العمل الحر ..لآلئ ودرر

العمل الحر تجربة لن تندم عنها

العمل الحر ..لآلئ ودرر





*********************************

العمل الحر ..لآلئ ودرر

رغم حداثة مصطلح – العمل الحر - من الناحية الرقمية إلا أنه بات مظهرا من مظاهر التوجه الشباني على الشبكة العنكبوتية سيما في عالمنا العربي من حيث كونه قد اصبح توجها للعديد من الأفراد على اختلاف مواهبهم ومستوياتهم سيما وأن الكثير من ممارسي العمل الحر تحولوا اليوم الى نماذج ناجحة رسمت المعالم الأولى لهذا الميدان العملي المربح .
ولكوني قد خضت التجربة في هذا المجال فقد أردت أن اسرد قصتي ولو بإنموذج بسيط وهاأنذا ارفع قبعتي وانحني اجلالا واحتراما لمن وجهني هذا التوجه السليم انه بكل بساطة صديق من بلدتي يسمى بشير..لم نكن نعرف بعضنا البعض الا عبر الفيس بوك نتبادل التحايا ونسرد لبعضنا بعض اليوميات البسيطة كونه يملك مجلة الكترونية راقية بلغت مقامها وطنيا وقد كنت انا امتلك مدونة بلوجر بسيطة حيث انني كنت استشيره وأستعين بخبرته في حين لم يبخل عني بجهد من اجل تطوير مدونتي وارفع من شأنها ومن محتواها وظللنا على تلك الحال لمدة قاربت العام .
كنت خلال ذاك العام اصارع ضراوة حالة مرضية – عفاكم الله - اوقعتني حينها حبيس المنزل والغرفة صاحبت فيها جهاز الكمبيوتر واتخذت من الفيسبوك  والمدونة مجالا للتنفيس عني , لكن الروتين ذاته اصاب مني ما اصاب فبدأت اركن الى حالتي المرضية اسمع همس المرض وأقارع الألام والفراغ والوحدة وهواجس كثيرة تغلق الأبواب المشرقة في حياتي وتمحي ملامح الأمل التي كنت ارسمها وانا في عز شبابي وقوتي .
ايام عويصة مرت لكنها مرت على خير والحمد لله ..في هاته الفترة كنت ادعوا الله بالفرج ورفع الغبن عني , وذات مساء من شتاء 2015 استشعرت رحمة الله عندما كلمني صديقي بشير وقد تلقى نبأ مرضي واصابتي , رن الهاتف .." عيسى دلني على عنوان مسكنك حتى ازورك هذا المساء " فدللته بالعنوان ورحت احضر نفسي لاستقبال صديق يعودني بعيدا عن العوالم الإفتراضية وما ان مرت ساعة او ساعتان حتى كان امام الباب .
جلسنا في غرفة الضيوف وبدأنا نتداول اطراف الحديث متناسين المرض والألم وإذا به يهمس في اذني عن العمل الحر , لقد قال لي بالحرف الواحد " لماذا لا تغتنم جلوسك عند النت في العمل الحر مادامت لديك موهبة الكتابة " ..في البداية لم اهتم للأمر لكنه الح بمعنى أصر " ألح يلح إصرارا " ههههههه ..عني وأول ما حدثني حدثني عن موقع " خمسات "  .
كنت اسمع عن موقع خمسات وكثيرا ما مررت به خلال تصفحي للنت لكني لم اكن ادرك ان القدر سيجعل من خمسات مصدر دخل لي في يوم ما ..
افترقنا بعد ان حامت دورة الشاي بيننا مرتان ووعدني بعد ان يذهب الى البيت سيزودني ببعض تجارب النجاح على موقع خمسات فنشأت في مخيلتي صورة ذهنية بالنجاح على موقع خمسات بعد ان شحنت نفسي بالإرادة والتوكل على الله .
كنا نلتقي ليلا على الفيسبوك فإذا به كما وعدني ارسل الي عديد قصص الناجحين في ميدان العمل الحر فاعتزمت بأن اكون واحدا منهم بحول الله .
سجلت على موقع خمسات – في هذه الفترة كنت قد بدأت اتناسى التفكير في المرض – سجلت كعضو عادي وانصب كل تفكيري في ادراج خدمات امتلك الموهبة فيها فبدأت بإدراج اول خدمة ألا وهي " كتابة المقالات " ادرجتها على الموقع ورحت انتظر اقبال طلب على خدمتي المتواضعة وماهي الا يوم او يومان حتى اقبلت اولى الطلبات فتوجهت كليا الى الكتابة والإبداع فيها وفي كل مرة ابحث عن الخدمات الغير موجودة وادرج تعليقاتي عليها عسى ان يطلب خدماتي المشترون كما اني كنت انغمس في قراءة قوانين الموقع متفاديا بذلك كل الفجوات التي يقع فيها الباعة المبتدئون كحالي بل تعديت الأمر الى رصد اخطاء المحترفين وكلي أمل في الحصول على حساب محترف .
بدات الطلبات تتهاطل كالغيث النافع وبدأ العمل الحر يحقق النجاح لدي واكتسبت في تلك الفترة مشترون تحولوا الى عملاء ومن ثمة تحولوا في اغلبهم الى أصدقاء والحمد لله وصار خمسات مكان تواجدي خلال اليوم والليلة بل حتى ان العديد من الأصدقاء من كانوا يزورونني في البيت او على الفيسبوك ويقولون لمن يبحث عني " إن لم تجده بالبيت فهو حتما بخمسات هههه".
كان البعض من الأصدقاء منهم من على الفيسبوك ومن هم القريبين مني لا يؤمن البتة بـ فكرة العمل الحر بل انه كان منهم من يثبطني بعبارات مثنية يقولون " دعك  من الأوهام فلا ربح من الانترنت ولن تكسب درهما واحدا فأنت تهدر وقتك وصحتك " في حين كان آخرون يشجعونني ويحثونني على الإقبال والمواصلة .
يا الهي وكأني تناسيت حالتي المرضية بل حتى انني بدأت اتخلص منها وأقهرها شيئا فشيئا بالتفكير في ادراج خدمات جديدة تكون مجالا آخر للربح والعطاء وكسب الآخرين .
بعد ان تجاوزت كسب المائة دولار قلت في نفسي " هل يمكنني تجربة التسوق من النت عساني انجح او ربما انا اهدر وقتي بالفعل " فجربت ارسال جزء من ارباحي من خمسات الى البايبال ثم الى البايونير ..يا الهي لقد نجح الأمر وصارت الماستر كارد خاصتي مفعلة سأجرب شراء شيئ ما .
استفتحت التسوق من النت بشراء أقراط صغيرة لإبنتي اسماء صاحبة العامين من العمر – حفظها الله – وشراء كاميرا للكمبيوتر فكرت بأن انشئ بها خدمة تسجيل فيديوهات .نعم انه العمل الحر يفتح امامك حرية التفكير واستثمار كل ما تشتري وتقتني في الكسب والخدمة .
ادرجت طلبا لإحدى شركات البيع الإمريكية وصرت انتظر تحقيق الحلم بل كنت اراه مستحيلا  ويراه الآخرون ضربا من الخيال حتى عائلتي واخوتي الذين أقطن معهم .
مرت 25 يوما واذا بساعي البريد من بلدتي التي كنت اقطنها يدق هاتفي ويقول لي " وصلتك مقتنيات من الخارج عليك باستحضار نسخة من بطاقتك الوطنية وبأن تأتي لاستلامها غدا او بعد غد " , تلاعبت بخاطري العديد من الأحلام والهواجس فلم اصدق ما يحدث معي !!  فكتمت الأمر حتى الصباح .
توجهت في الصباح الباكر الى حيث مركز البريد طلبا لساعي البريد الذي التقيته هناك فقابلني بابتسامته المعهودة وماهي الا دقائق حتى كنت استلم اول طرد لي من امريكا , حملته مسرعا بعيدا عن العيون وقصدت البيت وما إن فتحته امام العائلة فإذا بأغراضي التي طلبتها قبل مايقارب الشهر تصل ..يا الهي انها ثمرة المجهود والعمل الحر الذي كان مستحيلا ها هو يتحقق بكل يسر .
" الحمد لله الذي اذهب عني الحزن " ..طغت نشوة الإنتصار على الوسواس المرضي وتخلصت من اكبر نسبة من حالتي المرضية وترسخت في ذهني فكرة التحدي التي صنعها في ذاتي العمل الحر والحمد لله .
امظيت طريقي وبشير يدعمني على اكمال المسيرة قدما نحو التألق فحصلت على حساب محترف بخمسات وإذا بطلبات الخدمات تنهمر كالسيل واذا بإرادة العمل تحطم ما أمامها من عوائق .
حصلت في هاته الفترة الوجيزة على دخل لا بأس به فقررت تذوق هذا الدخل خلال رمضان الفضيل , وقلت في نفسي سأغير وجهة الإستفادة من هذا الدخل فتراءى امامي سؤال يطرحه العديد من ممتهني العمل الحر وهو في بداية مشوارهم " هل من الممكن ان تتحول هذه الأرقام التي هي على خمسات الى أموال اتحسسها بيدي ..سأجرب " ..
استعنت بأحد الأصدقاء الخبيرين بتحويل الأموال فلم يتوانى في مساعدتي بل تولى امر التحويل بنفسه بحسب ما تقتضيه قوانين التحويل , فتوجهت الى احد المنتديات الكبيرة بمنطقتنا وضعت اول طلب لي بعد ان حصلت على العضوية فيه - طلب بيع مبلغ من المال - وتحويله الى الدينار الجزائري غير متأكد من النتيجة , وما إن وضعت الطلب بطريقة قانونية تخضع لإدارة المنتدى المحترم كنت قد وقعت في بعض الأخطاء التقنية لكن المشرفين على هذا القسم سخروا كل مجهودهم في توجيهي الوجهة السليمة – جزاهم الله خيرا – وشجعوني على النشر .
نشرت الموضوع وما هي الا ساعات حتى اقبل اول مشتري يطلب المبلغ كاملا بما حددته انا من سعر فلم اصدق , وقال لي بالحرف الواحد توجه الى مركز البريد في الصباح ستجدني حولت لك المبلغ المتفق عليه .
رغم الصوم والحرارة المصاحبة له وكان يوم سبت حيث ان مراكز البريد تعمل فقط في الفترة الصباحية إلا اني صليت الظهر وتوجهت الى اقرب مركز بريدي الينا فوجدته لحسن الحظ مفتتحا لسبب واحد وهو ان مراكز البريد ستبقى تعمل طيلة هذه الأيام التي تسبق العيد تمكينا للأفراد من سحب ارصدتهم .
سحبت الشيك من جيبي ويدي ترتجف ..هل اضعه في الطابور ام لا ..شعور مزيج بين الإقدام والإعراض  لكنني قررت وضعه في الأخير ...تعاقبت عملية الكشف عن العديد من الشيكات التي تسبقني وقلبي يدق ..يا الهي ان الموظف يسحب شيكي ..يا الهي يضع الكود ..يا الهي يمسك قلما ..يا الهي انه يمسك قلما ويكتب عليه ...ينادي باسمي ..امسك الشيك خاصتي ..انظر اليه بدقة ..يا الهي كم انت كريم  لقد تم الشراء وتم التحويل الحمد لله .
عدت بأدراجي نحو البيت وانا احمد الله على هذه النتائج الإيجابية التي استخلتصتها من ممارسة العمل الحر وها انذا الخص تجربتي المتواضعة والقصيرة جدا لكل قارئ او لكل من يرغب في ممارسة العمل الحر على خمسات او عبر احد منصات الحر العربية او غيرها :
اساسيات امتهان العمل الحر :
  • ·        التوكل على الله اولا واخيرا
  • ·        استحضار نية العمل والكسب الحلال
  • ·        التخلص من كل مشاعر الملل والإنطلاق بإرادة تحقيق الذات
  • ·        الإنتقال من نوايا التجريب الى نوايا العزم والمواصلة
  • ·        السعي وراءالتجديد في تقديم الخدمات والبحث عن الموهبة في مكامن الذات ومن خلال تجارب الآخرين

مكاسب العمل الحر :
  • ·        الإلتزام
  • ·        اكتساب دخل اضافي تحدده انت من خلال جهدك وسعيك
  • ·        اكتساب خبرات وتجارب جديدة
  • ·        اكتساب معارف واصدقاء وعملاء
  • ·        التخلص من الفراغ بشكل نهائي
  • ·        التمكن من خلق برنامج يومي حياتي لك
  • ·        اكتساب عقلية مبدعة تبحث عن الجديد والتجديد
  • ·        التخلص من مغبات الشارع والفراغ
  • ·        اكتساب توجه ايجابي
  • ·        وهذه تخصني انا * التخلص من حالتك المرضية مهما كا نوعها * وقد يجربها الكثيرون فتنجح معهم بحول الله

عادات ابتعد عنها :
  • ·        لا تقدم وعودا كاذبة لعملائك
  • ·        لا تغتر
  • ·        لا تقلد تقليدا اعمى

نصيحتي :
كن ايجابيا في عملك وتعاملك وارسم لنفسك صورة النجاح الشخصي والمادي لأنك وحدك من يتحكم بذلك ..ولا تنسى " وشاورهم في الأمر "

" فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض "


تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تحميل كتاب قوة المواجهة الايجابية‎

تحميل كتاب اكتشف ذاتك للدكتور بشير الرشيدي

هل تبحث عن طريقة سهلة للتغيير ..موجودة