عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 10 رجب 1432هـ/11-06-2011م, 08:50 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

معنى شعب الإيمان

قوله: (وَهُوَ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، أعْلاَهَا قَوْلُ لاَ إِلهَ إِلا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَن الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ).
البِضْع ما بين الثلاثة إلى التسعة على أشهر أقوال اللغويين، ويجوز فتح الباء وكسرها، والكسر أشهر قال الله تعالى: {فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ}
والشُّعبة تطلق في اللغة على معانٍ، ومنها الفرع الذي يتجزأ من أصله مع اتصاله به كما في قوله تعالى: {انْطَلِقُوا إِلَىٰ ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ} .
ويقال: عصا لها شعبتان، إذا انقسم طرفها إلى قسمين كالغصنين.
والأغصان المتشعبة من أغصان كبار تسمى شُعَباً ومنه قول طرفة بن العبد:


كَـأَنَّ السِـلاحَ فَـوقَ شُعبَـةِ بـانَـةٍ.......تَرى نَفَخاً وَردَ الأَسِرَّةِ أَسحَما


(بانة) نوع من الشجر، وهو واحد شجر البان.
والمقصود أن الإيمان له أصول وأجزاء ، وهذه الأجزاء هي شُعَبُه وخصاله، وكلما كثرت هذه الشعب كان نصيب المؤمن من الإيمان أكثر.
في صحيح البخاري: ((الإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان))
وفي صحيح مسلم: ((الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ))
ولفظ أعلاها عند محمد بن نصر المروزي وابن حبان والبغوي في شرح السنة وغيرهم.

وقد يجتمع في المرء بعض شعب الإيمان وبعض شعب النفاق كما في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها؛ إذا ائتُمِنَ خان، وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهَدَ غدر، وإذا خاصم فجر)).
وفي مسند الإمام أحمد وسنن النسائي وغيرهما من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ((من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بغزو مات على شعبة نفاق))