سائغة لصدام، وتستشرف كذلك مستقبل العلاقة بين الكويت والعراق بينما لا يزال البلدان يتعاطيان مع تداعيات مغامرة صدام حسين تلك.

في كتابه الشهير «سيكولوجية الجماهير» الذي كتبه في عام 1895 يقول عالم الاجتماع الفرنسي غوستاف لوبون إن الجمهور ذا الطبيعة المختلفة وغير المتجانسة (أي تلك التي تنتمي إلى طبقات ومذاهب وعرقيات مختلفة) تحت ظروف معينة وخاصة، يتشكل لديه ما يسمى بالجمهور النفسي الذي يكتسب خصائص مشتركة تمامًا مثل الجمهور المتجانس، وقد تكون هذه الخصائص عامة ومؤقتة وقد تزول بعد زوال الظروف التي خلقتها.
وفي الكويت وفي الذكرى الخامسة والعشرين للغزو العراقي حاولت «الشرق الأوسط» أن تغوص قليلاً لفهم «الجمهور النفسي» الذي تشكل منذ تاريخ 2 أغسطس (آب) عام 1990 إلى اليوم لمعرفة ما الذي تشكل وما الذي تبقى من ذلك الجمهور النفسي، وهل هناك خصائص باقية للمستقبل، وما هي نظرة الكويتيين نحو الوضع الراهن والمستقبلي.
واستطلعت «الشرق الأوسط» آراء شخصيات مختلفة من المجتمع من أعمار مختلفة وخلفيات مختلفة، وقد لا يزال هناك بعض الشخصيات الذين يعبرون عن شرائح مختلفة من المجتمع لم يتم استطلاعها، إلا أن التعددية الاجتماعية والعمرية للشخصيات التي تم استطلاعها قد تعطي تصورًا ولو بسيطًا عن تأثير الغزو على العقلية والنفسية الكويتية العامة أو «الجمهور النفسي» الكويتي. ومن خلال أعين وأفكار وذاكرة هؤلاء الأشخاص سنعيش الأحداث في الذكرى الخامسة والعشرين للغزو العراقي.
والبداية هي مع المواطن فيصل المضف الذي ينتسب إلى إحدى الأسرة القديمة والمعروفة في الكويت والذي كان يعمل قبل تقاعده في القطاع النفطي الكويتي. فبالنسبة إلى شخص في عمر المضف فإن الأحداث لها تفسيرات أخرى تختلف كثيرًا عن تفسيرات جيل الشباب الذي عاصروا الأحداث وهم صغار في السن. ولا يقف الأمر عند هذا الحد، إذ إن المضف من الذين بقوا في الكويت خلال احتلال قوات النظام السابق لصدام حسين لفترة طويلة قاربت 3 أشهر قبل أن ينتقل مع أسرته إلى خارجها بعد أن ضاقت الحياة عليهم تمامًا في الكويت وبدأ الهاجس الأمني يزداد عندهم، وخصوصًا بعد تعرضه لموقف صعب أن يتقبله أي رب أسرة عندما حاول بعض جنود الاحتلال أن يأخذوا ابنه الصغير سالم منه. ويحكي المضف بداية الأحداث بقوله: «استيقظت في فجر يوم الخميس الثاني من أغسطس على أصوات تشبه الانفجارات. لم يكن يدور في ذهني حينها أن الكويت تتعرض لأي عملية عسكرية وكنت أستبعد مثل هذا الأمر تمامًا». ولا يختلف المضف في هذا الأمر عن أي من الكويتيين الذين تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، إذ إنه بدا مستحيلاً لهم أن يقوم العراق بغزو الكويت وقد يكون هذا بسبب الإفراط في حسن النية أو في الثقة في الشعوب والدول المحيطة بهم أو لأن الطبيعة النفسية الكويتية بطبعها لا تتوقع حدوث الأسوأ.
ومن حسن حظ أو من سوء حظ المضف أن يكون منزله في قلب العاصمة على مقربة كبيرة جدًا من فندق الشيراتون، إذ تمكن المضف من الصعود على سطح منزله لتقصي الأمر والأصوات التي يسمعها. ويضيف: «لقد رأيت مدرعات وآليات عسكرية تجول في الشارع على مقربة من (دوار الشيراتون) عليها أعلام غريبة ليست كويتية أو عراقية، ثم توقفت هذه المدرعات وتم إخراج مدافع متحركة لضرب المباني وتم ضرب مبنى الثنيان، ولا أعلم حقيقة لماذا تم ضرب هذا المبنى، ثم تم ضرب المبنى المجاور لمبنى وزارة الإعلام، وهنا تيقنت أن هناك استهدافا لمحطة التلفزيون والإذاعة في الكويت. ومع ذلك فقد استمر البث لأيام قليلة في البداية دون انقطاع بسبب النقل التلفزيوني المتحرك على سيارات مخصصة».
والمضف حاله حال كثير من الكويتيين الذين فوجئوا، إذ لم يكونوا على دراية أو علم بما يحدث، بل إن بعضهم توجه إلى مقر عمله صبيحة ذلك اليوم توقعًا منهم أن الوضع طبيعي في البلاد. وقد لا يتكرر مثل هذا السيناريو اليوم في بلد يدمن أهله مواقع التواصل الاجتماعي إدمانًا تامًا ولا يبقى فيه سر إلا ويتم نشره في أحد هذه المواقع. وسيكون من الصعب أن لا يعلم أحد بحقيقة ما يجرى. وبقي المضف في الكويت حتى توافرت الفرصة له للخروج إلى السعودية ومن ثم إلى البحرين حيث ظل هناك إلى حين تحرير البلاد، إذ كان من أوائل العائدين إليها في اليوم الثاني للتحرير وهو يقود شاحنة محملة بأسطوانات الغاز الذي جاء بها من البحرين بينما يقود زميله القيادي النفطي السابق كامل الحرمي شاحنة مماثلة أخرى بهدف المساعدة في سد نقص غاز الطبخ في الكويت.
وبعيدًا عن الخوض في التفاصيل الأخرى للأحداث فإن الأهم هو الدرس الذي تبقى من تلك التجربة والذي لخصه المضف بالتالي: «منذ واقعة الغزو وأنا فقدت الثقة. كيف يمكن لدولة تتشارك معك في كل شيء تقريبًا أن تغدر وتباغتك وتحتلك؟! والأسوأ من هذا أن هناك دولا أخرى صادقت على ما فعله العراق ووقفت معه». وعند الحديث عن نظرته للمستقبل تبرز ملامح خصيصة من خصائص «الجمهور النفسي» الكويتي، إذ إن المضف وكثيرا مثله يرون أن الأزمة لم تنتهِ وأن الكويت عرضة لفقد الأمن والأمان مجددًا ولكن هذه المرة لن يكون بسبب الاعتداء الخارجي، بل إن الأزمة القادمة ستكون داخلية، إذ إن الدول المحيطة بالكويت وبخاصة إيران قد تسعى لزعزعة الأوضاع الداخلية في دول الخليج من خلال استغلال أبناء الخليج، وهو تمامًا ما تفعله «داعش» في العراق والتي استطاعت أن تغسل عقول بعض الشباب في السعودية والكويت لتحريضهم على أعمال إرهابية.
وبالنسبة إلى المضف فإن مستقبل الكويت الآن يكمن في التحالف مع دول الخليج لتحصينها ضد أي اعتداء خارجي، وبسبب الاتفاقيات الأمنية الكثيرة التي تم عقدها وبسبب الوجود العسكري الأميركي في المنطقة من خلال القواعد الموجودة فإن مسألة فقدان الأمن بسبب اعتداء خارجي تضاءلت. ويرى المضف أن هناك خاصية أخرى للجمهور النفسي الكويتي برزت في السنوات الأخيرة الحالية، وهي أن المواطنين الكويتيين عادوا للتراخي والتفاؤل مجددًا ولم يعد هناك أي اهتمام بمستقبل الأمن ولم يعد هناك هاجس وكأن شيئًا لم يكن، وخصوصا لجيل الشباب الذي يبدو أنه في غيبوبة تامة عن أوضاع المنطقة ومستقبلها.
ورغم الفارق الكبير في العمر بين المضف والشخصية الأخرى، وهي شخصية عبد المحسن البحر، ذلك الشاب الذي عمل في إحدى شركات الاستثمار قبل أن يبدأ في أعماله الخاصة والاستثمار في العقار، فإن البحر يفكر بنفس الطريقة حيال مستقبل بلاده وقلقه على أمنها وأمانها. ويرى البحر كما يرى المضف أن الغزو الخارجي ليس هو الخطر القادم ولكن الانهيار الداخلي للمجتمع وللنظام هو الخطر الحقيقي، واصفًا ذلك بقوله: «انظر إلى العراق وسوريا وغيرهما من الدول الآن. انظر كيف انهارت بسبب الفوضى الداخلية وتلاعب الكل من الخارج بأنظمتها ومجتمعها. أليس هذا أمرا مقلقا لو أنه حدث في الكويت؟!».
وبالنسبة إلى البحر الذي عاصر الغزو صغيرًا في السن، إذ لم يكن عمره يتجاوز 12 عامًا حينها، فإن «الأمن نعمة كبيرة وثمينة يجب المحافظة عليها ويجب أن يستشعر الجميع وخصوصًا الأجيال القادمة أهمية هذه النعمة وكيفية الحفاظ عليها».
ويرى البحر كما يرى المضف أن مستقبل أمن الكويت يقوم على المنظومة الخليجية. ويضيف البحر قائلاً: «دول الخليج تركيبة واحدة ومصير واحد والمفترض أن يضعوا خلافاتهم الصغيرة جانبًا ويتجاهلوا كل الخلافات البسيطة ويتوحدوا أكثر، إذ لم يعد هناك طريق نمشيه سوى طريق الاتحاد الخليجي والوحدة».
ورغم أن البحر لم يكن موجودًا في الكويت حين حدث الغزو ورغم حداثة سنه حينها فإنه استشعر أهمية أن يكون للإنسان وطن مستقر وآمن. ويقول: «لقد كنا في ألمانيا حين حدث الغزو وانتقلنا إلى القاهرة للعيش هناك في شقة يملكها أحد الأقارب، ورغم أن السفارة تكفلت بكل شيء وكانت تعطينا مرتبات فإن بقاءك دون وطن إحساس غريب ومزعج. لقد كنت صغيرًا ولكن عندما ترى الجميع حولك متأثرين وعندما تدرك أنك قد لا تعود إلى منزلك وأصدقائك ومدرستك فإن هذا لا بد أن يؤثر في نفسيتك».
ومن الأمور العالقة في ذهن البحر هو تدهور حالة جده الصحية بسبب الصدمة التي تعرض لها حين سماعه خبر احتلال الكويت. ويقول: «لم ينطق جدي بكلمة بعد أن سمع الخبر، وظل على هذه الحالة أشهرًا وكان يتحدث بكلمات بسيطة إلى أن مات بعدها، رحمه الله».
وعند سؤاله ما إذا كان يحس بأن جيل الشباب يعي ويدرك خطورة حادثة الغزو، أجاب البحر: «لا أعتقد هذا، فهناك شباب إلى اليوم لا يعرفون شيئًا عما حدث. في بعض الأحيان أنظر إلى بعض الشباب الذين يستمعون إلى أغانٍ عراقية حديثة وأقول في نفسي هل تحرك هذه الأغاني فيهم ذكرى الغزو؟! لا أعتقد».
وننتقل إلى شريحة أخرى عاصرت الغزو في الكويت وتألمت منه وتضررت بسببه، ولكن ينظر إليها أنها لا علاقة لها بالأحداث، وهي شريحة المواطنين السعوديين المقيمين بالكويت. وغانم المطيري أحد أبناء هذه الشريحة، فالمطيري السعودي الجنسية مولود في الكويت حاله حال كثير من أبناء جلدته الذين عمل آباؤهم في الكويت طويلاً.
وقدم والد غانم إلى الكويت في أوائل الستينات وهو من الفئة التي تحمل إحصاء 1965 ولكن والده لم يكن مهتمًا بالحصول على الجنسية الكويتية حينها. وعمل والده في وزارة الداخلية الكويتية كما لا يزال يعمل اليوم كثير من السعوديين في بعض القطاعات العسكرية أو في بعض المؤسسات والشركات الخاصة.
وعندما حدث الغزو كان المطيري البالغ من العمر 20 عامًا وأسرته يقيمون في الوفرة حيث يعمل بعض من أقاربه في شركة «جيتي أويل» التي تحولت لاحقًا إلى شركة «تكساكو» ثم إلى شركة «شيفرون» العربية السعودية. وكانت الوفرة قرية حينها وكان مجتمعها كما يحكي عنه المطيري مكونًا في المقام الأول من السعوديين وبعض العرب وكثير من العراقيين والذين كان أغلبهم من فئة «البدون» الذين لا يحملون أي هوية.
وكما هو الحال مع الباقين فإن المطيري وسكان الوفرة فوجئوا بالخبر ولم يكن أحد منهم يصدق أن العراق احتل الكويت. وبعد أيام ما زالت أسرة المطيري وجيرانها غير مستوعبة ما حدث وكان الجميع يقولون إن «المسألة ستدوم أياما بسيطة وستكون مجرد تهويش وستعود الكويت مرة أخرى». ويستذكر المطيري كيف أن قناة الكويت كانت لا تعرض سوى أناشيد وطنية في أول يوم دون أي أخبار حول ما حدث، ثم انقطع البث التلفزيوني وظل المذيع الكويتي يوسف مصطفى يبث بالصوت دون صورة من خلال بثه من عربات نقل تلفزيونية متنقلة بعد سيطرة العراقيين على تلفزيون الكويت. ويقول: «ما زلت أتذكر كيف كان يدعو الجميع إلى الصمود وإلى وحدة الكويت».
ولكن ما جعل سكان الوفرة يقلقون ويفكرون في النزوح إلى السعودية هو خروج الحكومة الكويتية إلى الخارج واستسلام الجيش الكويتي حقنًا للدماء. ويقول المطيري: «لقد ظللنا لأيام نترقب ما نفعل. وفي أحد الأيام كان كل جيراننا مجتمعين في المجلس عند والدي ويتحدثون عن الحل، وكنت صغيرا حينها ولكني وقفت وقلت لهم رأيي بكل صراحة، وهو أن بقاءنا هنا يعرض أعراضنا ونساءنا للخطر، وما إن قلت ذلك حتى ساد الهدوء ثم قرر الجميع أن نخرج وجهزنا قافلة من 12 سيارة للخروج إلى السعودية».
وبعيدًا عن الخوض في تفاصيل مأساة المطيري منذ خروجه وحتى عودته وأهله مجددًا إلى الكويت بعد التحرير فإن هناك أمورا لا تزال عالقة في ذهنه؛ أولها هو أنه تم تفرقة مجتمع الوفرة من قبل الحكومة الكويتية بعد الغزو وخرج منها أغلب سكانها. ويقول: «فجأة لم يعد هناك قرية ولم يعد هناك جيران ولم يعد هناك أي شيء لنا واضطررنا حالنا حال غيرنا إلى البحث عن سكن في منطقة أخرى من مناطق الكويت، وهكذا تفرقنا وتفرق جميع أصدقاء الطفولة وانتهت علاقتنا تقريبًا بعضنا ببعض».
أما الأمر الآخر فهو عدم الإحساس بالأمان والذي تضاعف بالنسبة للمطيري، إذ إنه إلى جانب عدم الإحساس بالأمان في الكويت، فهو منذ الغزو لم يعد يحس بالاستقرار في الكويت. ولكن المطيري موجود في الكويت لأنه مولود في الكويت ويعمل في القطاع النفطي هنا، وإن كان يعمل تحت مظلة السعودية في المنطقة المحايدة. والمطيري متزوج بكويتية من نفس قبيلته، وأخواله كويتيون من نفس القبيلة، وأصدقاؤه كلهم يعيشون في الكويت.
ويصف المطيري حالته: «إلا لحظة تخرجي من الثانوية وأنا لم أكن أحس بأني سعودي، فلقد ولدت وتربيت ودرست هنا وكل أهلي وأقاربي وأصدقائي هنا. لقد كنت كويتيًا لدرجة أني كنت أشجع منتخب الكويت حين يلعب مع منتخب السعودية». ويضيف: «لم أنتبه إلى أني سعودي وأن هناك حواجز زجاجية بيني وبين باقي المجتمع إلا عقب تخرجي من الثانوية وعدم قبولي في كلية الهندسة في جامعة الكويت رغم حصولي على نسبة عالية. وما زلت أحس أني بين مجتمعين ولا أنتمي إلى هذا أو هذا. وفي فترة الغزو رغم بقائنا في السعودية قرابة العام ودخولي في الجامعة هناك فإن أهلي كلهم عادوا إلى الكويت بمجرد أن تم الإعلان عن تحريرها».
وكما في حالة البحر والمضف فإن المطيري هو أيضًا يرى أن الكويت عرضة لهزة مستقبلية أخرى بقوله: «لا أحد أعرفه إلا واستثمر جزءا من ماله خارج الكويت وبخاصة في السعودية. ولدى كثير من الكويتيين عقارات في السعودية كنوع من الأمان في حالة حدث شيء. لا أتصور أن هناك أحدا الآن لا يوجد لديه خطة بديلة (ب) في حال حدوث أي اعتداء أمني».
لقد تعمقت في السيكولوجيا الكويتية كما يبدو الهاجس الأمني، وأصبح هناك عدد لا بأس به من الكويتيين يتوقعون الأسوأ، خصوصا أن التاريخ يعيد نفسه ولا تزال الدول الكبيرة حول الكويت غير مستقرة. وتجذرت مسألة احتلال الكويت من قبل قوى خارجية عند كثير من الناس ولكن الكل يشير إلى جهة مختلفة والكل لديه بوصلة مختلفة بحسب خلفيته المذهبية والعرقية والاجتماعية وإن كانوا كلهم كويتيين وإن كانت الكويت أكبر مثال على التعايش السلمي لكل المذاهب الدينية والتيارات الفكرية في منطقة الخليج.
وتجسدت نظرية «الجمهور النفسي» للعالم الفرنسي لوبون في رمضان الماضي حين تلاحم المجتمع للوقوف ضد الإرهاب بعد حادثة تفجير مسجد الإمام الصادق، فبحسب النظرية عند تعرض الجميع لظرف عام فإن الشخصيات الفردية تذوب في شخصية عامة كبيرة، وكما يقول في كتابه: «وعندئذ تتشكل روح جماعية، عابرة ومؤقتة دون شك، ولكنها تتمتع بخصائص محددة». وما إن تزُل الظروف حتى تعود الروح الفردية للظهور، وهذا مكمن الخطورة المستقبلية في منطقة تعج بالفوضى السياسية والتهديدات الخارجية والطموحات التوسعية لبعض الدول أو الحركات والتنظيمات العسكرية مثل حزب الله أو «داعش».
وقبل نهاية حديث المضف مع «الشرق الأوسط» ختم كلامه بالتذكير بأن تاريخ الكويت مليء بالتهديدات الخارجية، ففي كل 25 إلى 30 عاما يطل شخص ليطالب بالكويت أو يفكر في ضمها أو احتلالها جزئيًا أو كليًا. ولا يوجد أوضح مما فعله عبد الكريم قاسم ومن بعده صدام حسين، ويبقى الأهم كما عبر عنه المضف: «هل تعلمنا شيئًا بعد كل هذا؟! هل أدركنا واستشعرنا الخطر القادم؟! هذا هو السؤال الذي يجب أن نجيب عنه كلنا ككويتيين. ولا أتصور أن جيل الشباب يعي شيئًا من هذا».



وزيرا خارجية البحرين والكويت يبحثان استعدادات القمة العربية

وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا يستقبل نظيره البحريني الدكتور عبد اللطيف الزياني (كونا)
وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا يستقبل نظيره البحريني الدكتور عبد اللطيف الزياني (كونا)
TT

وزيرا خارجية البحرين والكويت يبحثان استعدادات القمة العربية

وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا يستقبل نظيره البحريني الدكتور عبد اللطيف الزياني (كونا)
وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا يستقبل نظيره البحريني الدكتور عبد اللطيف الزياني (كونا)

بحث وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا، الخميس، مع نظيره البحريني الدكتور عبد اللطيف الزياني، استعدادات استضافة البحرين للقمة العربية المقررة الشهر المقبل.

واستعرض الوزيران في الكويت، حيث وصلها الزياني قادماً من الدوحة، العلاقات الأخوية التاريخية الوثيقة التي تجمع بين البلدين وشعبيهما، كما تناولا أوجه التعاون الثنائي، والارتقاء بها في مختلف المجالات، وما من شأنه خدمة مصالحهما وأهدافهما المشتركة.

وشملت المباحثات مستجدات الحرب في قطاع غزة، وتطورات الأوضاع الإقليمية وانعكاساتها على الأمن والاستقرار الإقليميين، وفقاً لـ«وكالة أنباء البحرين».

وتطرق الجانبان إلى التحضيرات الجارية لعقد القمة العربية الثالثة والثلاثين التي تستضيفها البحرين في 16 مايو (أيار) المقبل، والتشاور والتنسيق المشترك تجاه الموضوعات والقضايا المعروضة على جدول الأعمال بما يلبي متطلبات تعزيز العمل العربي المشترك.


لقاء سعودي - يمني يبحث تطوير العلاقات الثنائية

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان لدى استقباله نظيره اليمني الدكتور شايع الزنداني (واس)
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان لدى استقباله نظيره اليمني الدكتور شايع الزنداني (واس)
TT

لقاء سعودي - يمني يبحث تطوير العلاقات الثنائية

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان لدى استقباله نظيره اليمني الدكتور شايع الزنداني (واس)
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان لدى استقباله نظيره اليمني الدكتور شايع الزنداني (واس)

استعرض الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، الخميس، مع نظيره اليمني الدكتور شايع الزنداني، أوجه العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات.

جاء ذلك خلال استقبال الأمير فيصل بن فرحان للدكتور الزنداني، في الرياض، وبحثا الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، بحضور محمد آل جابر، السفير السعودي لدى اليمن.

جانب من لقاء وزير الخارجية السعودي ونظيره اليمني في الرياض (واس)


مركز الملك سلمان للإغاثة يبعث «رسائل الأمل» لأطفال غزة

TT

مركز الملك سلمان للإغاثة يبعث «رسائل الأمل» لأطفال غزة

تأتي الحملة لإيصال مشاعر السعوديين إلى أهالي غزة (تصوير: تركي العقيلي)
تأتي الحملة لإيصال مشاعر السعوديين إلى أهالي غزة (تصوير: تركي العقيلي)

«أرسل لكم رسالة من القلب، نتمنى بها لكم الخير والسلام وأن تزول الغمة ويعم السلام»، هذه هي رسالة الطفل السعودي عبد العزيز، التي ستقطع المسافات والحدود، لتصل إلى أطفال غزة داخل صندوق ممتلئ بالمساعدات الغذائية، وهي واحدة من آلاف الرسائل التي كتبها الأطفال ضمن حملة «رسائل الأمل» التي أطلقها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

إحدى الرسائل الموجودة داخل السلال (تصوير: تركي العقيلي)

وتأتي الحملة التي تدعو الأطفال في السعودية إلى كتابة رسائل موجهة إلى أقرانهم في غزة، لإضافة «روح للمساعدات وإيصال المشاعر التي يكنها السعوديون تجاه أهالي غزة»، وفق ما أوضح المتحدث الرسمي للمركز، الدكتور سامر الجطيلي، أثناء حديثه لـ«الشرق الأوسط» في مقر الحملة بالرياض.

ويستمر المركز بتسيير الطائرات المحمّلة بالمؤنة والغذاء إلى مطار العريش تمهيداً لنقلها إلى معبر رفح.

وأكد الجطيلي أن عدد الطائرات التي شاركت في الجسر الإغاثي الجوي وصل إلى 47 طائرة، إضافة إلى 6 بواخر حمل جميعها أكثر من 6 آلاف طن من المساعدات الإغاثية، مشدداً على أن المركز سيعمل بكل الوسائل والطرق لإنقاذ الشعب الفلسطيني.

أرسلت السعودية 6 آلاف طن من المساعدات منذ بداية الأزمة (تصوير: تركي العقيلي)

في سياق متصل أعربت وزارة الخارجية السعودية، في بيان لها، عن ترحيب المملكة بنتائج التقرير الصادر عن اللجنة المستقلة بشأن أداء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، التابعة للأمم المتحدة، الذي يؤكد الدور الرئيسي للوكالة في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني الشقيق.

وجدّدت الوزارة تأكيد السعودية «أهمية التزام الدول المانحة لوكالة (الأونروا) لضمان استدامة وفعالية كل أشكال الدعم للاجئين من الشعب الفلسطيني، بما يخفف حجم المعاناة التي يعانيها، خصوصاً في ظل استمرار انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني».

الدكتور سامر الجطيلي (تصوير: تركي العقيلي)

ومع استمرار تدفق المساعدات إلى معبر رفح، أشار الجطيلي إلى أن «التعنت الإسرائيلي» ما زال يعوق وصول كثير منها إلى داخل غزة، مما أثّر سلباً على أهاليها الذين هم بحاجة ماسة إلى هذه المواد الطبية والغذائية، مؤكداً أنه لو أزيلت هذه العوائق يستطيع المركز أن يصل إلى كل بيت في غزة.

يجدر بالذكر أن السلة الغذائية الواحدة يبلغ وزنها قرابة 36 كيلوغراماً تغطّي حاجة الأسرة المتوسّطة لمدة شهر تقريباً، وتتكوّن من عدد من الأكياس والعبوّات والمغلّفات، منها من الدقيق، والأرز، والسكّر، والتمور، والزيت، وملح الطعام، وغيرها.


اتفاقية سعودية - قبرصية للإعفاء المتبادل من التأشيرة

جانب من مراسم توقيع الاتفاقية بين السعودية وقبرص في الرياض (واس)
جانب من مراسم توقيع الاتفاقية بين السعودية وقبرص في الرياض (واس)
TT

اتفاقية سعودية - قبرصية للإعفاء المتبادل من التأشيرة

جانب من مراسم توقيع الاتفاقية بين السعودية وقبرص في الرياض (واس)
جانب من مراسم توقيع الاتفاقية بين السعودية وقبرص في الرياض (واس)

أبرم الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، الخميس، مع نظيره القبرصي كونستانتينوس كومبوس، اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة.

واستعرض الوزيران خلال لقائهما في الرياض، العلاقات الثنائية المتطورة بين البلدين، وسبل تعزيزها بمختلف المجالات، وتكثيف التنسيق الثنائي في القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما بحثا المستجدات الدولية والجهود المبذولة بشأنها.

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يستقبل نظيره القبرصي كونستانتينوس كومبوس بالرياض (واس)


أمير قطر يبحث مع وزير الخارجية البحريني تطوير العلاقات بين البلدين

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال استقباله اليوم وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني (قنا)
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال استقباله اليوم وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني (قنا)
TT

أمير قطر يبحث مع وزير الخارجية البحريني تطوير العلاقات بين البلدين

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال استقباله اليوم وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني (قنا)
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال استقباله اليوم وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني (قنا)

استعرض أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الخميس، مع وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني سُبل تطوير العلاقات بين البلدين، وذلك خلال استقبال أمير قطر للوزير البحريني بمناسبة زيارته للبلاد.

وقالت «وكالة الأنباء القطرية»، إن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، استقبل بمكتبه في قصر لوسيل اليوم، وزير خارجية البحرين والوفد المرافق له، حيث جرى خلال المقابلة استعراض العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، وسبل تنميتها وتطويرها.

وحضر المقابلة الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري.

وكان وزير الخارجية البحريني وصل صباح اليوم إلى الدوحة في زيارة رسمية.


وصول الطائرة السعودية الـ47 لإغاثة قطاع غزة إلى العريش

تحمل الطائرة مواد طبية وإيوائية تمهيداً لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة (واس)
تحمل الطائرة مواد طبية وإيوائية تمهيداً لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة (واس)
TT

وصول الطائرة السعودية الـ47 لإغاثة قطاع غزة إلى العريش

تحمل الطائرة مواد طبية وإيوائية تمهيداً لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة (واس)
تحمل الطائرة مواد طبية وإيوائية تمهيداً لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة (واس)

وصلت إلى مطار العريش الدولي بمصر مساء أمس، الطائرة الإغاثية السعودية الـ 47، التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتنسيق مع وزارة الدفاع، تحمل على متنها مواد طبية وإيوائية، تمهيداً لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة.

وصول الطائرة الإغاثية السعودية إلى مطار العريش (واس)

وتأتي هذه المساعدات في إطار دور السعودية الإنساني المعهود بالوقوف مع الشعب الفلسطيني الشقيق في مختلف الأزمات والمحن التي تمر بهم.


السعودية ترحب بدور «الأونروا» في دعم الشعب الفلسطيني

تأكيد على دور «الأونروا» في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني (رويترز)
تأكيد على دور «الأونروا» في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني (رويترز)
TT

السعودية ترحب بدور «الأونروا» في دعم الشعب الفلسطيني

تأكيد على دور «الأونروا» في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني (رويترز)
تأكيد على دور «الأونروا» في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني (رويترز)

رحبت السعودية، الأربعاء، بنتائج تقرير اللجنة المستقلة بشأن أداء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، الذي يؤكد الدور الرئيسي للمنظمة في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني.

وجددت وزارة خارجيتها في بيان، تأكيد السعودية على أهمية التزام الدول المانحة لـ«الأونروا» بضمان استدامة وفاعلية كل أشكال الدعم للاجئين الفلسطينيين، بما يخفف من حجم معاناتهم، خاصةً في ظل استمرار انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي والإنساني.


الملك سلمان يغادر المستشفى بعد فحوصات روتينية

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)
TT

الملك سلمان يغادر المستشفى بعد فحوصات روتينية

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)

غادر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الأربعاء، مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة بعد أن استكمل الفحوصات الروتينية.

كان الديوان الملكي السعودي، قد أعلن ظهر الأربعاء، دخول الملك سلمان المستشفى؛ لإجراء فحوصات روتينية لبضع ساعات.


لقاء بحريني - إماراتي يبحث التطورات الإقليمية والدولية

الملك حمد بن عيسى آل خليفة والشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء في أبوظبي (وام)
الملك حمد بن عيسى آل خليفة والشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء في أبوظبي (وام)
TT

لقاء بحريني - إماراتي يبحث التطورات الإقليمية والدولية

الملك حمد بن عيسى آل خليفة والشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء في أبوظبي (وام)
الملك حمد بن عيسى آل خليفة والشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء في أبوظبي (وام)

بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها بما يحقق مصالحهما المشتركة.

واستعرض الجانبان - خلال اللقاء الذي عقد في أبوظبي - أبرز التطورات الإقليمية والدولية وتبادلا وجهات النظر بشأنها؛ حيث عبر الطرفان عن أملهما في خروج القمة العربية المقبلة في دورتها الثالثة والثلاثين التي تستضيفها البحرين في 16 مايو (أيار) المقبل، بنتائج إيجابية وقرارات بناءة تعزز التضامن العربي ووحدة الصف، والنهوض بقدرات الأمة وإمكاناتها السياسية والاقتصادية، وحماية أمنها القومي، وتلبية تطلعاتها على طريق التقدم والتنمية المستدامة.

ودعا الجانبان إلى تهدئة الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وتجنب التصعيد العسكري وتغليب الحلول الدبلوماسية وتسوية جميع النزاعات من خلال الحوار والتفاوض.

كما دعا الجانبان المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه تنفيذ قرارات الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة بما يحفظ أرواح المدنيين، ويوفر المساعدات الإنسانية والإغاثية الضرورية لهم دون عوائق، مؤكدين ضرورة التحرك الدولي الفاعل من أجل إيجاد أفق سياسي حقيقي لتحقيق السلام الإقليمي العادل والشامل بحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة على أساس مبدأ حل الدولتين.

وأكد العاهل البحريني ورئيس الإمارات أهمية مواصلة التشاور والتنسيق وفق رؤية استراتيجية موحدة تنشد تحقيق المصالح لكلا البلدين وشعبيهما، وتقوية روابط الأخوة الخليجية والعربية، والتعاون الدولي لنشر السلام وقيم التسامح والتآخي الإنساني.

لقاء وزراء الخارجية

من جهة أخرى، بحث الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي ونظيره البحريني الدكتور عبد اللطيف الزياني، عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك المتصلة بمسيرة العمل الخليجي المشترك، واستعرضا عتطورات الأوضاع في المنطقة، لا سيما الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.

الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي والدكتور عبد اللطيف الزياني

معالجة الأضرار

أعلنت الإمارات عن اعتماد ملياري درهم (544 مليون دولار) لمعالجة الأضرار التي لحقت ببيوت المواطنين ومساكنهم، بالإضافة إلى تكليف لجنة وزارية متابعة هذا الملف وحصر أضرار المساكن وصرف التعويضات بالتعاون مع بقية الجهات الاتحادية والمحلية.

وجاء اعتماد المبالغ خلال جلسة لمجلس الوزراء الإماراتي برئاسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي أكد أن المجلس ناقش نتائج وآثار الحالة الجوية التي مرت بها البلاد خلال الأيام السابقة. وقال: «الحالة كانت غير مسبوقة في شدتها.. ولكننا دولة تتعلم من كل تجربة... وتطور نفسها... حيث تعاملت غرف العمليات المركزية مع أكثر من 200 ألف بلاغ، وشارك أكثر من 17 ألفاً من عناصر أجهزة الأمن والطوارئ والداخلية، و15 ألفاً من الجهات المحلية... وآلاف المتطوعين في التعامل مع نتائج الحالة الجوية الاستثنائية».

وأكد عودة الحياة لطبيعتها بسرعة، موجهاً إلى حصر الأضرار، ودعم الأسر، والبدء بشكل فوري بدراسة حالة البنية التحتية، وأكد أن سلامة المواطنين والمقيمين على رأس الأولويات، مضيفاً: «شكلنا في مجلس الوزراء أيضاً اليوم لجنة لحصر أضرار السيول والأمطار على البنية التحتية واقتراح الحلول والإجراءات على مستوى الدولة برئاسة وزارة الطاقة والبنية التحتية وعضوية وزارة الدفاع والداخلية والطوارئ والأزمات وغيرها من الجهات الاتحادية بالإضافة لممثلين من الإمارات المحلية كافة».

اجتماع مجلس الوزراء الإماراتي برئاسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم (وام)

مساهمة السياحة

وقال الشيخ محمد بن راشد: «استعرضنا خلال اجتماع مجلس الوزراء اليوم مستجدات الاستراتيجية الوطنية للسياحة، بلغ إجمالي نزلاء المنشآت الفندقية 28 مليون نزيل في 2023 بزيادة 11 في المائة على العام الذي سبقه، والذي شهد إنفاقاً عاماً للسياحة الدولية في الإمارات بلغ 118 مليار درهم (32.1 مليار دولار) مقابل 47 مليار درهم (12.7 مليار دولار) للسياحة الداخلية، وتقترب مساهمة القطاع السياحي في ناتجنا المحلي من 180 مليار درهم (49 مليار دولار) في عام 2023.

وأضاف: «استعرض مجلس الوزراء اليوم تطورات الأجندة الاقتصادية لدولة الإمارات حيث استطاعت الدولة التوقيع والتفاوض على اتفاقيات شراكات اقتصادية شاملة مع أكثر من 13 دولة، ما سيمكننا من زيادة صادرات الدولة بقيمة إضافية تبلغ 366 مليار درهم (99 مليار دولار) سنوياً بحلول 2031، بسبب هذه الاتفاقيات».


السعودية تنشئ مركزاً لحماية المُبلِّغين والشهود

النائب العام في السعودية الشيخ سعود المعجب (واس)
النائب العام في السعودية الشيخ سعود المعجب (واس)
TT

السعودية تنشئ مركزاً لحماية المُبلِّغين والشهود

النائب العام في السعودية الشيخ سعود المعجب (واس)
النائب العام في السعودية الشيخ سعود المعجب (واس)

أقر النائب العام السعودي رئيس مجلس النيابة العامة الشيخ سعود المعجب، الأربعاء، إنشاء «مركز برنامج حماية المُبلغين والشهود والخبراء والضحايا»، إنفاذاً للمادة الرابعة من نظام حماية المُبلغين والشهود والخبراء والضحايا، وفقاً لبيان نشرته النيابة العامة عبر حسابها في منصة «إكس».

وكانت الجريدة الرسمية قد نشرت في عددها الصادر مطلع مارس (آذار) الماضي، «نظام حماية المُبلغين والشهود والخبراء والضحايا»، بعد موافقة مجلس الوزراء عليه. وتضمّنت المادة الرابعة من النظام أن «يُنشأ وفق أحكام النظام برنامج خاص في النيابة العامة يسمى برنامج حماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا، وتحدد اللائحة الهيكل التنظيمي للبرنامج وإدارته ومهماته والاختصاصات المنوطة به، وآلية الصرف عليه».

وأشار الشيخ المعجب إلى أن هذا النظام يؤسس مرحلة جديدة في الحماية العدلية الرفيعة للمتصلين بالإجراءات القضائية، مؤكداً أن الحماية الواردة في هذا النظام تشمل جميع الإجراءات والتدابير والضمانات الهادفة إلى حماية الضحايا أو المبلغين أو الشهود أو الخبراء، وجميع أقاربهم وغيرهم ممن قد يكون عرضة للضرر بسبب ذلك، معتبراً أن صدور هذا النظام يأتي «معزّزاً لأهمية تطبيق الأنظمة بجدية من خلال تدابير فعّاله، ما يعزز ثقافة التبليغ في المجتمع وتعزيز حسّ المسؤولية الوطنية لدى الأفراد».

وبحسب بيان «النيابة العامة»، يهدف المركز إلى توفير الحماية العدلية للأشخاص المشمولين بالحماية من أي تهديد أو خطر أو ضرر قد ينالهم، بكل أو بعض أنواع الحماية المنصوص عليها في المادة الرابعة عشرة من النظام، وهي: الحماية الأمنية، وإخفاء بياناته الشخصية، وكل ما يدل على هويته، ونقله من مكان عمله - مؤقتاً أو دائماً - ومساعدته في الحصول على عمل بديل، وتقديم الإرشاد القانوني والنفسي والاجتماعي، ومنحه وسائل للإبلاغ الفوري عن أي خطر يهدده أو يهدد أياً من الأشخاص وثيقي الصلة به، وتغيير أرقام هواتفه، وتغيير محل إقامته، واتخاذ إجراءات كفيلة بسلامة تنقله، بما في ذلك توفير مرافقة أمنية له أو مسكنه، ومساعدته ماليّاً.

وأوضحت «النيابة العامة» أنها تنسِّق مع جهات الرقابة والضبط والتحقيق والمحاكمة في الجرائم المشمولة بأحكام النظام، وذلك لاتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة «لأن تُخفي عند الاقتضاء أو بناءً على طلب من المبلغ أو الشاهد أو الخبير أو الضحية، في مراسلاتها ومحاضرها وجميع وثائقها، هوية كلّ منهم وعنوانه بشكل يحول دون التعرف عليه، والتعاون مع المحكمة بما يكفل أداء الشهود لشهادتهم دون تأثير أو تأخير».

وأوضح المتحدث الرسمي للنيابة العامة مهند المجلد، لـ«الشرق الأوسط»، أنه «وفقاً للمادة السادسة والثلاثين من النظام أن النيابة العامة تنسق مع وزارتي العدل والداخلية ورئاسة أمن الدولة وهيئة الرقابة ومكافحة الفساد في إعداد مشروع اللائحة».

تحقيق العدالة

ورداً على سؤال حول الإجراءات المعمول بها قبل صدور النظام، قال المجلد إن «هناك موادّ في أنظمة متفرقة مثل نظام الإجراءات الجزائية ونظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله وغيرها من الأنظمة المنصوص فيها على بعض أوجه الحماية التي تضمنها نظام حماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا»، وتتضمّن تلك الضمانات وفقاً للمجلد «سرِّية إجراءات التحقيق والنتائج التي تسفر عنها المقررة وفق المادة 68 من نظام الإجراءات الجزائية، ومن ذلك ما جاء في المواد 95 و98 و100 من النظام ذاته من تمتع الشهود بضمانات عند سماع أقوالهم، بما يحقق العدالة ويكفل الضمانات المتعلقة بأشخاصهم».

وتفصيلاً، ذكر المجلد أن «المادة 85 من نظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله نصت على «رعاية حقوق الضحايا، ومن في حكمهم في الجرائم المنصوص عليها في النظام، من خلال توفير المساعدة والدعم المناسبين للمطالبة بحقوقهم، وتقديم الحماية اللازمة للشهود والمصادر والقضاة والمدعين العامين والمحققين ومحامي الدفاع ومَن في حكمهم في حال وجود أسباب جدية من شأنها أن تعرض حياتهم أو سلامتهم أو مصالحهم الأساسية أو أحد أفراد أسرهم للخطر أو الضرر».

المواطنون والمقيمون

وأوضح المجلد أن المركز سيكون مقرّه في العاصمة الرياض، لافتاً إلى أن «نظام حماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا» يشمل جميع الأشخاص «وفق قواعد الاختصاص الولائي للجهات المختصة بتطبيق أحكام هذا النظام؛ حيث يتمتعون بالحماية الجنائية سواء كانوا مواطنين أو مقيمين».

ومن المنتظر أن يتخذ المركز الإجراءات اللازمة لوقاية المشمول بالحماية من الإصابة الجسدية، وضمان صحته وسلامته وتكيّفه الاجتماعي، طوال فترة الحماية المقررة له، مع مراعاة حقوقه وحرياته، وعدم تقييدها إلا بالقيود الضرورية وفقاً لأحكام النظام.

كما يمكّن النظام الأشخاص المشمولين بالحماية من تقديم طلبات الحماية وفق إجراءات وشروط محددة، كما منح النظام توفير الحماية للمشمول بها دون موافقته، في حال توفر ما يبعث بإمكان تعرّضه لخطر وشيك، كما قضى النظام عقوبات جزائية تجاه أي سلوك من شأنه الجناية على المشمولين بالحماية، بالسجن الذي قد يصل إلى 3 سنوات، وغرامة مالية قد تصل إلى 5 ملايين ريال.