لقاء اليوم

شلح: وقعنا على التهدئة لا على صك الاستسلام

أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح أن الفصائل الفلسطينية متفقة على حق المقاومة في الرد، وقال إن صورة الفلسطيني أصبح يتم تسويقها بمصر على قاعدة الشيطنة.

قال الأمين العام لـ حركة الجهاد الإسلامي رمضان عبد الله شلح الذي حل ضيفا على برنامج "لقاء اليوم" إن المقاومة الفلسطينية تعاملت بحكمة وصبر طويل مع إسرائيل ووقعت على اتفاق تهدئة مع العدو، لكنها لم توقع على صك استسلام.

وأطلقت المقاومة الفلسطينية مؤخرا صواريخ من قطاع غزة ردا على الاعتداءات الإسرائيلية التي خلفت العديد من الشهداء بغزة والضفة الغربية في الآونة الأخيرة. وقالت الجهاد الإسلامي في وقت سابق إن سرايا القدس أطلقت نحو تسعين صاروخا وقذيفة.

وأكد شلح أن المقاومة لها حق الرد ما دامت إسرائيل تستبيح غزة، مشيرا إلى أن المقاومة في حالة تقدم لا تراجع وأن إمكانياتها ستكون أفضل مما كانت عليه عام 2012.

وكشف عن وجود "تنسيق وتواصل وتوافق" بين الجهاد الإسلامي وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وكذلك بقية الفصائل الفلسطينية في غزة على حق المقاومة بالرد، وقال إن حركته كانت شريكة معهم في توقيع التهدئة وما تزال تلتزم بذلك، غير أنه أوضح أن توقيت وشكل الرد يتعلق بالحدث الذي يوجب الرد.

وردا على سؤال بشأن وجود تحركات أو مطلب إقليمي لتسخين الوضع بغزة، أجاب شلح "بندقيتنا ليست للإيجار.. بندقية إسلامية فلسطينية مستقلة لا نبصر عبرها إلا مآذن القدس". وشدد على أن الفلسطينيين غير معنيين بالتصعيد مع إسرائيل، لكنهم سيردون في حال فرضت عليهم المعركة.

كما انتقد تحركات وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وقال إن هدفها تصفية القضية الفلسطينية وإغلاق الملف بالكامل.

وأكد الأمين العام لحركة الجهاد أن مصر التي رعت التهدئة السارية في غزة بادرت بالاتصال بحركة الجهاد، وأن هذه الأخيرة تعاملت معها بإيجابية بهدف احتواء الوضع بالقطاع ومنع خروجه عن السيطرة.  

يُذكر أن حركة الجهاد أعلنت مؤخرا التوصل بوساطة مصرية إلى اتفاق لتثبيت تهدئة أُبرمت بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل قبل عامين، وأكدت الحكومة الفلسطينية المقالة أن الاتصالات المصرية لتثبيت التهدئة لم تجر مع حماس بل مع الجهاد، وأشارت إلى أن ذلك ينبئ بتغير الموقف المصري مع الحركة.

وانتقد شلح في ذات السياق ما تتعرض له حماس في مصر، وقال إن صورة الفلسطيني أصبح يتم تسويقها على قاعدة الشيطنة من جانب بعض الأطراف والإعلام المصريين، وأضاف "لا نتدخل في الشأن المصري، من يأتي ومن يذهب يقرره الشعب المصري بنفسه".  

يُشار إلى أن محكمة القاهرة للأمور المستعجلة بمحكمة عابدين قضت مؤخرا بحظر نشاط حماس، والتحفظ على مقراتها بمصر.

"لعبة أمم" 
وعرج ضيف "لقاء اليوم" على الملف السوري، ورأى أن الرهان على الحل العسكري هناك لم يعد بمتناول اليد، ودعا للبحث عن طريق للحل السياسي يكون مفتاحه الحوار، وأن تقدم الأطراف السورية ما اعتبرها تنازلات مؤلمة لحقن الدماء والحفاظ على وحدة سوريا.

وأضاف أن سوريا تحولت إلى لعبة أمم، وإلى صراع إقليمي ودولي على الأرض السورية، مشيرا إلى أن الهدف من استمرار الحرب في هذا البلد هو تدمير الشعب السوري على غرار ما حصل مع نظيره العراقي، وتمزيق سوريا إلى كيانات.  

وعن الخطر التكفيري بالمنطقة، أكد الأمين العام لحركة الجهاد أن هناك مساعي لتحويل الصراع بالمنطقة إلى صراع مذهبي وديني، ودعا في السياق السنة والشيعة إلى عدم الانزلاق فـ "شيطنة الآخرين وإعلان حرب مقدسة ضدهم ليست من ديننا".

ومن جهة أخرى، دعا شلح -الذي كان يتحدث من طهران- إلى الحوار بين الدول العربية وإيران "حتى ننتهي من فزاعة الجار البعبع" وأعلن في السياق تأسفه للخلافات التي حصلت بين السعودية وقطر وللتداعيات داخل الكتلة الواحدة.