نفط عمان يتخطى أربعين دولاراً وتوقعات بوصوله إلى الخمسين

مؤشر الخميس ١٤/أبريل/٢٠١٦ ٠٥:٣٠ ص
نفط عمان يتخطى أربعين دولاراً وتوقعات بوصوله إلى الخمسين

مسقط -ش
للمرة الأولى منذ الانخفاض الكارثي لأسعار النفط، تحرّر نفط عمان من حاجز الأربعين دولاراً، ليسجّل ارتفاعاً بقيمة 62 سنتاً ليصل إلى 40.56 دولاراً أميركياً أمس. وبذلك يكون اقترب خطوة إضافية من سعر 45 دولاراً وهو متوسط السعر الذي اعتمدته السلطنة في الموازنة العامة للعام 2016.
ومنذ شهرين فقط وصل نفط عمان إلى 27 دولاراً، ما هدد بعجز كبير في الموازنة، لكنه باقل من شهرين ارتفع بنسبة 50 في المئة. وإذا كان إنتاج السلطنة يبلغ نحو مليون برميل يومياً فإن هذا الارتفاع يوفّر للسلطنة 13.5 مليون دولار إضافية يومياً تساهم في تقليص العجز العام.

ارتفاع طبيعي
ويقول الخبير الاقتصادي د.جمعة الغيلاني:"إن الارتفاع في أسعار النفط طبيعي لسببين أساسيين وهما الإعلان عن انخفاض حجم المخزون النفطي الأمريكي الأسبوع الفائت، والاجتماعات التي تعقدها منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك مع دول من خارجها، والتي ستتوج في اجتماع الدوحة النفطي الذي يعقد في 17 الجاري لبحث تثبيت حجم إنتاج النفط". ويؤكد أن الأسعار السابقة للنفط لم تكن طبيعية، لذلك يمكن اعتبار ما يحدث اليوم نوعاً من إعادة التوازن متوقعاً "أن يصل سعر نفط عمان إلى خمسين دولاراً في الفترة المقبلة".

اتجاه صعودي
وكانت أسعار النفط العالمية شهدت ارتفاعاً ملحوظاً ووصل سعر خام برنت إلى عتبة 44 دولاراً. ويتوقع الغيلاني أن يستمر ارتفاع اسعار النفط في الفترة المقبلة، "لكنه ارتفاع غير مؤمن نتيجة لوجود بدائل النفط والطاقة البديلة في كندا والولايات المتحدوة والطلب على النفط ما زال أقل من اللازم".
لذلك يبقى هذا الارتفاع محفوفاً بالمخاطر لا سيما مع تضارب التصريحات حول نتائج اجتماع الدوحة، مما يضع ضغوطاً كبيرة على الاسواق. ففي الوقت الذي أكدت فيه 16 دولة من أوبك وخارجها، ومن بينها السلطنة، حضورها للاجتماع المنتظر ما زالت التصريحات تهدد نجاح المؤتمر قبل انعقاده. ومنها تصريح وزير النفط السعودي علي النعيمي التي أكد فيها مجدداً موقف بلاده الذي يستبعد خفض الإنتاج وهو ما يطالب به بعض المنتجين. كما ذكرت مصادر صحافية أن إيران سترسل ممثلا عن الحكومة فقط وليس وزير النفط لحضور الاجتماع الذي سيعقد في العاصمة القطرية الدوحة، فيما أعلنت إيران في أطثر مناسبة عزمها إلى زيادة إنتاجها من النفط لتصل إلى مستويات ما قبل العقوبات اي ما يقارب 4 ملايين برميل يومياً.
ويرى الغيلاني أن من مصلحة المجتمعين في الدوحة الوصول إلى اتفاق لا سيما أن هبوط النفط بهذا الشكل لم يكن متوقعاً وأدى إلى مشكلات اقتصادية كبيرة،"لذلك يشكل اجتماع الدوحة فرصة لتصحيح الانتاج". ويذكر أن اوبك حذرت أمس في بيان لها من استمرار الفائض في الإنتاج وأعلنت أنه رغم التحسن الطفيف في أسعار النفط، فإن فائض الانتاج مستمر والمخزونات لا تزال عالية".

التثبيت ليس كافياً
ويضيف الغيلاني:" إن تثبيت حجم الإنتاج ليس كافياً، وآثاره الإيجابية لن تكون على المدى القريب، لكنه يوجه رسالة إيجابية للسوق" مؤكدأً أن الحل هو الوصول إلى اتفاق في أوبك وخارجها إلى تخفيض حجم الإنتاج، وهو ما يتوافق مع سياسات أوبك، التي تمتلك 82% من حصة السوق، والتي تستهدف اسعاراً على المدى البعيد تزيد عن ثمانين دولاراً للبرميل كحد أدنى".
ويرى الغيلاني أن زيادة الطلب الصيني على نفط عمان وانخفاض الإنتاج يساهم في رفع سعر نفط عمان إنما بشكل طفيف لاسيما أن حجم إنتاج السلطنة صغيراً بالنسبة للدول الأخرى. أما عن بيع إيران والكويت للنفط بأسعار اقل من سعر خامي عمان ودبي، فهو لا يرى في الأمر مضاربة بل "بسبب المعاناة التي تعانيها اقتصاديات المنطقة مما يجعلها تسعى للاستحواذ على حصة اكبر في السوق العالمي".