السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مثقفون ليبيون يناقشون مخاطر الإرهاب ببلادهم

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شارك مجموعة من المثقفين الليبيين، وسط حضور كبير من الجالية الليبية بمصر، في ندوة بعنوان "ليبيا والإرهاب"، أقيمت بقاعة ضيف الشرف، ضمن فعاليات معرض الكتاب رقم 46، تحدث فيها كل من د.مصطفى الزائدي، ورمضان البحبح، وإدارةا عمر الحامدي.
افتتح "الحامدي" الندوة بشكر الشعب المصري، الذي رحب بأكثر من مليون نازح ليبي هجروا من بيوتهم فيما وصفها بثالث هجرة في التاريخ الليبي، ثم ذكر تعريفا مختصرا للإرهاب وقال لا يجب أن نخضع للإعلام الذي يريد أن يجعل العرب والمسلمين إرهابيين ولابد أن نرفض ذلك فديننا سماوي ولغته ثقافية وإنسانية لا تهدف لإيذاء الغير أو أخذ أموالهم.
بعد ذلك بدأ د.مصطفى الزائدي كلمته بالترحم على شهداء الإرهاب في كل بقاع الأرض.
وقال: إن الإرهاب في ليبيا ما كاد أن ينتهي حتى جاء الاستعمار الحديث وما فعله في ليبيا من تقتيل وتهجير ونفي إجباري إلى جزر مقطوعة في البحر المتوسط، فقد روج الاستعمار الإيطالي أن ليبيا بلاد بلا شعب فهجروا الشعب وبدأو في توطين الأسبان في ليبيا حتى عام 1970 عندما طردت المقاومة الليبية 30 ألف إيطالي كانو مستوطنين، وبالرغم من ذلك فإن ليبيا بعد ثورة الفاتح صنفت كدولة راعية للإرهاب مع أنها بقيادة الشهيد الراحل معمر القذافي كانت ضد الإرهاب، وقد تبنت ليبيا حركات التحرر الوطني وسميت الداعم الرئيسي لهذه المنظمات، ومع أن القذافي كان مؤيدا للثورة إلا أنه صنف إرهابيا، ولكن الإرهاب الحقيقي بدأ في الوطن العربي وليبيا بوجود الإخوان المسلمين.
وتابع: أغلب الليبيين يندرجون من قبيلة واحدة وعلى مذهب فقهي واحد فلا يوجد أي سبب لفتنة قبلية أو طائفية ومع ذلك تمكن الغرب من الوقيعة بينهم رغبة في تشويه الإسلام، كما عانت ليبيا من حصار اقتصادي لفترات طويلة ومازالت تعاني منه إلى الآن، وإني أعتب على المفكرين العرب تصديقهم للأكاذيب التي قالت أن القذافي قد قتل أحدًا أو أن مظاهرات حاشدة قامت ضده فلم تكن هناك أي مظاهرات وأنا مسئول تاريخيًا عما أقول، وصعد الأمر حتى صدرت أوامر بسحب الأسلحة من الجميع بما فيهم الشرطة، وكان من الممكن ألا تسقط ليبيا ولكن المثقفين العرب صدقوا قناة الجزيرة وتوقعوا بأن هناك قائد يقتل شعبه ولم يفهموا أنه يدافع عن بلده حتى اتخذ مجلس حقوق الإنسان قراره بناء على تقرير مزور من الإخوان.
وأضاف أن الجامعة العربية أصدرت لأول مرة قرارا بتجميد عضوية ليبيا والتخلي عنها، مع إن من قاموا بما يسمى بـ17فبراير، هم الجماعة الإسلامية ولا أحد غيرها ومن تعاطف معهم وغيرهم من الديكورات اللذين ما إن تمكنت الجماعة الإسلامية من السيطرة ألقت بهم في الشارع، وهم الآن يتباكون، فقد سقطت ليبيا والسلطة الموجودة حاليا هي سلطة صورية لدولة مفتتة ولا علاقة إدارية بين مدنها، والسيطرة الأكبر للجماعة الإسلامية المقاتلة الذين يملكون مشروعا سياسيا ويدافعون عن مصالحهم.
وعن مخاطر ما يجري في ليبيا قال: مأساة الإرهاب في ليبيا والمآسي التي حصلت من 2011-2013 غير مسبوقة ولا أظن أن البلاد ستمر بوقت أسوأ مما هي فيه الآن، فما يجري في ليبيا ترتيب غربي لضرب الجيش المصري والجزائري لأنهما ما تبقى من قوة في الأمة، فنشر الفتنة وتدمير مصر وليبيا وتونس والجزائر من مخاطر ما يجري الآن في ليبيا.
وتساءل رمضان البحبح: "لماذا لم توصف إلا المنطقة العربية بالإرهاب والعرب دائما في موضع الضحية ولم يذهبوا للعالم ويقيموا عليه حربًا وبالرغم من ذلك يطلق عليهم إرهابيين، لأن ما بعد الحروب تنشأ ردود الأفعال وهنا يدخل مفهوم الإرهاب، كما في أفغانستان عندما تدخلت أمريكا ودعمت مجموعات قد لا تكون متطرفة لمواجهة السوفيت في حرب عصابات نتج عنها ما يسمى بالقاعدة فيما بعد، وهي نتيجة وليست سببا، كذلك المجموعات المتطرفة بعد حرب العراق وسوريا وليبيا بعد هجوم الناتو في2011، إذن علينا نحن كمثقفين إدراك أن هذه الحركات تخرج بعد الحروب كالديدان التي تخرج من الجسم بعد الموت".
وأضاف: "لا نملك تفسيرا لمصطلح الإرهاب ودائما ما يكون هناك جدل حوله، وأي شيء يخالف مصلحة الغرب هو إرهاب بالنسبة لهم، فالإرهاب خوف ورعب، والغرب يخاف من الدولة القوية لذلك يعمل على تدميرها لينتهي الخوف منها، فما يشكل خطرا على الغرب هو الإرهاب وليست الحركات الموجودة اليوم، فأي نظام قوي يكون في نظر الغرب إرهابا وسيقول عنه أنه نظام ديكتاتوري –كما فعل مع ليبيا- مع أن الديكتاتورية متفشية في العالم العربي لكن لم يتحدث عنها أحد، وكان استهداف ليبيا أيضًا لرفعها شعار الوحدة العربية وتبنيها لقضية تحرير فلسطين".
وتابع: "ما حدث في 2011 كنا نتوقعه ونخشاه من 30سنة، فالحركات الإرهابية مدعومة من الغرب الاستعماري والرأسمالي ولعل ذلك يتضح الآن جليا في الخطاب الإعلامي في الغرب الذي يقول نحن ضد تمدد داعش، فهم ضد تمددها لكنهم ليسو ضدها، وهي جماعة من صنيعهم كجبهة النصرة وغيرها".